العميد صالح عبيد : يوم فك الارتباط كان يوماً تاريخياً في حياتنا السياسية

[الفجر الباسم]

العميد صالح عبيد : يوم فك الارتباط كان يوماً تاريخياً في حياتنا السياسية حين أدركنا ومعنا العالم ان الوحدة قد انتهت

صدى عدن / القاهرة / خاص :

قال العميد صالح عبيد أحمد نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع الأسبق، بمناسبة ذكرى فك الارتباط، : (بعد مرور 19 عام على إعلان قيام دولة الجنوب في 21 مايو 94 ، وبعد مراجعة كافة الأحداث وما حل بشعبنا على كافة المستويات المادية والروحية والإنسانية بشكل عام ، ندرك أهمية تلك الخطوة الكبيرة التي تم اتخاذها في ذلك التوقيت وما مثلته من رمزية كبيرة في الحفاظ على حقوق شعب الجنوب في استعادة دولته والرفض التام لمبدأ الحرب ورفض السياسات التي اتبعها نظام صنعاء في الانقلاب على مبدأ الشراكة السلمية التي كانت اساس اتفاقية الوحدة).

مضيفا في حديث خاص لـ(صدى عدن) أن ذلك الإعلان قد أسس من الناحية السياسية والقانونية مرجعية لحق الجنوب في النضال من اجل استعادة دولته وهو الامر الذي ظل متماسكاً في ذهنية جماهير شعبنا حتى حان وقت الانطلاقة التاريخية للحراك السلمي المتعاظم دوره والذي يحتفل اليوم بهذه الذكرى.

موضحا أن يوم 21 مايو كان يوماً تاريخياً في حياتنا السياسية حين أدركنا ومعنا العالم كله ان الوحدة قد انتهت على الصعيد العملي وكانت هذه النتيجة جليةً تبددت من خلالها كل تواريخ النظريات حول شعار الوحدة والتحزب الأيديولوجي الذي تم من خلاله وضع مسألة الوحدة في مصاف الثوابت ، وهذا الامر حين ندركه الان نجد انه في 21 مايو قد تم الإعلان عن نهاية هذه المشاريع بعد ان أظهرت التجربة بان اي مشروع سياسي كبير يجب ان ينطلق من الواقع والمصالح المادية للشعب وليس من الأحلام السياسية المجردة التي تقود في الغالب الى معضلات ونزاعات وسيادة طرف على الآخر خاصة في حالة انعدام الثقافة المدنية والقيم الحضارية والقابلية لبناء دولة حقيقية.

واستطرد العميد صالح عبيد بالقول : (وكما يدرك الجميع ان نظام صنعاء كان قد أعد خططه الشاملة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والحزبية والإعلامية والنفسية باتجاه هدف واحد يتمثل في السيطرة على الجنوب بالقوة وإلغاء اي شراكة واعتبار الجنوب جزء عاد لإصله وغنيمة تستبيحها مراكز القوى القبلية والسياسية الحاكمه .. ومن اجل ذلك بالطبع كان هدفهم الأول والأخير هو كسر توازن القوى على الارض وتدمير منظم للجاهزية القتالية لجيش الجنوب والإجهاز على معنوية الأفراد) .

مؤكدا أن الجيش الجنوبي لم يكن من الناحية العددية مكافئاً للجيوش الرسمية والقبلية والدينية في الشمال الا انه كان يمتلك قدرات رادعة وكفاءات عالية ، وعلى درجة عالية من الجاهزية عشية الإعلان عن الوحدة ، لولا ان الجنوب من الناحية السياسية قد سلَّم بنوايا تاريخية صادقة بان الوحدة خيار لا رجعة عنه ، خيار سلمي لبناء دولة ديمقراطية حديثة على الارض اليمنية يتم فيها انصهار الدولتين في جسد واحد .. الى آخره من الأحلام السياسية الوردية بينما على الشاطئ الآخر كان العمل يجري على قدم وساق من قبل التوقيع على اتفاقية الوحده لتشتيت القدرات الجنوبية واضعافها مادياً ونفسية كمقدمة للانقضاض عليها. وتم من اجل ذلك تسخير كل الإمكانات والوسائل الشيطانية المختلفة . وبالطبع هناك مسائل كثيرة وتفاصيل لا حصر لها لكن يظل الدرس الذي أدركناه مباشرة بعد الوحدة بان الجنوب قد حسم أمره على عجل للتوقيع على اتفاقية الوحدة دون ان يضع اي اعتبار للحذر والحيطة ودراسة الواقع او تحليل المخاطر المتوقعه والاستعداد لها ، فالقرار السياسي كان نهائياً وسريعاً من قبل قيادات الحزب الحاكم في الجنوب على خلفية التراكم والتراث النظري حول الوحدة كمبدأ جامد دون النظر في الضرورات او السيناريوهات المختلفة حول مآلات الوحدة كعملية سياسية معقدة ومخيفة . اي ان النوايا الحسنه الجنوبية سبقت كل الأفعال ، وهكذا استطاع نظام صنعاء وحلفاؤه مباشرة تنفيذ مخططهم منذ الوهلة الاولى مع التركيز على تعطيل كافة القدرات الجنوبية وكسر التوازن وتم بذلك استكمال عملية استدراج الجنوب الى ذلك الفخ التاريخي بكافة الوسائل أللا أخلاقية.

مشددا على أن السؤال الأهم ليس حول إعلان دولة الجنوب في 21 مايو 94 بل هو ماذا فعلنا حتى الآن بهذا الاتجاه وكيف نحقق هذا الهدف لشعبنا الصابر ، وهنا اود التأكيد بان شعب الجنوب قد حسم أمره في السنوات الاخيره ، قبل ان يتخذ القاده اي خطوه بهذا الاتجاه ، اي حسم أمور كثيره ، التصالح والتسامح ، رفض الاحتلال ، تقديم التضحيات ، تنظيم المليونيات ، قيام كتل سياسيه ، العصيان المدني الشامل والمتكرر ، ولكن يبقى على القياده الآن ان تثبت بانها على قدر من المسئوليه في الاستفادة من كل الماضي وقراءة الأوضاع الداخليه والإقليمية والتعامل معها بجداره ووعي مع عدم التفريط بأدنى حد من حقوق شعب الجنوب خاصة استعادة دولته . وفي هذا الاطار دعوني أقول ايضاً بان الظرف الموضوعي المتمثل بموقف المجتمع الدولي والإقليمي لا زال يضع صعوبات كبيره أمامنا خاصة مع الأوضاع المتحركة في صنعاء وعدم استقرارها ، بالاضافة ، وهذا يشكل عاملاً محبطاً ومراً ، وهو الجانب الذاتي المتمثل بعدم توافق قيادات جنوبيه حول رؤيا موحده وتشكيل إطار سياسي موحد يقود هذه العمليه الصعبه نحو خلاص شعب الجنوب .. لكن في الأول والأخير هذا هو الواقع ، والعمل السياسي دوماً تشوبه الاختلافات المتعددة خاصة في وضع دولي وإقليمي صعب وأمام نظام في صنعاء لا عهد له ولا وثوق به ... مع كل هذا الأمل في شعب الجنوب الصامد ألذي قرر انه لا عوده عن استعادة دولته واعتقد في النهايه ان كافة القيادات في الخارج والداخل ستذعن لإرادة شعب الجنوب بضرورة التوحد والوفاق وفاءاً للشهداء ولشعبنا الصابر ، وباعتبار ان اي اختلافات ذاتيه ستذوب طالما والاهداف واضحة ولا غبار عليها او اختلاف .

[المؤمن الشافعي]

نحيي العميد المحترم صالح عبيد أحمد .