أيها الشعب أفق 6 : أنهم يتآمرون عليك فالحسم في عدن لا بروكسل و أخواتها

[عبدالسلام بن عاطف جابر]

خاطرة على رصيف الحقيقة

قرأت اليوم عدة أخبار الأول للأستاذ ردفان الدبيس بعنوان ( عاجل شباب العاصمة عدن يقطعون الطرقات للإفراج عن السلطة ) و الخبر الثاني للأستاذ عدني عقربي بعنوان ( أبناء صلاح الدين يسيطرون على نقطة رأس عباس و يطردون الجنود منها ) و الخبر الثالث للأستاذ أبن الجنوب الحر يافع يتحدث حول بلطجيَّة يلزمون الناس بدفع إتاوات مقابل تعبئة السيارات بترول و الخبر الرابع قتل الصديق المناضل أحمد القمع في عدن بعد اختطافه بسبب خلاف نشب على الطريق العام , و هناك الكثير من الأخبار يعرفها الكثير ولا أعرفها .


ويوم أمس كنت قد تحدثت مكالمة مطولة مع أحد الأخوة في الداخل من ذوي البصيرة النيرة , من الشباب الأبطال في عدن , ممن لا يروقون للشخصيات الجنوبية التي تدعي القيادة و هي لا تستحق هذا الاسم , فقال لي : أخي ناب الوضع لم يعد كما يصوره البعض لنا في الخارج , لقد سقطت أجهزة الدولة الأمنية بنسبة 60 % في عدن , و أصبح الجيش في حالة يرثى لها , فهو يبحث عن مخرج من الورطة التي وضع بها , فعلى من يدافع و من يقتل و ممن يستلم تعليماته وماهي واجبه اليوم , حتى أصبحنا نشعر أنهم ينتظرون فقط من يحاصرهم و يطالبهم بالاستسلام ليستسلموا له و يعودوا إلى بيوتهم و أولادهم فهم الأحق اليوم بالحماية . انتهت المكالمة
و الملاحظ على وحدات الجيش و وحدات الأمن و الأجهزة الأمنية السرية , أنهم في مأزق الدفاع عن أنفسهم من بعضهم البعض و من خصومهم , و يشعرون بالخطر يحيط بهم من كل مكان , و يعتقدون أن الدفاع الشخصي و الحرص على البقاء هو الهدف الأول و هو العقيدة العسكرية الجديدة التي زرعتها الأحداث في عقولهم .

كذلك أصبح واضح للمراقب العادي أن كل الوحدات العسكرية و الأمنية و القبائل أصبحت مقسمة التبعية بين فريقين فريق الرئيس علي صالح و أولاده و هذا الفريق مكون من عدة مراكز قوى , كالتالي مجموعة الرئيس و أولاده و مجموعة أولاد إخوان الرئيس و مجموعة سيادة الفريق عبدربه منصور و مجموعة الشيخ ناجي عبد العزيز الشايف و مجموعة أولاد الشيخ مجاهد أبو شوارب (كهلان مجاهد محافظ عمران) و مجموعة أصهار الرئيس آل دويد (من مشايخ خولان) و مجموعة الشيخ عبد الله سالم الحميقاني و محافظ البيضاء . و هذا الفريق هو الأقوى و الأكبر و سيظل متربط و متماسك إذا استمر لرئيس في السلطة فإذا تخلى الرئيس عن السلطة فسوف يتفكك و كل مجموعة سوف تسعى لحماية مصالحها .

و الفريق الثاني التابع لعلي محسن و أولاد الأحمر و موزع كذلك على عدة مراكز قوى. هي كالتالي: مجموعة اللواء علي محسن و مجموعة أولاد الشيخ عبد الله الأحمر , و مجموعة الأخوان المسلمين (التجمع للإصلاح) , و مجموعة الحوثي و فارس منَّاع و المجموعات الجهادية (الشيخ عبد المجيد الزنداني) , و مجموعة الشيخ العكيمي (محافظة الجوف و جزء من محافظة مأرب) , و مجموعة الشيخ حمود المخلافي و سلطان السامعي (قيادة تعز القبلية) , و مجموعة الشيخ الخضر عبدربه السوادي (محافظة البيضاء) . و هذا الفريق مرتبط و متماسك في حالة استمرار الأزمة و تدخل قرار دولي أو إقليمي في عملية نقل السلطة , أما إذا لم يحدث هذا التدخل و حدث نقل للسلطة بدون رقيب دولي ضامن لمصالح كل المجموعات فسوف يتفكك هذا الفريق و تصبح كل مجموعة منفصلة عن الأخرى و كلاً يدافع عن مصالحة .


أين الفريق الجنوبي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أين المجموعات الجنوبية ؟؟؟؟؟؟؟

أين مراكز القوى الجنوبية ؟؟؟؟؟؟

أين القبائل الجنوبية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الجواب :
لا يوجد فريق جنوبي ولا توجد مراكز قوى جنوبية و لا يوجد مجموعات جنوبية تستحق أن تسمى مجموعات و الموجود على الأرض هي مجموعات أكبرها لا يتجاوز 200عنصر. في الوقت الذي أصغر مجموعة في المحافظات الشمالية أكثر من عشرة ألف عنصر (10000) فيها المفكرين و السياسيين و رجال الدين و فيها وحدات من الجيش و فيها المسلحين القبليين .
و بالنسبة للقبائل الجنوبية فهي لا حول لها ولا قوة فقد دمر الحزب الاشتراكي المقبور هذا المكون الاجتماعي الأساسي و لكنه موجود بالحد تحت الأدنى , فأفضل شيخ يستطيع تشكيل مجموعة لا تتجاوز 300 شخص من قبيلة تعدادها خمسين ألف (50000)
خـــــــــــلاصة الوضع :
هذا هو الوضع القائم يقرأه من يريد الحقيقة و يشيح بصره عنه من لا يريد الحقيقة
و المحزن في الأمر أن جزء من المجموعات الجنوبية سواءً المسلحة أو السياسية , و حتى بعض الشخصيات السياسية موزعة الولاء و التبعية , إما تابعة لعلي محسن أو تابعة لحميد الأحمر أو تابعة لطارق محمد عبد الله صالح أو تابعة ليحي محمد عبد الله صالح أو تابعة للإصلاح (أخوان مسلمين) أو تابعة للجماعات الجهادية (الزنداني) أو تابعة لأحمد علي عبد الله صالح و أخيراً بعضها تابع للحوثي مع الأسف . و هذه التبعية ليست تبعية المصالح المشتركة لكنها تبعية الارتزاق الرخيص و عدم الشعور بالمسؤولية و الضعف و الجبن .
و المحزن المبكي أن القيادات في الخارج مازالت تعقد المؤتمرات و اللقاءات للظهور و أخذ مشروعية فقط , و القيادات في الداخل تختلف على موقع أقامة مهرجان , و لقاء بروكسل تمخض فولد فأراً لا نعلم من الذي يسيره و أنا أحد أعضاء اللجنة العليا لم يشعرني أحد بذلك و لا أعلم ماذا يدور و إذا سألناهم ماذا يدور قالوا أحذروه إنه أمن قومي فلا حول ولا قوة إلاَّ بالله .

ختـــــــــــاماً نقــــــدم النصيحة التاليــــة :

نقول إن الجنوب هو جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بحدودها المعترف بها و هي هويتنا , و مركز الحركة عدن و المهرجانات و الإعتصامات و الإضرابات و القتال و المؤتمرات و اللقاءات و فرض الأمر الواقع يجب أن تكون في عدن . و قدس الأقداس السياسية الجنوبية عدن . و كل ما يحدث خارج عدن في جبال ردفان و يافع و الضالع و شبوة و صحراء حضرموت هو استنزاف للإمكانيات الجنوبية فقط لا يهدف إلاَّ لتحويل الاهتمام الجنوبي عن الساحة و مركز الحركة و قدس الأقداس و مربع الحسم عــــــــــــــــــــــدن . و التحالف مع قوى شمالية واجب و ليس التبعية .


و السلام

عبد السلام بن عاطف جابر
14 يوليو 2011