السلاطين ودورهم في التحرير
شبكة صدى عدن / خاص / بقلم : محمد علي رشيد النعماني / 17 / 10 / 2010
لقد كان لسلاطين وامراء الجنوب العربي دور بارز في افشال مخططات حكام اليمن من الائمة الزيدية الذين كانت لديهم اطماع وطموحات توسعية للسيطرة على الجنوب والاستفادة من اراضيه الشاسعه الممتلئة بالخيرات وايجاد منفذ لدولتهم يطل على المحيط الهندي , لم تكون طموحات اليمنيين بالاستيلاء على الجنوب وليدة اللحظة التي تم الانقلاب فيها على حكم الامام احمد حميدالدين واعلان قيام الجمهورية العربية اليمنية , بل كانت ممتدة قبل ذلك التاريخ بقرون , ولقد ذكر بعض المؤرخين ان الغزو الامامي بدأ للجنوب العربي في عهد الامام القاسم في عام 1065 هجري - 1645 م عندما طلب الامام المؤيد من ابن اخيه احمد بن الحسن كشفا بميراث والده المتوفى بضوران انس عام 1638 م , فانزعج احمد بن الحسن من هذا الامر وشن حملة عسكرية على عمه المؤيد ووقعت المعركة بينهما في نقيل الشيم شمال شرق قعطبه وهزم احمد بن الحسن وفر الى عدن والتجأ في حمى اميرها حسين بن عبدالقادر اليافعي الذي احسن اليه وأكرمه . الا ان احمد بن الحسن قد عاد الى ضوران بعد وساطة قام بها القاضي شرف الدين الحيمي وفرح الامام المؤيد بعودة ابن اخيه الى طاعته وزوجه باحدى بناته وبعد وفاة الامام المؤيد خلفه اخاه الامام القاسم الذي عين ابن اخيه احمد بن الحسن على رأس جيش لغزو مدينة عدن بعد ان ابلغ الاخير عمه الامام بما راه من ممتلكات عند الامير حسين اليافعي وما لعدن من اهمية استراتيجية , وبعدما عرف نقاط الضعف والقوة فيها ,وبعد الاستيلاء على عدن حاول حكام اليمن من الائمة الزيدية التوسع في الاراضي الجنوبيه وشنوا هجمات على بلاد يافع والشعيب والصبيحه وغيرها الا انهم فوجئوا بمقاومة عنيفه من حكام واهل تلك البلاد , وتصدى لهم في قعطبة على الجبهة الغربية الامير احمد بن شعفل والشيخ احمد بن علي بن هرهره , وعلى الجبهة الشرقية تصدى لهم السلطان حسين بن احمد الرصاص سلطان البيضاء وسلطان العوالق منصر العولقي , الا ان تفوق جيش الامام من حيث العدد والعتاد ادخل هذه المناطق تحت سيطرة حكم الائمة الزيدية , بيد ان الجنوبيين لم يعجبهم هذا الوضع خاصة بعد ان عاث الامام فسادا وفرض الضرائب الباهظة على الناس ودخلت المناطق الجنوبيه في قحط ومجاعة مما ادى الى ظهور الثورات وكانت اولاها ثورة السلطان محمد بن عفيف سلطان يافع عام 1655 م , ثم ثورة الضالع بقيادة اميرها احمد بن شعفل في نفس العام تقريبا , ثم ثورة الصبيحة , وعندما اراد الامام غزو حضرموت خرج امير دثينة الشيخ علي الهيثمي على رأس جيش وقطع الطريق امام قوات الامام مما حدا بالامام الى ارسال جيش لتأديب اهل دثينه على ذلك الفعل , والحديث عن هذه الغزوات المتكررة للائمة الزيدية ومحاولاتهم المستمرة للاستيلاء على الجنوب العربي طويل جدا ولقد انتقيت مقتطفات من هذا التاريخ لأوجه رسالة لسلاطين الجنوب المكرمين وأذكرهم بما كان عليه اسلافهم من مقارعة الائمة الزيديين المحتلين والتصدي لهم لا لاجل عروشهم ولكن ايمانا منهم بالدفاع عن ارضهم وكرامتهم , واني اعلم جيدا مدى الضرر الذي لحق بهم بعد ثورة 14 اكتوبر المجيدة على ايدي القوميين الجنوبيين الذين تأثروا بالفكر القومي وتأثروا بالافكار الاشتراكية والتي جاء بها الى الجنوب عصابة من اليمنيين الذين لم يستطيعوا ان يحتلوا الجنوب بالقوة فعمدوا الى احتلاله بالافكار الاشتراكية والقومية ليتسنى لهم بعد ذلك احتلاله عسكريا , وهذا ما حدث بالفعل , ان على السلاطين اليوم واجب مقدس للمشاركة في تحرير الجنوب من دنس المحتلين , وواجب على القيادات الجنوبية الحالية دعوة هؤلاء السلاطين للمشاركة في التحرير ونبذ خلافات الماضي والمضي قدما نحو التصالح والتسامح الذي اختاره شعبنا العظيم ليكون صفحة بيضاء جديدة نرمي من خلالها الماضي بكل ماسيه والامه خلف ظهورنا ونمضي قدما جنبا الى جنب بدون استثناء او اقصاء لأحد في مسيرة التحرير وبناء دولة ديمقراطية حديثة حلم بها شعبنا لعقود طويلة تحترم فيها حقوق الانسان ويعيش في ظلها الجميع عيشا رغيدا واخوة متحابين متسامحين
|