قبضة حاشد الخائرة وانكسار مؤسسة سنحان العسكرية بالجنوب

[جنوووبي]

السبت / 11 سبتمبر أيلول 2010




كتب/أحمد سالم بلفقيه*: نتيجة للحرب الدائرة رحاها بشمال اليمن بين الحوثي وحكومة صنعاء الناتجة عن التغير العبثي في التركيبة المنهجية والمذهبية لمنطقة صعدة والشمال اليمني والتي لها ما يقارب من دخولها عامها السابع .. وإكمال ثوار الجنوب عامهم الرابع والدخول لعامهم الخامس فقد تجلى ظاهرا لكل مهتم بالشئون اليمنية أن بداية النهاية للانكسار قد جاء وأن العهد الحديدي النهائي قد بدأ منذ فترة لمؤسسات دولة قبيلة حاشد المكونة أقل من نصف محافظة عمران وجزء يسير لا يذكر من العاصمة صنعاء فقد انهارت قبضتها الأمنية والمدنية ومنيت بالهزائم الناتجة لهذا الانكسار وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية لسنحان خاصة بعد الهزائم المتوالية والواضحة لكل مراقب .. حتى صار الانهيار ملازمها في كل موقعة من مواقع الشمال اليمني مع الحوثي أو في جنوب بلاد جزيرة العرب سواء في أبين أو شبوة وكان آخر هزائمها في ردفان، بل لقد تجرأ الجنوبيون وبدأوا في محاصرة فلول جندها المهزوم في مناطق عدة بالجنوب سواء داخل معسكراتها أو في مناطق تموضع بعض وحداتها ونقاطها المتمركزة في المفاصل والمداخل.. فقد صارت سمة عامة هذه الأيام هو الرفض الجنوبي لقتال الجنوبيين ..والهروب الجماعي لمن ليس له قضية في الدفاع عن حاشد القبيلة أو المؤسسة العسكرية لسنحان من الجنود اليمنيين الذين تولدت لهم القناعة بعدم الموت والفداء من أجل عصابة لا هم لها سوى تحصين ونفسها وإطالة عمرها فقط ومن هنا نرى أن :

1- لقد صاحب هذا الانكسار للجيش اليمني وكل مؤسساته في الشمال اليمني وفي الجنوب أن زاد الحراك الداخلي بين قيادات الحراك، وبعد خروج معظم قياداته من سجون الاحتلال، أن بدأت حركة دؤوبة وجادة لخلق حالة من التوحد، وقد كانت حضرموت بداية الارتكاز لهذا التوحد، منطلقين بعدها بمشيئة المولى إلى بقاع أرض الجنوب ومحافظاته المتتالية لعكس حالة حضرموت بعد ذلك إن شاء الله.

2- كما أنه كذلك أيضا وفي المقابل ونتيجة للحالة الحركية من تصويب وتصحيح لما هو شاذ وغير سوى نرى وجوب تغييره في الداخل هناك انعكاس طبيعي لحالة الداخل بالخارج فهناك حالة مماثلة بنفس القوة في الخارج حيث الجميع يمشون بخطى ثابتة في نفس الاتجاه لخلق حالة من التوحد النافع والايجابي لتوحيد وتكثيف الطاقات حتى نقصر من عمر الاحتلال وبالتالي نعجل من عمر الاستقلال وتقصير أمده ولن يأتي هذا إلا بنكران الذات والمرحلة الحالية ليست مرحلة اللهث خلف المناصب والقيادات بل الضرورة التنازل لمن يحسن قيادة فنون الصراع، وما بن زيد إلا مثال الثائر المتفاني الناكر لذاته الذي عمل من خلال كل شي بتجرد وتنازل للآخرين قدوة عله بذلك يكون أسوة حسنة في فن إدارة الصراع مع الغاصب المحتل..كما أن مرحلة المناصب وقيادة المرحلة المدنية لشعب الجنوب ومرحلة البناء والتنمية مقبل وبعد الفترة التي تلي هذه.

3- بعد عشرين عاما من الصراع المتنوع مع المحتل اليمني تخللتها فترة من الحرب المختلف أنواعها كان نتيجتها هزيمة 1994م ومن ثم توالت غيرها من الثورات ابتداءً من ثورة موج المحدودة وغيرها وبعد فترة من الصراعات الجديد المعبر عن السمة الحضارية للجنوبيين وهو الصراع الجديد الغريب على المركز الغاصب والذي سمي بالحراك السلمي وهو جديد على اليمنيين من حيث النوع وكذا من حيث التعامل معه فقد صار قريبا من إكمال عامه الرابع ليدخل عامه الخامس قريبا وهو في صراعه السلمي يكبر كل يوما بدون كلل مع المحتل اليمني الغاصب لكل إمكانيات شعب الجنوب، وبحكم فترة الأربع سنوات فهي فترة تعد طويلة على الدول الكبرى فما بالنا باليمن الدولة المتخلفة والفقيرة دولة القبيلة أن تستنفر قواها لفترة تزيد عن أربع سنوات وفي الحالة الحمراء، فمن الطبيعي أن ينهار جيشها فقد صمد طويلا، بحكم الحالة الجنوبية وخصوصياتها في سرعة ردود أفعالها.

4- لقد حالف الجنوبيون الحظ بأن وهبت الوحدة نوع من الهامش الديمقراطي أن أكسب الكثير من الأقليات المستضعفة، سواء في المناطق الجنوبية من اليمن الأسفل كأب وتعز ولكن الفرصة لم تستثمر بحكم الاتكالية التي غذت عليها ومن ثم تعودت عليها في فترات سابقة من قبل الحكومات الجنوبية السابقة ولكن الفرصة استثمرت من قبل البيت الهاشمي المتحالف مع بعض من المنتمين لقبيلة بكيل اليمنية القاطنة شمال اليمن وقد تجلى ذلك في حرب الحوثي وهي حرب قبلية وهو الدافع الأساسي وتسمى بحرب حاشد وبكيل وهي كذلك.

بعد ما تقدم نحاول أن نقدم بعض الأسئلة لقيادات الصف الأول والكادر المتقدم الذي بيده التحول من منعطف إلى آخر بأقل الخسائر الممكنة وبعد أن تقاربت الوثائق وتطابقت البرامج لكل الهيئات وصار الجميع يقولون بالتوحد والاستقلال ومن ضمنه فك الارتباط والناس تحكم بما يقولونه الناس في وثائقهم وما يتفوهوا به وينطقونه أما ما في الصدور والشك والشبهة فهي لله وحده العالم وحده ببواطن الأمور وقد كان شكنا مقدمة ليقيننا مع الجميع وقد توحد كل شيء.. نعم ويقينا لقد عم الانهيار صفوف الكيان الغاصب لأرضنا وفي أرضه كذلك فماذا ننتظر ؟؟ هل ننتظر إشارات ونصائح من لم تكتوي أرجله وتتلظى بالنار اليمنية ونحن الذين نتلظى؟؟؟ هل غيرنا أدرى بدروب مناطقنا وبخصوصيات أهلنا؟؟ هل ترون انتزاع استقلالنا أسلم؟؟ أم ترون الحوار الصيغة المثلى بوجود المشرف والضامن الدولي حتى نسترجع كل وثائقنا وأرشيفنا حتى نعيد بوقت أقل وأسرع بناء مؤسساتنا وقطاعاتنا من الوزارات المختلفة؟؟ إننا لن نستطيع المكوث ولو للحظة واحدة بدون نظام أو قانون أو لشريعة الغاب تأخذنا... لذا نقول للكادر الذي بيده خطام الثورة ماذا بعد؟؟ وثم ماذا بعد؟؟

[email protected]


*كاتب وناشط سياسي وقيادي في الحراك الجنوبي.

http://aden-na.com/default.asp?page=1010&NewsID=2222