مسئولون محليون يعتبرون الإحتفال بالوحدة مهرجانات عزاء

[تحرير الجنوب]

مسئولون محليون يعتبرون الإحتفال بالوحدة مهرجانات عزاء
في ذكرى الوحدة ..لحج: ضجيج احتفالات وغياب دولة
23/05/2009 الصحوة – غالب السميعي



«الوحدة» كانت حلم كل اليمنيين فمنذ إعادة تحققها في 22 مايو 1990م وحتى اليوم ما زالت هناك أخطار كثيرة تتهددها نتيجة السياسات الرعناء وعجز تلك السياسات عن الحفاظ عن الوحدة وتحقيق مضامينها السامية، بعضهم ردد أن «الوحدة انتهت» برغم هيئات وجمعيات حماية الوحدة التي أوجدتها السلطة التي كانت تقول إن الوحدة راسخة كرسوخ جبل شمسان وعيبان ما تزال السلطة هي المتهم الوحيد في وأد ذلك الحلم الجميل وفي تردي أوضاع البلاد.

ماذا عن أوضاع محافظة لحج في الذكرى الـ19 للوحدة اليمنية وكيف ينظر المواطن اليوم للوحدة، في السطور القادمة إجابات وأنين بعض المقهورين.

مناطق ساخنة برغم الاتفاق الذي أنجزته اللجنة الرئاسية برئاسة الوزير السابق عبدالقادر هلال والمجلس المحلي بردفان لحل القضية إلا أن ردفان ما تزال كما يقول عيدروس صالح حسين، محاصرة بالقوات من كل الاتجاهات، وبالتالي فإن الوضع قابل للانفجار من جديد وعودة المواجهات بين الجيش والمسلحين، وتعد ردفان بمديرياتها الأربع (الحبيلين، حبيل جبر، الملاح، حالمين) من أسخن المناطق في لحج بل في المحافظات الجنوبية كلها حيث شهدت المنطقة مواجهات مسلحة بين الجيش والأمن من جهة وعدد من المسلحين من جهة أخرى، وقد أسفرت تلك المواجهات عن قتلى وجرحى وخسائر مادية وتشريد عدد من الأسر وإغلاق المحلات التجارية، بينما ما يزال ثلاثة من القتلى في الثلاجة، وشهدت المنطقة قطع الطريق العام وقيام عدة مظاهرات احتجاجية.

وكان (مشترك) لحج قد طالب بإيقاف المواجهات وسحب الجيش وإنهاء الاستحداثات العسكرية وحذّر من خطورة تأزم الأوضاع كما طالب بحل مشاكل المواطنين وإعادة الحقوق المنهوبة.

غياب الدولة

تعد مديرية طور الباحة عاصمة منطقة الصبيحة ويتميز أهلها بالشجاعة والإقدام وكانت المديرية قد شهدت اضطرابات ومواجهات بين الأمن المركزي والمواطنين العام الماضي حيث قتل الشيخ يحيى الصوملي وحافظ محمد حسن عضو المجلس المحلي برصاص الأمن المركزي بتاريخ 5/5/2008م ومنذ هذا التاريخ رحلت الدولة بعد أن قام عدد من المواطنين باحتجاز 18 جندياً من الأمن، مطالبين بتقديم الجناة بمقتل الشيخ الصوملي وعضو المجلس المحلي حافظ محمد الاصبح وبعد تدخل أحد المشائخ والذي كلف من جهات عليا لحل المشكلة تم إطلاق سراح الجنود وتم دفن القتيلين بعد وعود بتقديم الجناة للعدالة إلا أن كل ذلك لم يتم مما جعل الناس في حال من الغضب وتنظيم المظاهرات.

رحلت الدولة من طور الباحة وشل أجهزتها وكذا المجلس المحلي مما اضطر أمين عام المجلس المحلي عز الدين السروري لتقديم استقالته، ورفض المواطنون وصول أي مسؤول للمديرية بل أغلقوا المكاتب الرسمية، وأعلن حينها شقيق الشيخ المقتول يحيى الصوملي نفسه حاكماً لطور الباحة يحل منازعات الناس ويجبي الضرائب حتى اليوم برغم انتخاب أمين عام جديد للمجلس المحلي وتعيين مدير عام المديرية، ولا يزال ياسر الصوملي حاكم طور الباحة أقوى من السلطة وبرغم زيارة وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالسلام الجوفي مطلع هذا الأسبوع للمديرية وتقديم وعود سخية من أجل استتباب الأمن حيث وعد ببناء مجمع تربوي للمديرية و20وظيفة للإناث وتأثيث وترميم مدارس المديرية وتقديم المعونات وغير ذلك، إلا أن مدير المديرية المعين الجديد عبدالخالق علي أحمد غير قادر على ممارسة مهامه بسبب رفض عدد من المسلحين الذين يتمترسون بالجبال.

ويتهم المدير العام مسؤولين نافذين في المحافظة بأنهم وراء ذلك، ويصف المدير العام الأمن بالمديرية بأنه ميت وأن المسلحين من الحراك الجنوبي.

ويقول عصام الأهدل: إن الدولة بدلاً من أن تحل مشاكل المديرية قامت بإرسال تعزيزات عسكرية مما جعل المواطنين يواجهون تلك التعزيزات ويرفضون دخولها إلى مناطقهم.

وأضاف: إن وضع المديرية من حيث الخدمات يرثى لها فلا تكاد تجد شيئاً جميلاً ينسب للسلطة مما جعل الناس يسخطون على النظام وخير دليل على ذلك منعهم للجان القيد والتسجيل السابقة وخروجهم باستمرار في مظاهرات حاشدة ضد السلطة.

كرش وثورات المنصب

تعد منطقة كرش إحدى زوايا مثلث المناطق الساخنة في المحافظة (ردفان-الصبيحة- كرش) لم تهدأ من احتجاجاتها المتكررة اعتقل منها كثير من الناشطين ولا يزال أبناء كرش يطالبون بتوفير مقومات الحياة من خدمات المياه والكهرباء وغيرهما وكذا المطالبة بأن تكون كرش مديرية بل ذهب بعضهم بالمناداة بعودة البراميل ولم يسلم فريق الفضائية اليمنية (اليمن) مطلع هذا الأسبوع من تجمهر المواطنين ومنعهم من تنفيذ تحقيق عن الوحدة في ذكراها الـ19.


الخدمات

تعيش مدينة الحوطة عاصمة المحافظة وكذا تبن حالة من الضمأ الشديد خاصة مع فصل الصيف الحار، ولم تعرف المدينة انعدام المياه من قبل وبرغم المطالبات المستمرة للمواطنين إلا أنه لا حل لدى السلطة المحلية تنقطع المياه عن منازل المواطنين مما يضطرهم طلبها من أماكن بعيدة و السهر ليلاً لتعبئة ما يمكن تعبئته، ومن العجب أن تكون (لحج) ممولة لمحافظة عدن بالمياه لكنها تعاني من الجفاف في ظل استنزاف ثلاث شركات للمياه في المحافظة للمياه الجوفية وكذا بعض المزارع وأصحاب المدن الاستثمارية. هذا بالنسبة للمياه أما الكهرباء فلا يمر يوم دون أن تنقطع مرات كثيرة.

كما أن الجفاف يضرب عدة مديريات في يافع وردفان والصبيحة وليس هناك أي حلول من السلطة. احتفالات السلطة وأنين المواطنين رفضت أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة لحج حضور احتفالات السلطة بعيد الوحدة الـ19 وذلك يوم الأحد الماضي 17 مايو، وقالت في تصريح على لسان رئيس اللجنة التنفيذية حامد صالح عرابة إن هذه الاحتفالات ماهي إلا ضجيج إعلامي كاذب من أجل هدر مزيد من المال والوقت.

وأضاف: إننا نقاطع مثل هذه المظاهر الزائفة ونطالب بإصلاحات حقيقية لحماية الوحدة بعيداً عن هذا العبث وتكرار الكلام المناسباتي في كل عام.

ويقول الأكاديمي سعيد علي سعيد: الوحدة اليمنية حلم كل مواطن يمني والدفاع عنها واجب ديني قبل أن يكون واجباً وطنياً ولكننا كنا نطمع أن تكون الوحدة سبباً لرقي الشعب اليمني، وتقدمه في الجانب الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ولكن للأسف فبعد مرور 19 عاماً لم يستفد الشعب من الوحدة بل استفادت فئة من المسؤولين المتنفذين منها فقط وهم اليوم الذين يصدعون رؤسنا بالاحتفالات وينفقوا من أموالنا المليارات لذلك. وأكد سعيد أن أكبر خطر يهدد الوحدة هو الظلم والفساد مطالباً بحل القضية الجنوبية سريعاً كما أكد أن السلطة اليوم تمثل بسياساتها الخاطئة خطراً كبيراً على الوحدة.

كما طالب بتحقيق العدل والأمن وتوظيف الشباب من أجل تثبيت الوحدة، وكذا إيجاد دولة المؤسسات الديمقراطية وإشراك القوى السياسية الفاعلة في الساحة.

بينما يرى عيدروس الدهبلي أن الاحتفالات بالوحدة في ظل هذا الوضع ما هي إلا مهرجانات عزاء. وقال أن سياسات الحاكم بعد 1994م قضت على آمال وأحلام الجميع وحولت مشروع الدولة المدني إلى مشروع قبيلي وهذا ما يتنافى مع أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر التي دعت للتحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل. حامد عبدالله حامد: يرى أن إنفاق المليارات في هذه الاحتفالات والشعب يعاني الأمرين جراء سياسة الحزب الحاكم إنما هو غباء سياسي وهروب من حل أزمات البلاد.

وأضاف: لا أعتقد أن المواطن سيفرح وهو جائع أو خائف أو مظلوم وأن من يفرح اليوم هم مجموعة من المتنفذين الذين استغلوا وحدة البلاد لمزيد من الثراء على حسب الشعب.

أخيراً: في شهر الوحدة المباركة يتوافد المسؤولون إلى المحافظة وهم الذين لا يزورونها إلالماماً وتصرف الوعود، ويؤتى بالمقصات الحادة لقص شريط افتتاح مشروع ميت أو قديم فتح أكثر من مرة لا لشيء إلا ليقال هذه هي منجزاتنا، أربعة مصانع في المحافظة وما تزال المحافظة كما هي. فقر مدقع، وبطالة تتضخم كل عام، وتغيب الخدمات والتنمية الحقيقية ومضامين الوحدة، وتحضر المهرجانات الاحتفائية الرسمية والتي تتسم كل عام بالتكرار الممجوج والمدائح المنافقة، بل إنه كلما حزب الأمر وزدات الفعاليات وتتالت الصرخات والمطالب تحضر الحلول الترقيعية الآنية ثم تظل هذه السلطة في طريقها الخاطئ سادرة تنتهج سياسة مكيافلي. لكي تستمر في تشبثها بالسلطة وليذهب شعبها ووحدته إلى الجحيم إنه قربان في عرفها للاستمرار في نزقها وفسادها، ولا عجب أن نسمع ونحن نعد هذه المادة ما لا يرضي عن الوحدة، آثرنا تركه إلا أنني أختم بما قاله العامل البسيط (صالح) عن الوضع بأنهم يحتفلون بالوحدة ويوقفون الصحف ويأخذون حقوق الناس هذا ليس عيد الوحدة إنه عيد (السرق)