فشل الحراك .. وشباب القات لايحرر الاوطان

[ابن خلدون الحضرمي]

لا اظن انك من الذين يتسرب الياس إلي نفوسهم فيصدر ذلك الحكم القاسي على الحراك قيادات وجماهيربالفشل نقرك بان قيادات الحراك مشغولة بخلافاتها وصراعاتها على المناصب.
نعم الحراك تراجع عن انطلاقاته الاولى ومن كبوة إلي اخرى ولكنه لازال بجماهيره يملك قوة الحركة. ونعم هناك من يعمل عن قصد وسبق اصرار على وضع العصي في دواليبه (( انا او الطوفان )) ولاسباب مختلفة تلتقي كلها عند نقطة واحدة اعاقته والحد من اندفاعه ومن هذه الاسباب :
= تمسك البعض باليمننة والتغيير في اطارها (( التغيير لا التشطير ، الفيدرالية ))
= عدم الثقة من جراء صراعات الماضي المناطقية المترسبة في النفوس وان تشدقنا ليل نهار بالتصالح والتسامح لفضيا.
= تسنم قيادات من الماضي ظهر الحراك حتى وان اعلنت قطع صلتها بماضيها.
= الانشغال بحجز المواقع المتقدمة في الحراك كمقدمة لحجز مواقع في الدولة القادمة
= الضبابية في الروية لما بعد عودة الدولة الجنوبية من حيث بناء الدولة وفلسفتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ترتب عليه الخوف من عودة نظام ما قبل مايو 1990م وادى إلي نكوص وتوجس قطاع واسع في الداخل في التجاوب مع دعوات الحراك و تحفظ و ترقب اقليمي وعربي ودولي ساهم فيها خلافات القيادات في الداخل والخارج.
= الاستخفاف بقوة العدو وايهام الناس بان استعادة الدولة مسألة شهور فقط مما ترتب عليه احباط عند قطاع واسع من العامة زادته الخلافات والموقف من اسر الشهداء والجرحى.
= الخلافات والمناكفات والتخوين والمناطقية التي حفلت بها المواقع التي تتعاطى مع القضية الجنوبية.
ورغم هذه الصورة القاتمة والسلبية التي رافقة مسار الحراك خلال السنوات الماضية نلاحظ مؤخرا ان هناك شي جديد يولد ويعتمل في الشارع الجنوبي لا يربطه بالماضي القريب بارثه الثقافي وقياداته التقليدية بتناحراتها وسلوكياتها التامرية صلة ،قوته المحركة جيل الشباب الذي لم يتربى على تلك القيم السيئة ومنطلقه وقاعدته ثانية عدن والمكلا كما كانت بداياته الذهبية الاولى حتى وان حاولت بعض هذه القيادات ركوب الموجة والاستماته والتشبت بمسمياتها القيادية والتدكير بوجودها من خلال خطاب هنا وبيان هناك .
ان التشبث والامساك بقوة بنقطة الضوء التي تشع و الزاحفة باشعتها من نهاية النفق هي الامل والطهارة من رجس ما يزيد على اربعين سنه من التآمر والتناحر والاتكالية وفرض الوصاية الابوية على ارادتنا .
ومع كل ذلك يجب الاقرار وعدم التقليل من ان لجماهير الارياف والمناطق الجبلية الفضل في الحفاظ بقاء قوة الحراك متقدة وتزويده بوقود إلي الامام من دماء الشهداء والجرحى لتلتقط المكلا وعدن زمام المبادرة ثانية.