![]() |
![]() |
|
|
|
|
#1 |
|
قلـــــم نشيـط جــــداً
تاريخ التسجيل: 2008-05-25
المشاركات: 232
|
و يروي غيفارا في كتابه "ذكريات الحرب الثورية" ايضا حكاية المعركة التي انتصر فيها الثوار للمرة الاولى.
يقول غيفارا:"كان اول انتصار لنا نتيجة هجوم على حامية صغيرة من حاميات الجيش عند مصب نهر لابلاتا. وسرى فينا اثر هذا الانتصار سريان الكهرباء. لقد كان اشبه بدوي النفير ، يشير الى ان جيش الثوار موجود بالفعل ومستعد للقتال. لقد كان تأكيدا جديدا لاملنا في النصر الكامل. "في 14 كانون الثاني 1957 ، بعد فترة قصيرة من الهجوم لامفاجيء في"اليغريادي بيو" توقفنا عند نهر ماجدلينا. كانت هناك ارض صلبة تمتد من سييرا وترتفع فيما بين نهري ماجدلينا ولابلاتا. واصدر فيديل اوامره بالتمرين على هدف كمحاولة اولية لتدريب قواتنا. وكان بعض الرجال يستخدمون السلاح لاول مرة. ولم يكن احد منا قد استحم لايام كثيرة ، وانتهزنا الفرصة فذهبنا للسباحةز واستطاع الذين كانوا قادرين على ذلك ، ان يستبدلوا ملابسهم بملابس نظيفة. في ذلك الحين كانت اسلحتنا تتألف من 9 بنادق ذات منظار وتسع بنادق شبه اوتوماتيكية ومدفعين رشاشين وبندقية عيار 16 . بعد ظهر ذلك اليوم تسلقنا آخر تل قبل ان نصل الى اطراف لابلاتا . وكنا نقتفي اثرا حدده لنا خصيصا فلاح يدعى "ملكويداس الياس". وكنا قد استخدمنا هذا الرجل بتوصية من مرشدنا ايتميو . كان مرشدنا هذا شيئا اساسيا ، وكان مثالا للفلاح الثائر . ولكنهم قبضوا عليه وارهبوه فيما بعد ، وبدلا من ان يقتلوه عرضوا عليه 10 الاف دولار ورتبة ملازم اذا استطاع ان يقتل كاسترو . وكاد ايتميو ينفذ الصفقة لولا انه كان يفتقر الى الشجاعة ، ومع ذلك ، فقد كان مفيدا جدا للعدو لانه ابلغ عن موقع عدة معسكرات من معسكراتنا . وفي تلك الفترة ، فترة الهجوم على الحامية ، كان ايتيمو يخدمنا باخلاص وكان واحدا من كثيرين من الفلاحين الذين يحاربوا الملاكين الكبار من أجل اراضيهم . وفي 15 كامون الثاني أبصرنا ثلاث ثكنات لابلاتا التابعة للجيش ، وكانت لا تزال في طور البناء . وشاهدنا رجالا انصاف عراة يتحركون هنا وهناك في الثكنات ، واستطعنا ان ندرك انهم جنود . ولم نقم بمناورتنا و قررنا تأجيل الهجوم حتى اليوم التالي . وفي فجر اليوم التالي بدأنا نراقب مركز الجيش . وكان الذورق قد 1هب اثناء الليل ولم نشاهد احد من الجنود في أي مكان . وفي الثالثة بعد الظهر قررنا نقترب من الطريق المؤدي الى الثكنات ونلقي نظرة . ولم يهبط الليل حتى كنا قد عبرنا نهر ابلاتا واتخذنا مواقنا على الطريق ، ثم قبدنا على اثنين من المزارعين كان احدهما من مرشدي الحكومة . وعندما اكدنا لهما انه لن يصيبهما أي أذى ، قدما الينا معلومات ثمينة منها ان عدد جنود الثكنات 15 جنديا ، وانه سوف يمر بنا في اية لحظة شيكو اوزوريو وهو من أسوأ مراقبي العمال سمعة في المنطقة . وكان مراقبوا العمال يعملون لحساب اسرة لافيتي التي أنشأت لنفسها القطاعية هائلة كانت تحميها بفرض جو من الارهاب بمساعدة اشخاص امثال شيكو . وبعد قليل ، ظهر شيكو على ظهر بغل ومعه صبي زنجي . وكان مخمورا . وتقدم سانشيز وأمره بالتوقف باسم حرس الريف فأجاب شيكو على الفور : بعوضة وكانت هذه هي كلمة السر . كنا نبدو كمجموعة من القراصنة . ولكن شيكو كان مخمورا الى درجة ان استطعنا خداعه . وتقدم فيديل كاسترو ، وبدت على وجهه تعابير الغضب ، وقال أنه كولونيل بالجيش جاء ليتحرى كيف لم تتم تصفية الثوار . وأعلن أنه سيذهب الى الغابات حيث يجد الثوار الذين يبحث عنهم . ثم وجه كاسترو كلامه الى شيكو وقال ان الجيش لا يؤدي مهمته كما يجب . واعترف شيكو بأن الحراس يقضون معظم وقتهم داخل الثكنات ، يأكلون ولا يعملون شيئا واحيانا يخرجون في جولات لا فائدة منها . واكد شيكو انه يجب اباجة الثوار . وسألناه بحذر عن الاشخاص الذين يتعاونون مع السلطات ولااشخاص الغير المتعاونين من سكان المنطقة فبدأ يتكلم ونحن نسجل الاسماء . وعندما كان شيكو يقول عن شخص ما أنه سيء ، كنا نفهم أنه من أصدقائنا . وهكذا ، تجمع لدينا 24 اسما من المتعاونين مع سلطات باتيستا وكان شيكو لا يزال يثرثر . وشرح لنا كيف قتل اثنين من الرجال ثم اضاف : ولكن جنرالي باتيستا اطلق سراحي على الفور . وسأل فيديل شيكو عما يمكن أن يفعله اذا امسك بكاسترو ، فأجاب بحركة معبرة سوف امزقه . ثم قال وهو يشير الى حذائه ، وكان من نوع الاحذية المكسيكية التي يرتديها رجالنا : انظروا . ان الحذاء هو حذاء أحد اولاد الكلاب الذين قتلناهم . ودون ان يدري وقع شيكو وثيقة اعدامه . وبناء على اقتراح فيديل كاسترو وافق شيكو على مرافقتنا الى الثكنات حتى نفاجئ الجنود ونثبت لهم انهم غير متأهبين وغير لائقين للقيام بواجبتهم . وبينما كنا نقترب من الثكنات ، يتقدمنا شيكو ، كنت لا أزال غير واثق من انه لم يفطن الى اللعبة . لكنه تابع سيره ، وهو لا يعلم شيئا وكان يردد بعض الاغاني الشعبية البذيئة . عندما عبر شيكو النهر واقترب من الثكنات ، فال له كاسترو ان الاصول العسكرية تقضي بأن يقيض السجين . ولم يقاوم الرجل ومضى في سيره كسجين هذه المرة ، دون ان يدرك تماما حقيقة اللعبة . وقال لنا ان الحراس الوحيدين يقفون عند مدخل الثكنات التي لا تزال قيد البناء وعند منزل مراقب العمال . وقادنا شيكو الى مكان قريب وذهب أحد الرفاق ليستكشف المكان ثم عاد يقول ان ما قاله شيكو صحيحا . وكنا على وشك الاستعداد للاقتراب من الثكنات ، عندما اجبرنا الى النسحاب الى الغابات ، حتى يمر ثلاثة من الحراس الخيالة . وكان هؤلاء يدفعون امامهم رجلا يحثونه على السير بوحشية وهم يتبعونه على ظهر الخيل . مر الحراس على مسافة قريبي مني ، وسمعت الفلاح يتوسل ويقول : انا واحد من اباعكم . وجاء الرد من احد الرجال ، عرفنا فيما بعد ان العريف بازول : اخرس واستمر في السير والا الهبت ظهرك بالسوط . وتصورنا ان الفلاح سيكون في مأمن من الخطر اذا ظل خارج من الثكنات وقت هجومنا عليها . ومع ذلك ففي اليوم التالي ، عندما سمع الحراس في نبأ الهجوم قتلوه في الحال . كانت لدينا 22 قطعة سلاح معدة للهجوم . وكانت فترة حاسمة لاننا كنا نفتقر الى الذخيرة . وكان لا بد من الاستلاء على ثكنات الجيش لانا الفشل كان يعني ببساطة اننا سنفقد كل ذخيرتنا ونصبح عاجزين تماما . كان كل من جوليو دياز الذي قتل فيما بعد في معركة وكاميلو سينفيغوس من اشهر قادة ثوار كوبا وقد قتل في حادث طائرة وفيتر ومور اليس مسلحين ببنادق شبه اوتوماتيكية . وكان عليهم ان يحاصروا المنزل الواقع الى اليمين والذي تظلله اشجار النخيل . أما فيديل كاسترو ويونيرسو سانشيز ولويس كريسبو وغارسيا وفاجاردو وأنا فكان علينا ان نهاجم الوسط . وترك لراوول كاسترو ومجموعته ، والميدا ومجموعته مهاجمة الثكنات من الشمال . واقتربنا حتى مسافة حوالي 40 مترا . وفي ضوء القمر المكتمل ، بدأ فيديل كاسترو الهجوم باطلاق النار من رشاشه ثم تبعته بنادقنا . وبعد فترة طلبنا من العدو الاستسلام فورا ، ولكن الجواب جاء سلبيا . وأبدى الحراس مقاومة أعنف مما كنا نتوقع . وكان احد العرفاء يرد بنيران بندقيته كلما طلبنا من الجنود الاستسلام . ثم صدرت الينا الاوامر باستخدام القنابل اليدوية البرازيلية القديمة التي كانت لدينا . وقذفت انا وكريسبو ما معنا من قنابل ولكنها لم تنفجر . وقذف راوول أصبع من الديناميت ولم ينفجر ايضا" . واصبح من الضروري ان نقترب من المنازل ونشعل فيها النيران حتى ولو غامرنا بأرواحنا . وقام يونيفرسو سانشيز بمحاولة فاشلة كما فشل سينفيغوس أيضا" . وأخيرا اقتربت انا ولويس كريسبو من احدى المزارع واشعلنا النيران . وكشف لنا اللهب ان المكان كان مخزنا لجوز الهند . ولكن الحريق ادخل الرعب في نفوس الجنود فكفوا عن القتال . وحاول احجهم ان يهرب ، لكنه وجد نفسه امام فوهة بندقية لويس كريسبو الذي اطلق عليه رصاصة اصابته في صدره . وكاميلو سينفيغوس المتحصن وراء الشجرة ، يطلق النار على العريف الذي كان يحاول الهرب . |
|
|
|
|
|
#2 |
|
قلـــــم نشيـط جــــداً
تاريخ التسجيل: 2008-05-25
المشاركات: 232
|
قضت رصاصتنا على مقاومة الجنود فأصبحوا عاجزين عن الدفاع عن انفسهم .
وكان سينفيغوس اول من دخل المنزل الذي كنا نسمع منه صيحات تطالبنا بالاستسلام . وبسرعة جمعنا كمية من غنائم الحرب : 8 بنادق ومدفع رشاش طومسون وحوالي الف رصاصة . وكنا قد استهلكنا حوالي 500 رصاصة . وبالاضافة الى لك ، استولينا على احذمة طلقات ، ووقود وسكاكين وملابس وبعض الاطعمة . كانت خسائر الجنود : قتيلين وخمسة من الجرحى وثلاثة اسرى . ولم يصب رجالنا باي خدش ، واشعلنا النيران في مساكن الجنود . وبعد ان اعتنينا بالجرحى وكان ثلاثة منهم في حالة خطيرة ماتوا فيما بعد . وانضم احد الجنود فيما بعد الى قواتنا تحت قيادة راوول كاسترو ، وتمت ترقيته الى رتبة ملازم لكنه مات في حادث طائرة اثناء الحرب . كان موقعنا بالنسبة الى الجرحى على النقيض من اسبداد الجيش . فجنود باتيستا لم يكونوا يقتلون الاسرى الجرحى فحسب ، بل كانوا يتركون رفاقهم الجرحى ويهربوا . وكان لهذا الفارق يبيننا وبين معاملة الجنود تأثير كبير على العدو ، ولعب دورا مهما في انتصارنا . وقد اصدر فيديل كاسترو اوامره باعطاء الادوية الى الاسرى لكي يتولوا العناية بالجرحى . وانتزعت من هذا القرار ، لانني شعرت كطبيب ملتزم بأن الضرورة تقتضي توفير الادوية الموجودة بين ايدينا لرجالنا نحن . لكن كاسترو اصر على رأيه ، ووزع الادوية بنفسه على الجرحى . واذكر تماما انني ندمت بيني وبين نفسي فيما بعد ، حين تذكرت هذا الحادث . وبعد توزيع الادوية ، تفقدنا الاسرى ، واطلقنا سراح جميع المدنيين . كانت هذه اول معركة ينتصر فيها جيش الثوار . وفي هذه المعركة ، كان لدينا من الاسلحة اكثر مما كان لدينا من الرجال . ولم يكن الفلاحون قد اصبحوا مستعدين بعد تمام الاستعداد للانضمام الينا . ولم يكن هناك اي اتصال بالقواعد في المدن على الاطلاق . وتابع الثوار طريقهم ، وتابعوا نضالهم ومعاركهم ضد جنود باتيستا ، وكانت كل معركة وخطوة تجلب لهم المزيد من الانصار والمؤيدين . ولم تطل نهاية عام 1958 حتى اصبح عدد الثوار ما لا يقل عن 10 الاف ثائر . وكان موعد هؤلاء مع باتيستا غي هافانا ، ليلة رأس السنة ، في 31 كانون الاول 1958 . ![]() انتصار الثورة كانت الاسابيع الاولى التي اعقبت دخول كاسترو كاسترو وغيفارا هافانا واستيلاء الثوار على الحكم ، اسابيع ابتهاج ورضى . وبالرغم من ان كاسترو لم يدخل في الحكومة الاولى ، فقد كان يبدو في نظر الجميع الرجل المجمع عليه . شيء واحد كان مؤكدا وواضحا في ذهنه : هو وقوفه بقوة ضد كل ما كان يهدد بتحطيم وحدة المجتمع الكوبي ![]() يتبع... |
|
|
|
|
|
#3 |
|
قلـــــم نشيـط جــــداً
تاريخ التسجيل: 2008-05-25
المشاركات: 232
|
جيفارا في بوليفيا
وأدرك جيفارا أنّه لا يستطيع أن يكون إلا الثائر المتجوّل الذي ينطلق في أميركا اللاتينية المليئة بحكايات الأبطال والثوار. و يقال أنَّ غيفارا بعد عودته إلى هافانا من جولةٍ دامت ثلاثة أشهر، أعلن أمام كاسترو حاجته إلى ترك الكرسي الذي يجلس فوقه وضرورة مغادرته البلاد ليعود الثائر الباحث عن الآمال البعيدة. ويردّد غيفارا أمام كاسترو العبارة الشهيرة التي دفعته في يومٍ إلى أن يتخلَّى عن مجتمعه وعائلته ووطنه: "التاعسون هم مصدر القوة في العالم". ويقول غيفارا أنّه سيبحث عنهم وسيثور من أجلهم ثم يضيف: "إنّ الثورة تتجمّد، والثوار ينتابهم الصقيع حين يجلسون على الكراسي ويبدأون بناء ما ناضلت من أجله الثورة. وهذا هو التناقض المأساوي في الثورة: أن تناضل وتكافح وتحارب من أجل هدف معيّن، وحين تبلغه، وتحقّقه، تتوقّف الثورة وتتجمّد في القوالب. وأنا لا أستطيع أن أعيش ودماء الثورة مجمّدة داخلي". ![]() اتجه جيفارا إلى بوليفيا التي اختارها، ربما لأن بها أعلى نسبة من السكان الهنود في القارة. لم يكن مشروع "تشي" خلق حركة مسلحة بوليفية، بل التحضير لرص صفوف الحركات التحررية في أمريكا اللاتينية لمجابهة النزعة الأمريكية المستغلة لثروات دول القارة. وقد قام "تشي" بقيادة مجموعة من المحاربين لتحقيق هذه الأهداف، وقام أثناء تلك الفترة الواقعة بين 7 نوفمبر 1966 و7 أكتوبر 1976 بكتابه يوميات المعركة. وعن هذه اليوميات يروي فيدل كاسترو: "كانت كتابة اليوميات عادة عند تشي لازمته منذ أيام ثورة كوبا التي كنا فيها معا، كان يقف وسط الغابات وفي وقت الراحة ويمسك بالقلم يسجل به ما يرى أنه جدير بالتسجيل، هذه اليوميات لم تُكتب بقصد النشر، وإنما كُتبت في اللحظات القليلة النادرة التي كان يستريح فيها وسط كفاح بطولي يفوق طاقة البشر ![]() يتبع... |
|
|
|
|
|
#4 |
|
قلـــــم نشيـط جــــداً
تاريخ التسجيل: 2008-05-25
المشاركات: 232
|
سقووط الاسطورة
![]() في يوم 8 أكتوبر 1967 وفي أحد وديان بوليفيا الضيقة هاجمت قوات الجيش البوليفي المكونة من 1500 فرد مجموعة جيفارا المكونة من 16 فردا، وقد ظل جيفارا ورفاقه يقاتلون 6 ساعات كاملة. وقد استمر "تشي" في القتال حتى بعد موت جميع أفراد المجموعة رغم إصابته بجروح في ساقه إلى أن دُمّرت بندقيته (م-2) وضاع مخزن مسدسه . نُقل "تشي" إلى قرية "لاهيجيراس"، وبقي حيا لمدة 24 ساعة، ورفض أن يتبادل كلمة واحدة مع من أسروه إلى أن أطلقت عليه النيران. إنك ببساطة ستقتل مجرد رجل، ولكنه تراجع، ثم عاد مرة أخرى بعد أن كرر قائده الأوامر له فأخذ يطلق الرصاص من أعلى إلى أسفل تحت الخصر حيث كانت الأوامر واضحة بعدم توجيه النيران إلى القلب أو الرأس حتى تطول فترة احتضاره، إلى أن قام رقيب ثمل بإطلاق رصاصه من مسدسه في الجانب الأيسر فأنهى حياته. وقد رفضت السلطات البوليفية تسليم جثته لأخيه أو حتى تعريف أحد بمكانه أو بمقبرته حتى لا تكون مزارا للثوار من كل أنحاء العالم. ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() يتبع... |
|
|
|
|
|
#5 |
|
قلـــــم نشيـط جــــداً
تاريخ التسجيل: 2008-05-25
المشاركات: 232
|
رسائل شي غيفارا
رسالة الوداع التي أرسلها تشي غيفارا إلى الرفيق فيديل كاسترو عام 1965: فيديل: جاءوني يوماً، ليقولوا لي مَن تريد أن تخبر في حالة موتك، وقد أثرتَ فينا جميعاً الإمكانية الواقعية لحدوث مثل هذا الأمر، ثم علمنا أنّه كان حقيقياً، ولنا في الثورة إذا كانت حقيقة أما أن ننتصر أو نموت، وقد سقط الكثيرون على طريق النصر، اليوم يصطبغ كلّ شيء بصبغة أقلّ مأساوية لأنّنا أنضج، لكنّ الواقع يتكرّر، وأشعرُ بأنّني قمتُ بجزءٍ من الواجب الذي كان يربطني بالثورة الكوبية على أرضها، واستأذن منكَ ومن الرفاق ومن شعبكَ الذي صار منذ الآن شعبنا. أتنازل عن مهامي في قيادة الحزب ومن منصبي في الوزارة ومن رتبتي كقائد، ومن جنسيتي ككوبي. ولم يعد يربطني أيّ شيء - قانوني - بكوبا، سوى روابط طبيعية أخرى لا يمكن أن تبلى كما تبلى الأوراق الرسمية وإذا قمتُ بجرد حصيلة حياتي التي أعتقد أنّي قمتُ بما يكفي من الشرف والتفاني للتدعيم انتصار الثورة وخطيئتي الوحيدة التي تتّصف ببعض الخطورة هي أنّي لم أثق بكَ ثقةً أكيدة منذ اللحظات الأولى ولم آمن بسرعةٍ كافية بصفاتكَ كقائد ثوري. إنَّ مناطق أخرى في العالم تتطلّب مساهمة جهودي المتواضعة أنّي قادر على أن أفعل ما لا تسمح لك مسؤوليّاتكَ على رأس كوبا، لقد حانت ساعة الفراق، يجب أن تعلم أنّ أفعل ذلك بمزيج من الألم والفرح فهنا أترك الشطر الأنقى من آمالي وما هو أعزّ لديّ بين الكائنات التي أحبّ وأترك شعباً تقبّلني كأبٍ، فسيبقى جزءاً من روحي، أحمل إلى ساحات الوعر الجديد، الإيمان الذي لقّنتني والروح الثورة لشعبنا، والشعور بالقيام بأقدس الواجبات: الكفاح ضدّ الأمبريالية حيثما وجدت. فهذا يفيدني ويلطّف مئة مرة كلّ أسى. أكرّر أنّي البريء كوبا من كلّ مسؤولية باستثناء تلك التي تصدر عن مثالها وإذا ما حانت وبالنسبة لي الساعة الحاسمة تحت سماوات أخرى فسينصرف فكري الأخير إلى هذا الشعب وإليكَ بصورةٍ خاصة أنّي مدينٌ لكَ وتعاليمكَ ومثالكَ وسأسعى لأن أكونَ أميناً لها حتى في النتائج الأخيرة لأفعالي. إنّي لا أترك أي مال مادي لأطفالي ولزوجتي ولستُ أسفاً على ذلك، بل يسرّني أن يكونَ الأمر كذلك ولا أطالب شيئاً لهم لأنَّ الدولة ستقدّم لهم متطلّبات العيش والتعليم. قد تكون لديَّ أمور كثيرة يجب أن أقولها لكَ ولشعبنا إلا أنّني أشعر أنَّ الكلمات ليست ضرورية وإنّها لا يمكن أن تعبّر كما أريد ولا فائدة من تسويد المزيد من الورق. حتى النصر دوماً - النصر أو الموت - أعانقكَ بكلّ اندفاعٍ ثوري. ![]() يتبع... |
|
|
|
|
|
#6 |
|
قلـــــم نشيـط جــــداً
تاريخ التسجيل: 2008-05-25
المشاركات: 232
|
رسالة جيفارا الى والديه
منذ عشر سنين، رحلتُ للمرة الأولى عنكما، وما زالت "صفقة" الباب القوية ترنُّ في أذني. واليوم أرحل للمرة الثانية عنكما، وعن البلد الذي أحببت، وعن الزوجة والأولاد والأصدقاء، لأنّني شعرت الشعوب ذاته الذي انتابني منذ عشر سنين تقريباً: إنَّ حبّي الحقيقي، الذي يرويني ليس حبّ الوطن والزوجة والعائلة والأصدقاء، إنّه أكبر من هذا بكثير، إنّه الشعلة التي تحترق داخل الملايين من بائسي العالم المحرومين، شعلة البحث عن الحرية والحقّ والعدالة". "إنّني أؤمن بأنَّ النضال المسلّح هو الطريق الوحيد أمام الشعوب الساعية إلى التحرّر. ويعتبرني الكثيرون مغامراً". "فعلاً، أنا مغامر، لكن من طراز مختلف عن المغامرين الساعين وراء نزوات فردية عابرة، إذ إنّني أضحّي بكلِّ شيء من أجل الثورة والنضال المستمرّ". "قد تكون هذه الرسالة، الأخيرة، لكنّني أودّ أن أقول لكما شيئاً واحداً: لقد أحببتكما كما لم يحبّكما أي إنسان، لكنّني عجزتُ عن إظهار هذا الحبّ، ربّما لأنّني قاسٍ في تصرّفاتي، مع نفسي ومع الآخرين، وأعتقد أنّكما لم تفهماني معظم الأحيان. وأعترف بأنّه ليس من السهل أن يفهمني أحد". "والدتي أقول: لا تخافي، إنَّ إرادتي القوية، والشعلة التي تحرقني باستمرار، ستكونان العكاز التي سيسند قدميَّ الضعيفتين ورئتي المتعبة وصدري الذي يزفر". "أرجو منكما شيئاً واحداً: أن تتذكّرا دائماً ولدكما التائه الذي يطوف الجبال والأدغال والأودية في أصعب الظروف وأدقّها لأنَّ شيئاً ما يتململ في داخله ويجعله متيقّظاً تجاه الآخرين، ملايين التاعسين في العالم ![]() يتبع... |
|
|
|
|
|
#7 |
|
قلـــــم نشيـط جــــداً
تاريخ التسجيل: 2008-05-25
المشاركات: 232
|
وصية جيفارا لاولاده
إلى أبنائي الأعزاء: إذا اضطررتم يوماً ما أن تقرؤوا هذه الرسالة فذلك يعني غيابي عنكم فأنتم تذكرونني بصعوبة والصغير منكم لا يتذكرني أبداً إن أباكم كان رجلاً يفعل ما يعتقد به ولا يوجد شك في إخلاصه لمعتقداته. فلتكن نشأتكم نشأة الثوار ادرسوا وطالعوا جيداً حتى تكتسبوا الفنون والخبرات التي تمكن الإنسان من السيطرة على الطبيعة ومقدراتها. تذكروا أن الشيوعية قضية مهمة وأن الواحد منا لا قيمة له بمفرده والأهم من ذلك كله أن تستعدوا للنهوض دائماً ضد الظلم في أي بقعة من العالم ومهما كان الشخص الذي يتعرض للظلم. هذه هي أجمل الخصال التي يتحلى بها الإنسان الشيوعي. أودعكم إلى الأبد وآمل أن اراكم ثانية. أقبلكم من هذه المسافة وأعانقكم بحرارة من هذا البعد. والدكم: آرنستو تشي غيفارا ![]() يتبع... |
|
|
|
![]() |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| تصميم الحرية لزعيم الأحرار وشعلة درب الحرية ونورها المناضل حسن باعوم | فهمي الضالعي | منتدى التصميم والجرافكس | 41 | 2019-01-12 02:00 PM |
| قناة الجزيرة (الحرية للجنوب) الحرية لسامي الحــاج الحرية لتيسير علوني | أعطني حريتي | المنتدى السياسي | 2 | 2012-03-03 08:00 AM |
| صــــــور من مكان ليس اي مكان ..! | @نسل الهلالي@ | المنتدى السياسي | 15 | 2011-09-27 01:31 AM |
| لكل عشاق الحرية | هيكل | المنتدى السياسي | 2 | 2011-01-25 01:28 AM |
| الى الاخوه عشاق المنصات | علوي الكلدي | المنتدى السياسي | 2 | 2010-12-31 10:20 PM |
|
|