الثورة ومكامن القوة الجنوبية

[ابو عدنـان الحضرمي]

– أحمد سالم بلفقيه

الأربعاء - 22/04/2009 - 06:15:44 مساء

بسم الله الرحمن الرحيم

الثورة . . ومكامن القوة الجنوبية – أحمد سالم بلفقيه

شبكة شبوة برس – خاص - من خلال هذا المقال نحاول تلمس مكامن القوة الجنوبية المجتمعية في بلدنا الغالي الجنوب، ومن أهمها مؤسسات المجتمع المدني الحضري من جماهيرية ومهنية وإبداعية، ولكن بدخولنا وحدة 22مايو المشروع السياسي الخاسر، الذي كان المفروض أن يكون مشروع سياسي حضاري ولكن شاء القدر أن يجهض ويضرب منذ لحظات ميلاده وساعاته الأولى وأستمر يضرب لمكامن القوة الجنوبية، لذا بدؤوا بداية المصر وفق منهج مبرمج على القضاء والإجهاض للجنوب من خلال الضرب والطرق للمفاصل ومنها خاصة المؤسسات الاجتماعية الجماهيرية والمهنية والإبداعية وصار واجب ولزاما علينا أعادة بنائها من جديد ونحاول تلمس الطريق لإعادة بنائها متجاوزين الماضي وسلبياته، وفق رؤية غير منظورة وقد تكفل بها الثوار الحكماء .

مؤسسات المجتمع المدني الجنوبية ما قبل مايو 1990م :

لقد ورث الجنوب تركة مؤسسية من المؤسسات المكونة والدالة على مدى الرقي كمجتمع مدني حضري وما وصله مجتمعنا من تطور مؤسسي، فعلى سبيل المثال فأن مجالس الإفتاء في حضرموت قد بدأ تكوينها منذ ما قبل الحرب العالمية الأولى وكذا المجالس البلدية والقروية في كل من السلطنات بما فيها الكثيري والقعيطي وكذا فأول فرقة كشافة كان من بدأ تشكيلها وتأسيسها وتدريبها الأستاذ القدير ( حسن شيبه ) سكرتير دولة الحجاز، الشريف حسين وقد كان هذا بعيد سقوط دولة الأشراف بالحجاز، وفي عدن أسست الحركة الكشفية في العام 1919م وكذا المدارس الحديثة .

لذا فأن التركة الموروثة للحزب الاشتراكي تركة مؤسسية لمجتمع مدني فكانت النقابات أول من قاد في عدن النضال ضد المستعمر البريطاني، وكانت النقابات العمالية الرائدة، وكذا فأن النقابات والروابط الطلابية هي أيضا كانت الرديف الأساس والمساند للعمل النضالي الجماهيري، وكانت هي من تسند وتحشد للجبهات، سواء كانت الجبهة القومية أو جبهة التحرير أو حزب رابطة الجنوب العربي ، الذي صار فيما بعد التنظيم السياسي للجبهة القومية ثم الحزب الاشتراكي اليمني، وذلك بعد التحرر والاستقلال .

وبعد الاستقلال فقد أكمل الحزب الاشتراكي الدورة كاملة حيث عمل من الدورات التآهلية والتدريبية لأعداد الكوادر التي اكتسبت درجة عالية من المهارة في أغلب نواحي العمل المؤسسي المهني والإبداعي وبهذا التراكم كان الرافد والسند الأساس في انطلاق الثورة ذات التأصيل المؤسسي لذا فقد صعب القضاء عليها بالرغم من (سلبيات الموروث) الذي ورثناه خاصة وأن التجربة كانت من التجارب الاشتراكية والمشهود لها حيث كان الاشتراكيون يركزون جل جهدهم على المؤسسات والعمل المؤسسي ( مؤسسات المجتمع المدني ) وذلك من خلال ما قاله الفيلسوف الألماني هيجل في نظريته الشهيرة ( الديالكتيك ) فهي البديل الذي سيحل محل النظام الرأسمالي والذي سيدمر نفسه بنفسه وهم أصحاب المصلحة الحقيقية للتغيير في كل زمان وكل مكان .

مؤسسات المجتمع المدني ما بعد مايو 1990م:

لقد شنت قوى السابع من يوليو 1994م هجمة شرسة لضرب وتدمير كل مؤسسات المجتمع المدني والحضري في جنوبنا الغالي بشتى الوسائل وكل السبل والطرق، فقد شقت في البداية النقابات التدريسية، وباع الأساتذة الجامعيون مكتسباتهم الحقوقية في سبيل الحصول على بعض من حقوقهم المطلبية، وتنازلوا بالكثير مقابل الوعود، حتى صار التعيين لنخبتنا التدريسية طريق بدلا من الانتخابات، وكذا النقابات دمجت وخلطت مع من لا يمتلك الخبرة حتى صارت مزيج عجيب شبيه بالنقابات، وصارت جميع أو أغلب المؤسسات الجماهيرية والنقابية والإبداعية رديف وسند لمجتمع قبلي مؤسسي يعمل على خدمة القبيلة كمؤسسة ضامنة وصمام أمان الإدارة الحاكمة والمتحكمة بالشعب وصار الشعب بمؤسساته في خدمتها فمن خلال سن القوانين واللوائح صارت المؤسسات لا تتكون ولا تتشكل إلا بعد الحصول على رخصة مزاولة العمل الطوعي المؤسسي في كل النواحي ولا تحصل على المساعدات والتأهيل والتدريب ما لم تكن الإدارة راضية عنها وفي وفاق معها، فبدلا من أن تكون المؤسسات هي الرقيب المحايد على مؤسسات الدولة وصاحبة المصلحة من التأشير والتصويب صارت هي الامتداد الطبيعي للإدارة ولأحزابها المتحالفة استراتيجيا معها، فالأشراف الدوري وتقديم الحسابات الدورية الفصلية والسنوية والزيارات الرسمية من قبل الشئون الاجتماعية لضمان عدم شذوذها واستيعابها، فمن خلال سياسة هذا النهج الأرتدادي لمؤسسات المجتمع المدني والحضري للجنوبيين والجنوب فقد هدت مؤسساته بشكل ممنهج ومبرمج حتى أختل التوازن المجتمعي.

الجنوبيون وضرورة المرحلة :

بعد ما ساعدت قوى السابع من يوليو 1994م اليمنية بتراكمات أخطائها عجلت من استرداد الجنوبيون لتوازنهم وتأشير مكامن الضعف التي أختلت بفعل فاعل وليست اختلال طبيعي ولكنه ضمن منهج وبرنامج لذا كانت الثلة الصابرة من الثوريون المناضلون الصامدون الأوائل، لم تعاني طويلا لخلق سياسة الإحلال البديلة، ففي عام 1997م ثار الجنوب ولكن الظروف لم تنضج بعد ولكن في عام 2009م وتمهيداتها 2008م بتمادي الإدارة وبتراكم الأخطاء المميتة منذ 1990م مايو ثار الشارع الجنوبي وخلقت قيادات الضرورة التي منه أفرزت واليه انتمت فلم تركب بفعل فاعل، ولم تكن قد أستكمل بناءها المؤسسي ولكن بالقلة المناضلة( قليل من الأولين وقليل من الآخرين) أوجدت الأطر البديلة والمناسبة وضرورة المرحلة .

كيف يتم تحقيق الفصل والانفصال :

أن الوحدة لم تتم ولم تنتقل من الحالة السياسية فقد ظلت تراوح مكانها فللوصول لمرحلة الوحدة الوطنية لتذويب كل الفوارق وردم كل الفجوات، عليها أن تطور من حالة إلى أخرى فمن الحالة التجارية والاقتصادية عليها أن تتطور الشراكات بين اليمنيون والجنوبيون لخلق حالة من التشابك الاقتصادي حتى ينعكس على الحالة الاجتماعية خالقا حالة من التشابك الاجتماعي وصولا إلى توحيد وتشابك المصالح، لا هذا تم ولا هذا حصل ولم لن يحصل، فظلت الحالة الوحدوية هدف ومقصود سياسي واقف وثابت، فتحول إلى هيمنة واستبداد وقيل ضم وإلحاق، ولكنه فاق كل احتلال من النوع المذيب للهوية الماسخ والناسخ لكل مكامن القوة التي هي بالتالي قوة للجميع وسلك سلوك استيطاني بغيض دوني سمي وحدوي، وليس وسيلة للرفاة الاجتماعي الموزون والمتوازن،(كما هو جاري في الشراكات العالمية من أوروبية وغيرها حيث تتوحد المصالح وهي الضامن وهذا لم يكن موجودا عبر مراحل علاقتنا باليمن) وبحكم أن الوحدة قد قامت بين حزبين سياسيين متناقضين فأن الحالة السياسية المتناقضة ظلت على ما هي عليه، بين مؤتمر يمني وحزب اشتراكي (مختلط جنوبي عربي، يمني) يتركز في عدن فقط، لذا فقد أستمر التناقض وانعكس على الحالة الوحدوية التي لم تتطور من الحالة السياسية المقيتة والمرفوضة لدينا، ومن هنا وبعد الهزيمة للحزب الاشتراكي كان الحزب الاشتراكي له الدور الأول في التشكيل والمبادرة والريادة من خلال بعض عناصره التي ربما مرتبطة تنظيميا أو ليست مع التعديل والتغيير في الأسلوب والنهج المتبع تاريخيا لذا كانت الخصوصية وكانت حضرموت نقطة التأسيس الانطلاق والحشد عكس الثورة السابقة على الاستعمار البريطاني فقد بدأت حرب التحرير من جبال ردفان وكان الدعم والعمق (الجمهورية العربية المتحدة، بحضورها في اليمن) وحاضرا كانت من حضرموت عبر جبال ردفان والضالع ويافع امتدادا لحضرموت(ذاتية الدعم والعمق المتبادل)، لذا وبعد اشتعال الثورة في كل مناطق الجنوب على كل المناضلين أن يبدءوا في التأصيل والتجذير المؤسسي لتسريع عملية النصر :

1-العمل على فصل وإقامة المؤسسات الجماهيرية السياسية والنقابية والمهنية والإبداعية بكافة صنوفها من عمالية وطلابية ومهن تعليمية وهندسية قانونية وغيرها، وقد بدءوها رجال المجالس الوطنية وشباب الجنوب الأشاوس ونجاح والإعلاميون وغيرهم من لحق وسيلحق بركب المناضلين .

2-ترسيخ المبادئ والمفاهيم المؤسسية من خلال اللوائح التنظيمية التي تحتم على قيادة الصف في الهيئات الإدارية لمؤسساتنا بكل صنوفها أن يكونوا من ذوي الاتجاهات الوطنية المشهود لها باستقلاليتها لضمان تغليب مصلحة الأعضاء على التوجهات السياسية ومصالحها الضيقة لضرورة عدم التداخل والخلط بين القضايا الحقوقية والمطلبية والحالة السياسية العامة وتعارضهما المتناقض .

3-تطوير العمل النضالي إلى مراحله المتطورة من حالات التجمهر والأعتصامات والتظاهر المتقطعة وفق الأحداث والمناسبات الدورية إلى المستمر اليومي وقد وصلناها فليتخذ القرار إلى والأعتصامات المفتوحة ومن ثم إلى العصيان المدني الشامل حتى النصر، والعمل على توفير التغطية والدعم لضمان الاستمرار والصمود، وعلى أهلنا بالمهجر من تجار وعمال بفتح صناديق التبرعات ووضع اللجان المشرفة لتتحمل المسئولية فقد ظلوا لفترة بعيدين يعانون بمعاناتنا وقد حانت الساعة ودنت .

4-أنشاء جهاز سياسي وجهاز أعلامي خاص مرافق لشرح قضيتنا في كل المنظمات والهيئات الدولية، عاكس للمرحلة متقدم أو متزامن مع المستوى العام للشارع(حتى يكون هناك دفع وتجاذب متبادل أذا تخلف أحد طرفي المعادلة)، فالمسئولية لدى نخبتنا السياسية في الخارج المتمرسة والمحنكة قد بلغ وتمكن من بعضها اليأس حتى ترهلت وضعفت درجات المسئولية لديها حتى قرب من الخيانة لشعبها فهبوا فقد حانت الساعة ودنت.

5- الأعداد والتهيؤ لصيغ بناء الدولة من قبل ذوي المؤهلات، والتخصصات، على أن يكون مقارب من قانون إمارة دبي والطبيعة المشابهة لنا ولهم والطموح وصولا وإقامة الدولة الديمقراطية المؤسسية ذات الاقتصاد الحر(دعه يعبر دعه يمر) مع وجود الهامش الكبير للسماحات الضريبية والجمركية لزيادة عناصر الجذب وتقليل عناصر الطرد حتى نتمكن من السيطرة عليها، فقد دنا النصر أو صار قاب قوسين أو أدنى .

وبهذا نكون قد حققنا قفزة نوعية في طريق التعجيل والتسريع لانتزاع التحرر المنشود وطرد الغاصب المحتل بأقل الخسائر الممكنة وأنها لثورة حتى النصر فهبوا ياذئابنا الحمراء أبناء المناطق الغربية والوسطى، فأنتم من سيقصم الظهر وعمودهم الفقري فهي مشتدة بكم والبقية تأتي، كما بدأت مع الاستعمار السابق فأنها والله تشاهد من قريب وبالعين المجردة فقطيع الضباع منها ما جرح ومنها ما برك فأكثروا عليها من ضرباتكم وأوجعوها وأضربوها بمكامن فلا توجد بها قوة فقد خر البعض منها صريع ضرباتكم والبقية تنتظركم ياثوار الجنوب المحتل وشبابه الغيارى حاصروها في كل مكان واضربوهما بهمة الرجال وعزيمة الشباب وبحكمة الشيوخ والكهول والخزي والعار للجبناء المتخلفين ولضعفاء الأيمان أعداء أنفسهم والأجيال .

حضرموت...

[email protected]

شبكة شبوة برس

[ابو عدنـان الحضرمي]

بلفقية صاحب قلم ذهبي ووضع الحقائق ووضع علاج لها وكيف يتم استثمار هذا الزخم الجنوبي الهادر
بوركت الابداع دائما لدى الجنبين

[د.حسن صالح حسن (قمندان لحج )]

موضوع فيه كثير من الافكار الذي يجب ان تناقش وان تكون من ضمن مهام الحراك اليوميه واذا قدرنا ان ندخل منظمات المجتمع المدني في الحراك نقدر ان نشل حركه المحتل المدنيه وصولا الى العصيان المدني

[ضالعي حر]

الموضوع ثري بمحتواه .. استعرض تاريخ الجنوب المؤسسي والهيكل التنظيمي ..

تحيه لكاتب الموضوع والشكر للاخ ابو عدنان الحضرمي..

[قمة جبل]

[frame="6 80"]
نقاط منطقية تحتاج الى وقفة جنوبية صريحة
وضحت انة لابد من ايجاد موهلين للعمل السياسي والاعلامي وهذا ماينقص بعض الحراك الجنوبي بسبب تفرع وتفرخ كياناتة الاربعة
اشرت الى نقطة مهمة الا وهي جمع التبرعات من التجار الجنوبيين في الخارج وهذا ماينقص اخواننا بالفعل من تجار ومقتدرين لخدمة الجنوب الحبيب وبالذات في الوقت الراهن
نقاط كثيرة ومهمة واود ان اشير الا ان المنتديات تقوب بفعل شيى كبير ودور مهم في رفع كفائة الحراك الجنوبي كل الشكر للجميع
[/frame]