الرئيسية التسجيل مكتبي  

|| إلى كل أبناء الجنوب الأبطال في مختلف الميادين داخل الوطن وخارجة لا تخافوا ولا تخشوا على ثورة الجنوب التحررية,وطيبوا نفسا فثورة الجنوب اليوم هيا بنيانًا شُيد من جماجم الشهداء وعُجن ترابه بدماء الشهداء والجرحى فهي أشد من الجبال رسوخًا وأعز من النجوم منالًا,وحاشا الكريم الرحمن الرحيم أن تذهب تضحياتكم سدى فلا تلتفتوا إلى المحبطين والمخذلين وليكن ولائكم لله ثم للجنوب الحبيب واعلموا ان ثورة الجنوب ليست متربطة بمصير فرد او مكون بل هي ثورة مرتبطة بشعب حدد هدفة بالتحرير والاستقلال فلا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا وناصرنا إنشاء الله || |

شهداء الإستقلال الثاني للجنوب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

::..منتديات الضالع بوابة الجنوب..::


العودة   منتديات الضالع بوابة الجنوب > الأقــســـام الــعـــامــة > منتدى الحوار العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-03-22, 05:31 PM   #1
طبيب العقول
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2012-03-02
المشاركات: 2,633
افتراضي موضوع للنقاش

إنذار للنخبة الجنوبية بشقيها! (الإسلامي و الحداثي)!!
ما سيرد هنا ليس جلداً للذات وإنما هو نقد ذاتي أو محاولة للتفكّر في العوامل الفكرية(الثقافية)التي أدت إلى وقوع الكثير من المصائب و الكوارث لشعب الجنوب....أن وظيفة أي نخبة في أي مجتمع ليس فقط قيادة المجتمع بأي طريقة و مهما كانت النتائج و لكن يجب أن تكون هذه النخبة قادرة على النقد الذاتي و المراجعة للأخطاء التي ترتكبها وأن تكون قادرة على الوصول إلى المسببات الأكثر عمقاً و جذرية التي قادتهم للوقوع في هذه الأخطاء و التوصل كذلك إلى طرق المعالجة والتصحيح.
النخبة الجنوبية بجناحيها الإسلامي و الحداثي((الاشتراكي)) يجب عليها أن تكف عن التملص من النقد الذاتي و رمي المسؤولية على الآخر (أي آخر) ! .....علما بأنه من المفترض أنه إذا أجرت نخبتنا الجنوبية عملية مراجعة نقدية موضوعية و علمية فأنهم سيصلون جميعا إلى نفس الاستنتاجات و نفس الاستخلاصات بغض النظر عن تنوع المرجعيات الفكرية داخل النخبة الجنوبية. وهذه الاستنتاجات أو الخلاصات الموحدة عندنا أمل كبير أن يكون لها دور هام في المساهمة في تأسيس وحدة وطنية جنوبية متينة نحن بأمس الحاجة لها الآن في هذه الفترة التاريخية الحرجة.
و أحذركم كنخبة جنوبية بأنكم إذا فشلتم بالقيام بوظائفكم الطبيعية فأن شعب الجنوب سيضطر مرغما لصرف النظر عنكم نهائياً و سيضطر للعودة إلى نخبته القديمة(سلاطين و أمراء و مشائخ)...و رجاءً لا تفهموني غلط .. أنا كاتب هذه السطور لا أروّج و لا أحبّذ هذا الخيار بل أنني ضده ليس بسبب موقف مناهض للنخبة الجنوبية القديمة و لكن بسبب قناعتي بأن الظروف الموضوعية المحيطة بالنخبة الجنوبية القديمة لن تسمح لها بالتصرف باستقلالية كافية عن المؤثرات الخارجية المحيطة ! وهذا أمر سيئ جدا.
وبالرغم من ذلك فقد نضطر للقبول بهذا الخيار إذا أرغمنا فشلكم !!(مكره أخاك لا بطل)!!



علما بأن ما كتب أدناه مجرد كوكتيل من الإشارات و التأملات (الشاعريّة)! لا تصلح إلا كمدخل فقط للنقد الذاتي المقصود ! :

كل الأحزاب و الجماعات العقائدية((الآيديولوجية)) تركت الجنوب يتيماً
و راحت تلهث خلف خزعبلاتها الفكرية !!


كلهم فرّطوا بالجنوب
الأشتراكي في 90
و الإصلاح في 94
و أنصار الشريعة في 2011

سُحقاً للآيديولوجيات! و العقائد! التي تختبئ خلفها قبائل! و غنائم! و عصائد!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
نشأة حزب الاصلاح والهدف من إنشائه
من مذكرات شيخ مشائخ قبيلة حاشد: عبدالله بن حستن الاحمر

((وبالنسبة لنا المشائخ والعلماء كان توقعنا أن الحزب الاشتراكي دخل الوحدة وسيضم إليه الأحزاب اليسارية في الشمال من ناصريين وبعثيين وتلك المسميات الأخري، حزب عمر الجاوي مثلاً، وسيشكلون كتلة واحدة وكنا جميعاً في المؤتمر الشعبي العام وسيخرج منه كل اليساريون وينضمون إلى الاشتراكي، ولهذا لا بد لنا من إنشاء أحزاب تكون رديفة للمؤتمر، وطلب الرئيس منا بالذات مجموعة الاتجاه الإسلامي وأنا معهم أن نكون حزباً في الوقت الذي كنا لا نزال في المؤتمر. قال لنا: كونوا حزباً يكون رديفاً للمؤتمر ونحن وإياكم لن نفترق وسنكون كتلة واحدة، ولن نختلف عليكم وسندعمكم مثلما المؤتمر. إضافة إلى أنه قال: إن الاتفاقية تمت بيني وبين الحزب الاشتراكي وهم يمثلون الحزب الاشتراكي والدولة التي كانت في الجنوب، وأنا أمثل المؤتمر الشعبي والدولة التي في الشمال، وبيننا اتفاقيات لا أستطيع أتململ منها، وفي ظل وجودكم كتنظيم قوي سوف ننسق معكم بحيث تتبنون مواقف معارضة ضد بعض النقاط أو الأمور التي اتفقنا عليها مع الحزب الاشتراكي وهي غير صائبة ونعرقل تنفيذها، وعلى هذا الأساس أنشأنا التجمع اليمني للإصلاح))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حزب بدأ بمؤامرة على الجنوب ...من المرجح أنه سينتهي بمؤامرة على الثورة وعلى الجنوب...إلا إذا كسر الإصلاحيون الأقفال القثيمية التي على عقولهم !

((((((أنتهى الدرس يا غبي!))))))

((خلاصة الدرس))

نحن الجنوبيون قوم بسطاء تغلب علينا روح البداوة غير متعودين على التعمق بالفكر و لهذا السبب عندما ننتسب نحن الجنوبيون إلى أي تيار أيديولوجي (عقائدي) نخلص له بطريقة بريئة و ساذجة و لا نستطيع تصور أو تخيل أي شوائب أو عيوب في قيادة التيار الآيديولوجي(العقائدي) الذي ننتسب له...و من هذا المدخل دخلوا على الجنوبيين و استغلوهم أبشع أستغلال و استدرجونا كجنوبيين إلى مواقف و خيارات سببت لشعبنا الجنوبي الكثير من المآسي و الكوارث...و التاريخ المعاصر و الجاري! أمامكم خير شاهد على ما نقول..إذن فلنتعلم الدرس و لنكن حذرين جداً في التعامل مع التيارات العقائدية(الآيديولوجية) سواء أنتسابا أو مناصرة أو غير ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
الاشتراكيون الجنوبيون سقطوا في بئر الوحدة (الوحلة) الأندماجية عندما كانوا يسيرون شبه نيام و رباط الآيديولوجيا مربوط على أعينهم و عقولهم و قد جروا معاهم كل الجنوبيين إلى قاع البئر !
و الإصلاحيون الجنوبيون فتحوا أرض الجنوب لجحافل و قبائل المستبد المخلوع ليستبيحوا أرض الجنوب و يجعلوها غنيمة لهم ... وقد فعل الأصلاحيون ذلك و هم رابطين على أعينهم و عقولهم رباط الآيديولوجيا!
وأنصار الشريعة الجنوبيين تسببوا بطرد أهلهم الطيبين من أبين و شردوا أهلهم! ...فقط من أجل أقامة حلمهم الآيديولوجي على الحجر و الشجر ! ...طبعاً عملوا ذلك و هم رابطين على أعينهم و عقولهم رباط الآيديولوجيا!


أنه خطيييييييييييييير جداً هذا الرباط الآيديولوجي
عندما تربط به العقول و الأبصار
... فاعتبروا يـا أولي الأبصار


للتوضيح فقط لا غير
((هذا الخطاب لا يستهدف الإصلاحيين و السلفيين و الإشتراكيين بغرض إقصائهم ...معاذ الله...فليبقى الإصلاحي على إصلاحيته و السلفي على سلفيته و الإشتراكي على إشتراكيته...كل المطلوب منهم و ما نتوقعه منهم هو أن يقدّموا مصلحة الجنوب على مصالح أحزابهم و جماعاتهم و أن يتعلّموا من أخطائهم التاريخية بحق الجنوب و لا يكرّروها....فالوطن الجنوبي الآن يمر بمرحلة حرجة جداً لا تحتمل المزيد من العبث ...لأن العواقب عندها ستكون وخيمة على الجميع.....اللهم أني قد نبّهت و حذّرت و بلّغت اللهم فاشهد))


....ولكن أتدرون لماذا سبب المتأدلجون الجنوبيون كل هذي الأخطاء في الجنوب ؟؟.........الجواب ألخصه في جملة واحدة! :
يا ويلك من صاحب العقل الدوغمائي إذا تأدلج!!

و حتى تفهموا مغزى و معنى هذا الجواب بشكل دقيق أقرؤوا هذين المقالين الرائعين:


العقل الدوغمائي
د. حسناء القنيعير

العقل الدوغمائي هو العقل المولع بتقسيم الأشياء إلى ثنائيات استقطابية ذات قطبين، قطب أبيض وقطب أسود، قطب محبوب وآخر مكروه، يفرط في حب الأول ويلتمس له الأعذار والمبررات، ويغالي في كره الثاني ويتفانى في تحميله كل مآسي الكون لأنه يعتبره حليف الشيطان. والدوغمائية سلوك عصابي كالتطرف يتطلب دراسات نفسية ومجتمعية للوقوف على أسبابه ودواعيه، وتفكيك دلالاته في الوعي واللاوعي .
العقل الدوغمائي يحتاج دوما إلى عدو يعدّ وجوده ضرورة ومفردة أساسية من مفردات الجماعات الدوغمائية، العدو هو ذلك الشرير الذي يكون وجوده محتوما كي يظهر الوجه الناصع للخير والصدق والصلاح، تماما كما في الأفلام القديمة التي تقوم على محورين هما محورا الخير والشر اللذين تدور بينهما رحى الصراع .
لا ينفك العقل الدوغمائي عن تحميل العدو المتخيل كل أسباب إخفاقاته وأوزار فشله لهذا يشن عليه حربا تتعالى فيها صيحات الأنصار والمريدين وتقرع طبول الحرب لتوفير جو من الشحن النفسي والتعبئة العامة يكون ستارا يحجب وضعه المتردي .
العقل الدوغمائي يفر من حالة اللاسلم واللاحرب، لهذا فإنه يعلن دوما عن حرب وقودها العنف والتطرف والإرهاب والقمع، هذه هي أسلحته التي يستخدمها ليظل موجودا ومسيطرا ومعلنا سلطته على الآخر المختلف وليكون سوطا مسلطا ضد كل من تسول له نفسه التمرد على ثقافة القطيع .
العقل الدوغمائي ظاهرة إنسانية عالمية لا تقتصر على شعب من الشعوب، فلقد تلبست به كل الحركات والأحزاب الإيديولوجية، وبسببه منيت كثير من الأوطان بالهزائم والخسائر، وفقدت كثير من المجتمعات عوامل قوتها ووحدتها بسبب تفرق أفرادها وتصارعهم .
العقل الدوغمائي ينحو دائما منحى الطهرانية والتبرؤ من المسؤوليات والتبعات ليتحملها الآخر حقيقة كان وجوده أم وهما ليلقي عليه وزر ما يحدث له، ففي الواقع العربي والإسلامي يجري تحميل الآخر مسؤولية كل ما أصابنا من نكسات، ونحن دوما ضحايا لتآمر الآخرين علينا، وليس لأننا قصرنا وتهاونا فلم نوفر مناخا مناسبا للدفاع عن قضايانا ولم نحسن الاستعداد للمواجهة مع الآخر ولم نستثمر طاقاتنا وإمكاناتنا لتنطلق بنا نحو آفاق أرحب وأفضل ! فلا مناص من وجود العدو الذي يكفينا مؤونة النقد الذاتي والمراجعة الدورية لأفكارنا وممارساتنا ونظم عملنا ومناهج تفكيرنا . لهذا ظللنا ننظر إلى قضايانا ونصنفها حسب موقف الآخرين منها، فهم فريقان لا ثالث لهما، فريق معنا والآخر ضدنا، وبناء على هذه النظرة يكون تعاملنا مع دول العالم .
العقل الدوغمائي تتسع دائرته لتشمل العالم كله حسب التصنيف الثنائي، كما تضيق هذه الدائرة لتحكم الخناق على الآخر القريب جدا في الوطن والعمل وربما في البيت، لهذا كان كثير من تعاملاتنا أسيرا للعقل الدوغمائي وضحية من ضحاياه .
العقل الدوغمائي العربي هو الذي اعتبر هزيمة 67 نكسة وليست هزيمة ما زلنا نحصد ثمارها الفجة إلى اليوم، العقل الدوغمائي هو الذي جعل الخميني بعد أن أزاح شاه إيران الذي كان أكبر داعم لإسرائيل في المنطقة وتنفس العرب بعده الصعداء، يهدد دول الخليج العربي بتصدير الثورة، فقامت حرب الثماني سنوات التي أنهكت كل دول المنطقة وبعثرت ثرواتها، وهو العقل الدوغمائي نفسه الذي جعل صداما يحتل الكويت، ذلك الاحتلال الذي قسم العرب إلى قسمين مع وضد، وأبى العقل الدوغمائي العربي وقتها إلا أن يمارس دوره المألوف فيظهر منهم من يرفض الاستعانة بقوات أجنبية لإخراج صدام من الكويت لينادي بحل عربي أثبت فشله على مدار التاريخ المعاصر، وهو نفسه العقل الدوغمائي الذي رفض دخول القوات الأجنبية العراق لتخليص شعبها من بطش صدام، وهو نفسه العقل الدوغمائي الذي بارك غزوة منهاتن وغيرها من غزوات القاعدة (المباركة) ضد الغرب انتقاماً منهم ومن أمريكا ، وتجاهل ما سببه الإرهاب من مآس وخسائر للعرب والمسلمين، وهو العقل الدوغمائي الذي يبارك ما يقوم به الزرقاوي في العراق من قتل للأبرياء العراقيين ويهتف لموائد الذبح التي شوهت صورة العرب والمسلمين وأظهرتهم كمصاصي الدماء .
العقل الدوغمائي هو الذي يجعل المحامين العرب ينبرون للدفاع عن صدام، متناسين ضحاياه من العراقيين الذين كشفت عنهم المقابر الجماعية، وهم أولئك الذين بُحت أصواتهم هتافاً منذ أيام في بلد عربي نكاية بأمريكا والغرب كله ، واستهانة بالآم شعب في وطن عربي آخر، وتجاهلا صارخا لحقه في الحرية والكرامة .
العقل الدوغمائي هو الذي يجعل بعض الحركات السياسية والأحزاب العربية تدين بالولاء للخارج على حساب أوطانها فتعمل على التآمر عليها وتسعى جاهدة لتعطيل رغبتها في الأمن والاستقرار وتصادر حقها في فرض خياراتها الخاصة .
العقل الدوغمائي هو الذي يجعل بعض العرب والمسلمين الذين لجأوا إلى الغرب فارين من أوطانهم أو باحثين عن فرص للعيش الكريم يشنون عمليات إرهابية ضد الأبرياء، فقدموا من خلالها صورة مشوهة للعرب والمسلمين المتنكرين لآداب الضيافة ساعدت كل قوى التطرف من اليمين المتشدد على استثمارها للنيل من الإسلام والمسلمين والعرب كافة .
العقل الدوغمائي في المستوى العام هو الذي يريد أن يكون الناس نسخة واحدة في منهج التفكير وأسلوب التعبير فلا يؤمن بالاختلاف الذي هو سنة من سنن الكون (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين) فكما يختلف الناس في الدين فإنهم يختلفون حتما في الأفكار والمعتقدات والمواقف، لهذا إن لم تكن مع الدوغمائي فأنت ضده، وإذا رفضت ما يقوم به الإرهابي الزرقاوي فأنت مع الاحتلال الأمريكي في العراق، إذا قلت إن ابن لادن أصاب الإسلام بأكبر النكسات فأنت ضد الإسلام، وإذا قلت إن في عالمنا العربي والإسلامي حزبيين قوميين وإسلامويين يسيئون بتصرفاتهم لقضايا العرب والمسلمين ولا يحسنون اختيار أساليب التعبير عنها، ولا يحصد الإسلام على أيديهم سوى نكسات متتالية، فأنت مسلم متخاذل، إن تحدثت عن قضية تدخل في دائرة اهتمامه فعليك أن تغطي كل الأفكار التي يموج بها خطاب العقل الدوغمائي فلا تترك شاردة أو واردة إلا جئت على ذكرها وأشبعتها تدقيقا وتمحيصا، وأن تقدم بين يدي الحديث صكّ براءة وإثبات حسن نوايا وتأكيد انتماء للثوابت الدينية، وأن تتبرأ بعد كل فقرة وأخرى قائلا (إني لا أقصد كذا وإني لا أعني كذا ولا يتبادر إلى أذهانكم أني أريد كذا)، فإذا لم تفعل فأبشر بسيل من الاتهامات بما تتوقع ومالا تتوقع . ولكيلا تُبتر كلماتك من سياقها وتُوجه وجهة غير الوجهة التي عنيتها فعليك أن تجنح نحو تكرار كلماتك وتبثها في ثنايا عباراتك بثاً لكي يكون ما تريده ماثلا بقوة لا يفلح معه الاجتزاء !
مع إن الاختلاف يمثل إثراء للعقل وتنويعا لتجارب الإنسان، فإن العقل الدوغمائي يرفض الآخر المختلف قريبا كان أم بعيدا، ولا يؤمن بمبدأ الحوار معه، ويعمل على إقصائه بكل ما يملك من قدرات يوظفها لهذا الشأن ويحشد كل طاقاته وطاقات أتباعه ليكون الإقصاء حقيقة واقعة .
أخيرا يتفاعل العقل الدوغمائي مع الأحداث والمستجدات من منطلق الاحتراق صراخا ونحيبا دون طرح رؤية بديلة أو إحداث نقلة عميقة في بنية الوضع الاجتماعي أو إفساح المجال للارتقاء بمنظومة أفكاره .
ولتفكيك العقلية الدوغمائية ينبغي العمل على نشر قيم الحب والتسامح والعدل والحق في الاختلاف، والتأكيد على غرس القيم الدينية التي تنبذ التعصب والانغلاق وكراهية الآخر المختلف، السلوك الدوغمائي ليس سلوكا فطريا بل هو سلوك اجتماعي يمكن ترويضه والسيطرة عليه قبل أن يستفحل ويصبح سلوكاً عصابياً .
http://www.alriyadh.com/2006/02/19/article131793.html
جولة في العقل المتحجّر
عبدالله المطيري

المصطلح العلمي للعقل الذي سنتحدث عنه هنا هو العقل "الدوغمائي" أي العقل الوثوقي،العقل الذي يثق في معرفته ثقة تمنعه من اكتشاف نواقص هذه المعرفة أو التغيرات التي تجري عليها وحولها مع مرور الزمن. ووصف هذا العقل بالتحجر هو بسبب أنه يأخذ الكثير من صفات الحجر. فهو يأخذ من الحجر انغلاقه وصلابته وجموده. هذا العقل له آلية عمل تكاد تكون واحدة وإن اختلف المضمون. فالعقل الدوغمائي واحد مهما اختلفت العقيدة أو الأيديولوجية التي يتبناها.هدفنا هنا محاولة الكشف عن هذه الآلية وطريقة العمل التي يتعامل بها هذا العقل مما يعطينا الفرصة والقدرة على تطبيق هذه المعلومات على العقل الدوغمائي مهما تنوعت مضامينه وتوجهاته.
العقل المتحجّر إذن موجود في كل الثقافات والمجتمعات، الفرق أن هذه العقلية تمت دراستها في بيئات ثقافية عديدة فيما لا تزال هذه العقلية بعيدة عند الدرس والفحص والنقد في بيئات أخرى. الثقافة العربية غنية بالعقلية الدوغمائية بل إنها متشكّلة منها وتمثل فيها السيادة والمرجعية. أيضا في البيئة الثقافية والعلمية العربية لم تتم دراسة العقلية الدوغمائية بشكل يكشف عن طبيعتها وطريقة اشتغالها. وهذا غير مستغرب. إلا أنه وكما قلنا سابقا إن العقلية الدوغمائية المتحجرة واحدة في كل مكان وإن حدث اختلاف فهو في الدرجة لا في النوع.هذا يجعل من الاستفادة من الدراسات التي تعرضت لهذا الموضوع أمرا أساسيا وفي غاية النفع. من أهم من درس العقلية الدوغمائية المفكر الأمريكي"ميلتون روكيش".وأنا هنا سأعتمد بشكل أساسي على آرائه كما عرضها هاشم صالح في مقدمته لكتاب محمد أركون"الفكر الإسلامي... قراءة علمية".
يرى روكيش أن العقل الدوغمائي بتنوعاته يقوم على موقف حاد من مجموعتين من الأفكار والمبادئ فهو من جهة يؤمن إيمانا مطلقا بمجموعة من المبادئ ويتشكل منها ثم هو في نفس الوقت يأخذ موقفا حادا من الأفكار المخالفة لما يؤمن به. يقول هاشم صالح:" العقلية الدوغمائية ترتكز أساسا على ثنائية ضدية حادة هي : نظام من الإيمان أو العقائد/ونظام من اللاإيمان و اللاعقائد". أعيد التذكير هنا أن العقل الدوغمائي ليس بالضرورة عقلا دينيا ولكنه لا يتعامل مع الأفكار إلا من منظور الإيمان والاعتقاد. روكيش يرى أننا يمكن أن نحدد درجة دوغمائية أو وثوقية أو تحجر عقل ما بناء على مجموعة من المعايير . من أهمها : أولا : يمكن تحديد دوغمائية عقل ما من خلال حدة و شدة فصله بين المعتقدات التي يقتنع بها والمعتقدات التي يرفضها. نتذكر هنا نظرية الفسطاطين التي يطرحها العقل المتطرف الإرهابي مثلا حيث لا يستطيع أن يتصور أن في العالم سوى فريقين فريقه هو وفريق خصمه. لاحظ هنا مستوى الحدة والفصل وانعدام منطقة الوسط. هذه الفكرة هي ذاتها التي تطرحها الإدارة الأمريكية تحت شعار"إن لم تكن معي فأنت ضدي". ومن أجل أن يحافظ العقل الدوغمائي على هذا الفصل الحاد فإنه يؤكد باستمرار على الخلافات بينه وبين المخالفين له، أغلب خطابه يوجه لتحقيق هذا الهدف مما يضمن له عمليا تجييش أتباعه وشحنهم معه باستمرار.أيضا يهاجم هذا العقل أية محاولة للتقريب والحوار بين الطرفين. أتذكر هنا فتاوى تكفير كل من يشارك في حوار الأديان. هنا نجد تفسيرا علميا لهذا التكفير، فهذا الحوار بين الأديان كفيل بكشف نقاط تقاطع واشتراك بين المتحاورين ستؤدي إلى إحداث نوع من التقارب بينهما وهذا ما يخشاه ويخافه العقل الدوغمائي المتحجّر. أيضا يلجأ العقل المتحجّر إلى تجاهل وإنكار الوقائع التي تكشف زيف ادعاءاته. ولذا لا نستغرب أن نجد داعية ما يصور العالم الإسلامي على أنه العالم المتحضر والعالم الغربي يقبع في الظلام والتخلف متجاهلا كل الوقائع والأحداث التي تكشف زيف دعواه كما كان يفعل رئيس إحدى الدول الأفريقية البائسة والتي يموت الناس فيها من الجوع، حين كان يرسل طائرات إعانات لبريطانيا ودول أوروبا الغنية فقط انسياقا خلف جنونه الذي يعميه عن رؤية الحقيقة. أيضا لدى العقل الوثوقي قدرة على تقبل التناقضات داخل منظومته الفكرية وحياته. من شواهد هذا الأمر أن تجد شخصا ما يحارب أمريكا ويعتبرها عدوّه الأول وتجد سيارته أمريكية وأثاث منزله أمريكياً بدون أن يشعر بالتناقض.
ثانيا: من معايير الحكم على عقل ما بأنه دوغمائي متحجر أنه لا يميّز بين العقائد والأفكار التي يرفضها. فهو يضعها في سلّة واحدة هي سلّة الخطأ والضلال. دون أن يكلّف نفسه بالبحث في نقاط التقاء وتقارب مع الأفكار المخالفة. نلاحظ هنا أن المتشددين عندنا يجمعون غير المسلمين كلهم في دائرة الكفار دون أن يميّزوا بينهم بينما لو راجعنا الخطاب القرآني مثلا لوجدناه يستخدم أوصافا متنوعة ومختلفة.كـ "أهل الكتاب، النصارى، اليهود، بني إسرائيل، الناس، بني آدم، المشركين". لاحظ هنا تنوع الأوصاف وغياب الحدّية في التصنيف. تجد القرآن يمدح النصارى أحيانا ويحدد أنهم أقرب للمسلمين من غيرهم فيما يشكل خطابا متنوعا يعطي فرصة للمرونة في التعامل عكس الخطاب السائد اليوم الذي يضع المخالفين كلّهم في سلّة واحدة.
ثالثا : من معايير انغلاق عقل ما وثوقيته المغرقة وتكاثر المسلمات في منظومته الفكرية. فإن كانت كل منظومة فكرية تقوم على عدد بسيط من المسلمات تؤسس للفكر ثم تترك الحرية للناس أن يجتهدوا فإننا نجد أن مسلمات العقل الدوغمائي تتوالد باستمرار لتقفل كل منفذ هواء للاجتهاد والتفكير.ولذا تجد عندنا أن مقولات لأشخاص ربما عاشوا في القرن الثامن الهجري تتحول إلى مسلمات لا يجوز النقاش حولها أو نقدها. كذلك تجد أن التفاسير والشروحات والفتاوى تتحول من كونها اجتهادات بشر تقبل الصواب والخطأ إلى كونها مسلمات وثوابت لا يجوز المساس بها ومن اقترب منها تعرّض لأصناف الهجوم من تكفير وتفسيق وتضليل وغيرها من أدوات الإقصاء.
رابعا: تزداد وثوقية عقل ما وانغلاقه كلما توقف عند لحظة زمنية محددة وتشبث بها وعاش فكريا وروحيا فيها. مما يجعله لا يعيش واقعه ولا يفكر من خلاله وهذا ما يتسبب في غربته وإحداث تناقضات وانفصامات هائلة في اتباعه. دائما تكون هذه اللحظة في الماضي، لحظة نشوء الفكر أو لحظة وقوع أحداث مهمة وجذرية في تاريخه. العقل الوثوقي لا يفكر بمنطق تاريخي ولا يعترف بتغير الأزمان وتغير الظروف لأن من صفاته الثبات والاستقرار بينما منطق الحياة والواقع الحركة والتغير والتحول. يحاول العقل المنغلق أن يعوض غربته عن واقعه بأحلام وردية في المستقبل يعيشها لتملأ عليه خواءه وغربته وتناقضاته.
تمكّن هذه المعايير ، الأدوات ، من الاقتراب أكثر من فهم العقل الدوغمائي ، هذا الفهم اليوم يعتبر ضرورة في البيئة الإسلامية العربية ، من المهم البدء بهذا العمل الآن. العقل الدوغمائي متجذّر و يغلف الفهم العام ويعيق بشكل كبير كل محاولات النقد والانعتاق والتغيير والتنوير ، المحاولات التي لن يكتب لها النجاح ، برأيي ، دون تفكيك العقل الدوغمائي أولا.
* كاتب سعودي
طبيب العقول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2012-03-22, 05:43 PM   #2
رفيق الجنوب
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-22
المشاركات: 6,484
افتراضي

اقتباس:
((نحن الجنوبيون قوم بسطاء تغلب علينا روح البداوة غير متعودين على التعمق بالفكر و لهذا السبب عندما ننتسب نحن الجنوبيون إلى أي تيار أيديولوجي (عقائدي) نخلص له بطريقة بريئة و ساذجة و لا نستطيع تصور أو تخيل أي شوائب أو عيوب في قيادة التيار الآيديولوجي(العقائدي) الذي ننتسب له...و من هذا المدخل دخلوا على الجنوبيين و استغلوهم أبشع أستغلال و استدرجونا كجنوبيين إلى مواقف و خيارات سببت لشعبنا الجنوبي الكثير من المآسي و الكوارث...و التاريخ المعاصر و الجاري! أمامكم خير شاهد على ما نقول..إذن فلنتعلم الدرس و لنكن حذرين جداً في التعامل مع التيارات العقائدية(الآيديولوجية) سواء أنتسابا أو مناصرة أو غير ذلك.))


كلام جميل
والموضوع شيق حقيقة
سيكون لنا عودة
تحية لك اخي الكريم
__________________
رفيق الجنوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2012-03-22, 08:56 PM   #3
طبيب العقول
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2012-03-02
المشاركات: 2,633
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رفيــق الجنــوب مشاهدة المشاركة
اقتباس:
((نحن الجنوبيون قوم بسطاء تغلب علينا روح البداوة غير متعودين على التعمق بالفكر و لهذا السبب عندما ننتسب نحن الجنوبيون إلى أي تيار أيديولوجي (عقائدي) نخلص له بطريقة بريئة و ساذجة و لا نستطيع تصور أو تخيل أي شوائب أو عيوب في قيادة التيار الآيديولوجي(العقائدي) الذي ننتسب له...و من هذا المدخل دخلوا على الجنوبيين و استغلوهم أبشع أستغلال و استدرجونا كجنوبيين إلى مواقف و خيارات سببت لشعبنا الجنوبي الكثير من المآسي و الكوارث...و التاريخ المعاصر و الجاري! أمامكم خير شاهد على ما نقول..إذن فلنتعلم الدرس و لنكن حذرين جداً في التعامل مع التيارات العقائدية(الآيديولوجية) سواء أنتسابا أو مناصرة أو غير ذلك.))


كلام جميل
والموضوع شيق حقيقة
سيكون لنا عودة
تحية لك اخي الكريم
شكرا على مرورك... تحياتي لكم
طبيب العقول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2012-03-22, 09:04 PM   #4
طبيب العقول
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2012-03-02
المشاركات: 2,633
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رفيــق الجنــوب مشاهدة المشاركة
اقتباس:
((نحن الجنوبيون قوم بسطاء تغلب علينا روح البداوة غير متعودين على التعمق بالفكر و لهذا السبب عندما ننتسب نحن الجنوبيون إلى أي تيار أيديولوجي (عقائدي) نخلص له بطريقة بريئة و ساذجة و لا نستطيع تصور أو تخيل أي شوائب أو عيوب في قيادة التيار الآيديولوجي(العقائدي) الذي ننتسب له...و من هذا المدخل دخلوا على الجنوبيين و استغلوهم أبشع أستغلال و استدرجونا كجنوبيين إلى مواقف و خيارات سببت لشعبنا الجنوبي الكثير من المآسي و الكوارث...و التاريخ المعاصر و الجاري! أمامكم خير شاهد على ما نقول..إذن فلنتعلم الدرس و لنكن حذرين جداً في التعامل مع التيارات العقائدية(الآيديولوجية) سواء أنتسابا أو مناصرة أو غير ذلك.))


كلام جميل
والموضوع شيق حقيقة
سيكون لنا عودة
تحية لك اخي الكريم
شكرا على مرورك.... تحياتي لكم
طبيب العقول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

=
Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 

تنـويـه
بسم الله الرحمن الرحيم

نحب أن نحيط علمكم أن منتديات الضالع بوابة الجنوب منتديات مستقلة غير تابعة لأي تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمي بل إن الإنتماء والولاء التام والمطلق هو لوطننا الجنوب العربي كما نحيطكم علما أن المواضيع المنشورة من طرف الأعضاء لا تعبر بالضرورة عن توجه الموقع إذ أن المواضيع لا تخضع للرقابة قبل النشر