وجه الحكمة من المبادرة الخليجية , وعلي صالح كبش الفداء المقدم للجنوبيين

[نبيل العوذلي]

عبرت المبادرة الخليجية لدول مجلس التعاون الخليجي الصادر بيانها مساء الامس الاول من الرياض عن الاهتمام الاخوي الطيب والمسؤول من قبل مجلس التعاون الخليجي بتداعيات احداث الساعة في اليمن,وقد قابلتها السلطة على غرار راديكاليتها القديمه الجديدة بالموافقة على اي شيء يعرض لها حال النزاعات مع جعل امكانية للانفلات والتنصل من اي اتفاق تماما مثلما قال البيان الرئاسي ان الرئيس الصالح علي صالح على استعداد لنقل صلاحيات سلطته سلميا كما تنص المبادرة الخليجية وفق الدستور وحينما تسألهم ما المقصود بالاضافة –وفق الدستور- تجد انهم ينسفون لك ما يوهمونك انهم ملتزمين به معك ليقولوا لك مقصودنا عبر صناديق الاقتراع او عند انتهاء الفترة المحددة للرئيس , ذات الصفة تقريبا التي ظل ابناء الجنوب يشتكون منها من هذه السلطة قديما لاخوتهم في المعارضة الشماليه وكانوا لايعيرون الاهتمام بشكاوى ابناء الجنوب حتى عانوا من ذات السلبيات التي طالما تحدث عنها ابناء الجنوب , لينتظر ابناء الجنوب ما يقرب من عشرين عاما حتى يصل اخوتهم في الشمال الى ذات النتيجة مع هذا النظام وهو –فك الارتباط منه- وهذه هي نفس النتيجة التي اضطر اليها ابناء الجنوب في التسعينات عندما اكتشفوا وجه التلاعب والتنصل والتحايل في هذا النظام وتحدثوا بها صراحة الى اخوتهم في الشمال ولكن الاخوة في الشمال غلبتهم وقتذاك النزعة الراديكالية الدينيه تجاه الاشتراكيه ليصلوا اخيرا الى التحالف مع الحزب الاشتراكي اليمني في اللقاء المشترك الذي يضم جملة من الاحزاب فاضطر ابناء الجنوب الى ان يطالبوا بفك الارتباط عن هذا النظام والرجوع الى دولتهم التي دخلوا بها بشراكة وحدوية بين الجمهوريه العربيه اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية
المعارضة اليوم في اليمن والمتمثلة بقوة في اللقاء المشترك الذي يسيطر على احزابه ايدلوجية ثقافة الشمال اتفقت على جعل الرئيس صالح واسرته وحزبه كبش الفداء الذي يمكنها ان تمارس دورا جديدا على ابناء المحافظات الجنوبية من جديد والكل يعرف ان اللقاء المشترك ساهم في كثير من الاخطاء التي يتبرأ منها اليوم ويحملها فقط الرئيس وجملة من المقربين منه , فذات الاخطاء التي يتكلم عنها اللقاء المشترك في شخصية الرئيس والنظام هي من دافع عنها بل وقاتل معها اللقاء المشترك ابناء الجنوب في 94م.ولكن ما ان وصل أثر هذه الممارسة اليهم حتى بدأوا يمهدون للانقلاب عليه , اما حينما كانت هذه الممارسه الانقلابيه على ابناء الجنوب فقد عدوها دهاءا وحكمة من السيد الرئيس ضد الجنوبيين الانفصاليين الاشتراكيين ولكن ما ان تحولت اليهم حتى اصبحت فسادا وظلما وجرما ولعل هذا الذي يجعلنا نوصي ابناء الجنوب بالتمسك بفك الارتباط حتى وان كان وضع قادة الحراك الجنوبي بمستوى من السفاهة والهزالة الذي لم يمكنهم حتى اللحظة من الاتفاق على قيادة وطنية واحدة ومشروع وطني واحد سوى ان التمسك بفك الارتباط بظني فيه من الضمانات الكافية لايجاد نوع من الممارسة السلوكية الوحدوية من قبل اخوة الشمال تجاه ابناء الجنوب الى حين ميسرة ان شاء الله يفقه فيها ابناء الجنوب فقه الاولويات والخلافات فيعرفون كيف يختلفون وكيف يتفقون ومتى يتنازعون ومتى يصطلحون لتحقيق المصالح العظمى للقومية الجنوبية التي اوشكوا بنزاعاتهم السفهيه ان يضيعوا قضية الجنوب تمامامثلما ضيعوا دولة الجنوب وهذا لايمكن ان يتحقق الا عند قدرتهم على الاتفاق على قيادة واحدة تمثل قضيتهم ونضالهم اما غير ذلك من المشاريع والمكونات فهي سراب يوجب الفشل(((ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)))
العودة الى المبادرة الخليجية
المعارضة في اللقاء المشترك تتحجج بأن المبادرة لاتفي بالغرض المطلوب للشارع الشعبي اليمني بل وترى في المبادرة انها تقدم الضمانات للرئيس واعوانه من المحاسبة والمحاكمة منوهة الى عدد الشهداء الذين سقطوا خلال فعاليات ثورة شباب التغيير الذين يقلون بكثير عن عددا الشهداء الذين سقطوا في فعاليات الحراك الجنوبي السلمي خلال السنوات الماضية وكأن النية في قتل هؤلاء بمطالبتهم بدولتهم كحق عقلي ونقلي لايرقى الى النية التي قتل بسببها هؤلاء وهي نية اسقاط النظام متغافلين عن المقصود الحكيم لهذه المبادرة الانسانية انها تعمل على الحد من امكانية ممارسة السلطة الفاسدة الظالمة لمزيد من الظلم والقتل بمبرر الدستور والولاية الشرعيه الساقطة شعبيا وقبليا في اليمن كون ادوات القدرة لازالت حاضرة وفاعلة وقوية بيد النظام الفاسد والذي يهيء الارادة الشعبية للاستبسال من اجل البقاء ولو بمزيد من القتل والفقر, فكانت هذه المبادرة بأنسانيتها تراعي دفع اعظم المفسدتين بادناهما كون استمرار امكانية النظام على البقاء ليكرس مزيد من التعقيد على المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي اليمني قتلا وفقرا وشللا للبنية الحياتيه للشعب اليمني تعد اسوأ بكثير من مسألة تنحي النظام مع ضمان عدم محاسبة درءا للمفسدة التي يريد النظام توسيع رقعتها لتشمل اليمن وكل بيت فيه
ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول-ان الله لايحب العائل المستكبر—ولاحاجة للمكابرة ازاء نوايا حسنه من دول الجوار القادرة ان شاء الله على حمل وزر التغييرات وافرازاتها على الساحة اليمنية حتى تستقيم البلاد على وضع مستقر وآمن ان شاء الله , ولعل هذا ما يدركه اللواء علي محسن الاحمر الرجل الذي خبر بالنزاعات والحروب وعرف اثارها السلبيه على المجتمع ويميل كثيرا الى الاستفادة من اي توجه يضمن حل المشكلة سلميا دون الانجرار الى حرب اهليه وهذا ما نرجوا الله تعالى ان يقي اليمن واهلها شرها ...اللهم آمين
نبيل العوذلي
نائب رئيس الهيئة الشرعيه للحراك الجنوبي السلمي
المملكة العربيه السعودية