ذكرى ألانطلاقة المعمدة بالدم وذكرى ألاختطاف (المحامي الشعيبي)

[الكاش]

شبكة الطيف بقلم |المحامي يحي غالب الشعيب
شهر مارس سيظل بذكرياته البهيجة والمأسوية حاضرا في الذاكرة الجنوبية التحررية شهر الانطلاقة السلمية عام 2007م وشهر ينبوع الدم الزكي المتدفق عام 2010م ,من الصعب سرد تاريخ (الحركة الاحتجاجية السلمية الجنوبية طويلة ألأمد)وهذا المصطلح تم اقتباسه من خطاب السيدة هيلاري كلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية بتاريخ 27فبراير2010م في مؤتمر لندن للمانحين بشأن اليمن ,دائما تستحضرني تلك العبارات السياسية التي تعني الكثير والكثير في قاموس السياسة الخارجية الأمريكية وكما قلت من الصعب سرد تاريخ ووقائع الحركة الجنوبية التحررية في موضوع أو مقال ولكن ما يبعث على الاطمئنان والثقة والارتياح وبحكم اطلاعي على جميع مشاريع برامج المكونات الجنوبية التي أجمعت وبشكل مسئول وحريص على تسلسل إحداث ومسار الثورة الجنوبية السلمية ورصدها وتسجيلها بشكل منهجي وبحثي علمي دقيق يحفظ لشعب الجنوب تاريخه الحديث لكي لايتم تزوير التاريخ والسطو عليه واجدها مناسبة للدعوة لتنشيط الذاكرة الجنوبية وجعلها حاضرة بشكل ايجابي تراقب مسار الثورة لكي لاتستغفل ذاكرة الشعب لأنه من السهل بعد ذلك تجاوز ألآرادة النضالية التي يراد لها اليوم أن تكون محاصرة ويراد لها الانكسار ونحن اليوم في الذكرى الثالثة لانطلاقة الثورة السلمية التحررية والتي احتفل بها شعبنا في 24مارس الجاري إحياء وعرفانا لرواد الثورة ورافعة النضال الجنوبي المتقاعدين العسكريين يحتفل شعبنا اليوم في أجواء الحرب وإعلان الطوارئ وحضر التجوال وقطع الاتصالات وإغلاق المدن الجنوبية وتحويلها إلى ثكنات عسكرية والتعزيزات والحشود للقوات العسكرية إلى الجنوب مستمرة يوميا والدما تنزف بشكل غير مسبوق ورغم ذلك المشهد القاتم الذي يريد نظام الاحتلال حجب شعاع فجر الحرية والاستقلال استطاع شعب الجنوب تسجيل ملاحم بطولية واستطاع قهر ألآلة العسكرية وضرب أروع الأمثلة والاستبسال وجسد روح المقاومة الشعبية السلمية وسيطر على رقعة الجغرافيا الجنوبية وبهذه المناسبة نحني هاماتنا لإبطال الميدان وحبات عرقهم المتصببة التي تختلط بقطرات الدماء الزكية سلاما لهم وسلاما عليهم في مناسبة الانطلاقة الثالثة وسلاما لإبطالنا ألآسري في سجون الاحتلال ولكل الشرفا الصامدين والمقاومين لسياسات القهر والاحتلال داخل الوطن وخارجه.
شهر مارس 2010م كان شهر دامي بامتياز سفكت فيه سلطات الاحتلال دما شباب الجنوب والضالع بوجه خاص تعرضت ولازالت تتعرض الضالع طيلة شهر مارس لأبشع الجرائم ضد النساء والشيوخ وهدم المنازل سقوط ما يقارب 50شخص بين قتيل وجريح كانت مجزرة 27مارس ضد مشيعي جثمان الشهيد سيف الجحافي كانت أبشع جريمة ضد ألآنسانية .وهكذا صمم شعب الجنوب أن يثبت ذكرى انطلاقة ثورته بالتضحيات الجسام ويعمدها بالدما الزكية الطاهرة .
.
شعبنا البطل في مارثون التحرير يتسابق مع قوات الاحتلال سياسيا وميدانيا وإعلاميا ويسجل انتصارات ثمنها الدما الزكية والأرواح الطاهرة التي يودعها شعبنا بشكل شبه يومي رغم عدم تكافئ الإمكانات ولكن شعبنا يستمد قوته من عدالة قضيته واستعداده للتضحية وقناعاته بالاستقلال ومشروع التحرير .

كان شهر مارس 2007م شهر الانطلاقة والتكوين المؤسسي للحركة الشعبية الجنوبية وسبق لي الكتابة بصحيفة الايام حينها نهاية عام 2007 كتبت موضوع بعنوان(وداعا عام الشهداء السبعة)وبإمكانكم البحث وكتابة العنوان في محرك البحث جوجل للاطلاع على الموضوع , ولكي نعطي لمدينة عدن الباسلة حقها وأنصافها كقاعدة انطلاقة الحراك فلازالت الذاكرة تحتفظ بذكريات شهر مارس 2008م أيضا أي العام الثاني للانطلاقة فقد كانت مسيرة ومهرجان الجنوب في محافظة عدن عند بوابة مبنى ادارة محافظة عدن بتاريخ 3مارس 2008م بالمعلى للتضامن مع شهيدا لتصالح والتسامح صالح ابوبكر اليافعي كانت تظاهرة نوعية بامتياز وكان ابنا محافظة عدن الباسلة لهم دور كبير جدا في الأعداد والتحضير لتلك الفعالية التي كانت مهرجان حاشد كبير بحضور المناضل حسن باعوم والدكتور الخبجي وعلي هيثم واحمد بن فريد وشلال علي شائع وجمال عبادي وحسن البيشي وأمين صالح وصالح يحي سعيد وعلي منصر مجمد وقاسم داوود وعبدا لناصر باحبيب و قيادات الثورة السلمية في عموم مديريات الجنوب كانت تلك الفعالية نوعية حضرها عشرات الآلاف انطلقوا ارتالآ في أطول مسيرة شهد تها ثورة الجنوب انطلقت من الشارع الرئيسي بالمعلى وحتى منطقة الهاشمي بالشيخ عثمان مكان استشهاد البطل البكري وعودة إلى مخيم الشهيد البكري بالمنصورة ,.كان لوجود حسن باعوم في عدن في شهر مارس 2008م دور كبير في اظفا نوع من الحماس وتحريك الشارع الجنوبي وكانت تحركات القيادات الجنوبية من عدن الى مناطق الجنوب لها أهميتها فاتجهنا مع المناضل باعوم الى محافظة شبوه (صعيد يشبم)وإقامة أول مهرجان هناك بحضور المناضل ناصر النوبه وكانت زيارة مثمره ومهرجان حاشد وكان المناضل حسين زيد بن يحي ضمن الحضور والدكتور الخبجي والبيشي وشفيع العبدوجمال عبادي وناصر حويدر وطابور طويل من المناضلين وكان المهرجان بتاريخ 9مارس 2008م واليوم الثالث اتجهنا بطريقنا إلى المحفد باكازم وكان اللقا مع المناضل البطل سعيد الشحتور زعيم الحركة المسلحة في 2005م وكان لقا ايجابي وممتاز جدا ,كان شهر مارس 2008م مزدحم في برنامجه لم نذق طعم للراحة وفي منتصف مارس كانت مديرية الوضيع م ابين محطتنا النضالية الأخرى وكان مهرجان كبير جدا تم فيه تشييع جثمان (الوحدة)وإحراقها وهو ما كتبت عليه الصحف في صنعا في اليوم الثاني (الانفصاليون يشيعون جثمان الوحدة ويحرقونها),كانت تحركاتنا مرصودة جدا من جهاز مخابرات الاحتلال وجميعنا نفس الطاقم من القياديين لم نفترق في شهر مارس باستثنا الدكتور الخبجي الذي غادر إلى ردفان في 25مارس بعد المهرجان الحاشد والكبير وغير المسبوق الذي شهدته مدينة الضالع في 24مارس احتفاء بالذكرى الأولى لانطلاقة الحراك ومسيرة الضالع الكبرى ونصب براميل الحدود في سناح ,كانت عدن تلتهب وكان مخيم الشهيد البكري ملتقى جميع القيادات الجنوبية العائدة من مهرجانات المحافظات جميعنا طيلة شهر مارس 2008 نلقي البيانات والكلمات بالتناوب في المخيم ونرحب بالجماهير وممثلي المحافظات والمديريات الوفود اليومية وكان المخيم ملتقى للجنوبيين ومحطة تعارف بين المناضلين انكسر منه حاجز الخوف وكانت المشاركات يومية ترتفع في مستوى التمثيل السياسي كان الدكتور ياسين سعيد نعمان أمين عام الحزب ألآشتراكي ضمن الحضور القي كلمة شجاعة وبعد يومين حضر الأستاذ سالم صالح محمد وألقى كلمة هامة جدا وتعهد بعدم التفريط بأي جنوبي كما أتذكر, وبعدها الأستاذ حسن ألسلامي وكما أتذكر أيضا حضر الأستاذ محسن بن فريد أمين عام حزب الرابطة وكانت كلمته غير عادية المهم شخصيات من خارج الحراك وقيادات جنوبية بالسلطة حركت الجريمة البشعة مشاعرهم ووجدوا في المخيم مكان للتعبير والتضامن مع قضية شعبهم,كانت صحيفة الأيام الناطق الرسمي للجنوب تنقل يوميا وتغطي إحداث الحراك الجنوبي وتغطي بشكل خاص فعاليات مخيم الشهيد البكري يوميا حتى قامت سلطة الاحتلال في صنعا بمحاولة اغتيال المناضل هشام باشرا حيل رئيس التحرير ومحاصرة منزله في صنعا فانتقل التضامن والاعتصام من مخيم الشهيد البكري إلى بوابة صحيفة الأيام في كريتر وخرجت المسيرات الغاضبة في عموم الجنوب تندد بجريمة الاحتلال ضد باشرا حيل حتى وصل سعادة السفير الأمريكي من صنعا إلى صحيفة الأيام في عدن وهناك تم إقامة مهرجان حاشد شاركت فيه طلائع الثورة من عموم الجنوب ,ظلت عدن تغتلي براكينها حتى
.
ضاقت سلطات الاحتلال ذرعا لم تستطيع تتمالك نفسها في عدن وفشلت معنا بالمساومات بخصوص مخيم الشهيد البكري بل والمساومة معي شخصيا في مبلغ مالي كبير جدا لإقناع أسرة الشهيد برفع المخيم وانسحابي من القضية كمحامي ومترافع فيها وعندما رفضت العرض المالي المغري شعرت مباشرة بخطورة كبيره جدا لآن كلام الوسيط كان إيعاز مبطن بأنني سأتعرض لمكروه (تفاصيل الوساطة سأتركها للتاريخ واحتفظ بها لحساسية الموضوع) وقد سبق ذلك بيانات تحريضية ضدي من محافظ عدن الكحلاني ومدير الأمن قيران واستمرت عدن تغتلي اشتعالا وتكتظ برموز الثورة الجنوبية وقياداتها خصوصا بعد الحضور والنجاح الساحق لمهرجان التصالح والتسامح في عدن 13يناير2008م مهرجان سقف التحرير وسقف الاستقلال وكانت عدن ورشة عمل سياسي طيلة يناير وفبراير ومارس وكما أسلفت كان شهر مارس شهر الذروة السياسية في عدن منذ 3مارس انطلاقة اكبر مسيره وتنظيم اكبر مهرجان وكانت المفاجئة والخديعة الكبرى ليلة 31مارس 2008م ليلة مداهمة منازلنا بالقوة في عدن إمام أطفالنا ونسائنا بشكل همجي واختطافنا باستخدام أساليب العنف والآرهاب وتكبيلنا بالقيود الحديدية داخل المنازل وترحيلنا صباح اليوم الثاني بطائرة حربية مكبلين إلى سجون تحت الأرض في صنعا تلك المأساة التي جميعكم تعرفون تفاصيلها من محاكمات وكانت كل الوقائع والإحداث التي ذكرتها مسجلة لدى سلطات الاحتلال صوت وصوره تم مواجهتنا بها اثنا التحقيق والمحاكمات الباطلة وهذه المأساة التي تهل علينا ذكراها الثانية 31مارس 2010م وكانت اعتقالاتنا ومداهمة منازلنا متزامنة مع مداهمة مخيم الشهيد البكري واقتلاع الخيام بالجرافات وحاولت سلطات الاحتلال إسكات عدن وكتم اتفاسها وهو مالم تستطيعه ولن تستطيعه مطلقا لآن جريمة 31مارس ضد حسن باعوم ويحي غالب وعلي هيثم وعلي منصر واحمد بن فريد ومحمود زيد وناجي العربي والبكيري والهميشي وحسين زيد بن يحي وناصر ألفضلي وأشيد هيثم وفارس طمبح ونصر ألذنبه وغيرهم ممن اقتيدوا إلى صنعا كانت تلك الجريمة قد استنهضت شعب الجنوب وأيقظت الحس الوطني الجمعي لشعب الجنوب وكانت عشية 31مارس محطة سياسية هامة احمعت مكونات الثورة الجنوبية في مشاريع برامجها باعتبارها محطة سياسية وعلامة فارقة في تاريخ المسار التحرري ..ولازالت سلطات صنعا الهمجية تمارس أساليب القهر ألأمامي المتخلف ضد شرفا الجنوب كرهائن وأسرى تعتقل قاسم عسكر والدكتور بامعلم وفادي باعوم وصلاح السقلدي وفؤادراشد والدكتور حسين العاقل واحمدالربيزي وحسين زيد بن يحي واحمدا لقنع في سجون صنعا اما الجنوب فقد تحول الى سجن مفتوح من حضرموت الى الضالع اعتقالات بالمئات لانستطيع حصرها.. وتصدر الإحكام الهزلية الترهيبية ضد بامعلم وقاسم عسكر وحسين زيد وعلي السعدي,والدكتورالعاقل ,وفادي باعوم,وتصمم سلطات الاحتلال ان يكون شهر مارس شهر جنوبي اسود ولكن نقول لها لا ياصنعا التخلف أن شهر مارس هو شهر الانتصارات ونستمد من التاريخ الجنوبي قوتنا ومصدر إلهامنا ومثلما سقطت مدينة كريتر في 20مارس 1968م بيد ثوار الجنوب ألآباء ستسقط الجنوب بأيدي الثوار الأبناء قريبا انشأ الله.

اليوم يهل علينا شهر مارس السنوي الثالث الذي دشنته قوات الاحتلال بسفك الدماء بالضالع وهدم المنازل بتاريخ 3مارس واختتمته يوم أمس 27مارس بجريمة الحقد والانحطاط ألقيمي الأخلاقي وقوات الاحتلال تحضر للحرب وتعلن الطوارئ وتعتقل وتسفك الدماء وتقطع الاتصالات والطرقات تحاول التغطية على ما يجري بالجنوب مع انعقاد القمة العربية في ليبيا ومؤتمر المانحين في ابوظبي بعد نجاحات الحراك الجنوبي المتواصلة والحصاد المر الذي تحصده إقليميا وعربيا ودوليا سلطات الاحتلال تصدر الأحكام السياسية الترهيبية ضد المعتقلين السياسيين وتريد تحويل المعتقلين إلى أوراق ضغط للمساومة والابتزاز وباختصار تريد سلطة الاحتلال إضعاف حركة الحراك الجنوبي بأي شكل من الأشكال خلال هذه الفترة وفرض حصار على قيادات الحراك وعزلهم عن العالم الخارجي وقطع عليهم كل وسائل ومقومات الحياة لكي يأتي الحوار الدولي وقيادات الحراك في وضع ضعيف وتقبل بأي شي يبقي لها حياتها وهذا سيناريو مكشوف وفاشل وسلطة الاحتلال إذا لم تنجح به ستنتقل إلى سيناريو الموت والحرب الشاملة المدمرة على الجنوب كما عملت في صعده وتقوم بحل قضية الجنوب بدون حوار كما عملت مع ملف صعده وتريد الإثبات للعالم إن توصياته في حل قضية الجنوب وقضية صعده عن طريق الحوار بأنها توصيات خاطئة ولكن هيهات هيهات الجنوب اليوم عصي على المحتلين الجنوب مارد انطلق ولن يتوقف الجنوب سياج متماسك لن تنكسر إرادته مطلقا مهما تنوعت أساليب الأجرام وصور القتل والحصار سينتصر شعب الجنوب وغدا لناظره بقريب
بقلم| المحامي يحي غالب الشعيبي
29مارس 2010م