مظاهرات اكياس البر والمنحة الإماراتية

[ياسر السرحي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المؤتمر الشعبي الحاكم ينوي تنظيم مظاهرات في ما يسمى مدينة الثورة بالعيد الوطني للوحدة المزعومة وهذا دليل اثبات على ان هذا النظام فشلت كل مساعيه في محاولة الباس نفسه بلباس الناسك الوطني رغم علمه بان مثل هذا اللباس لا يليق به كونه نظام اصبح مكشوفا على جميع الاصعدة المحلية ، الأقليمية ، الدولية ، وما مؤتمر لندن وما تبعه من مؤتمرات الا اعتراف دولي بانه نظام فاشل واصبحت ابسط قضايا اليمن الداخلية تناقش حلولها في عواصم العالم 00

مظاهرات اليوم لاتختلف كثيرا عن تلك المظاهرات التي اقيمت في ميدان السبعين في شهر يوليو من عام 2006 والتي تنبا بها كل كتاب الصحف العربية والاجنبية عندما اعلن الرئيس علي صالح عدم ترشيح نفسه للرئاسة مرة اخرى في يوليو من عام 2005 وقد ظهر الكثير من الكتاب واذكر بان من ابرزهم المرحوم احمد الربعي وزير الاعلام الكويتي السابق الذي تنبأ بعيد اعلان صالح عدم ترشيح نفسه بان هناك مظاهرات على غرار التي عملت في مصر ابان تنحي عبدالناصر عن الحكم بعد نكسة حزيران رغم اعتراف الكاتب بان حادثة عبدالناصر كانت صادقة من قبل جماهير الشعب المصري والعربي 0000

وفي تلك المظاهرات التي طالبت بتراجع علي صالح عن قراره كونه يمثل الرمز الضرورة التي لا يستغني عنها اليمن وشعبها وخوفا من تقهقر النماء والتطور الذي شهدته اليمن في عصره وقبل مشكورا ان يرشح نفسه مرة اخرى حفاظا على المنجزات العظيمة التي تحققت في ظل حكمه

لم يمضي اسبوع على هذه المظاهرات المناشدة بتراجع صالح عن قراره حتى ظهرت لنا شكاوى المواطنين الذين يطالبون باجور الحضور وكذا اصحاب السيارات التي يسمونها دباب والباصات طالبوا باجورهم التي اتفقوا عليها مع ضباط الامن المركزي وقد تم توزيع منحة قمح امريكية تقدر بعشرة آلاف كيس تم صرف نصفها لافراد الحرس الجمهوري والخمسة الأخرى لم تكفي المتظاهرين بخرجت التذمرات وانكشف الامر بانه مرتب من قبل سلطان البركاني وبقية شلة الجواري والمحظيات في قصر السبعين 000

سمعنا الآن بان المنحة الإماراتية التي كانت عبارة عن نصف مليون طن من القمح تبرع بها رئيس دولة الإمارات لليمن على سبيل الزكاة بواقع 100 الف كيس سنويا قد تم وعد الكثير من المواطنين بالشمال بانهم سيحصلون على كيس بر لكل شخص يثبت تواجده في مظاهرات اليوم وياليت يكون الأمر صحيح لكن ما نعلمه بان مشاركي مظاهرات المطالبة بتراجع الرئيس عن قرار الاعتزال لم تصل لاكثر من 200 شخص والكثير منهم من المقربين والعاملين بالأمن السياسي

مظاهرات اليوم دليل قاطع على ان المؤتمر وصل لحافة الهاوية وان كل تلك الحملة التي شنها اعلامه المتخلف خاصة عندما يستشهد باصوات خارجية تؤيد الوحدة متجاوزا رغبة الشعب الذي له القول الفصل في هذا الأمر ولن تستطيع اي قوة بالعالم ان تجبره على البقاء في وحدة يقودها لصوص وعديمي الأهلية وفاقدي الحس الوطني وصلوا لمركز القرار في غفلة من الزمن فسلكوا سلوك الذئب الذي ارضعته الشاه من ثديها عندما كان جروا ولما كبر كسر رقبتها في عوده لغريزته التي خلقه الله عليها 000

وماذا سيقول النظام الحاكم ومظاهراته ؟؟ وباي وجه سيتحدث وماذا سيقول ؟؟
خاصة وان وضعه اصبح على طاولة بحث الحل الاقليمي والدولي كشهادة وفاة له ولمن يقف ورائه بانه فشل في ادارة البلاد وبدلا من ادامة لحمتها عمل على تدمير اركانها وبذر الشحناء بالنفوس وعمل بكل ما اوتي من قوة لتشطيرها ؟!!!

نعلم بان علي صالح مجرد دمية بايادي تلك العصابة التي تقف وراء كل مشاكل اليمن ولا يمكن ان يكون لها اي قبلان طالما كانت تنفذ اجندة خارجية معتمدة على مهنة التسول التي توارثتها ابا عن جد وكنا نظن بان الزمن قد انساها تلك المهنة الدونية واذا بها تشعبها وتفرعها وتعمل منها ايدلوجية وكانها لا تجيد غيرها وان كان ذلك فعلا توارث وسليقة متاطرة بالنفوس
لكن مثل هذه العصابة لن تستطيع ان تفرض رايها على شعب ووطن مهما طال الزمن وسياتي يوم سيتم تحييدها باياديها وليس بفعل آخرين 000

ومن دواعي الاسف بان هذه العصابة قد تمادت كثيرا فهي لم تقف عند تحييد الرئيس وتهميشه وجعله مجرد دمية بل انها تسعى لتهميش شعب بكامله وما تلك المظاهرات التي تنوي القيام بها الا استخفاف بعقول الشعب بانه شعب غبي لا يفهم شيئا والا لو كان شعبا حيا لما سمح لمثل هذه الافعال الدونية التي تحاول ان تفرض وصايتها عليه

وكيف سيتم تمرير كل تلك الجرائم التي ارتكبها النظام الحاكم خاصة ما كان له صلة بتدمير الانتماء الوطني وتعميق المناطقية وتوتير الجرائم التي لم يعرفها اليمن على مر تاريخه لكي يجعل منها مكيدة لمعارضيه السياسيين ؟؟
وعلى ماذا سيتظاهر الشعب لصالح النظام الفاسد ؟؟
اكثر من 4 ملايين طفل يمني خارج التعليم والكثير منهم يتسول في دول الجوار وحسب احصاءات سعودية وصل عدد اطفال اليمن المبعدين بتهمة التسول إلى اكثر من 540 الف طفل على مدى 5 اعوام فقط 00
بيع المنشآت الحيوية والهامة اخطرها بيع حقل نفطي في شبوه لتجار خليجيين مقابل مليون دولار بينما الحقل ينتج باليوم اكثر من 25 الف برميل ، يعني باعوه بعائدات يوم من عائداته 00
ميناء عدن سلموه لشركة منافسة (موانئ دبي) والتي وضعت عليه قفل سويس ولمدة 33 عاما 00
مصافي عدن تم تدمير المكثفات وبيعها خردة من اجل ان يتم تصفية حصة اليمن من البترول في دول الجوار على شان السرقة وتضييع العائدات 00
الاستعانة بالقاعدة في تدمير المدمرة كول لكي يتم ضرب سمعة ميناء عدن
الاستعانة بالخارج لضرب اطفال ونساء اليمن في جرائم بشعة لم يشهد لها التاريخ مثيل 000

فهل يعقل بانه يوجد مواطن يمني في راسه ذرة من العقل ممكن ان يقف مؤيدا لمثل هذه العصابة ؟؟

سلام



كاتب المقال سرحان
منقول من منتديات يافع الحميرية