عدن قادمة يا لندن

[عبدالله السنمي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معلاوي

عدن قادمة يا لندن

بقلم : حسين احمد معلاوي

انها عدن جوهرة الجزيرة العربية هل تذكرينها يا لندن ؟
عدن من اتاها يوما جدكم السيد / هنس وفتن في سحرها عشقا اسالوا عنها الملكة اليزيبت التي لازالت على قيد الحياة هل تتذكر جناحها في فندق الهلال بالتواهي ؟
فرشها ومقعدها لازل الفندق محتفظ به لا شي تغير , هنا على هذا الفرش نامت وعلى هذا المقعد جلست وبهذا الكاس شربت قهوتها .
اسالوا ابائكم عنها وكيف حبوها واحبتهم , هنا على اجمل شواطي الدنيا جلسوا ولعب اطفالهم برمالها الساحرة .هنا لازال التاريخ شاهدا . الشارع الرئيسي بالمعلا هو هو ( المين رود ) كما اسميتوه سكنت عوائل ابائكم . كان لنا منهم جيران واصدقاء لعبنا حين كنا اطفالا مع اطفالهم اكلنا وشربنا واقتسمنا الشكولاتا التي نشتريها من محلات المعلا .
مقر المندوب السامي وحي السلام والمدينة البيضاء ومستشفى الملكة لازالت تتذكركم بكل خير لم يتغير بها شي غير العبث العشوائي من هذا المحتل القبلي الغير متحضر . كل ركن وزاوية في عدن تذكرنا بكم هنا لعبنا هنا درسنا هنا افترشنا رمال الشواطي سوية , لم نكن حينها نحس بانكم غزاة او مستعمرين لانكم لم تكونوا متغطرسين او متعالين . لازلت اتذكر صديقي اليكس هنري كيف كان يحب ان ياكل من يد امي (الكاتليس والمطبق ) وكيف كان يانادي امي : ( سوري تانت )
(امي تحب الاكل من يدك فهل اعطيتني منها لامي ؟ )
السيد / براون اسال ابائك وجيرانك ممن عاشوا في عدن عنها ولا تكتفي بما تقرأه من تاريخ جدك هنس لاشك الكثيرين منهم لازالوا على قيد الحياه , اسالهم عن عدن واهلها اسالهم عن هذه المدينة المسالمة ليخبروك انها كانت ولازالت ملتقي الثقافات والديانات بها عاش المسيحي واليهودي والهندوسي وكافة معتنقي الديانات الغير سماوية . هل يصدق عقلك ادعاءات المحتل اليمني بانها واهلها ارهابين ؟
عدن هي هي تلك المدينة المسالمة رغم محاولات قبائل الاحتلال طمس هويتها وتشريد اهلها بلد تعدد الثقافات .
السيد / براون عدن اليوم حولها الاحتلال اليمني الى ثكنة عسكرية في كل متر مربع تجد نقطة عسكرية خوفا من خروج شعبها في تظاهرات سلمية مطالبة بحريتها . حتى ابائك من واجهناهم بالسلاح احترموا قدسية المدينة فوضعوا نقاطهم على مداخلها .
عدن اليوم يا لندن غير عدن التي عرفتيها وصلت اليك جريحة شاكية منهكة بعد ان عبث بها وباهلها المحتلون غيروا معالمها حتى نصب الملكة فكتوريا لم يسلم من عبثهم . عدن وصلت اليك مستنجدة ولها حق عليك فلا تخذليها .

حسين احمد معلاوي

25يناير 2010م

كم أحسست بوجيب قلب معلاوي ، ينبض من تحت حروف هذا المقال ،،
معلاوي ،، يقدم لنا رائعة تأخنا الى مدن الاحزان ،،
وتحلق بنا الى عوالم الأمل ويحرك في القارء شجون كادت تنسى ،،
مقال هو دغدغة لذكريات حائرة ومرتبكة .،
بين زمنين تقاربت اوضاعهما ،، احتلال .. واحتلال ..
وشتان بين هذا وذاك ،،
معلاوي مزجت في مقالك هذا لون العاطفة والأدب ولون الكتابة السياسية
فكان هذا المقال الرائع الذي اراه من أجمل ما كتبت .
ومن وحي وجو المقال الذي اثار فينا الشجون والاحزان في آن واحد ،،
تذكرت الشاعر تميم البرغوثي في قصيده له عن القدس ، ،
أحسست انها تتحدث عن عدن ،
أجدني الفظ كلمة عدن في القصيدة كلما وردت كلمة القدس ،
ولك أن تتخيل ذلك وانت تقرأ هذا المقطع من القصيدة .
شكرا ايها الرجل العجوز ،، وربنا يعطيك العافية .

فالقدسُ تقبلُ من أتاها كافراً أو مؤمنا
أُمرر بها واقرأ شواهدَها بكلِّ لغاتِ أهلِ الأرضِ

فيها الزنجُ والإفرنجُ والقِفْجَاقُ والصِّقْلابُ والبُشْنَاقُ
والتتارُ والأتراكُ، أهلُ الله والهلاك، والفقراءُ والملاك، والفجارُ والنساكُ،
فيها كلُّ من وطئَ الثَّرى

كانوا الهوامشَ في الكتابِ فأصبحوا نَصَّ المدينةِ قبلنا

يا كاتب التاريخِ ماذا جَدَّ فاستثنيتنا
ياشيخُ فلتُعِدِ الكتابةَ والقراءةَ مرةً أخرى، أراك لَحَنْتْ


في القدس رائحةٌ تُلَخِّصُ بابلاً والهندَ في دكانِ عطارٍ بخانِ الزيتْ
واللهِ رائحةٌ لها لغةٌ سَتَفْهَمُها إذا أصْغَيتْ

وتقولُ لي إذ يطلقونَ قنابل الغاز المسيِّلِ للدموعِ عَلَيَّ: ? لا تحفل بهم?
وتفوحُ من بعدِ انحسارِ الغازِ،وَهْيَ تقولُ لي: ?أرأيتْ!?

في القدس يرتاحُ التناقضُ، والعجائبُ ليسَ ينكرُها العِبادُ،
كأنها قِطَعُ القِمَاشِ يُقَلِّبُونَ قَدِيمها وَجَدِيدَها،
والمعجزاتُ هناكَ تُلْمَسُ باليَدَيْنْ

في القدس لو صافحتَ شيخاً أو لمستَ بنايةً
لَوَجَدْتَ منقوشاً على كَفَّيكَ نَصَّ قصيدَةٍ
يابْنَ الكرامِ أو اثْنَتَيْنْ

في القدس، رغمَ تتابعِ النَّكَباتِ، ريحُ براءةٍ في الجوِّ، ريحُ طُفُولَةٍ،
فَتَرى الحمامَ يَطِيرُ يُعلِنُ دَوْلَةً فيالريحِ بَيْنَ رَصَاصَتَيْنْ