تبددت الآمال فيكم، ونفذت خيارتنا وصبرونا، وقد بلغتم اليوم من لدونا عذرا، فضلاً افسحوا لنا الطريق لشق طريقنا نحو المستقبل الذي ننشده فهذا هو منطق الحياة الطبيعي فالماضي هو إرثكم الذي تحرصون على عدم المساس به أو تشويهه ونتفهم ذلك، والحاضر هو ارثنا الذي اكتسبناه منكم ونحرص كل الحرص على عدم المساس فيه أو إعاقة تطوره ، وعليكم أن تتفهموا ذلك الحق لنا ، وإذا قيل بأنكم صناع الماضي وشركاء في الحاضر طالما تعيشون فيه فإن هذا القول من الناحية النظرية قد يبدو صحيحاً ، ومع ذلك فإنكم لا تعترفون به ، فسلطان الأبوية المستبد لديكم لا يقر بشراكة الأبناء وإنما يقر تبعيتهم المطلقة لآبائهم مع أن منطق الحق والشرع يفسر شراكة الآباء في حقوق وحياة أبنائهم في النصح والمشورة والتوجيه مقابل الإحسان والطاعة .. لذلك نكرر قولنا : عذراً آباءنا أفسحوا لنا الطريق دعونا نعبر دعونا نمر فقد بدأت خياراتنا معكم تنفذ بعد أن صرتم عائقاً أمام طريقنا بدلاً من أن تكونوا مرشداً ودليلاً لنا للسير بثبات في تلك الطريق ، وهذا وضع لا أظنكم ترغبون أن تضعوا أنفسكم فيه ولكنه حدث ، وحدوثه جعل من واجبكم الأخلاقي والوطني والعقائدي التنحي عن طريق أبنائكم وتطلعاتهم والتحول إلى دور المرشد والمشير ..
فهل ستفعلون ذلك أم أن على الأبناء الجهر بعقوق آباءهم ...
الخيار لكم لتدعونا نعبر ونمر بسلام واطمئنان
|