الظن والوهم والاعتقاد/ صالح الجبواني

[غمضان النهدي]

الظن والوهم والاعتقاد
صالح الجبواني

"كان أهل قريتي الواقعة بأطراف بلدة أسوان جنوب مصر يعتقدون أن نهر النيل ينبع من بين أصابع الآلهة، ويهبط ماؤه من السماء. وكنت في صغري أعتقد ذلك الوهم مثلهم،حتى تعلمت ما تعلمتة في نجع حمادي وأخميم، ثم في الأسكندرية.. فأدركت أنة نهر كبقية الأنهار، وأن بقية الأشياء مثل بقية الأشياء، لا يمتاز منها إلا ما نميّزه نحن بما نكسوه به من وهم وظن واعتقاد. " كم أتذكر وأفكر في هذه الجملة المدهشة للراهب هيبا بطل رواية عزازيل البديعة للروائي المصري يوسف زيدان.. أنها الحكمة ببساطتها ورونقها ونقاءها.. الأشياء كبقية الأشياء إلا ما نميّزه نحن بما نكسوه به من وهم وظن وإعتقاد.. ياترى لو أقترحت على زيدان أن يقول: الناس كبقية الناس إلا من نميزهم نحن بما نكسوهم به من وهم وظن وإعتقاد، هل سيوافق على هذا القول؟ لا أدري ولكني أتذكر جدي رحمة الله علية وأخشى أن يضربني بعصاه على جمجمتي وهو يقول بلهجتة الشعبية وصوتة المتغضن من سفر السنين: "ما رأس يسوى مئة رأس الا في الرجال". كنت مره وأنا صبي قد قلت له أن الكباش كذلك ليست سوى فمنهن السمين والضعيف والأشقر والأسود، فضربني بعصاه، أعتصرني الألم ورنين كلماتة في أذني " ولكنهن كباش". يبدو أن البعض هنا كحمار (نيتشة) المأساوي الذي ينوء تحت حمل لا هو قادر على حملة ولا يستطيع أن يلقي به. الأسئلة تتوالد في رأسي وأنا أدور في ذات الحلقة متأملا حال (الناس) أو بالأحرى ()))ناسنا) الذين يرفضون الأسئلة العميقة والأستخدام النقدي والتحليلي والتفكيكي للّغة لأنهم ركنوا ولازالوا لما الفّوا علية من خطاب تسطيحي وقوالب لغوية جاهزه، بل والأدهى ما ألفوا علية من النظر أو الأنتظار لـ (المثال) (المخلّص) (الزعيم ، الرئيس ، القائد ، الشيخ ) وهلمجرا.. هذا الركون اللاهوتي الذي يتجاوز اللغة إلى غيرها من الأشياء التي هي مثل بقية الأشياء.....
لا أدري كيف سنتجاوز المعضلة؟؟ ليس البعض فقط كحمار (نيتشة) بل أرى أننا جميعا نتساوى في هذا الأمر، وليس لدينا مخرج من المتاهة التي وضعنا أنفسنا وضعنا فيها. هل نسأل أنفسنا (أين المخرج)، هذا سؤال سهل وممكن لأي إنسان أن يسأله، لكن التائة في صحراء هل سيسأل نفسة هذا السؤال.. بالتأكيد لا.. سيصمت ويجول بالنظر والعقل في الإتجاهات الأربعة وسيمضي حتى يظفر بطريق النجاة.. لا وقت للأسئلة. لا أدري في وضعنا هل وصلنا لهذه الحافة (لا وقت للأسئلة). أتذكر علي عبدالله صالح فقد كان في كل خطاب (يرمي) كلمتين (لا وقت للكلام بل للعمل) ويذهب. بعد ثلاثة وثلاثين عاما أكتشف الناس كمية التصحر الهائلة في حياتهم إذ لا كلام ولا عمل ولا هم يحزنون. في صنعاء يقولون للأعمى البصير، ربما يقصدون البصيرة التي يتصف بها العميان عادة. نحن في الجنوب جعلنا يوم السابع من يوليو 2007م يوم لأنطلاق الحراك ويوم 13 يناير 2006م يوم للتصالح والتسامح، هو التحدي ولكنة التحدي الشكلاني الذي لم يمس جوهرنا. سنحتفل بالتصالح والتسامح ونحن فرق وشيع لم يشهدها الجنوب من قبل. التعدد ظاهره صحية، لكن هذا التعدد زاد عن الحد حتى أصبح ظاهره مرضية . بعد ستة أشهر سنحتفل بالذكرى السادسة لإنطلاق الحراك ونحن قد حولّناه إلى سوق عكاظ، ملون بأشكال البضائع المعروضة. السبب هو الألتزام المسبق لجماهير (المؤمنين) بهذا الزعيم أو ذاك، لهذا الخطاب أو ذاك، لهذا الحيز الجغرافي أو ذاك، لهذه القبيلة أو تلك، لهذا الحزب أو ذاك. الصيغ الجاهزة عادة صيغ مريحة والناس على ما وجدوا عليه آبائهم و(بلاش) وجع دماغ. أنه الهروب من الأسئلة العميقة والأستخدام النقدي والتحليلي والتفكيكي للّغة ومستويات الخطاب المتعددة.
صديقي الدكتور فارس الطاهر كما يحب أن أسمية وأحب أن أنادية مهموم بقضايا الوطن وليس أي هم بل هم المثقف العالم. لم يثنة عملة كخبير دولي يستفيد العالم من خبراتة ومهاراتة في متابعة أوضاع وطنة، لكنة ظل مراقبا حتى رجوتة أن يساعدنا في تفكيك رموز هذه اللوحة التي نحن عناصرها وتحليل شفراتها فوافق وجعل من تأييده المطلق لمبادرة الحوار الجنوبي التي أطلقتها مجموعة الإتصال مؤخرا مدخل لولوجة (غرفة العمليات). يقول عن المبادره: (أنها سببت للعقل الجنوبي السلبي، عقل التناحر والألغاء مفاجئة صادمة، فلغة ومنطق الحوار وأحترام العقل، ليست في أولويات النضال العفوي) وأن (تأتي من أناس ليسوا في مركز الصراع أو القيادة المباشرة، أو من تخلوا جيوبهم من القدرة على التسمين والتفتيت، يعتبر أمرا خطيرا يقلب السنن المألوفة، ويتجاوز القواعد المتأصلة في البنية الثقافية والأجتماعية القائمة على الولاء والتبعية، ويضع الزعامات وأضدادهم على السوا أمام خيار قبول الحوار (الجنوبي) أو رفضة.
الحوار هو المدخل الطبيعي لأكتشاف جوهر مشكلاتنا وأستنباط الحلول لها ويمضي الصديق فارس الطاهر في تحليلة العميق لتلك العقول التي لديها حساسية بالغة من الحوار ويقول: (أنها عقول تجهل قيمة الحوار ومفهوم الحوار وماهيتة، لأنها تعتقد أن قبول الحوار تنازل عن ما تعتقده هي، أنها بالقطع عقول تعيش في دائرة الوهم والجمود، وهي تصيب الوحدة الوطنية في مقتل). أن عقول هذا حالها لن تقود الا إلى مزيد من الفرقة والإنقسام والتشتت، ويحذر من الأستهانة بالأنقسامات والخلافات القائمة ويؤكد أن الحديث عن وحدة الجماهير، وأعتبار حجم المسيرات معيارا وعنوانا نهائيا للوحدة، لا يعني في قاموس السياسة ومفرداتها وجود أداة سياسية تضمن قيادة الجماهير وصولا إلى تحقيق أهدافها المنشودة، وكلما تعمقت الأنقسامات ستجد الجماهير نفسها منقسمة على الأرض بغض النظرعن الأوزان والأحجام والمسميات، وعند البدء بالمواجهة سيحدث فرز جديد، تتغلب فيه البنية الإجتماعية على مكونات السياسة النخبوية، خاصة وأن جذوة النار لم تخمد كليا في وعي القاده، وغلبة المصالح والأهواء ستفعل فعلها في صناعة هذا التركيب، وستسهم معها عوامل داخلية تتصل بطبيعة البناء السياسي والأجتماعي القائم في التأثير على عملية التقارب والتكامل بين مكونات الحراك والتي بسببها ظل الحراك عاجزا عن إيجاد قياده وطنية موحده حتى اليوم. أنه تحليل ألمعي للصديق الدكتور فارس الطاهر وقد نشرتة بعض المواقع الجنوبية وأنا هنا أؤكد على الفقرات الواضحة أمامكم وأتمنى من كل منكم أن يتأمل معانيها ويغوص بين السطور وما ورائها وسيدرك هشاشة وخوا الخطاب السياسي الذي نلوكة ليل نهار. أننا فعلا نحتاج لفارس الطاهر وأمثالة من الكوادر الجنوبية العالية المستوى والتي تمتلك خبرات ليست هينة في المجالات العلمية والسياسية والدبلوماسية، وفي هذا المقام أتذكر أحدى الأخوات من عدن العزيزة وقد شاركت معنا في حوار على الشبكة العنكبوتية وكانت تعمل في بلد أفريقي كخبيره بأحدى المنظمات الدولية، وكم أحزنني أن هذه الكوادر الجنوبية العالية المستوى مغيبة عن المشاركة بفعل الأسوار (الزعاماتية) العازلة. وهنا ندعوا هؤلا وهم (العالمون) قبل غيرهم لتلبية دعوة الحوار والأنخراط فيه لمستقبل تبنية العقول. ونحن نتجة بأرادة لا تلين نحو الحوار الجنوبي الذي كما علمت سيدشنفي نهاية يناير المنصرم ببدء أجتماعات مجموعة الإتصال فأننا نحتاج لمثل هؤلا رجال ونساء، أنه همنا جميعا فهل نحن فاعلون.
لندن

4 يناير 2012م




عدن الغد

[أبو يوسف السعدي]

كلام من ذهب الحوار افضل الطرق للوصول للحلول .... الحوار يعني الإتفاق يعني التوحد يعني الثقة يعني اتضاح الرؤية نحو المستقبل عدم الحوار يعني الإستحواذ والتفرد والتناحر في النهاية

[الصراحة راحة]

ياجبواني نحن الان عندنا رئيس دولة ..ورئيس وزراء .. ووزير دفاع .. في صنعا جنوبيين يحكمون .. اهل الشمال .. ورئيس مهزوم ومخلوع في لبنان ورئيس مهزوم في القاهرة ورئيس وزراء في السعودية وزير دفاع في الامارات !
وعندنا اكثر من 160 مكون و حزب في الجنوب وتلفزيون عدن لايف ..وايش تريد أكثر من هذا ! الا اذا تريد انت كذلك
رئيس في شبوة ..رشح نفسك في شبوة واذا قبلوك .. أصحابك اهل شبوة ونجحت في الانتخابات , هذا من حقك , تستطيع تتكلم وتقول ما عندك ؟؟ اما وانك تريد تحشرنا وتجمعنا في زريبة واحدة ونحن ولدتنا أمهاتنا أحرارآ .. و على كلمة واحدة هذا الذي لايمكن أن يحصل شوف لك عمل غير هذا أصحابك غير مرغوب فيهم الا اذا أتئ كل واحد مثلك من دائرة محافظتة اسوتآ بك انت ! هناك ممكن شعب الجنوب يستمع لك .! ثورة ثورة ياجنوب ..!

[بن عفرير]

حمار (نتشة) المأساوي مثل علينا تأملة جيدا.. أن تحمل حملا لا تستطيع السير به ولا تستطيع أن تلقي به أرضا تلك معضلة وخلل جوهري بل ومقدمة للموت.. أظن الحوار هو السبيل لتفادي الموت القادم لأن الحوار ذاتة بذره للحل مابالكم بنتائجة وهو ثمرة تفاعل عقول أطراف قضية واحدة... لا سبيل الا هذا الطريق.

[محمد مظفر العولقي(حيد صيرة)]

صباح الخير يابن عمي ....

الامور سابره والحوار قائم والبشاره قريبا لاتتشائم كل شي اوكي

[ملقاط]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصراحة راحة

ياجبواني نحن الان عندنا رئيس دولة ..ورئيس وزراء .. ووزير دفاع .. في صنعا جنوبيين يحكمون .. اهل الشمال .. ورئيس مهزوم ومخلوع في لبنان ورئيس مهزوم في القاهرة ورئيس وزراء في السعودية وزير دفاع في الامارات !
وعندنا اكثر من 160 مكون و حزب في الجنوب وتلفزيون عدن لايف ..وايش تريد أكثر من هذا ! الا اذا تريد انت كذلك
رئيس في شبوة ..رشح نفسك في شبوة واذا قبلوك .. أصحابك اهل شبوة ونجحت في الانتخابات , هذا من حقك , تستطيع تتكلم وتقول ما عندك ؟؟ اما وانك تريد تحشرنا وتجمعنا في زريبة واحدة ونحن ولدتنا أمهاتنا أحرارآ .. و على كلمة واحدة هذا الذي لايمكن أن يحصل شوف لك عمل غير هذا أصحابك غير مرغوب فيهم الا اذا أتئ كل واحد مثلك من دائرة محافظتة اسوتآ بك انت ! هناك ممكن شعب الجنوب يستمع لك .! ثورة ثورة ياجنوب ..!

ولدتك امك حر نعم لاكن انت الان عبد من العبييييييد انت تقول الصراحه راحه
بل انت عبد العبد مش عبد السيد نفسه

[العقيد احمد عمر محمد]

مشكلة مشاكل البعض ( الحنتره ) و ( التمترس وراء اسماء وقناعات معينه ) ولا يريد ان يتزحزح عنها قيد انمله , ويريد ( العالم ) ان ( يدور حوله وفي مداره ) وهذا ( البعض )
هو المتعب والمتعب جدا , لا اشك في اخلاصه للوطن ولا في حبه للشعب وتصميمه على الحريه والاستقلال , ولكن وآه من لكن لا يريدون ان نرى الا ما يروه والا الويل والثبور وعظائم الامور لمن يقول لهم
( ياجماعه هذا ما يقعش ) يا ( جماعه هذا ما يستويش ) , نعم سيخرجوك من ( مدينتهم الفاضله ) وسيرموك ولن يلتفتوا حتى ( الى وين رموك ) غير مأسوف عليك .

يالله ربنا يهدي .

كلام يكتب بماء الذهب يا ابن الجبواني وياليت قومي يفهمون ويعلمون ويعقلون والباقي عليكم .

[الديس الشرقية]

وعند البد بالمواجهة سيحدث فرز جديد تتغلب فيه البنية الاجتماعية علي مكونات السياسة النخبوية.. جمله مهمة جدا لمن لا يفقهون حتي اليوم والماضي خير شاهد ودليل.

[الصراحة راحة]

ولدتك امك حر نعم لاكن انت الان عبد من العبييييييد انت تقول الصراحه راحه
بل انت عبد العبد مش عبد السيد نفسه
-------------
يابر ملغاط اذا انت امسعيدي حياك الله تراني اعرف اهلك احرار ومناضلين!
اما العبودية يبدوا انك أصبت النصع .. اصبحنا عبيد من بعد 30 نوفمبر 1967 لكم !
و بعد فترة قسمة العبيد واحد ذهب بعبيدة الى صنعا ؟؟؟! وواحد اخذ قسمة وبقي ..وبعدها باع الحمار بما حمل ..زور وبهتان بدون توكيل من شريكة .. والان كلنا عبيد العبيد و نحاول نتخلص من جزء من عبودية المالك القديم , الهارب ..بوثيقة العبيد الذي يدعي انة المالك الحقيقي ومعضم العبيد أيدوة .. وهم الذي شغلونا عن العمل لكي نتحرر من كل العبوديات ونعود أحرارآ كما خلقنا قبل 1967 وكل واحد يعود الى جناتة!!!
والحل كيف نتخلص من الاسياد القدماء هناك طريق مختصر و العودة الى اهل الشان السواد الاعضم ..الى المركز والمديرية ثم المحافظة ثم يجتمعون من كل المحافظات .. ولامانع ان ياتي علي ناصر من بوابة ابين والبيض من بوابة الضالع والعطاس من بوابة حضرموت والجفري والجبوانب من بوابة شبوة بدون احزاب وهناك نعتبر قطعنا دابر المزايدين وقضينا على تفريخ الاحزاب وكثرة المؤتمرات ياعبد العبد ! قال التونسي هرمنا هرمنا من أعمالكم ايها المزايدن كل يوم مؤتمر والنتائج 000000
لان مافية ضوايط ؟؟

[فقم]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غمضان النهدي

الظن والوهم والاعتقاد
صالح الجبواني

"كان أهل قريتي الواقعة بأطراف بلدة أسوان جنوب مصر يعتقدون أن نهر النيل ينبع من بين أصابع الآلهة، ويهبط ماؤه من السماء. وكنت في صغري أعتقد ذلك الوهم مثلهم،حتى تعلمت ما تعلمتة في نجع حمادي وأخميم، ثم في الأسكندرية.. فأدركت أنة نهر كبقية الأنهار، وأن بقية الأشياء مثل بقية الأشياء، لا يمتاز منها إلا ما نميّزه نحن بما نكسوه به من وهم وظن واعتقاد. " كم أتذكر وأفكر في هذه الجملة المدهشة للراهب هيبا بطل رواية عزازيل البديعة للروائي المصري يوسف زيدان.. أنها الحكمة ببساطتها ورونقها ونقاءها.. الأشياء كبقية الأشياء إلا ما نميّزه نحن بما نكسوه به من وهم وظن وإعتقاد.. ياترى لو أقترحت على زيدان أن يقول: الناس كبقية الناس إلا من نميزهم نحن بما نكسوهم به من وهم وظن وإعتقاد، هل سيوافق على هذا القول؟ لا أدري ولكني أتذكر جدي رحمة الله علية وأخشى أن يضربني بعصاه على جمجمتي وهو يقول بلهجتة الشعبية وصوتة المتغضن من سفر السنين: "ما رأس يسوى مئة رأس الا في الرجال". كنت مره وأنا صبي قد قلت له أن الكباش كذلك ليست سوى فمنهن السمين والضعيف والأشقر والأسود، فضربني بعصاه، أعتصرني الألم ورنين كلماتة في أذني " ولكنهن كباش". يبدو أن البعض هنا كحمار (نيتشة) المأساوي الذي ينوء تحت حمل لا هو قادر على حملة ولا يستطيع أن يلقي به. الأسئلة تتوالد في رأسي وأنا أدور في ذات الحلقة متأملا حال (الناس) أو بالأحرى ()))ناسنا) الذين يرفضون الأسئلة العميقة والأستخدام النقدي والتحليلي والتفكيكي للّغة لأنهم ركنوا ولازالوا لما الفّوا علية من خطاب تسطيحي وقوالب لغوية جاهزه، بل والأدهى ما ألفوا علية من النظر أو الأنتظار لـ (المثال) (المخلّص) (الزعيم ، الرئيس ، القائد ، الشيخ ) وهلمجرا.. هذا الركون اللاهوتي الذي يتجاوز اللغة إلى غيرها من الأشياء التي هي مثل بقية الأشياء.....
لا أدري كيف سنتجاوز المعضلة؟؟ ليس البعض فقط كحمار (نيتشة) بل أرى أننا جميعا نتساوى في هذا الأمر، وليس لدينا مخرج من المتاهة التي وضعنا أنفسنا وضعنا فيها. هل نسأل أنفسنا (أين المخرج)، هذا سؤال سهل وممكن لأي إنسان أن يسأله، لكن التائة في صحراء هل سيسأل نفسة هذا السؤال.. بالتأكيد لا.. سيصمت ويجول بالنظر والعقل في الإتجاهات الأربعة وسيمضي حتى يظفر بطريق النجاة.. لا وقت للأسئلة. لا أدري في وضعنا هل وصلنا لهذه الحافة (لا وقت للأسئلة). أتذكر علي عبدالله صالح فقد كان في كل خطاب (يرمي) كلمتين (لا وقت للكلام بل للعمل) ويذهب. بعد ثلاثة وثلاثين عاما أكتشف الناس كمية التصحر الهائلة في حياتهم إذ لا كلام ولا عمل ولا هم يحزنون. في صنعاء يقولون للأعمى البصير، ربما يقصدون البصيرة التي يتصف بها العميان عادة. نحن في الجنوب جعلنا يوم السابع من يوليو 2007م يوم لأنطلاق الحراك ويوم 13 يناير 2006م يوم للتصالح والتسامح، هو التحدي ولكنة التحدي الشكلاني الذي لم يمس جوهرنا. سنحتفل بالتصالح والتسامح ونحن فرق وشيع لم يشهدها الجنوب من قبل. التعدد ظاهره صحية، لكن هذا التعدد زاد عن الحد حتى أصبح ظاهره مرضية . بعد ستة أشهر سنحتفل بالذكرى السادسة لإنطلاق الحراك ونحن قد حولّناه إلى سوق عكاظ، ملون بأشكال البضائع المعروضة. السبب هو الألتزام المسبق لجماهير (المؤمنين) بهذا الزعيم أو ذاك، لهذا الخطاب أو ذاك، لهذا الحيز الجغرافي أو ذاك، لهذه القبيلة أو تلك، لهذا الحزب أو ذاك. الصيغ الجاهزة عادة صيغ مريحة والناس على ما وجدوا عليه آبائهم و(بلاش) وجع دماغ. أنه الهروب من الأسئلة العميقة والأستخدام النقدي والتحليلي والتفكيكي للّغة ومستويات الخطاب المتعددة.
صديقي الدكتور فارس الطاهر كما يحب أن أسمية وأحب أن أنادية مهموم بقضايا الوطن وليس أي هم بل هم المثقف العالم. لم يثنة عملة كخبير دولي يستفيد العالم من خبراتة ومهاراتة في متابعة أوضاع وطنة، لكنة ظل مراقبا حتى رجوتة أن يساعدنا في تفكيك رموز هذه اللوحة التي نحن عناصرها وتحليل شفراتها فوافق وجعل من تأييده المطلق لمبادرة الحوار الجنوبي التي أطلقتها مجموعة الإتصال مؤخرا مدخل لولوجة (غرفة العمليات). يقول عن المبادره: (أنها سببت للعقل الجنوبي السلبي، عقل التناحر والألغاء مفاجئة صادمة، فلغة ومنطق الحوار وأحترام العقل، ليست في أولويات النضال العفوي) وأن (تأتي من أناس ليسوا في مركز الصراع أو القيادة المباشرة، أو من تخلوا جيوبهم من القدرة على التسمين والتفتيت، يعتبر أمرا خطيرا يقلب السنن المألوفة، ويتجاوز القواعد المتأصلة في البنية الثقافية والأجتماعية القائمة على الولاء والتبعية، ويضع الزعامات وأضدادهم على السوا أمام خيار قبول الحوار (الجنوبي) أو رفضة.
الحوار هو المدخل الطبيعي لأكتشاف جوهر مشكلاتنا وأستنباط الحلول لها ويمضي الصديق فارس الطاهر في تحليلة العميق لتلك العقول التي لديها حساسية بالغة من الحوار ويقول: (أنها عقول تجهل قيمة الحوار ومفهوم الحوار وماهيتة، لأنها تعتقد أن قبول الحوار تنازل عن ما تعتقده هي، أنها بالقطع عقول تعيش في دائرة الوهم والجمود، وهي تصيب الوحدة الوطنية في مقتل). أن عقول هذا حالها لن تقود الا إلى مزيد من الفرقة والإنقسام والتشتت، ويحذر من الأستهانة بالأنقسامات والخلافات القائمة ويؤكد أن الحديث عن وحدة الجماهير، وأعتبار حجم المسيرات معيارا وعنوانا نهائيا للوحدة، لا يعني في قاموس السياسة ومفرداتها وجود أداة سياسية تضمن قيادة الجماهير وصولا إلى تحقيق أهدافها المنشودة، وكلما تعمقت الأنقسامات ستجد الجماهير نفسها منقسمة على الأرض بغض النظرعن الأوزان والأحجام والمسميات، وعند البدء بالمواجهة سيحدث فرز جديد، تتغلب فيه البنية الإجتماعية على مكونات السياسة النخبوية، خاصة وأن جذوة النار لم تخمد كليا في وعي القاده، وغلبة المصالح والأهواء ستفعل فعلها في صناعة هذا التركيب، وستسهم معها عوامل داخلية تتصل بطبيعة البناء السياسي والأجتماعي القائم في التأثير على عملية التقارب والتكامل بين مكونات الحراك والتي بسببها ظل الحراك عاجزا عن إيجاد قياده وطنية موحده حتى اليوم. أنه تحليل ألمعي للصديق الدكتور فارس الطاهر وقد نشرتة بعض المواقع الجنوبية وأنا هنا أؤكد على الفقرات الواضحة أمامكم وأتمنى من كل منكم أن يتأمل معانيها ويغوص بين السطور وما ورائها وسيدرك هشاشة وخوا الخطاب السياسي الذي نلوكة ليل نهار. أننا فعلا نحتاج لفارس الطاهر وأمثالة من الكوادر الجنوبية العالية المستوى والتي تمتلك خبرات ليست هينة في المجالات العلمية والسياسية والدبلوماسية، وفي هذا المقام أتذكر أحدى الأخوات من عدن العزيزة وقد شاركت معنا في حوار على الشبكة العنكبوتية وكانت تعمل في بلد أفريقي كخبيره بأحدى المنظمات الدولية، وكم أحزنني أن هذه الكوادر الجنوبية العالية المستوى مغيبة عن المشاركة بفعل الأسوار (الزعاماتية) العازلة. وهنا ندعوا هؤلا وهم (العالمون) قبل غيرهم لتلبية دعوة الحوار والأنخراط فيه لمستقبل تبنية العقول. ونحن نتجة بأرادة لا تلين نحو الحوار الجنوبي الذي كما علمت سيدشنفي نهاية يناير المنصرم ببدء أجتماعات مجموعة الإتصال فأننا نحتاج لمثل هؤلا رجال ونساء، أنه همنا جميعا فهل نحن فاعلون.
لندن

4 يناير 2012م




عدن الغد

قراءة الادب ليس كقراءة السياسة ، والكاتب القدير الاخ صالح الجبواني جمع بين الادب والسياسة فعقد مهمتنا في القراءة ، فيما خطه قلمه بابداعه المتميز ، نجد انفسنا امام مقطوعة رائعة في فنون الادب السياسي ، والجمع بين موهبة الادب ، وخبرة وفطنة السياسه، وتركيب هذا المزيج من الالوان يحتاج الى خبرة وقدرة متمكنه ، الدقة في الوصف ، وسلاسة التعبير والقدرة في نقل الفكرة وصقلها، تقدم لنا مادة ميسرة قابلة للفهم والاستيعاب ، بالخطاب المباشر للعقل ، وملامسة العاطفة ، كان اكثر وضوحا في التصوير والتعبير عن الواقع ، واستحضار حمار "نيتشه" بالصورة الرمزية في اللحظة الراهنه ، فيها مقاربة حقيقية لواقعنا المؤلم ، واكمل توصيفه بالاستشهاد المركز والتحليل العميق لصديقه الكاتب فارس طاهر، الذي فسر وتصدى لعدد من القضايا ، المتعلقة بالممارسة السياسية والسلوك السياسي وواقع الحراك الجنوبي ، والنخب والمكونات الجنوبية واهمية الحوار الجنوبي وخطرالانقسامات والصراعات بين الزعامات والافراد على الوحدة الوطنية ، وحاضر ومستقبل نضال شعب الجنوب وتضحيات ابناءه . كم نحتاج لمثل هذه الاقلام النيرة والمتميزة ، ويقينا ان رسالة المثقفين ليست واحده ، وعلى حد تعبير الكاتبة الجليلية العمري :

"اننا نكتب بأقلامٍ فرديةٍ همها الوطن..
ويكتبون بأقلام الوطن وهمهم الأفراد"