: الجنوبيون منذ الاستقلال حتى الوحدة--اقسامهم رؤاهم السياسية والاجتماعية-

[نبيل العوذلي]

كتب / الشيخ نبيل العوذلي *
<A href="http://adenfree.com/h#" target=_blank>الشيخ نبيل العوذلي نائب رئيس الهيئة الشرعية الجنوبية – صورة خاصة

يجد الفاحص لوضع الجنوب بشكل عام منذ


http://adenfree.com/14389

الاستقلال تقريبا ان وابناء الجنوب قد انقسموا على الظاهر الواضح الى قسمين اساسيين وكل قسم انقسم ايضا الى اقسام
القسم الاول المهاجر
قسم هاجر من ارضه حال حكم الحزب الاشتراكي اليمني
وهذا القسم عمل بما يوافق الشرع الذي يأمر ازاء سواد المنكر والبغي في ارض ما اما ان يغيره بيده او بلسانه او بقلبه وذلك اضعف الايمان واما ان يعتزل عن اماكن هذا المنكر والبغي ولو ان يكون في جبل مع غنمه واهله واما ان يهاجر الى ارض اخرى سواء اكانت كافرة ولكن فيها من العدل ما لم يجده في ارضه مثلما هاجر الصحابه رضي الله عنهم الى الحبشه وقد كانت على النصرانيه ولكن فيها ملك عادل لايظلم عنده احد—النجاشي—واما ان يهاجر الى ارض يكون فيها الخير والطاعه والدين احسن وافضل واكمل مما هو عليه في الارض التي هاجر منها كالسعوديه مثلا سابقا او الجمهوريه العربيه اليمنيه او دول الخليج …وهذا القسم الذي هاجرانقسم الى
الاعيان من كبراء ومشايخ وسلاطين
وانقسم هذا الى
قسم درس تجربة حياته وحياة اباءه وحللها خلال فترة ما يسمى بحكم السلطنات والجنوب العربي وعرف ان ثمة اخطاء فادحة قد ارتكبت في حق البسطاء والفقراء والمستضعفين من الناس الجنوبين اهمها
تهميشهم والاستهزاء بمقدراتهم وكفاءاتهم وعلمهم وحكمهم مما جعلهم ينقلبون على اعيانهم ومشايخهم شر قلبة وايضا حصر الحكم والقيادة والعلم على بيوتات ونسل معينه كحال الشيعه الذين يحصرون الامامه والعلم على بيوتات ونسل معين وقد اثبتت تجربة جمهورية اليمن الديمقراطيه الشعبيه ان هذه الطبقة فيها من القوة والارادة ما لاتجده في كثير من الكبراء والاعيان وقد جعل الله تعالى مقومات نصرة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في مكة الى جانب بعض الاعيان كالصديق وعلي وحمزة وعمر رضي الله عنهم اولئك الافراد من اصحاب الارادات الصلبة والعزيمة النافذه كبلال الحبشي وعمار بن ياسر وزيد بن حارثة وصهيب الرومي وكلهم من الموالي واذا كانت المذاهب الفقهية اربعه فاثنين منها لموالي من هذه الطبقة وواحد لقرشي والرابع لغير قرشي من القبائل وهو الحنبلي
لقد درس هذا القسم تجربة اباءه وعرف ان ثمة اخطاء ارتكبت في حق هذه الطبقات المسحوقه ابان حكم السلاطين وبرروا ردود افعال هؤلاء المسحوقين من الجنوبيين ابان حكم ج ي د ش تجاههم على انها ردة فعل طبيعيه ازاء تهميشهم واقصاءهم وتعاليهم عليهم حتى وان غلى وبغى بعض افراد هذه الطبقة في ردودهم ابان حكم الحزب الاشتراكي سوى ان التسامح قد غلب على حالهم وهؤلاء هم الاخيار من هذه الطبقة التي هي بوابة أي شعب وقبائل
اما القسم الثاني من طبقة الاعيان
فلم يستفيد من الاخطاء ولايزال مصرا على اماميته كحال الشيعه بجعل نفسه واسرته واسلافه اصلا للجنوب وتاريخ الجنوب وحكم الجنوب بل واعتبر مجيئه بمثابة فصل الخطاب بين الحق والباطل والنور والظلام ليحاسب ويحاكم ويعاقب كل من وقف ضد اباءه لاعنا تجربة الاباء في ثورة الرابع عشر من اكتوبروجمهورية اليمن الديمقراطيه الشعبية معتبرا نفسه وتاريخه الاصل لتاريخ وشرف الجنوب فقط وغير ذلك يراه سحتا على الحق التي تمثله فقط نفسه وطبقته , يضمر الانتقام والازدراء لطبقة الجنوبيين المستضعفين لانه يشعر انهم قد سرقوا مكانة وكرسي اسلافه كحال الشيعة الاماميه الذين يرون اننا النواصب قد سرقنا الامامة على ال البيت ولا حولى ولاقوة الا بالله وكل مقصوده هو الانتقام والمحاكمة للاباء في تجربتهم جمهورية اليمن الديمقراطيه الشعبية
وهذا القسم يريد ان يجعل الجنوبيين الاخرين الذين يرون باستعادة دولة ج ي د ش كخطوة منطقية للتحريرمن انهم اشتراكيين بل ويبرر كل عمل منظم على انه عمل حزبي اشتراكي لعجزه عن التنظيم وميله للعشوائيه القبليه ويصف على اساس احقاده التاريخيه كل المخالفين لاباءه انهم اشتراكيين ماركسيين بل ووصل به الحال الى استثمار الدين لتحريضهم ضد الاخوة والاباء الجنوبيين على انهم اشتراكيين كفار مكررا نفس قصة الشماليين علينا بوصف كل اشتراكي على انه كافرمرتد مخفيا روحه الانتقاميه لتاريخ اجداده واسرته ويريد ان يسرق بكل بساطه جهود الاخوة الذين فضلهم الله تعالى بسابقتهم النضاليه(((والسابقون السابقون))) قبلنا من خلال الالتفاف عليهم بنشر الاشاعات على انهم يريدون كونفيدراليه ومنسقين مع اللقاء المشترك وكل هذه من التهم الباطله لانه يخفي حقده وحسده لهم على اساس الصراع التاريخي للحقبة السابقة فقط ويرى انهم قد اغتصبوا خلافة وامامة اهل بيته مثلما يرى ذلك الشيعة في الاخيار من الناس
اما القسم الثاني من
التجار
لقد هاجرت تقريبا طبقة التجار كلها من الجنوب لان الاشتراكيه لم تسعف طموحاتهم التي برزوا من خلالها في دول المهجر بامبراطوريات ماليه ناجحه وهؤلا ينقسمون ايضا الى
قسم راجع تجربته السابقه وعرف انه حال تمعر خدود المستضعفين فقرا طلبا للرزق في القرى الفقيره كان هو يتمعر في لذائذ المأكولات والمشروبات في قصوره وموائده وراجع نفسه انه في الوقت الذي كان ينشد الجنوبيين التحرر من الاستعمار وينتظرون دعمه لنضالهم كان يتصرف بعقلية الراسمالي الجشع معه بالبخل في الانفاق بدعم النضال فراجع اخطاءه واعذر لما حصل معه من تأميم لممتلكاته من اخوته لانه قال لنفسه—انا استاهل لانني بخلت معهم حينما كانوا جائعين ومحتاجين لدعم نضالهم– ولعل هذا القسم الذي راجع نفسه نجده اليوم من يتولى بحمدالله الانفاق على نضال الجنوبيين دون تمييز عنصري او مناطقي وهذا شيء حسن
اما القسم الاخر فيرى انه قد سرق ونهب ماله وانما جاء ليسترد حقه ويستكثر من استثماراته خدمة لعنصره ومنطقته فقط فلا يدعم الا ابناء عنصره ومنطقته لكي يحدث لهم قفزات تجعلهم يظهرون على الساحة النضاليه افضل من اقرانهم الذين من المناطق الاخرى فيتعامل مع الجنوب بحجمه الكبير على انه سوق تجاري او صنعة معينة في احدى دول الخليج يمكن ان يسيطر عليها بهذه السياسة الغبية من خلال دعم ابناء منطقته وبطنه القبلي فيدفع بهم للظهور عبر وسائل الاعلام ويسخر المال لظهورهم فقط ويمنحهم المال ليتمكنوا من التواصل مع الناس وتحمل تكلفة التواجد في مختلف ساحات الحوار والنقاش والنضال الجنوبيه ليظهروا امام الماس على ان ابناء هذه المنطقه والعنصر هم المناضلين الذين حرروا الجنوب من الاحتلال
القسم الثاني الصامد
وهذا القسم عمل بمقتضى الامر وهو تغيير المنكر اما باليد واما باللسان واما بالقلب وذلك اضعف الايمان وقسم اخر شارك في المعمعة والانحلال والبغي بقرمطة الماركسية في الجنوب العربي خلال حكم جمهورية اليمن الديمقراطيه الشعبيه…وطالما كنت اقول ولازلت مصر عليه ان الانقلابات التي كانت بالنسبة لنا مثل الدوري الرياضي كل عدة سنوات التعبير المناسب عن حالة الرفض للاخطاء التي اراد البعض لها ان تستقر كهوية للجنوب
والقسم هذا يمكن تقسيمه ايضا الى
قسم يخفي الحسد والحقد والضغينة على ما فضل الله تعالى به الناس بعضهم على بعض , فقد فاضل الله تعالى بين الناس وجعل للبعض منهم من الوجاهة (((وكان عند الله وجيها))) والملك والحكمة والعلم (((ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله فقد اتينا ال ابراهيم الكتاب والحكمة واتيناهم ملكا عظيما))) فقد جعل الله تعالى لنسل معين وافراد معينين وبيوت معينه من الفضل ما خصهم الله تعالى به (((لايسئل عما يفعل وهم يسئلون))),…(((ولاتتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض))))…(((ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم)))) وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم—الناس تبع قريش مسلم لمسلمهم وكافرهم لكافرهم—وقال ايضا عليه الصلاة والسلام—كان هذا الامر في حمير ثم جعله الله في قريش وسيعود اليهم—فقد خص الله تعالى بيوت للملك وبيوت للنبوة التي يتجدد بهم وفيهم الامارة والسلطنة والملك والعلم والحكمة والفقه كقريش وما فيها من بطون الهاشمييين الحسنيين والحسينيين والامويين والعباسيين……وبيوت الملك كبيت ذي يزن الحميري الذين منهم قبيلة العوالق ومنهم احمد عمر بن فريد العولقي الحميري الذي يزني وغيره كثير
وهذا القسم كثيرا ما يثير الشكوك في اعيان ومشايخ وسلاطين الجنوب بمبررات انهم يريدون ان يعيدوا السلطنة ويريدوا ان يكرروا نفس النموذج القبلي الشمالي ويريدوا دولة قبلية مثل
اما القسم الثاني
فقد علم بفضل الله تعالى فضل وتقدمة الناس الذين كابر عليهم ابان تجربة الحزب الاشتراكي اليمني وجمهورية اليمن الديمقراطيه الشعبيه وعرف ان للبيوت ابواب (((فأتوا اليوت من ابوابها ولاتأتوا البيوت من ظهورها)))وقد يكون الافراد والاسر هم ابواب هذه البيوت التي ترمز للمجتمع الشعوبي والقبلي لان النبي صلى الله عليه وسلم شبه الفاروق عمر رضي الله عنه بالباب الذي ينكسر فتدخل الفتنة على الامة …وهذا القسم عرف خطأه ابان التجربة السابقة وقدر قيمة اعيان المجتمعات االقبليه والشعوبيه
هذه هي مجمل الاقسام الاساسية وهناك انقسامات جرت على اساس تبعات الاحداث السياسية اللاحقة خلال تجربتهم منذ الاستقلال الى الوحدة لسنا بصدد الحديث عنها ولكني اردت ان اتحدث عن المجمل العام لانقسامات الجنوبيين محللا سبل الاشكالية لاجل ارساء ثقافة وقائية فيهم تساعدهم على النظر بعين الدقة لما ينفعهم ويضرهم دون الاغترار بكلام على حساب واقعهم
ان الحاجه ماسه الى ان يعرف كل قسم وطبقة الخطوط العريضه المختلفة التي يروج لها وازع الشر بين الجنوبيين فيتم اسكاتها والخطوط العريضه المشتركة بين الجنوبيين فيتم تنشيطها ونشرها
*نائب رئيس الهيئة الشرعيه للحراك الجنوبي السلمي