محمد القباطي... ((إن فاتك وابوار الميري إتمرغ في ترابه))

[العرب العاربه]

محمد القباطي... ((إن فاتك وابوار الميري إتمرغ في ترابه))


((إن فاتك وابوار الميري إتمرغ في ترابه)) مثل مصري قديم .. كان يردده المصريون كتعبير عن حسن حظ من يجد وظيفة حكومية أو (الميري) كما كانوا يسمونها آنذاك.. وأن من فاته وابور الميري أي" قطار الوظيفة الحكومية" فعليه على الأقل أن يتمرغ في " تراب" ذلك القطار لعله يجد بعضا من بركاته فيمر مرة أخرى في طريقه وحينها يستطيع القفز والصعود على ظهر ذلك القطار الذي لايركبه إلا سعيدو الحظ.
وقد خطر في ذهني ذلك المثل المصري الشائع عندما شاهدت ومعي الكثير من الجنوبيين مقابلة قناة الحرة مع كل من الرئيس حيدر ابوبكر العطاس ورئيس حزب رابطة ابناء اليمن عبد الرحمن الجفري واليمني المدعو محمد القباطي الذي جاء كممثل عن المكون المفرخ من حزب حوشي اليمني والذي يضم أبناء المستوطنين اليمنيين في الجنوب العربي المحتل والذين ادعوا اليوم "فجأة" بأنهم جنوبيون!


ليس ذلك فحسب بل وادعوا أنهم جزءً لايتجزأ من الحراك الجنوبي السلمي كذبا وزورا! لمجرد أنهم تسللوا إليه دون دعوة منه وتطفلوا عليه تطفل أشعب على الموائد العامرة... وذلك من خلال مكونهم الذي أسموه التجمع الجنوبي الديمقراطي (مجد) ، والذي أنشيء بعد التوقيع على مايسمى بالمبادرة الخليجية ليكون ذراعا ضاربة في الجنوب العربي المحتل لصالح حزبي الإصلاح الإرهابي اليمني والحزب الإشتراكي اليمني الإلحادي المتحالفين في أحزاب اللقاء المشترك والذين كانا خلف إنشائه بمسمى جنوبي وتحت شعار الحراك الجنوبي السلمي.. حيث أعلن قيادة وأعضاء حزب مجد (((المشبوه))) منذ إنشائه عن عزمهم الدخول إلى مايدعى بالحوار اليمني نكاية بالجنوبيين...فقد فكروا بأنهم بتفريخ مكون مسخ يتكون أعضاؤه من المستوطنين اليمنيين في الجنوب ومن ثم نسب ذلك المكون المستنسخ من الأحزاب اليمنية وأدبياتها وأهدافها إلى الجنوب سينجحون في إبقاء الإحتلال اليمني جاثماً على الجنوب العربي أرضاً وشعبا بالقوة.


ومن منّا " نحن الجنوبيين بالذات "من لايعرف المدعو محمد القباطي الذي يعتبر أحد أبناء المهمشين من ذوي الأصول الأفريقية الحبشية في الجمهورية العربية اليمنية والذي كان ينبح كالكلب المسعور على كل قناة عربية وغير عربية ضد الجنوبيين ويدّعي أثناء ماسمي بثورة التغيير بأن الحراك الجنوبي انتهى تماما وأنه ذاب داخل ثورتهم "التي تبخرت كالسراب في صحراء" ...وأن الثورة الجنوبية السلمية التحررية أصبحت أثرا بعد عين وأن جميع الجنوبيين قد أصبحوا يطالبون مع أبناء الجمهورية العربية اليمنية بتغيير النظام وليس بالتحرير والإستقلال للجنوب العربي من إحتلالهم الهمجي المتخلف وأن شعار التحرير والإستقلال قد سقط وأن الإحتلال للجنوب قد سقط بسقوط رئيس نظام الإحتلال اليمني المخلوع الذي لم يسقط مطلقا وإنما تلوّن مثل الحرباء ليتكيف مع الظروف الجديدة الطارئة على البيئة التي أحاطته من أجل الحفاظ على بقائه...


وهاهو المستوطن اليمني الإنتهازي المدعو محمد القباطي بعد أن كان يسبّح بإسم رئيسهم المخلوع صبحةً وعشيةً انقلب على ولي نعمته وقفز من سفينته إلى سفينة "شيوخ الثورة الوهمية" التي خرج منها بخفي حنين ودون طائل حيث رأى المدعو القباطي بأم عينيه مدى الفشل الذريع الذي نتج عن مايدعى بثورة التغيير. والتي لم تغير من الواقع أي شيء ... ليلبس اليوم عباءة الحراك الجنوبي بعد أن أُقفلت كل الأبواب في وجهه وانقطعت أمامه جميع السبل لعل وعسى أن تناله بركات الحراك السلمي الجنوبي حتى ولو أدى الأمر إلى أن يتمرغ في تراب الحراك بسبب فوات قطار الثورة السلمية الجنوبية عليه...خاصة بعد أن شعر بأن ثورتهم قد فشلت وانتهت وفشل معها المشروع الحجري ومشاريعهم الوهمية التي راهنوا عليها في تحويل الربيع العربي إلى ربيع حُجري بامتياز في حالة نجاح ثورتهم التي سقطت سقوطا مدويا ومريعا وبسقوطها سقطت كل مشاريعهم الهزيلة إلى قعر الهاوية..


وبما أنه مثل غيره من المهمشين اليمنيين في مناطق الجمهورية العربية اليمنية قد شعروا بأنهم خرجوا من "مولد" المبادرة الخليجية التي فصّلت على مقاس شيوخ المؤسسة الزيدية العسكرية القبلية في الجمهورية العربية اليمنية "بلا حمص" ولم يدخلوا في حصة التقاسم التي استحوذت عليها المؤسسة الزيدية العتيدة في صنعاء فقد ظن المدعو القباطي بأنه يستطيع إحياء مشروع الربيع الحُجري الميت عن طريق الإلتصاق بالحراك الجنوبي السلمي كالتصاق المخلوقات الطفيلية التي تعتاش على غيرها.. وهو يحاول الإنتساب للحراك الجنوبي بهتانا وتلفيقا من أجل استخدامه لأغراضه الخاصة في إخراج تعز من تحت الحذاء الزيدي الذي داس على رقابهم طيلة ألف ومئتين عاما عبر حزبهم المستنسخ الذي يحاول اليوم "استخدامه لخدمة المناطق المهمشة"..حيث أن هدفه التكتيكي هو التنسيق مع حزبي الإصلاح الإرهابي والإشتراكي الإلحادي في إبقاء الجنوب العربي محتلا... أما هدفه الإستراتيجي فهو إقامة "دولة تعز" التي ستنهب ثلثي مساحة الجنوب العربي المحتل وستضمها إلى حدود "إقليم الجند" المزعوم.


فإذا به في المقابلة مع قناة الحرّة يروج لما أسماه ب "الدولة الإتحادية" والتي نادى فيها بإقامة إدولة إتحادية من خمسة إلى سبعة أقاليم ستُقتطع فيها أراضي من الجنوب العربي المحتل ليتم ضمها إلى تلك الكيانات الفيدرالية "المزعومة" حتى تذوب الحدود الدولية نهائيا فيما بين دولتي الجنوب العربي المحتل والجمهورية العربية اليمنية... بحيث سيُدخلون محافظات جنوبية بأكملها فيما أسموه بإقليم الجند والذي خُطط له أن يشمل كل من تعز وإب اليمنيتين ليتم ضم وإلحاق كل من محافظة لحج ومحافظة أبين وربما أيضا محافظة شبوة إضافة إلى عاصمة الجنوب العربي المحتل عدن إلى ذلك الكيان المسخ المشوه!...وفي حالة عدم استطاعتهم السيطرة على العاصمة الجنوبية عدن بسبب نفوذ القبائل الزيدية اليمنية فإنهم يخططون لفصل عاصمة الجنوب العربي عدن عن باقي محافظات الجنوب العربي المحتل وإقامة إقليم اقتصادي مستقل فيها يكون تحت سيطرة المستوطنين اليمنيين في العاصمة الجنوبية عدن على أن يتم تقاسمها إقتصاديا فيما بينهم وبين قبائل الزيود بالتعاون مع الشركات الإحتكارية العالمية...


وقد ادعى القباطي بأن من حق كل إقليم في هذه الإتحاد الفيدرالي "المقترح" ، الإستفتاء على بقائه في الوحدة أو الخروج منها!.. ولكن كما قال : "سيكون الإستفتاء بعد فترة زمنية " لم يحددها بالطبع " مما يعني أنها قد تمتد إلى مليون سنة (...)... وليقينه بفشل جهودهم في الحصول على نصيبهم من كعكة التقاسم على السلطة في صنعاء أسوة بقبيلة حاشد الزيدية الحاكمة عبر مايدعى بالحوار اليمني. يريد المدعو القباطي وأقرانه في حزبه الممسوخ أن يعطي لأبناء المناطق المهمشة التي ينتمي إليها الحق في "إنشاء كيانهم ودولتهم الخاصة بهم" في حالة قيام إتحاد فيدرالي كما يقول....كما أن هذا التقسيم الذي سيقوم عليه مشروع دولة الأقاليم المتعددة الفيدرالية سيكون جائرا في حق الجنوبيين أرضا وشعبا وسيؤدي إلى تغيير شامل في البنية الديمغرافية السكانية وسيمحو الهوية الجنوبية نهائيا في حالة إجراء أي استفتاء فيه ليكون في صالح اليمنيين فقط داخل إلإقليم بحكم كثرتهم العددية السكانية.


مالم يعلمه المدعو القباطي بأن نفيه الدخول إلى مؤتمر الحوار اليمني لانقرأه نحن الجنوبيون على أنه ولاءً منه للجنوب ولقضيته ولشعبه الصابر الذي قام المدعو محمد القباطي بمحاربته لسنوات طويلة تزيد عن العشرين سنة أثناء ماكان متشبثا بسفينة سيده ومولى نعمته رئيس الإحتلال اليمني المخلوع ..ولا تكفيرا عن محاربته حرباً شعواء للجنوبيين ولثورتهم الظافرة لما لايقل عن عامين أثناء ماسمي بثورة التغيير ومابعدها..بل نقرأ نفيه للمشاركة فيما يدعى بالحوار اليمني بأنه وسيلة للإندساس كجاسوس بين عناصر الجنوبيين بمكونه (((المشبوه))) ليقوم باستخدام الثورة السلمية الجنوبية لأغراضه الخاصة بمشروعهم الخبيث وحتى يضرب الثورة السلمية الجنوبية في العمق ويضعفها بالفتن والمكائد التي درج عليها المستوطنون من أمثال القباطي وعملوا على إذكاء أوراها في الجنوب العربي المحتل في الماضي والحاضر لسنوات طويلة.


ونحن كجنوبيين بالطبع لانعتبر مطلقا كل شخص من ذوي الأصول اليمنية "مستوطنا" في الجنوب طالما كان ولاؤه للجنوب العربي المحتل ويدافع عن الجنوب دفاع الشرفاء عن أرضهم ويتقاسم المعاناة والجوع والألم والنضال في الصفوف الأولى جنبا إلى جنب مع إخوانه الجنوبيين ويُقتل ويُجرح ويُعتقل ويُعذب من أجل الجنوب ... وإنما هو في نظرنا جنوبي أصيل "وربما أكثر جنوبية" من بعض السماسرة الذين "ينتمون بالإسم" إلى الجنوب.. بل نعتبر بأن كل من كان ولاؤه لغير الجنوب "مستوطنا دخيلا " حتى ولو استوطن في الجنوب ملايين السنين فما بالكم بمن استوطن في الجنوب خمسين سنة فقط كالمدعو محمد القباطي... وحتى لو كان الجنوبي جنوبيا بالأرومة والأصل فلا نعتبره جنوبيا طالما ارتضى لنفسه هوية غير هوية الجنوب العربي...فمن ارتضى بهوية غير هوية الجنوب العربي فمعنى ذلك بأنه ينتمي إلى حيث يجد هويته..

وكما قلنا مرارا تكرارا بأن من يحكم على جنوبية الإنسان الجنوبي ليس أصله وفصله.. بل ولاؤه المطلق للوطن الجنوبي المحتل.

أما القباطي وأشباهه من "المستوطنين الإنتهازيين" فهم خارج حسابات الهوية الجنوبية بشكل كامل... وداخل حسابات الهوية اليمنية فقط والتي لايعترف هو وأمثاله من المستوطنين اليمنيين بسواها... وبالتحديد الذين كانوا يعملون كجواسيس لنظام الجمهورية العربية اليمنية في الجنوب قبل مايسمى بإعلان دولة الوحدة...فهم متمسكون بولائهم للجمهورية العربية اليمنية التي احتلت أرضنا الجنوبية العربية الطاهرة...ولأنهم كانوا حرباً على الجنوب وشعبه منذ عقود...لذا ، فلن ينفع المهمش اليمني المدعو محمد القباطي الآن ((أن يتمرغ في تراب الحراك السلمي الجنوبي)) لأن قطار الثورة الجنوبية قد تجاوزه هو وأمثاله منذ زمن طويل.


العرب العاربة

12 مارس 2013م