عــــاجل , انفجار كبير في عدن

[طائر الاشجان]

عناصر النظام اليمني يختلفون فيما بينهم ، لكن تبقى هناك خطوط حمراء لا يتجاوزونها ، فالجنوب بالنسبة لعصابة سنحان وكذا آل الأحمر شريان الحياة الذي إذا انقطع باتوا في دائرة الخطر المهدد بالموت ، ولهذا زحفت جيوشهم قبل ما يقارب شهرين ، وحدثت مصادمات في جبل العر بيافع ، وحدث ما حدث في لودر ، واشتعلت النار في أبين التي تحولت إلى مدينة أشباح ، نصفها يسيطر عليه قوات نظامية تابعة لبن لحمر ، والأخرى قوى يسميها النظام القاعدة ، وهم في الأصل أهالي هذه البلدة المدافعون عن قلاعهم أمام هذا العبث الماجن وأهدافه الرخيصة ، وإذا جاز لنا تشخيص ما يجري ووضعه في نصاب التحليل المجرد دون الغوص في تفاصيله وأبعاده نقول بأن هذه الحملة تهدف إلى الآتي :
1- صرف الأنظار عما يجري في الساحة اليمنية بمختلف المدن والقرى ويندرج تحت مسمى التغيير ، والإيحاء بأن ما يجري في صنعاء يمكن أن يجري في عدن وما يجري في تعز يمكن أن يجري في أبين ، فهو يمن واحد يكتوي بنفس النار تماماً مثلما كانوا يفتعلون مسيرات في الحديدة تطالب بتخفيض أسعار المواد الإستهلاكية كلما خرجت مسيرة في عدن تطالب بفك الإرتلاط ، والهدف خلط الحابل بالنابل حتى تتموه الصورة فلا يقرأها المواطن العربي خارج اليمن إلا كما شاء لها النظام .

2- تشكل أمريكا ودول مجلس التعاون والسعودية تحديداً ممولاً رئيسيا لليمن في دعمها ضد ما يسمى بالإرهاب ، وقد اجتهدت الحكومة اليمنية في استغلال هذا المنبع التمويلي بصورة ذهبت معها أخلاقيات وآدمية بني الإنسان ، وما جرى في صعدة في اليمن من دك للبيوت فوق رؤوس ساكنيها على مدى ستة حروب دامية ، وما شهدته المعجلة في الجنوب العربي ، واجتياح للجنوب بمعنويات دينية مضللة ، وما نتج عنه من كوارث يعيشها أبناء الجنوب في شكل كوابيس على أرض الواقع ، وما يزالون يتعايشون معها بمرارة قاتلة أمام عناصر الإحتلال الهمجي لهو دليل على ذلك ،، وكل هذا يأتي تحت يافطة تنفيذ السياسة الأمريكية مقابل حفنة من الدولارات .

3- عندما تصبح منطقة ما بؤرة توتر فاعلم أن نظام صنعاء القبلي - وكما هي فطرته - يحرص على امتلاك هذه المنطقة ، وهي رسالة نمطية وسلوك غريزي يتعشمه الجيش القبلي الموالي لشيوخه ، وينفذه بلا هواده ، ولهذا فالجنوب ولا سيما المناطق الحيوية فيه هو عرضة لهذه القاعدة السلوكية الهمجية الهادفة إلى ما يعبرون عنه بـ (العين الحمراء ) ويلجأون إلى أساليب جبانة لتحقيق السيطرة وبسط النفوذ وتأكيد وجودهم عليه ، ويعجزون عن ابتكار أساليب حضارية بديلة ، فهم لا يجيدونها على الإطلاق .

4- يقينهم التام بأن الجنوبيين أصبحوا يدركون الخطر المحدق بهويتهم ومستقبل أجيالهم ، وأن هذه الأرض اصبحت في حكم الخارج عن مضلة الوحدة التي هي خديعة ولعبة ماكرة كشفت عورتها الأيام وصار من العبث تجاهل ما أفضت إليه من نتائج كارثية ، وأن استقلال الجنوب بات في حكم المؤكد ، ولهذا يجن جنون المحتل وهو يرى صيداً ثميناً يتسرب من بين أصابعه عنوةً ، ومن الطبيعي أن يتشبث بغنيمته بأنيابه وأظافره .

هذه الحقائق نعيشها واقعاً ملموساً ، ولا يجب أن ندير لها ظهورنا ، أو أن نتجاهلها بأي حال . ويقيني أن الأيام القليلة القادمة ستكون حبلى بمفاجآت سوف تقلب موازين القوى رأساً على عقب ، ويا خبر بفلوس بكرة ببلاش .

تحياتي
طائر الاشجان