لاتسرف ياسـعد , والحروب الجيوسياسية وحرب المياه

[اقبال]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
لقد بات وضع الوطن العربي بشكل خاص والاسلامي بشكل عام
امام ازمات كارثية واقعيه وصراعات سياسية وحروب مستنزفه لقدرات
وثروات العرب والمسلمين
واخضاعهم لارادة الشر الغربي اينما وجد
فقد لجأ الغرب مؤخرا الى اعلان حرب المياه
وذلك بأن تقوم دول المنبع بقطع المياه عن دول المصب
وهي بمثابة حرب الابادة الجماعية لكل كائن على اراضي دولة المصب
فبدون الماء لاتدوم الحياة
وحروب المياه لها وجهان احدهما ظاهري وهو السياسي واخر باطني وهو الديني
وربما خطورة حرب المياه التي اعلنتها الهند دولة المنبع على دولة المصب في باكستان
هي الاخطر من نوعها لانهما دولتان نيوويتان اولا
والاختلاف الديني ثانيا
فهي حرب ظاهرها مياه نهر السند وباطنها الديانات الهندوسية في الهند
وديننا الحنيف دين الاسلام في باكستان
وكيف ان الهند تعامل مسلمي شعبها بالاضطهاد والحرمان واجبارهم على ترك الاسلام
فربما كانت الفرصة الذهبيه التي كانت تنتظرها من التفجير الذي حدث في كشمير بالاسبوع الماضي
والذي تبنت مسؤوليته حركه المقاومة الاسلاميه في باكستان
لتتخذ الهند خطوات عسكرية حربيه بدأت بأعلان حرب المياه على باكستان
وذلك من خلال قطع مياه نهر السند وروافده عن دولة باكستان
ضاربه بعرض الحائط كل الاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية
للدول المتشاطئة
محذره بالوقت نفسه مسلمي شعبها من المضي في منهج اسلامهم
فلم يكن هناك اي خيار امام الباكستان غير الخيار العسكري للرد على الهند بقطع المياه

وهو نفس الخيار العسكري الذي تحزمت به جمهورية مصر العربية
للرد على اثيوبيا في اي محاوله تلجأ لها اثيوبيا ان قررت بتقليل حصص مياه نهر النيل
لحفظ حقوقها المائية وحقوق شعبها
حرب بين النصارى في دولة المنبع وبين المسلمين في دولة المصب
في حين ان مصر والاسلام بشكل عام يحترمون الديانات الاخرى
الا ان الدول ذوو الديانات الاخرى والتي تساندها امريكا واسرائيل تدفع بالعرب الى الحرب
ولم يكن العراق بعيدا عن هكذا حروب والذي يشهد ازمه مائية خانقة
مع دول المنبع ايران الفارسية شرقا وتركيا العثمانية شمالا
حرب الصراعات القومية والمذهبيه على مر التاريخ مع العراق جمجمه العرب
وحامي البوابه الشرقيه للوطن العربي
فكلتا الدولتين بنت السدود على نهري دجلة والفرات
مما تسبب في تقليل الاطلاقات المائية المتعاهد عليها باتفاقيات دولية مع كلا الطرفين
بل تجاوزت ايران اكثر
بحجز مياه العيون والينابيع عن نهر الطيب في شرق جنوب العراق
وكذلك تغيير مجرى نهر الكرخه و نهر الكارون الذي يصب في شط العرب
وهنا حرب المياه في ظاهرها وحرب الصراعات المذهبيه في باطنها
الذي تريده ايران ان يكون العراق تابعا لها
وخاضعا لأرادتها
مع العلم ان ايران لم تجرأ على قطع المياه وتغيير مجراه خلال الحرب الثماني سنوات مع العراق
(حرب الخميني ) لقوة القيادة العراقية بزعامه رئيس العراق صدام حسين ووقوفه بوجه ايران
الا بعد الاحتلال الامريكي للعراق وتنصيب حكومه عراقية من خارج البلد من قبل امريكا
وربما كل الدول العربية تعاني من نقص المياه في ظل التغييرات المناخيه
الامر الذي دفع بعض الدول ومنها العراق الى استخدام الخزين الاستراتيجي من مياهه الجوفيه
فاليوم العالم العربي والاسلامي يواجه حرب المياه
حربا كما يريدها الغرب واليهود تنتهي بتغيير ديموغرافي
ليعود الاسلام غريبا كما نبأنا به رسول الله نبينا الاكرم محمد صلى الله عليه وسلم
وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما علمنا قيمه الماء والحفاظ عليه لندرته
فقد جاء في الحديث النبوي الشريف
يوم قال صلى الله عليه وسلم ( لاتسرف ياسعد قال او في الماء الجار يارسول الله قال وفي الماء الجار)
ومناسبة الحديث كان يوم مـرَ انبي محمد صلى الله عليه وسلم بسعد بن ابي وقاص كان يتوضأ
وهو خاله من بني النجار ابن عمه امه آمنه بنت وهب
سعد بن ابي وقاص الذي قال له صلى الله عليه وسلم فداك ابي وامي
وجاء في الحديث ارم ياسعد فداك ابي وامي
ولم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لغيره
فمن هذا الحديث يتضح توجيه نبي الرحمه لامته بترشيد استهلاك المياه قبل ان يهلكهم عدوهم
ومن الصدف التي مرت بي وانا بعمر ثماني سنوات كنت في الصف الثالث الابتدائي
يوم قرأت في احدى الصحف العراقية التي احضرها والدي رحمه الله عند عودته من الدوام
فقرأت خبرا مكتوب فيه اسم مدرسة بيروت للبنات وهي مدرستي
واسم مدرسة المعارف اابنين وهو اسم المدرسة التي تخالف مدرستنا في الدوام وبنفس المكان
وكلمات اخرى وهي حنفيه وماء الشرب
ولم افهم نص الموضوع طبعا كأي طفل بهذا العمر
الا اني فرحتي لم تتسع اضلاعيي لاني سأقرا غدا في الساحه مثل المعلمات
فأخذت الصحيفه واستبقت صباح اليوم التالي للمدرسه قبل موعد دق الجرس والاصطفاف
ودخلت على معاونة المديره طلبت منها ان اقرأ الخبر هذا في الساحه هذا اليوم ,فتناولت المعاونه مني الصحيفه
ولما اكملت من قرائتها ضحكت بصوت عالي وحضنتني وهي تقبلني
واخذت بيدي الى غرفة المعلمات حدثتهن بخبر الجريدة وطلبي
واذ بالمعلمات جميعهن تعالت ضحكاتهن بعد قرائتهن الخبر
وراحن يقبلني وخاصة مرشدة صفي التي فرحت بي كثيرا
فأجلستني بحضنها وهي الاخرى تضحك وتقبلني
ثم اخذتني المعاونه ومرشدة الصف الست نورية الهاشمي الى المديرة
والمفاجئة ان المديرة هي الاخرى ظلت تضحك بصوت عالي لما عرفت اني اريد اقرأ الخبر بالساحه
وكل قهقهات المعلمات والقبلات لم يسمح لي بقرءاة الخبر بالساحه
لان الخبر كان شكوى ضد ادارة المدرسه
اذ كان نص الخبر مفاده
مدرسة بيروت للبنات يترك تلاميذها حنفيات مياه الشرب مفتوحه حتى ينقطع المياه بالحنفيات عن مدرسة المعارف للبنين في الدوام الظهري
مما حدى بادارة المدرسة بمتابعة المعاونه وطالبات كبارمن صفوف الخامس والسادس بالوقوف على حنفيات مياه الشرب
والتاكد من اغلاقها كل طالبه بعد شربها للماء
فليس للعرب والمسلمين مواجه حرب المياه
الا باتباع سنة رسول الله والتضامن مع المسلمين في دول المصب بالعراق ومصر وباكستان
والترشيد باستهلاكه
اللهم اعز الاسلام والمسلمين