القدس العربي: 'كل قتيل يسقط من أبناء الجنوب يوقد من جديد روح النضال

[معتزالعيسائي]

اليمن: سقوط 3 ضحايا واصابة 5 آخرين مع تجدد المواجهات بين رجال الامن ومحتجين في الجنوب

09/06/2009

لحج (اليمن) ـ 'القدس العربي' من خالد الحمادي: شهدت محافظة لحج جنوب اليمن أمس اشتباكات دامية بين قوات الامن والمواطنين الذين لبوا نداء 'الحراك الجنوبي' للمشاركة في جنازة تشييع أربعة من ضحايا اضطرابات الاسبوع الماضي. وشارك في جنازة التشييع التي جرى الترويج لها مسبقاً كمناسبة سلمية أخرى للتعبير عن وجهة نظر الجنوبيين غير الراضين عن أوضاعهم المعيشية في ظل الوحدة بين شمال اليمن وجنوبه نحو 100 ألف مواطن من الجنوب. وذكر شهود عيان أن سير الجنازة انتهى على نحوٍ مؤسف حيث لقي هذه المرة 3 متظاهرين مصرعهم وأصيب 5 آخرون بإصابات بليغة.
وذكر شهود عيان لـ 'القدس العربي' أن سقوط القتلى والجرحى أمس وقع عندما حاول عدد كبير من المتظاهرين اجتياز نقطة التفتيش الأمنية الرئيسية في منطقة العند، والتي تعد المدخل الرئيس لمحافظتي لحج وعدن من قبل العاصمة صنعاء والعديد من المحافظات الأخرى.
وأوضحوا أن رجال الأمن حاولوا منع المتظاهرين من اجتياز النقطة الأمنية ولكن المتظاهرين لم يستجيبوا لذلك، رغم أن رجال الأمن استخدموا القنابل المسيلة للدموع وأطلقوا الأعيرة النارية في الهواء لمحاولة إثنائهم عن ذلك، ما اضطر رجال الأمن إلى استخدام الرصاص الحي صوب المتظاهرين، وسقط على الفور القتيل الأول، وأصيب الآخرون بجروح متفاوتة كانت إصابات بعضهم خطيرة، ما أدى الى وفاة اثنين منهم متأثرين بجراحهم.
وأكد شهود عيان أن مظاهرة أمس كانت الأكبر من نوعها في المحافظات الجنوبية اليمنية بحيث شلّت الحركة تماما في كافة مناطق مديرية ردفان التابعة لمحافظة، التي كانت الملتقى لتجمّع المتظاهرين، والمكان لدفن القتلى السابقين من مناصري الحراك الجنوبي.
ومن المتوقع أن تشكل مواجهات أمس بين المتظاهرين ورجال الأمن وسقوط القتلى والجرحى شرخا جديدا في محاولات المعتدلين لحل المشكلة الجنوبية.
وقال متظاهرون بارزون لـ 'القدس العربي' إن 'كل قتيل يسقط من أبناء الجنوب يشعل فتيل أزمة جديدة ويوقد من جديد روح النضال سعيا لنيل الحقوق، كما يدفع بالمواجهات من جديد بين السلطة والحراك الجنوبي نحو المزيد من التصعيد، ونحو ارتفاع وتيرة التصعيد'.
وكانت السلطة أوقفت أمس كافة خدمات وسائل الاتصالات الهاتفية الخليوية (النقالة) عقب خروج المظاهرة الكبيرة من جميع مناطق محافظتي لحج والضالع المجاورة لها، لوقف التواصل بين قادة الحراك الجنوبي في هذه المحافظات، للحيلولة دون وقوع المزيد من التصعيد والمواجهات.
ولوحظ أن جميع مناطق ردفان التابعة لمحافظة لحج أخليت سلفا من جميع مظاهر التواجد العسكري والأمني الحكومي، بعد أن شهدت العديد من المواجهات بين القوات الحكومية ومناصري الحراك الجنوبي، وسقط خلال العديد من القتلى والجرحى.
وأصبحت مناطق ردفان جميعها في قبضة المسلحين من أتباع الحراك الجنوبي، والذين تكفلوا بحفظ الأمن فيها، إثر غياب قوات الدولة تماما عنها.
وشارك لأول مرة في هذه المظاهرة الحاشدة الكثير من المغتربين اليمنيين الجنوبيين في دول الخليج العربي ووفّروا الكثير من السيارات ذات اللوحات الخليجية لنقل المتظاهرين من العديد من المناطق المتباعدة إلى مكان تجمع المظاهرة في منطقة الحبيلين بردفان في محافظة لحج.
وكان منظمو مظاهرة أمس من الحراك الجنوبي أصدروا بيانا بهذه المناسبة تلقت 'القدس العربي' نسخة منه طالبوا فيه بفك ارتباط الجنوب عن الشمال اليمني، وناشدوا دول مجلس التعاون الخليجي تحديدا بمساعدتهم في الوصول إلى هذه الغاية التي دعا لها مؤخرا رئيس دولة الجنوب الانفصالية التي أعلنت خلال حرب عام 1994 علي سالم البيض.
وقال البيان إن 'الخطوة المطلوب القيام بها من قبل السلطة لإثبات مصداقية دعوتها للحوار هو رفع المظاهر العسكرية ووقف الاستحداثات العسكرية وسحب الوحدات العسكرية من الجنوب والإفراج عن كافة المعتقلين دون قيد أو شرط ووقف الملاحقات والمطاردات والافراج عن المرتبات الموقوفة وإلغاء الإجراءات الاستثنائية على الصحف'.
وطالبوا كذلك بـ'إحالة كل المتسببين بالأعمال الإجرامية التي طالت أبناء الجنوب وازهقت أرواحهم ومن يقف خلفهم لمحاكمة عادلة، والتسليم بحق شعبنا في الرأي والتعبير كامل الحرية بمختلف الوسائل السلمية والكف عن ممارسات القمع تجاههم'.
وشدد البيان على أنه بدون الاستجابة لهذه المطالب ستظل 'أي دعوة للحوار هي مجرد ذر للرماد في العيون... ولن تنطلي على شعبنا في الجنوب وحراكه السلمي'.

http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\08qpt54.htm&storytitle=ffالي من: سقوط 3 ضحايا واصابة 5 آخرين مع تجدد المواجهات بين رجال الامن ومحتجين في الجنوبfff&storytitleb=&storytitlec=