أين موقع المثقف الجنوبي في الحراك؟

[Ganoob67]

الإنشقاق الأخير الذي تفجر في قيادة المجلس الأعلى للحراك الجنوبي كان نتاج لتراكم الممارسات الخاطئة التي ميزت عمل هذا المجلس منذ تأسيسه. و في الحقيقة أن الحال الذي وصل إليه المجلس بشكل خاص و الحراك بشكل عام لم يكن مفاجئا لأن بوادره كانت واضحة بجلاء منذ فترة طويلة. الإنسان لا يجني إلا ثمار ما زرع و من يزرع الشوك لا يحصد الورد. عندما نزرع الأزمات و نمارس الإقصاء والنفي المتكرر للآخر لا يمكن أن ننتظر إلا نتائج من نوعية تلك البذور التي زرعناها.

الحراك الذي حاول في أول عهده أن يضم إلى صفوفه كل ألوان الطيف الجنوبي حتى أولئك الذين كانوا يرفضون الإستقلال و يعتقدون أن أقصى حل للقضية الجنوبية هو منح الجنوب الحكم المحلي أو على الأقل حل قضايا أبناءه الحقوقية صار لاحقا يقصى الآخر إن إختلف معه حتى في جزئيات تافهة حتى و لو كانت مفردات لغوية غير واضحة و غير مفومة للغالبية. فكم من نقاشات حامية الوطيس إنتهت بتخوين من يدعون للفيدرالية المزمّنة أو لتقرير المصير أو فك الإرتباط رغم أن أغلبنا لا يفهم هذه المصطلحات و لا يفرق بينها. و كنتيجة لتجزيئ المجزء و إقصاء كل من إختلف معنا بل و تبرير ذلك الإقصاء بتعليلات سياسية حمقاء تعيد للذاكرة ما كان يمارسة النظام السابق في الجنوب.... فقحطان يميني رجعي و سالمن يساري إنتهازي و الزمرة يمينية متطرفة و الطغمة يسارية متطرفة.....و الآن هذا وحدوي و ذاك فيدرالي و حتى الإستقلالي صار سعودي أو إيراني... نرى تيار الإستقلال نفسه ينشق و يتهم كل طرف الآخر بالعمالة حتى و لو لم يفصح عن ذلك في بعض الأحيان... و يتكرر سيناريو الماضي بصراعاته الغير مفهومة...

و لكن لماذا حصل كل هذا؟ و إلى أين يمكن أن يقودنا؟ الإجابة عن هذين السؤالين تحتاج لدراسة منهجية شاملة لتطور الحراك منذ عام 2007 و أسباب تصاعد وتيرته و إنحصارها المتكرر في خلال هذه الفترة الزمنية و التركيز على تحليل الأسباب و النتائج. أنا هنا سوف أشير إلى جانب واحد أرى أنه جوهري في هذا التطور سلبا و إيجابا... ألا و هو دور المثقف الجنوبي في الحراك السلمي!! قبل إنطلاق الحراك كان هناك تمهيد فكري و ثقافي له تمثل في كتابات النخبة الجنوبية المثقفة سواء في الصحافة أو في المواقع الإلكترونية و خاصة المنتديات و هو في هذا لا يختلف كثيرا عن ثورات الربيع العربي التي تم التمهيد لها بالقلم و الكلمة و لكن الحراك الجنوبي تميز عنها بأنه همّش مثقفيه سريعا و جعلهم تابعين أو متفرجين غير مؤثرين على مجريات الأحداث و تطورها. في بداية الحراك كانت كتابات المثقفين و حواراتهم هي المنار الذي يوجه الحراك و يلهم الكثير من قياداته... و كان لصحيفة الأيام و كتابها الكبار دور السبق في هذا الجانب إلى جانب المنتديات حتى أن الخلافات التي تظهر هنا و هناك كان يتم تجاوزها بالنقاش البناء لأن المثقف بطبعه يفضل الدفاع عن وجهة نظره بالإقناع بدلا من الإقصاء الذي صار السمة الأساسية للدفاع عن وجهات نظر القيادات الحراكية أو مناصريها.

لقد إفتقدنا كتابات مثقفينا الكبار و حواراتهم الراقية و تنبيهاتهم المبكرة لنا من الأخطار التي تحدق بالحراك و صرنا نجري وراء كتابات الزعران الذين لا هم لهم سوى تخوين هذا و شتم ذاك و تسفيه إنتقاد فلان لعلان ثم التطبيل لهذا أو ذاك... و كأن إسكات صوت ناقد أو إقصاء قلم مشاغب أو تهميش رأي مخالف يقربنا من الإستقلال المنشود الذي يجب أن نُساق إليه كما تُساق الإبل إلى مواردها بدلا من أن نسعى إليه بقناعتنا متناسين حقيقة أن حتى الإنتقاد الخاطئ أو الهدّام يمكن الإستفادة منه إذا توفرت النية و القدرة على ذلك.

للأسف الشديد تم إقصاء مثقفينا و لم يسمح لهم سوى بدور التابع للسياسي الجاهل... و وجد المثقف الجنوبي نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما... إما التلميع أو التغييب. لهذا توارت الكثير من الأقلام اللامعة التي كانت نبراسا منيرا للحراك أو تم حرق بعضها عمدا مع سبق الإصرار لأن أقلامها لا تخدم هذا الطرف أو ذاك في صراع الإقصاء الذي لا ينتهي... و لم يفلح الحراك حتى الآن في حل أي من تناقضاته و خلافاته دون اللجوء إلى سلاح الإقصاء و التهميش. السياسي الجاهل لا ينظر إلا إلى كرسيه الذي يعتقد أنه عليه الدفاع عنه حتى و لو كان الثمن ضياع الوطن... المهم أن لا يجلس غيره على ذلك الكرسي حتى لو كان الكرسي من هواء... و أشباه المثقفين فقط هم من يقبلون بوضع أقلامهم تحت خدمة هذا الجاهل لأن المثقف الحقيقي ينأى بقلمه أن يكون في خدمة الكرسي و مالك الكرسي... و السياسي الجاهل هو من يفرح بالتطبيل لأن السياسي الواثق من نفسه و من قدراته لا يحتاج للتطبيل أصلا.

يجب علينا أن نعمل على تشخيص مكامن الداء و البحث عن الدواء المناسب الآن وليس غدا... و يجب على المثقفين إستعادة دورهم الرائد في الحراك (و أنا أقول إستعادة... لأن الأدوار لا تُمنح في حراكنا بل تُنتزع) فالثورة بدون فكر يقودها و قلم يوجهها تكون كالثور الهائج الذي يدمر كل ما حوله. يجب أن لا يُفهم من حديثي هذا أنني أطالب بأن يكون المثقف هو قائد الحراك فالقيادة موهبة لا تنحسر في الثقافة رغم أن الثقافة تشكل إحدى ركائزها دون شك. المثقف يجب أن يكون له دور قيادي في الحراك مكملا للقائد السياسي... فالمثقف يقود بقلمه و فكره لهذا يفترض أن لا يكون منافسا للسياسي بل موجها له و ربما قائدا غير مباشر له. الفكر هو من يقود و السياسة جزء من الفكر ولس العكس. أما القائد السياسي فبالقوة التي يملكها على الأرض و بتحالفاته المختلفة ينبغى أن يعمل من أجل تطبيق الفكرة بمساعدة المثقف و ليس ضده. أما مسألة القائد الذي يجمع الثقافة و السياسة في شخصه فهو إدعاء دكتاتوري لرفض دور المثقف و إقصاءه ليس إلا و هو مرض عانت منه دول العالم الثالث طويلا لا ينبغي أن نكرره نحن الجنوبيون.


تحياتي...

[علي المفلحي]

كلام كبير ويحتاج الى فهم عميق وعمل
اخي جنوبي 67
ان ابتعاد الكثير من المثقفين وصفوة المجتمع عن مراكز القيادة في الحراك وترك فراغ استغله من ليس في مستوى المسؤليه اوصلنا الى هذه النتيجه المدمره شخصنة الحراك وخصخصة هيئاته وافراغة من العمل الموسسي واحتكار الحراك والنضال والجنوب في يد اشخاص لايقدرون المسوليه للاسف وغيرهم خونه وتكررة مآسآت حرب التحرير الاولى
ما هوا الحل
الحل هوا علينا جميعا ان نعمل على استقطاب المثقفين والمتنورين والصفوه والنموذجيين في الاخلاق والسلوك والشباب الواعي وتمكينهم من القياده وتفعيل العمل الموسسي وتدوير المناصب وعدم تمجيد الافراد وصناعة الدكتاتوريين
ودمت بود

[احمد الخليفي]

مشكلنا في الجنوب اننا جميعا نرى انفسنا مثقفين ومن لم يتوافق مع ارانا فهو ضدنا وللاسف الشديد ان خريجي جامعة الصداقة السوفيتية يروا انفسهم صفوت مثقفين الجنوب وهم في الواقع عقول فارغة لاتجديد الاالتعصب الحزبي والمناطقي.
فكيف لمن هم مثقفين فعلا يستطيعوا ان يلعبوا دور تنويري مهم في ضل هذة الفوضة التي تعتري الساحة الجنوبية وخصوصا الجانب الاعلامي ..؟؟

[Ganoob67]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي المفلحي

كلام كبير ويحتاج الى فهم عميق وعمل
اخي جنوبي 67
ان ابتعاد الكثير من المثقفين وصفوة المجتمع عن مراكز القيادة في الحراك وترك فراغ استغله من ليس في مستوى المسؤليه اوصلنا الى هذه النتيجه المدمره شخصنة الحراك وخصخصة هيئاته وافراغة من العمل الموسسي واحتكار الحراك والنضال والجنوب في يد اشخاص لايقدرون المسوليه للاسف وغيرهم خونه وتكررة مآسآت حرب التحرير الاولى
ما هوا الحل
الحل هوا علينا جميعا ان نعمل على استقطاب المثقفين والمتنورين والصفوه والنموذجيين في الاخلاق والسلوك والشباب الواعي وتمكينهم من القياده وتفعيل العمل الموسسي وتدوير المناصب وعدم تمجيد الافراد وصناعة الدكتاتوريين
ودمت بود

شكرا لك أخي الكريم...

أنا أعتقد أن المثقفين لم يبتعدوا عن مراكز القيادة برغبتهم بل تم دفعهم إلى ذلك دفعا... عندما يأتي جاهل و يصارعك على المنصة أو الميكرفون أو المنصب فأنت أمام خيارين إما أن تدخل معه في عراك أو تترك له المكرفون و المنصب... بسبب تكرار مثل هذه الممارسات فضل العديد من المثقفين الإبتعاد عن المراكز القيادية و أكتفوا بدور المتفرج.

علينا أن نكبح جماح الساسة الذين أقصوا المثقفين حتى يعود المثقف إلى طليعة الحراك ليعيد لحراكنا وهجه الحضاري و يلتزم بالعمل المؤسسي و إحترام الرأي الأخر و الخضوع لرأي الأغلبية.

[Ganoob67]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد الخليفي

مشكلنا في الجنوب اننا جميعا نرى انفسنا مثقفين ومن لم يتوافق مع ارانا فهو ضدنا وللاسف الشديد ان خريجي جامعة الصداقة السوفيتية يروا انفسهم صفوت مثقفين الجنوب وهم في الواقع عقول فارغة لاتجديد الاالتعصب الحزبي والمناطقي.
فكيف لمن هم مثقفين فعلا يستطيعوا ان يلعبوا دور تنويري مهم في ضل هذة الفوضة التي تعتري الساحة الجنوبية وخصوصا الجانب الاعلامي ..؟؟

نقطة مهمة جدا... تقودنا إلى سؤال يصعب الإجابة عليه... من هو المثقف؟

شخصيا لا أرى ما يمنع أن يكون خريج جامعة الصداقة مثقفا... كما لا أرى ما يمنع أن يكون الغير جامعي مثقفا... المشكلة كما أشرت أخي العزيز تكمن في العقلية الشمولية التي تريد أن تقود حتى لو كانت تجهل أبجديات السياسة.

بالنسبة للجانب الإعلامي... فهو في غاية التواضع و لا يمكننا أن ندعي بأن يمثل و جهة نظر النخبة الجنوبية المثقفة.

[الثعلب كارلوس]

المشكلة ان الكل يرى نفسة على الحق وتجد العسكري يرى نفسة هو السياسي وهو المثقف وهذا حالنا للاسف ندور في دائرة مغلقة

[القائد العام]

كلمات لا يشق لها غبار .. وبعد ما لحظناه من تباينات عديده ،، واختلافات كبيره ..
ييجب على من زرعوا حب الجنوب ومن كان لهم السبق في إخراج المارد الجنوبي ..من قمقمه .. إن يعودوا كما كانوا .. أقلام تصدح من أجل الحق .. ضد الباطل .. وبعدما كنا نتمنى إن نرى علم جنوبي في أي صفحة نت .. ها نحن نراه خفاق يرفرف في سماء وطني .. هنا .. يجب إن لا يسمح كل جنوبي .. إن نعود للخلافات السابقه التي اوصلتنا لباب اليمن .. وسياسة الأنبطاحات التي مارسها البعض عند أرجل الاحتلال .. ولينبطحوا مره اخرى لتسكيت وأخفات صوت الحراك ..
فالمسؤوليه ملقاه على عاتق الكل ..
فكفى ارتجاليه .. وكفى انتهازيه .. ولننظر إين تمكن مصلحة الوطن .. من أجل نيل الحريه والاستقلال ..

ودمتم سالمين

[pilot_aden]

اقرأ باسم ربك الذي خلق .... في البدء كانت الكلمة .... ايتان سماويتان من القرآءان والانجيل ... دور الثقافة والعلم ... قضية المثقف والسياسي قضية جدلية في الفكر العربي بشكل عام ,,, ولم تحل الى الان بسبب الموروث الثقافي وطبائع الاستبداد ... عندما يغيب المثقف عن المشهد العام وينزوي لاسباب الصراع الجدلي بين السياسي والمثقف فلابد من ان ذلك يقود الى كوارث ونكسات . السياسي لايحتمل ان يقف احدا بجانبه في الصورة فهو الزعيم الملهم الاوحد .. فلابد ان يكون هو المبتدأ والخبر.. .. كيف نحصل على سياسي مثقف ؟؟؟ في الدول المتقدمة هناك مدارس متخصصة في تخريج قادة المستقبل ولابد للسياسي القائد ان يتحصل على قدر من الثقافه العامه وتحصيل بعض المعارف السياسيه العمليه المطلوبه ... عندنا لايمكن الان الحصول على تلك المعارف العلميه المتخصصه بسبب الواقع المجتمعي المتخلف لذا ليس مع السياسي الا الحاصل وهو مزيد من الارث المتخلف .... لذا ليس من سبيل الا ان يقف المثقف الحقيقي ليحفر في الصخر في اتجاهين ..الاول ان يعمل بأدواته المتاحه في مجتمعه برفع مستوى الوعي العام بحسب الاستطاعه ... ان يكون ناقدا صلبا لكل مظاهر الخطأ من قبل القيادي السياسي وان يسخر امكانياته المعرفيه في تقويم ذلك رغم ان النتيجه الحتميه هي الاقصاء له ولانستغرب ذلك ..
عندما خرج السيد البيض من عزلته ورأيت الاخ لطفي شطارة بقربة استبشرت خيرا ولكن يافرحة ماتمت وسريعا ماذهب الاخ لطفي ثم ذهب الدكتور صالح الحاج واخيرا الصديق احمد عمر بن فريد .. والبقية تأتي... اين الثلاثة الان ؟؟ ايضا في مؤتمر القاهرة الاول والثاني اين كوكبة المثقفين الذين كانو بقرب علي ناصر والعطاس ؟؟؟ لا احد يبقى ....
عندما يترك المثقف الساحة للسياسي فلن يدفع الثمن الا المجتمع ,عندما يكون المثقف في الساحة فلن يدفع الثمن الا المثقف ,,, لذا فالمثقف في مجتمعنا هو شهيد حي وليحتسب عند الله .. كثيرا ماسألت اخي ازال الجاوي ,,كيف استطاع المرحوم عمر الجاوي ان يحتفظ برأسه طوال فترة الرفاق ؟؟ الاجابه كانت معجزة من الله . بايلوت

[احمد الخليفي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ganoob67

نقطة مهمة جدا... تقودنا إلى سؤال يصعب الإجابة عليه... من هو المثقف؟

شخصيا لا أرى ما يمنع أن يكون خريج جامعة الصداقة مثقفا... كما لا أرى ما يمنع أن يكون الغير جامعي مثقفا... المشكلة كما أشرت أخي العزيز تكمن في العقلية الشمولية التي تريد أن تقود حتى لو كانت تجهل أبجديات السياسة.

بالنسبة للجانب الإعلامي... فهو في غاية التواضع و لا يمكننا أن ندعي بأن يمثل و جهة نظر النخبة الجنوبية المثقفة.

اخي العزيز اولا يجب ان نعرف ماهي الثقافة التي نحتاجها في هذة المرحلة حتى نسآل عن دور المثقفين واهميتة للقضية الجنوبية فليس كل مثقف اومتعلم يفقة كل شي في الثقافة ..
نحن بحاجة الان للثقافة الوطنية بالدرجة الاساسية وهذا النوع من الثقافة لاتجدة بقدر ماهو موجود عند الانسان البسيط والمتواضع في التعليم والذي يصعب علية ان يصل صوت لوسائل الاعلام مالم يجد تعاون من بقيت المثقفين المتعلمين واصحاب الامكانيات في التعامل مع الالة الاعلامية المؤثرة ؛ وحقيقة نقولها بكل اسف ان المثقف المتعلم صاحب الامكانيات المادية والاعلامية دوما ما يسلب الانسان البسيط حقوقة ويجيرها لاهداف اخرى تخدم توجهة السياسي او المناطقي او الحزبي.
فلو لاحظنا لدور المثقفين وعددهم في بدايت الحراك سنجد ان معظمهم اختفى اواعتكف عن نشر الوعي والتثقيف بالقضية الجنوبي والبعض الاخر تحول دورة الوطني الى دور فيئوي يخدم جهة على حساب جهة اخرى مما افقد هذة النوع من المثقفين مصداقيتهم وتاثيرهم على العمل الوطني الصحيح..