استوقفتني ملاحظة واظنها ستستوقف كثيرمن الجنوبيين

[ذورعين الحميري]

استوقفتني ملاحظة وانا اقرأ مقال لاحد الكتاب في المصدر اونلاين بعنوان
توريث الأبناء كان النهاية
بين الإمام يحيى والرئيس صالح.. هل يعيد التاريخ نفسه؟
يمكن قراءتها على الرابط التالي
http://www.almasdaronline.com/index....&news_id=23828
المهم ماشدني هو نظرة الامام ومعظم مفكري وسياسيي الشمال الى الجنوب (فرع يعود الى الاصل) على الرغم من ان مساحة الجنوب 3 اضعاف الشمال اما من حيث عدد السكان فقد ساهمت الظروف الصعبة في الجنوب والهجرات الى قلة السكان وعلى الرغم من انه لا توجد احصائيات رسمية للمهاجرين الحضارم في شرق اسيا وافريقيا الا ان بعض التقديرات تعدهم ب 14 مليون. فلو سلمنا بصحة نظرية الاصل والفرع (ولا اظنها صحيحة ) فان المنطق (عدا منطق السلاح والقوة ) يقول ان الاصل هو الجنوب والفرع هو الشمال. ان نظرية الاصل والفرع هي اساس فشل الوحدة اليمنية لان الجنوبيون يرفضونها لانها تختزلهم الى اقلية في ارضهم التي لم ينازعهم عليها احد طوال تاريخهم الا وقصموه وردوه على ادباره (طال الزمان او قصر)سواء كان غريب كالانجليز والبرتغاليين او قريب مثل الأئمة الزيديين وال سعود وسلاطين عمان ومن يرجع الى التاريخ يجد الشواهد العديدة على ذلك. ان اختزال تاريخ الجنوب في الاستعمار البريطاني والحكم الاشتراكي جريمة تاريخية كبرى اعظم من التطهير العرقي لانه اغتيال لحضارة وليس لاشخاص فقط . فالانجليز لم يحكموا الا جزء صغير من ارض الجنوب (عدن) ولفترة محدودة (129 عام) وعلاقتهم بالسلطنات لا تختلف عن علاقة الولايات المتحدة الامريكية اليوم بمعظم دول العالم بل ان الانجليز لم يتدخلوا في ثقافة وهوية وعقيدة ابناء الجنوب وكان دورهم يقتصر على الحماية العسكرية وبناء مؤسسات الدولة مع الحفاظ على مصالحهم وهو نفس سياستهم في العديد من الدول في ذلك الوقت مثل الامارات العربية وعمان وقطر وماليزيا وسنغافورة وتايوان واستراليا ونيوزلندا وقد حكمت هذه الدول نفس الانظمة بعد خروج الانجليز فاين صاروا اليوم واين اصبحنا!!! اما النظام الاشتراكي الذي حكم بعد خروج الانجليز فلم يدم حكمة اكثر من 21 عاما (1969- 1990) وبني النظام على ارهاب الدولة والقوة والبطش ولم يرتضية ابناء الجنوب وكان من اهم منظرية وقياداته من ليسوا من ابناء الجنوب وعدد اعضاءه في عام 1990 لا يتجاوز 30 الف من اصل 3 مليون مواطن تقريبا هم سكان الجنوب في ذلك الوقت اي بنسبة 1% من السكان على الرغم من انه الحزب الحاكم والوحيد في البلد. ان حروب الأئمة الزيديين ضد حضرموت ممثلة بالدولة الكثيرية ومحاولة ضمها لحكمهم لم تكن بدافع الوحدة الوطنية او القومية (لم يكن الأئمة من اصل يمني بينما سلطان حضرموت حضرمي الاصل) او بدافع وحدة المسلمين لان السلطان الكثيري (ابو طويرق) يحكم باسم خليفة المسلمين (( سليمان القانوني)) وحضرموت جزء من دولة الخلافة والأئمة الزيديون هم الانفصاليون والمفاروقون وشاقوا عصا الطاعة لدولة الخلافة واي اشادة وتعظيم لتلك الحروب هو جرح لمشاعر ابناء حضرموت الذين راح العديد من اجدادهم واستشهدوا دفاعا عن ارضهم وعرضهم ودولة الخلافة. اذا اردنا ان نزيل اللبس حول مفهوم اسم اليمن ومدلولاته من حيث الهوية والمكان والكيان السياسي فلن نجد مثالا لذلك اوضح من لفظة الشام (المتممة لليمن) فهي تشمل سوريا وفلسطين والاردن ولبنان توجد اشياء كثيرة تجمع بين ابناء هذه الدول واشياء يتمايزون بها فيما بينهم هذا التمايز لا ينقلب الى تضاد الا اذا حاول طرف ان يلغي الاخرين كأن يقيم الاردنيون دولة يسمونها الشام ويدعون انهم الاصل وعلى الفروع (سوريا وفلسطين ولبنان) الانضمام اليهم كما فعل الامام يحيى بن حميد الدين وخلفته بعد ذلك الجمهورية العربية اليمنية. ان القضاء على نظام صالح لا يحل قضية الجنوبيين لا مشكلتهم ليست مع شخص صالح ولكن مع عقلية الشماليين ونظرتهم للوحدة التي لم تتغير منذ عهد الامام.