7يوليو.. يوم القضاء على الحلم الوحدوي

[نبض الضالع]

7يوليو.. يوم القضاء على الحلم الوحدوي


? د. عيدروس نصر ناصر*:
[08/07/2008]





لم تكن حرب صيف العام 1994م مجرد حرب بين طرفين سياسيين أحدهما مع الوحدة والآخر ضدها -وإن كان الطرف المنتصر في تلك الحرب الظالمة قد حاول تصوير الأمور على ذلك النحو- بقدر ما كانت حربا بين مشروعين أحدهما يرمي إلى الخروج باليمن من حالة التخلف والفقر والجهل وسيطرة مراكز القوى ومن ثم الشروع في بناء الدولة المدنية الحديثة التي ينبغي أن تغدو أداة للنهوض الوطني الهادف إلى البناء الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وتحويل الإنسان اليمني من مجرد دافع ضرائب إلى وسيلة وهدف للتنمية وإلى عمودها الفقري، أما المشروع الثاني فهو ذلك القائم على مفهوم الغنيمة الذي يجعل من كل شي قيمة مضافة في رصيد المنتصر، من الوحدة والدستور إلى البرلمان والبترول إلى المواطن وصندوق الانتخابات فضلا عن عائدات النفط و الضرائب ومجموع القروض والهبات وإعانات الدول المانحة.
بيد أن الطرف الأخير صاحب مشروع الاستئثار والغنيمة نجح في تضليل الكثير من الخيرين مصورا لهم أنه الحامي الوحيد للوحدة وهو ما مكنه من هزيمة المشروع الوحدوي النهضوي الديمقراطي في يوم سبعة يوليو، وبذلك تم القضاء على الحلم الوحدوي الذي راود الأجيال على مدى العقود والقرون.
لم يكن يوم 7/7 يوما لانتصار المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح على الحزب الاشتراكي اليمني وخروج الأخير من السلطة، كما يحاول البعض أن يصور، ولا هو يوم انتصار الشمال على الجنوب كما يحاول البعض الآخر أن يروج، فالحزب الاشتراكي كان يمكن أن يخرج من السلطة بأي شكل من الأشكال كعدم الفوز بالأغلبية في الانتخابات طالما آمن بالديمقراطية والتعددية والاحتكام إلى صندوق الاقتراع، كما إن الشمال لم يحارب بكله مع الطرف المنتصر مثلما لم يحارب الجنوب بكله مع الطرف المهزوم، كل ما هنا لك إن القوى المناهضة للمشروع الحداثي الوحدوي السلمي الديمقراطي تحالفت واستدرجت معها الكثير من الخيرين الذين لم يكونوا قد اكتشفوا بعد هول الخديعة التي استدرجوا إليها من خلال ادعاء الدفاع عن الوحدة وتم بعد كل ما جرى الانقضاض على ذلك الحلم الجميل، الذي لم يكن عظمه قد قوي بعد ولم تكن جذوره قد تعمقت بعيدا في قلب التربة اليمنية، وكلما جرى بعد ذلك ليس سوى مجموعة من التداعيات التي لم يكن من الممكن أن نتوقع عكسها.
بعد 7/7/1994م لم تعد اليمن كما كانت عليه قبل ذلك التاريخ المشئوم،فمنذ ذلك اليوم تم الشروع في تعميم سياسة النهب والفيد والاستئثار وتحول الجنوب إلى غنيمة حرب بيد المنتصرين، واستبعد أبناؤه ليس فقط من المساهمة في صناعة القرار السياسي، بل ومن الوظيفة العادية ومن المساهمة في الإنتاج الاجتماعي المادي والفكري وتقلصت حصتهم من العائد القومي بعد ما استأسد الدخلاء ومحدثي النفوذ وأثرياء الحرب واستولوا على كل منجز فيه من المنشآت والمباني إلى حقول النفط والثروة السمكية، ومن برامج الاستثمار إلى الوظيفة الحكومية المدنية والعسكرية.
ومن حماقة مما أقدم عليه من اعتقدوا أنفسهم منتصرين في 7 يوليو هو تدمير جهاز الدولة الجنوبية المهزومة في عملية انتقامية حمقاء اعتقدوا أنهم بها سيقضون على خصم تأريخي بينهم وبينه ثأر لا يمحوه إلا الاستئصال والاجتثاث، فبدلا من الحفاظ على هذا الجهاز وتحويله إلى أداة للارتقاء بجهاز الدولة المبتغى بناؤها وتعميم ما لديه من خبرة مشهود لها، راح (المنتصرون) يهدمون كل مقومات الدولة من مركز الشرطة إلى المحاكم الابتدائية ومحاكم الاستئناف ومن المراكز الصحية إلى المستشفيات ومكاتب الخدمة ومكاتب الوزارات وجرى استبعاد كل الكادر المجرب والمؤهل وجيء بديلا له بمجموعة من عديمي الخبرة ومحدودي الكفاءة وقليلي الشعور بالمسئولية، ولكن ممن يجيدون التظاهر بالولاء والتملق للمنتصر ليشغلوا أهم المراكز التربوية والتنفيذية والقضائية والأمنية والخدمية وهذا يفسر لنا ذلك الانهيار المروع الذي شهده حضور الدولة في المحافظات الجنوبية وعدم قدرة القائمين عليها على القيام بمهامهم فبعد أن كانت الوظيفة الحكومية ملكا لكل الناس صارت اليوم تباع بالمزاد العلني مثلما تباع الأحذية والمعلبات وسائر السلع والبضائع، وصار القتل وإطلاق النار يسمع وسط المدن والأحياء السكنية بعد أن كان مجرد إطلاق الألعاب النارية جريمة يعاقب عليها القانون، وانهارت الخدمات التعليمية والصحية وخدمات المياه والكهرباء والصرف الصحي، وصار العثور على بقايا لقمة في الزبالة حلم للكثير من الأسر اليمنية في الشمال والجنوب.
ولم تقتصر تأثيرات 7/7 على المحافظات الجنوبية بل إن المحافظات الشمالية التي رأت في مشروع الوحدة السلمي الديمقراطي أملا في الخلاص من نفوذ الاستبداد والهيمنة والإلحاق وخطف حق سكانها في الشراكة الوطنية فقدت بعد 7/7 كل أمل في مستقبل أقل وطأة وأكثر استقرارا وازدهارا وتنمية.
بعد 7 يوليو 1994م تحولت الممارسة الديمقراطية في اليمن من أدارة للتغيير السياسي السلمي باتجاه التعبير عن حقوق الناس ومن وسيلة لتحقيق قدر من الكرامة الإنسانية و الحياة المعيشية الأفضل للسكان إلى مجرد فعالية مهرجانية استعراضية تصلح للتباهي والاستعراض أمام الدول المانحة في سبيل الحصول على مزيد من الهبات والمنح والقروض التي تذهب في معظمها إلى جيوب الفاسدين ومدخراتهم في بنوك الغرب.
لم يكن الفساد قبل 7/7 مثلما هو عليه اليوم، لقد غدا اليوم مؤسسة ناجحة تطاول نجاحاتها ما أنجزته اليابان في عالم الاختراعات والصين في عالم الطب والتجارة، والدانيمارك في صناعة الرفاهية ولربما كان الفساد هو المزدهر الوحيد في يمن ما بعد 7 يوليو.
*رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي

[ضالعي حر]

نعم 7/7 نكســــــــــــــــــــه تاريخيه حقيقيــــــــــــــــه في تاريخ اليمن الشمـــــــــــــالي .. والجنوب .

وأن كـــــــــــــــان على الجنوب أشدّ وقعاً والمـــــــــــــــاً. لانه يوم أحتـــــــــــلال واستبــــــــــــــــــاحه للارض والثروه وتسريح وتهميش للانســـــــــــــــــــــان والهويه الجنوبيه..
تحيه للدكتور عيدروس النقيب..

وشكراً لك نبض الضالع,

[الخنجر المسموم]

[align=center]نعم
لقد كان هذاالتاريخ 7/7 هو يوم دق فيه الشعب اليمني
اخر مسمار في نعش الانفصاليين الخونة
ورميهم في مزبلة التاريخ من اوسع براميلها .[/align]

[ابو صقر]

انتهت الوحده في 7/7