حقائق غائبة عن 14 اكتوبر 1963 بقلم البحر العربي

[أبو عامر اليافعي]

لازال المسلمون مختلفون حول علي ومعاوية مع انهما رحلا عنا منذ 1400 سنة .
نحن دائما نختلف حول ماضينا ونجعله منطلق لخلافنا الاني والمستقبلي .
الماضي هو تاريخنا بحسناته وسيئاته نتعبر منه بقدر مانحتاج اليه ولا نحمله على ظهورنا دائما لانه سيتعبنا كثيرا فماضينا ثقيل جدا واكبر من ان يحتمل .
والحكم على الماضي يجب الا يكون حكما متطرفا حتى لا نتطرف مرة اخرى ونختلف اكثر مما نحن فيه من اختلاف .
اعتقد ان الثورات العربية ومنها ثورة 14 اكتوبر كانت تحمل آمال واماني عظيمة ولكن جرت الامور على منوال لم يكن هو المعني والمقصود فعلى سبيل المثال كانت فرنسا تحاول بشتى الطرق تجنيس الشعب الجزائري بالجنسية الفرنسية وقامت هنالك احزاب وطنية واسلامية من اهم شعاراتها رفض التجنيس وتجاوب معها الشعب الجزائري اعتزازا بهويته العربية والاسلامية ولكن عندما نرى اليوم واقع الحال نشعر بالالم عندما نرى قوارب المهربين تغرق في البحر المتوسط وهي تحمل جزائريين يتمنون ان يعملوا في فرنسا فالاقامة في فرنسا اصبحت حلم اما الجنسية فهي المستحيل بعينه .
فتخيلوا كيف كان يرفضها الجزائريون والان يتمنون ماهو ادنى منها .
وثورة اكتوبر في الجنوب قام بها احرار ووطنيون لهم كانت آمال عظيمة وشعورهم العربي والقومي كان على اشده ولكن كما ضربنا المثل لم تاتي الرياح كما شاءت السفن وتهنا في صراعات داخلية افرغت تلك الامال والطموحات ووصل بنا الحال الى ماهو يغني عن السؤال .
ذلك ماضي يجب الا نقيد انفسنا به ولا يوجد مبرر لخلق الخلافات حوله فلقد مضى ولن يعود فالحياة طابعا التطور والتقدم وماسياتي هو مايجب ان نهتم به ونضع كل امكانياتنا لاجله ولاباس من ان نستفيد من الماضي لنبذ ماهو خاطئ وتعديل ماهو حسن او تطويره وليس ان ناخذه بكل مافيه ونتصارع في تعريفه او ناخذ مواقف منه الان لاتفيد .
التاريخ عبرة وموعظة للاستفادة بماهو خير لنا الآن والمستقبل .
خلط الماضي بالحاضر والمستقبل ينتج عنه وعي مشوه وناقص وقبيح .
واشكر الاخ الخليفي على المعلومات التاريخية الجميلة عن الجنوب .
اما بخصوص حكمه على ذلك الماضي فقد نتفق معه في امور ونختلف في امور اخرى ولكن لم اكن اتمنى ان يكون الطرح الحاد هو سيد الحوار في الموضوع.