الطريق الى العاصمة " عدن "

[أبو غريب الصبيحي]

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
[align=right]بقلم / أبو غريب الصبيحي

تتالت الأيام أياماً تلو الأخرى ، و سارت بخطى عزيمة الشعب الجنوبي ، لقد كانت الخطوات التي خطاها شعبنا الجنوبي _ متمثلاً بحراكه السلمي الداخلي _ في طريق حريته و إستعادة دولته مذهلة و ناجحة ، و فاقت كل توقعات المراقبين في الداخل و الخارج ، و لم يعد بإمكاننا إلا أن نرى إقتراب تحقيق الهدف المنشود ، الذي يكافح لأجله أبناء الجنوب ، الصامدون في شتى ميادين النضال ، و التي من خلال هذه الميادين سيعلمون تلك الشعوب ، التي أرتضت بحياة الذل و المهانة و العبودية ، كيف يصنع الأبطال الحرية ، بدلاً من الإكتفاء بمشاهدة الغير كيف يصنعها !!! و لماذا ؟!
إنما هنا القول العربي المأثور : " ليس كل ما يتمناه المرء يدركه " ، قد ينطبق على وضعنا في الجنوب ، فشدة حماس الثائر قد تطفئ فيه شعور الثورة و تزيده إحباطاً ، و لا تجعله يفكر بأن النجاح يأتي من الفشل ، أو ان المرء يتعلم من هفواته و أخطائه .
إن إيرادي لهذا المثل العربي الشهير لا يعني بإنني أدعو الى شيئ من التشاؤم ، أو إيقاف التمني و التشكيك بإنجازات الحراك الجنوبي الداخلي ، و دوره الرائد في إبراز قضية شعبنا الجنوبي على المستويين المحلي و الدولي، إنما هي دعوة لنحافظ على حلمنا و إستمرار التمني لإدراكه .
لم يتبقى إلا أيام قليلة تفصلنا عن مناسبة غالية في وجدان كل الجنوبيين ، إنها الذكرى الحادية و الأربعون لجلاء آخر جندي من جنود الإحتلال الأجنبي البريطاني عن الجنوب ، إنها ذكرى الثلاثون من نوفمبر ، و قد تقرر إقامة مهرجان إحيائها ، في العاصمة " عدن " عاصمة الجنوب و ثغره الباسم .
و سيقام المهرجان في ظل ظروف قاسية و عسيره داخلية و خارجية ، يمر بها نظام الإحتلال اليمني ، يقابلها في الضفة الأخرى نجاحات متتالية مبشرة لأبناء شعبنا الجنوبي الحي المناضل ، مما يؤكد إن لهذا المهرجان سيكون تأثير خاص يحسب للقضية الجنوبية ، و ربما يكون حاسماً في تاريخ نضال الشعب الجنوبي الحديث .
إن عدن بشواطئها الساحرة و جبالها الشامخة و أهلها الطيبين المتسامحين ، يوجهون لكم الدعوة للمشاركة في إحياء مجد جنوبي سابق ، و صناعة مجد جنوبي جديد و مشرق ، إنها عدن التي لطالما أحتضنت أحرار الجنوب ، و كانت لهم و كانت لهم منارة للتحرر من الظلم و الطغيان و التبعية ، لقد كانت عدن و ما تزال حاضنة لكل جنوبي حر يراوده دوماً عزيمة الإصرار لبلوغ أسمى الأهداف الوطنية و الإنسانية .
هاهي غداً ستكون عاصمتنا "عدن" ميداناً لأحرار الجنوب ، حيث ستشهد عهداً جديداً يحسب لشعب الجنوب و لها ، كذاك العهد الذي أشرق فيها بمجد التحرير و الإستقلال ، و جلاء آخر جندي مستعمر عن أرضها ، شروقٌ عم أرجاء الوطن الجنوبي ، و شهده جميع أحرار العالم في مشارق الارض و مغاربها .
إنه المجد الخالد الذي بلغ قمته آبائنا الأحرار ، و التي اليوم نحن مشينا في معابرها و مسالكها خطوة خطوة ، مقتفين الأثر الذي تركوه لنا آبائنا خالداً في كتب التاريخ ، و أصبح دليل لكل جنوبي يناضل لأجل هويته و حريته و كرامته ، و سنبلغ تلك القمة التي بلوغها ، و سنجتاز كل ما يصادف مسيرتنا من عقبات .
سوف ننسى خلافاتنا في غمرة البهجة ، و نحن نسير صوب عاصمتنا و حاضرتنا عدن الحبيبة ، نعم سائرون صوبك يا "عدن " و قلوبنا معك و مع الجنوب ، و عيوننا تتطلع للأفق المشرق المنتظر ، سوف يتوحد كياننا في المسير ، فالمناسبة واحدة ؛ و كذلك الهدف و الغاية و الأمنية . و لا ننسى أن العدو و المحتل هو أيضاً واحد .
لهذا فإن يوم الثلاثين من نوفمبر مناسبة خاصة للجنوبيين ، و لن نسمح لأحد أن يقاسمنا هذا المجد الذي صنعه أحرار الجنوب ، فهؤلاء الذين نخر الذل و المهانة و العبودية مستقبلهم ، هؤلاء الذين يصمتون أو يمتدحون طاغيةً ، يمارس يومياً بحقهم كل أنواع التعسف و الإضطهاد و الإحتقار ، أو لشيخ من مشايخ طاغيتهم يفعل بهم ما لا يفعله بحماره لا يمكن لهم أن يقاسموا أحرار الجنوب هذا العيد الجنوبي الخالص ، كما إنه عيداً لكل حر يرفض العبودية أو التبعية و الإستعمار .
أبناء الجنوب اليوم كلهم إستعداد للمشاركة في المهرجان الذي ستحتضنه عدن ، و سنحيي فيه مجداً جنوبياً جديداً ، و سنعيد عبره وهج الشعلة النوفمبرية ،و سنشهد بأم أعيننا من خلاله هشاشة نظام الإحتلال اليمني ، و لن يكون أمام هذا الإحتلال اما أن يختار الرحيل أو ان يحفر قبره في عدن مقبرة الغزاة و الطامعين .
نرتجي من الله جل جلاله أن يكون هذا اليوم فاتحة خير و بشرى للجنوب ، و فيه سنذوق جميعاً خلاصة ما بدأناه سوياً من نضال سلمي لتحرير أرضنا و ترابنا . . . فيا أحرار الجنوب : موعدنا في عاصمتكم " عدن "[/align]