كيف نفهم التصالح والتسامح؟

[د.عيدروس صالح يافعي]

كيف نفهم مبدى التصالح والتسامح
ونحن على ابواب الاحتفال بذكرى التصالح والتسامح في يوم الثالث عشر من يناير وفي محاولة لقراءة ما يحدث في الشارع الجنوبي خاصة خلال الاشهر القليلة الماضيه وكيف يتعامل البعض من الجنوبيين مع الاحداث اليوميه ومع المؤتمرات التي عقدتها بعض فصائل الحراك الجنوبي ومنها المؤتمر الأول للمجلس الاعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب برئاسة الاخ المناضل حسن باعوم وكذا مؤتمر شعب الجنوب برئاسة الاخ المناضل محمد علي احمد وقبلها التجمع الوطني الجنوبي برئاسة الاستاذ الفاضل عبدالرحمن الجفري, فقد كانت ردود الافعال من قبل البعض على عقد هذه المؤتمرات لا تتفق ولا تعكس مبداء التصالح والتسامح الذي نحتفل به سنوياً في كل مدن الجنوب.
هذه التصرفات في الميدان وكذا الحمله الاعلاميه التي تأجج وتزيد الاحتقان في الشارع الجنوبي وخاصة من قبل قناة عدن لايف المحسوبه على الاخ الرئيس وتبنيها وتشجيعها لخطاب بعض نشطاء الحراك الذين هاجموا وما زالوا يشنون هجوماً على من حضرو واشرفوا على هذه المؤتمرات, بل وصل الامر الى التخوين ومحاولة عرقلة عقد هذه المؤتمرات وتصوير القائمين عليها بالمتاجرين بدماء الشهداء.
ومن خلال رصد ومتابعة ما يجري من شحن ومهاترات واتهامات متبادله بين الاطراف الجنوبيه, وتوزيع منشورات تصب في اتجاة زيادة الفجوة بين الجنوبيين وتتهم بعضهم البعض بالعمالة والخيانه لصالح اطراف اقليميه ودولية وتدفع الشباب الى الصراع على الساحات والسيطرة عليها لمنع الطرف الآخر من التواجد فيها بالرغم ان الاطراف جميعها تتحدث عن استعادة الدولة وتحرير بلادنا من الاحتلال, هذا الخطاب والسلوك المستهجن بالتأكيد من قبل الاغلبيه من ابناء شعبنا جعلني وجعل الكثير من ابناء شعبنا الجنوبي يتسائل: اين نحن من التصالح والتسامح؟ وما هو مفهومنا للتصالح والتسامح ؟ وما دور العقلاء من ابناء الجنوب من ما يحدث ؟ وما دور القيادات الجنوبيه وعلى رأسهم الاخ الرئيس البيض ؟.
للاسف لم اجد مبرراً منطقياً لما يحدث وفي هذه الضروف الحساسه الذي يمر بها شعبنا, ولمعرفة القائمين على هذه التصرفات الضارة بوحدة شعبنا وبثورته السلميه وكذلك معرفتهم بعمق الجروح التي لم يشفاء منها الجسد الجنوبي تماماً وان نكىء هذه الجراح وتلويثها بسمومهم سيعيد شعبنا الى نقطة الصفر وان نتيجة هذا السلوك هو تدمير ثورة الجنوب السلميه والقضاء على آمال شعبنا في التحرير والاستقلال من براثن الاحتلال المتربص بناء والمغذي لثقافة التخوين بين الجنوبيين.
وكما اشرت سابقاً لم اجد اجابه شافيه لتصرفات البعض خاصة والجميع يتحدث عن حرصه على ثورة الجنوب ووحدة ابناءه الا ان سلوكهم وخطابهم يقول عكس ذلك تماماً.
وبعد تفكير وتمعن لسلوك البعض تولدة لدي قناعه ان هولاء لم يفهموا مبداء التصالح والتسامح كثقافه وسلوك يجب ممارستها وتطبيقها على الواقع وليس مجرد شعار نحتفل به كل عام او ثوب جديد نلبسة ونتباها به امام اصدقاءنا ثم نضعه على الرف نهاية النهار.
ان من يدعي حرصة على تضحيات شعبنا وعلى نجاح ثورتنا الجنوبيه في الوصول بها الى بر الامان وبناء جنوب جديد خالى من امراض الماضي,جنوب يشارك في بناءه وحكمه والاستفادة من خيراته كل الجنوبيين دون استثناء, عليهم ان يدركوا ان هذا لن يتحقق من خلال احتكار الوطنيه وفرض الوصايه عليه واعادة انتاج عقلية وثقافة الماضي الاقصائي, ثم عليهم ان يدركوا ان التصالح والتسامح الذي يحتفل به شعبنا ليس مجرد شعار نردده ونتغنى به بل ثقافه وسلوك اساسها:
اولاً - علينا ان ندرك ان التنوع والتعدد في الانتماء للهيئات امر متوقع طالما ونحن نتحدث عن شعب وان من حق اي جماعه ان تنظم نفسها وان الاختلاف معها يجب ان لا يكون بسبب الاعلان عن نفسها بل على الاهداف والوسائل التي تتبناها, وان ادارة الخلاف معها يجب ان يكون بالحوار والحوار فقط, واقناعها بالحجج وبالاخير فأن الشعب هو صاحب القرار.ان اللجوء الى التشويه والتخوين لن يحل هذا الاختلاف بل يزيد الوضع تعقيداً ويخدم الاحتلال.
وتجارب الماضي خير دليل على فشل سياسة الاقصاء واحتكار الوطنيه, فلوا ان القوى السياسيه الجنوبيه التي كانت تمارس عملها السياسي ابان الاستعمار البريطاني قبلة بعضها وشاركة في ادارة الدولة بعد الاستقلال من خلال الاحتكام الى الشعب والقبول بما يقرره الشعب من خلال انتخابات حرة ونزيهه لما كنا وصلنا الى ما نحن عليه اليوم من مآسي,فهل يعقل ان نكرر ثقافة الماضي الاقصائي وممارسة الوصايه على شعبنا من قبل البعض؟
ثانياً - علينا ان ندرك طبيعة التعقيدات وثقافة الاحتلال التي زرعها وغذاها خلال الفترة الماضيه مستفيداً من صراعات الماضي وان التغلب على هذه التعقيدات تحتاج الى وعي ونضوج العقل الجنوبي وبالذات القيادات منها, وان الاعتماد على تجييش البسطاء من ابناء شعبنا لمواجهة هذه الاشكاليات والتعقيدات بالطريقه التي نشاهدها اليوم سوف تؤدي الى نتائج كارثيه ندفع ثمنها جميعاً وهو امر لا يمت للتصالح والتسامح بصله بل ينسفه تماماً.
ثالثاً - علينا ان ندرك ان الجنوب ملك لكل الجنوبيين بغض النظر عن انتمائهم العرقي والاثني والسياسي واننا جميعاً متساوون في الحقوق والواجبات, وعليه فأن مبداء التصالح والتسامح يلزمنا باحترام ذلك وانه ليس تصالح وتسامح بين فرقاء المتصارعين في العام 1986م او بين رفاق الحزب الواحد الذين تصارعوا فيما بينهم اثناء حكمهم للجنوب وانما هو تصالح مع كل ابناء الجنوب العربي منذ ما قبل الاستقلال وحتى يومنا هذا. لذا علينا ان نقبل بعضنا ونستمع لبعضنا ونحترم ما يطرحه المختلف معنا ونحاوره بمسؤوليه بعيداً عن ثقافة احتكار الحقيقه وامتلاك الخيار الصائب وتخطئة الاخرين وتخوينهم, لان رفض الآخر ورفض اشراكه بالمساهمة في اخراج الجنوب من محنته لا يمت للتصالح والتسامح بصله, بل يفهم على انه تكرار لثقافة الماضي الاقصائيه والتخوينيه.
رابعاً - علينا ان نفهم التصالح والتسامح على انه ليس فقط طي صفحة الماضي الاليم وعدم الحديث عنه, بل يجب ان نفهمه على انه اعتراف بأخطائنا بحق بعضنا بسبب ثقافة الاقصاء والتخوين واحتكار الوطنيه والوصايه على شعبنا, فمن يفهم التصالح والتسامح على هذا النحو عليه ان لا يمارس نفس السلوك السابقه تحت اي مبرر كان.
انني اتمنى ان نرتقي بسلوكنا وخطابنا تجاه بعضنا بما يمليه علينا ايماننا بالتصالح والتسامح وفهمنا الصحيح له كثقافه وسلوك, والذي يبدوا ان البسطاء من ابناء شعبنا يمارسونه قولاً وفعلاً عكس الكثير من النخب السياسيه الجنوبيه التي تمارسه قولاً وتسلك عكس ذلك فعلاً.
وهنا اقتبس بعض النصائح التي قالها الزعيم الجنوب افريقي نيلسون مانديلا في رساله له وجهها لثوار الربيع العربي في مصر وتونس في كيفية تعاملهم مع خصومهم من بقاياء الانظمه في بلدانهم, طبعاً انا هنا اخذت جوهر ومظمون الرساله وليس المقارنه بين ثورة الجنوب وثورة تلك البلدان في اسقاط النظام.وهذا بعض ما قاله في رسالته الشهيره:
"إن إقامة العدل أصعب بكثير من هدم الظلم. فالهدم فعل سلبي والبناء فعل إيجابي. أو على لغة أحد مفكريكم – حسن الترابي- فإن إحقاق الحق أصعب بكثير من إبطال الباطل".
يبدو لي أن الاتجاه العام عندكم يميل إلى استثناء وتبكيت كل من كانت له صلة قريبة أو بعيدة بالأنظمة السابقة. ذاك أمر خاطئ في نظري.
"يبدو لي أن الاتجاه العام عندكم يميل إلى استثناء وتبكيت كل من كانت له صلة قريبة أو بعيدة بالأنظمة السابقة. ذاك أمر خاطئ في نظري.
أنا أتفهم الأسى الذي يعتصر قلوبكم وأعرف أن مرارات الظلم ماثلة، إلا أنني أرى أن استهداف هذا القطاع الواسع من مجتمعكم قد يسبب للثورة متاعب خطيرة".
"عليكم أن تتذكروا أن أتباع النظام السابق في النهاية مواطنون ينتمون لهذا البلد، فاحتواؤهم ومسامحتهم هي أكبر هدية للبلاد في هذه المرحلة، ثم إنه لا يمكن جمعهم ورميهم في البحر أو تحييدهم نهائياً، ثم إن لهم الحق في التعبير عن أنفسهم وهو حق ينبغي أن يكون احترامه من أبجديات ما بعد الثورة".
طبعاً انا اقتبست هذه الفقرات من رسالة مانديلا لما فيها من نصائح نابعة من روح التصالح والتسامح الذي اختارة ابنا الجنوب قبل رسالة مانديلا بسنوات وهنا انا اتحدث عن الجنوبيين الذين لازالوا في اجهزة الدوله المدنيه والعسكريه والذي للاسف البعض يعتبرهم عملاء للاحتلال, فهل لنا ان نستوعب ونفهم روح وجوهر التصالح والتسامح؟ الاجابه على ذلك في سلوكنا وتصرفاتنا خلال الفترة القادمة.

[علي ابن الجنوب]

بعض الاخوه الحراك متطرفين في النضال السلمي وطريقة استعادة دولة الجنوب لاتتعدى هذا المربع وبعضهم مرتزقة لعلي سالم البيض يعني اكل عيش والبعض منهم اقصائي بل مناطقي ونقول لهذا الجناح في الحراك كفى سب وتخوين للجنوبيين فزعيمكم البيض هو من سلم الجنوب لعفاش وانتو كنتوا مركز قوته سلمتوا البلاد ولم تاخذوا راي الشعب الجنوبي وتعاملتوا باقصائية كانت معكم في ذلك الزمن دبابات وصواريخ ومدفعية اليوم جيش دولة ضيعتوه تريدوا كل شي من المحتل الذي لايؤمن الا با لقوة ان يقول خذو دولتكم اليوم ولا معاكم اي قوة مسلحة الطرف الاخر المعتدل لديه رؤيه بانه يجب نعيد التوازن بين الشمال والجنوب ببناء قوة عسكرية وشبه عسكرية واستخدام التكتيك اي على مراحل لاتتعدى خمس سنوات واستخدام كل الوسائل من حوار الى كسب دول الاقليم وكذا لدول المؤثرة في العالم وفي الاخير استخدام الورقة الاخيرة وهي الكفاح المسلح لانه ماخذ بالقوة لايسترد الا بها وفي الاخير نقول للجناح المتطرف في النعيق والتخوين كفى والوطنية ليست مختزلة فيكم والاوطان لاتسترجع سيادتها واستقلالها بالاستجداء والصياح في الشوارع فقط لاسقاط الانظمة والاخوة الذين لا زالوا يعملوا مع نظام صنعاء هم وطنيون ورافد لنا