مؤتمر لندن يفتح الباب لمؤتمر دولي للمعارضة اليمنية

[وحيد الطوالبة]

مؤتمر لندن يفتح الباب لمؤتمر دولي للمعارضة اليمنية


اقترب موعد مؤتمر لندن الذي سينعقد في نهاية الشهر الحالي بعد مشاورات واسعة أجراها رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون مع واشنطن والاتحاد الاوروبي وقادة دول اقليمية في الشرق الأوسط تأتي في مقدمتها المملكة العربية السعودية وكذالك اسرائيل التي لم يعلن عن استشارتها في المؤتمر لكنها كانت اللاعب الرئيسي الداعي لعقد المؤتمر حيث نشط بريطانيون يهود في التحضير للدعوة لأعلان المؤتمر بعد تصريحات قائد الاستخبارات الاسرائيلية قبل شهرين والتي قال فيها ان اليمن بلد واسع المساحة ولا يجوز ان يبقى تحت حكم دولة واحدة وضعيفة .

اذا نحن على بعد ايام من عقد المؤتمر الذي اعلنت الادارة الامريكية انها تدعم انعقاده ومهتمة بما سيتمخض عنه وهنا سر اسرار المؤتمر البريطاني الذي يأتي شبيها بالتمام والكمال للتحضيرات التي سبقت مؤتمر قادة المعارضة العراقية الذي انعقد في المانيا وكان مؤتمرا تحضيريا لنهاية دكتاتورية صدام حسين الذي اعلن اسلامه لاحقا وهو في قبضة الامريكان وبقي حاملا للقرآن الكريم طيلة فترة محاكمته وحتى لحظة اعدامه ولم يكن ليحمله وهو البطل القائد المهيب الركن ..الخ .


قبل سقوط صدام حسين لم يكن تنظيم القاعدة اصلا متواجدا في العراق لأنه لم يكن على توافق فكري وايدولوجي مع حزب البعث العراقي ولكن القاعدة نشطت في العراق بعد سقوط بغداد وهنا أود القول أن الولايات المتحدة هي التي فتحت المنافذ لتنظيم القاعدة وغيرها من التنظيمات المتشددة وسهلت دخولها للعراق بهدف ان تعم الفوضى كما حدث لا حقا حتى تعطى المبررات لبقاء قوات التحالف في العراق وصولا لتوقيع اتفاقيات امنية وعسكرية بين واشنطن والحكام الجدد للعراق ......وفي اليمن ستكون الصورة مختلفة تماما لأن تنظيم القاعدة موجود واليمن تعتبر في فكر القاعدة هي أرض المدد بالرجال وهم عادوا من افغانستان الى اليمن بهدف اعادة فتح الدول العربية من جديد لأنهم كانوا اصلا في هجرة مؤقتة في افغانستان وهنا هم يقتدون بالرسول (( ص )) عندما هاجر من مكة الى المدينة ثم عاد الى مكة فاتحا ....اذا القاعدة ليست في حاجة لأحد أو لضؤ امريكي للدخول لليمن فاليمن هو موطنها وبلدها وهي تقاتل هنا اولا دفاعا عن ارض المسلمين ومعركتها قريبة من قبلة المسلمين ومن الأراضي المقدسة وهنا للقاعدة معركتان الأولى مع نظام علي عبدالله صالح الذي انقلب عليهم وباعهم للغرب بمبلغ 70 مليون دولار كدفعة اولى من واشنطن وثانيا للقاعدة معركة من اجل اقامة امارة اسلامية في اليمن وهنا لا اقصد كل اليمن فهذا لن يسمح لهم به ولكنهم سيعطون جزءا من الكعكة اليمنية ليعلنوا بها امارتهم التي ستمنح الغرب وامريكا تخويل استمرارية التدخل في الوضع اليمني ككل ..وفي باب المندب وبحر العرب تمهيدا لترتيبات دولية واسرائيلية مشتركة ..وهنا تبرز اهمية وجود قيادة سياسية واعية للحراك الجنوبي تكون قادرة على التعاطي مع هكذا سيناريوهات قادمة لا محالة وقريبا .

سينتهي مؤتمر لندن وهو بالمناسبة لن يكون مجرد تمهيد لتعاون امني مع نظام صنعاء كما يروج حكام صنعاء ولكنه سيكون بداية للسيناريو القادم الذي سيلد وقريبا مؤتمرا او مؤتمرات لجمع قادة المعارضة او المعارضات اليمنية... وربما يكون مؤتمرا لقادة الجنوب في الخارج وبرعاية المانية او بريطانية او امريكية ...لا يهم المهم ان التغيير قادم والحفرة جاهزة والمحكمة قد لا تنعقد للرئيس علي عبدالله صالح لأنني أرجح وفاته قبل الوصول الى قاعة المحكمة أو القاء القبض عليه ..وحينها سيكون اليمن اصبح يمنات ..ويارب البيت احميه ....وامنح الجنوب حريته واستقلاله.