الجنوب العربي ولعبة توازن الحروب في يمن (7) يوليو

[@نسل الهلالي@]

الرئيسية » منبر الكلمة »الجنوب العربي ولعبة توازن الحروب في يمن (7) يوليو


الجنوب العربي ولعبة توازن الحروب في يمن (7) يوليو

أحمد الحسيني الحضرمي -

بعدإجهاضالمشروعالوحدويالساميوالذيهلهلكلالشعبالعربيوالمجتمعالإسلاميبعدشعبيدولتيالجمهوريةالعربيةاليمنيةواليمنالديمقراطي،وتحولذلكالمشروعمنطموحوأملإلىمشروعالعبرةوالدرس،الذيمنالضرورةدراستهوسبرأغوارهحتىيتماستيعابهاوالذيبدورةسيسيطرولفترةطويلةعلىألبابوعقولمنيمتبصلةلشعبالجنوبالعربيوامتداداتهتأثيرالسيئاتمنالمليارمسلملماألمبهموعانواوجرىوصاربعمقهمالروحيوالمدرسيالجنوبيالعربي (الحضرمي)،وفيكافةأصقاعالعالمالمعمورةفمدرسةالجنوبالعربيالمدرسةالتيستنهضبنهوضالجنوبالعربيواستعادةالدورالرياديالحضاريوالتاريخيبعونالمولىجلَّوعلى،فهيالمهيأةوالقادرةعلىتغطيةالفراغالنظريالمنهجيوالمدرسيبعدالكبواتالمتواليةللنظريةالإسلاميةخلالالقرونالماضيةقرونالأنحاط،للتطبيقالنظريوالتيصارتمطلبوضرورةدوليةعالميةفهذهالمدرسةالوسطيةالنهجوالثقافةهيالوحيدةالقادرةعلىاستيعابكلالمتغيراتوامتصاصكلالكبواتالظلاميةوالمنيرةعبرالحقبةالماضيةوالطويلة،ولكنهلسيكونلهاذلكوهيالتيلازالتتعيشحالةمنالمرضالخبيثفيقلبهاالنابضوجسدهاالمعقورمنقبلالمحتليناليمنيينالذينلمينتصروالأنفسهموالجيرة،فمنالطبيعيأنتستعيدالتوازنتلكمالمدرسةمنخلالالانتصارللذاتالمكونةوهيتحريرجنوبهاالعربي،فيجنوبالجزيرةالعربية،الجنوبالحضرميوالمدرسيالنهج،جنوبالتاريخالمنظوروالملموسحاضراوالموثقوليسالمتواترالأسطورة،الممتدةمنعمانحتىبابالمندبومنشواطئالجنوبإلىقاراتهالسبع،وبدونهسيستمرالاختلالوالتوازنالمنهجيوسينعكسذلكعلىكلالنواحيابتداءامنالحالةالاقتصاديةكاقتصادأحاديغيرمتوازنإلىالحالةالاجتماعيةالمرضيةوالمنعكسةعلىالحالةالسياسيةلمنظومةالحكمالزيديألحاشديالمتواجدبعواصمالمحافظاتوالذيفيبعضهارمزيوشعبيقطنريفتحكمهمؤسسةقبليةشبهعسكريةمليشويةقدوصلتإلىحالةمرضيةسرطانيةمعديةومستعصية،ولنيتمعلاجهاإلابتفكيكهاثمإعادةتجميعها (خلطالأوراقومنثمفرزهاوإعادةفرزها) .
السياسةاليمنيةالقائمةعلىفنتوازنالحروب :
كانالأئمةمنحكاماليمنيعملونعلىبسطحكمهممنخلالالتوازنالقبليفعندماتشذوتتمردقبيلةعليهيقومبأمرالأخرىباكتساحالأولىوهكذادواليكفالقبائلهيمنتقومبالتأديبوالإخضاعبغيةالفيدوالثأروهكذافقدصارسمةثابتةلبسطالنفوذفالنظامالأماميلايملكإلاقلةمنالعسكريينوالذينيسموا (بالعكفه)،هذاماهومعمولبالمناطقالشماليةذاتالتوجهالمذهبيالزيديأمافيالمناطقالسنيةالأخرىفقدعمدالأمامإلىاستجلابعسكرهمنالمناطقالزيديةإلىالمناطقالجنوبيةالسنيةمثلتعزوأسكنهمفيمناطقخاصةكالجحمليةبتعزوقدعمدإلىأنشاءجحملياتبكلالمدنبالمناطقالسنية،وهذاماحاولالنظامالحالي،نظام (7) يوليواستنساخهبالجنوبالعربيفيالبدايةومنثمالانتقالإلىمرحلةأخطرمنذلكبكثيرفقدكانتالنيةمبيتةللعملعلىالتغييرالديموغرافيفقدكانتالفكرةاستجلابالوافديناليمنيينإلىحضرموتقدرمليونيينوبذلكيصبحواالحضارمأقليةوكذاالحالبالنسبةلبقيةمحافظاتالجنوبالست،ولكنبعدالثورةالسلميةواشتدادوثباتعودهاصارماوثقوهمنأفكاربوثائقهمومنضمنهمالشيخالأحمرصارعليهمصعبالمنالوحلمتجاوزتهالأحداث .
فالشعبالذينصحهوأوصاهالأمامأحمدحميدالدينفيأحدأيامهالمشهودةبأنيتقطرنبالقطران (أييعملواعلىتصخيموجوههمبالقطرانالأسودفأصبحوامصخمين) مخافةالتهلكة،ونفذالشعبذلكعنبكرةأبيهمفقالقولتهالمشهورة،وماتتندربهالنخبةاليمنيةمنالطرائففيوخلالالعهدالأماميمنخزعبلاتيصعبعلىالعقلاستيعابها(كالسحروالجن) ضناًمنهاالتقليلفيالشأنالأماميكفنلسياسةإعلاميةكانغباءًوتهكمهاعائدعليهافماتبذلهمندورللسخريةيعكسمدىالمسئوليةالعبثيةالمعمولةوالمأمولةدونجدوى،بالإضافةإلىالتاريخفيالتعاملالدونيلكلالأقلياتالأخرىوخاصةطريقةالإرساللمنيطلب،أنيرسللهسالمأوسعيد (وتلكمسمياتحكرالليهودفقط) وينمذلكعلىالدونيةوالويل،وغيرهاالكثيرالذييجسدتلكمالحالات،فقدصارتسلوكعامللتعاملقدورثالمجتمعذلكبالإضافةإلىالموروثالتركيوالمصريفقدصارتمجموعةمنالقيمغيرالخلاقةالموروثةوالمكتسبةمكونةسلوكفريدتجلىفيالتطبيقالشاذمعالمجموعاتالناهضةالثوريةالرافضةفيالجنوبالعربي،وفيالشمالاليمنيحيثالبيتالهاشميوهومنالمكوناتالأساسيةللمجتمعاليمنيوالرقمالصعبوحليفهالتاريخيقبيلةبكيلكبرىقبائلاليمنعدداوأرضابالمقارنةوحاشدالتينخرتالشيخوخةفيهاوالزمن(فهيتعيشالمرحلةالحديديةبعدالفضية)حتىصارالصراعالمصلحيعلىأشدهبينخمروسنحان (بينأحمرسنحانالفاتحوأحمرخمرالغامقومنجانبآخرمعبقيةالألوان) والذيلميتخذطابعالتبلورالحقيقيإلافيالصراعالهاشميالبكيليفيصعدة،وكلذلكنتيجةللتطبيقالخاطئللموروثالخطأ،فالقبيلةالحاكمةبصنعاءوموروثهاالمتراكمبجملةمنالأعرافوالتقاليدوالعاداتالمشوبةبجملةمنالأخطأالموروثةوالمكتسبةالشاذةلحقبشاذةمضتسواءتركيةأومصريةأوقبلهامساجينفارساليزنيين (الأبناء)ليستبالإدارةالناجحةلفنإدارةوسياسةالشعوب .
وقدأستمرذلكالعملالموروثخلالفترةالرئيسالسلالوثورتهالمصرية/اليمنيةومنثمحكومةالوحدةالوطنية (الجمهورية + الأمامية) للقاضيعبدالرحمنالأريانيوكذاخلالفترةالرئيسإبراهيمألحمديالناصريةاليساريةوكذاخلالفترةحكمالرئيسأحمدالغشميالبعثيةالقبليةفقدكانالجميعيلعبلعبةالتوازنحتىيفقدواالتوازنوكلهمفيلحظاتحكمهمفقدواالتوازننتيجةلإخلالهمبالتوازنفالحكموالشعبكانلديهملعبةتوازنوفقدالتوازنهوالسمةالنهايةلحكميعيشحالةالحربمعالشعب،أقلهاالأهليةناهيكعنحروبالثأرالمسلسلالمرعبالداميالذيليسلهنهايةمعمؤسسةالحكمالمؤججةلهعدافترةالرئيسالحمديالقصيرةجدا .
وكذلككانولازالالحالبالنسبةللحكومةالقبليةالحاليةالبعثيةالتكوينوالتدريبوالنكهةللرئيسعليصالحالذيكانيطمحبالصمودفيلعبةالتوازنحتىولولفترةأسبوعواحدفيالبدايةكماذكرذلكشيخمشايخاليمنعبداللهالأحمرولكنالأسبوعقدفاقوتجاوزالطموحإلىالثلاثينعاما،ولكنوبعدأكثرمنثلاثينعامانجدأنهقدعملعلىأنيفقدالمجتمعتوازنهفهوامتدادلمنظومةواحدة،إلاأنهيختلفعنغيرهفالكلفقدالتوازنوانتهىإلاهوفقدأفقدالمجتمعتوازنهوتلكمكمنالخطورةوالكارثةالكبيرعلىالمجتمعوالمنطقةوكذاحالةالشيخوخةوالفترةالزمنيةالطويلةقدأعطتهمنالثقةماأفقدتهتوازنه،ولكنالسببالرئيسيهوعندمادخلالجنوبالعربيالوحدة،وذهبواتكتيكياواكتتبوامنالعهودوالمواثيقالمشهودعليهاوكانالتجمعالعربيأحدأركانذلكالكمينالتاريخيالذيأستدرجلهالجنوبالعربيوالمسئوليةتاريخيةلمنشارك،ولكنحينمابدأيستفيقالجنوبالعربيمنكبوته،وقدكبرتمساحةاليمنإلىالضعفين،فالموروثالتاريخيوالحضاريوالمدرسيللجنوبيينمختلفعنالموروثالتاريخياليمنيمنهناأختلالتوازنالمجتمعيومنالطبيعيسيتأثرالمجتمعاليمنيبالموجبوموروثهالسالبفيأغلبهوفنأدارةالشعباليمنيعلىالمدىالطويل،إذلميغرقفيالتناقضاتلفترةحتىيستفيقوقداستفاق،وهيحالةطبيعيةلابدمندفعضريبتهاللتغييرفالأسلوبالتقليديالكلاسيكياليمنيليسبمناسبوعصريةالجنوبالعربيوموروثهالحضاري . منخلالماتقدمنرىأن :
.1-
أنالجنوبالعربيجنوبيملكنهجاًمدرسيعابرللقاراتقدأستدرجإلىكمينتاريخيبشتىمعانيهوصيغهالشموليةوالمسئوليةتاريخيةلمنشاركفيهذاالاستدراجالتاريخيوبحكمامتداداتالجنوباللامحدودةفالتأثيرلامحدودفقدعانىالجنوبفيالحقبالماضيةولكنليسبمثلهذهالكبوةالتاريخية،ولكنالجنوبقادروتراثهالحضاريبالتجاوزوالخيرينمعهمنالأشقاءوالأصدقاء.
. 2-
أنعدمالاستقرارالحاصلفيالمنطقةسببهاختلالالتوازنالمدرسيوالمنهجي،وفيأساسهاختلالالتوازنالمدرسيالمنهجيالذيكانالجنوبأحدالصيغالمثبتةللاستقرارالمنهجيالمدرسيالعابرللقاراتفبضربالجنوبضربتامتداداتهفيالعمقوأختلالتوازنفيالقلبفالامتداداتوالتأثيراتالمتبادلةحضارياومدرسياوالجنوبقدشابهاالخللوالضرر
.3 -
أنالجنوبالعربيوموروثهالحضاريوالتاريخيالمختلفكلالاختلافوالمؤثرفيبعضمناطقجنوباليمنمثلتعزإبوالبيضاءوماربوحريبوالتهايمأذالمتبدأبمابدأهالجنوبالعربيوسبقهالانتشالوضعهاالتاريخيلتتمردعلىموروثهاالمتراكموإلافالأوانقديفوتوتخسرزمامالمبادرةويستمروضعهاالسابقلفترةطويلةأذالميبادرالجنوبالعربيفيرفدهالاتخاذدورهاالسابق
.4 -
يمتدالجنوبالعربيالمدرسيمنالشرقالأفريقيحتىجنوبهومنالجنوبالآسيويالغربيحتىمشرقه،وأنالإخلالبهذاالميزانضارعلىالمدىالطويلوقدظهرشذوذهمنخلالظهورالمدارسالتيحلتنتيجةطبيعيةللضعفوالوهنالذيأصابالجنوبوالضربالذيأخلبالذاتالمكونةلهسواءالماضيةأوالحاليةمنقبلالغاصباليمني،فقدظهرتمنالمدارسأبتداءابالتكفيريةالمتعددةالألوانإلىالمدارسالأخرىالشاذةوالغريبة،لذافاستعادةالجنوبلذاتههوانتصارلكلالخيرينالمصلحينالمصوبينلاستعادةالأمورإلىنصابها،وعدمهالاستمرارفياختلالالتوازن،فعودةالجنوبإلىأهلهمسئوليةالجميع
.5
- أنالتغيراتالتاريخيةاليمنيةولفترةطويلةمضتأساسهاالبيتالهاشميوهمالوحيدونالقادرونوبيدهمزمامالمبادرةفالثوراتفياليمنهاشميةمنبيتالإمامةعلىالأئمةعبرالتاريخشعبيةالضرورةوالمطلبمعالذينيتحملونالمسئوليةالتاريخيةوحلفائهممنالقبائلاليمنية،للقفزباليمنمنالتاريخإلىالحاضرومنثمالمستقبلوإلافالأمورقدتتعقدلفترةقدتطولحتىتعودإلىوضعهاالطبيعي،والمسئوليةتاريخية.
6-
أنالعلاقاتالمتناقضةوالملاحظةمنقبلكلمراقبيرىأنالجنوبالعربيفيحالةالتكوينواستعادةذاتهودولتهمنجديد،وأناليمنذاهبإلىالانهيار(والعلاقةعكسيةبيناليمنيونوالجنوبيونالعربمتضادةومتناقضةفيظلأدارةالاحتلال)،فإذااستمرتتلكمالحالةولميتدخلالخيرونمنالمصلحينلاستردادالجنوبيونلدولتهملأنهاالوحيدةالقادرةعلىإيقافالانهيارالمجتمعيللجمهوريةاليمنيةفباستعادةدولتهمتنتهيالمشكلةاليمنيةوبدونهمفلاوالخطورةتزدادبطولالفترةوالمسئوليةخليجيهبالدرجةالأولىفهمالمستوعبينلهذهالحالةومدىخطورتها،وأصحابمصلحةحقيقيةبالسالبوالموجبمنالتغيير،والتغييرهوالحل
.7
- أننظامالجمهوريةالعربيةاليمنيةوكياناتهالقبليةوتبايناتهالجغرافيةبمافيهامنأقلياتمتنوعةوالمذهبيةمنها،أنهميحملونبذورفناءهمفيطياتشعبالجنوبالعربيوأرضه،لذاعليهمبالإسراعبالتخلصمنالكيانالجنوبيالعربيوتلبيةطموحهماتقاءفنائهمومساعدةالجنوبيونالعربهيمصلحةيمنيةقبلغيرها .

[@نسل الهلالي@]

الرئيسية » منبر الكلمة »الجنوب العربي ولعبة توازن الحروب في يمن (7) يوليو
الجنوب العربي ولعبة توازن الحروب في يمن (7) يوليو
أحمد الحسيني الحضرمي -


بعد إجهاض المشروع الوحدوي السامي والذي هلهل كل الشعب العربي والمجتمع الإسلامي بعد شعبي دولتي الجمهورية العربية اليمنية واليمن الديمقراطي، وتحول ذلك المشروع من طموح وأمل إلى مشروع العبرة والدرس، الذي من الضرورة دراسته وسبر أغواره حتى يتم استيعابها والذي بدورة سيسيطر ولفترة طويلة على ألباب وعقول من يمت بصلة لشعب الجنوب العربي وامتداداته تأثير السيئات من المليار مسلم لما ألم بهم وعانوا وجرى وصار بعمقهم الروحي والمدرسي الجنوبي العربي (الحضرمي)، وفي كافة أصقاع العالم المعمورة فمدرسة الجنوب العربي المدرسة التي ستنهض بنهوض الجنوب العربي واستعادة الدور الريادي الحضاري والتاريخي بعون المولى جلَّ وعلى، فهي المهيأة والقادرة على تغطية الفراغ النظري المنهجي والمدرسي بعد الكبوات المتوالية للنظرية الإسلامية خلال القرون الماضية قرون الأنحاط، للتطبيق النظري والتي صارت مطلب وضرورة دولية عالمية فهذه المدرسة الوسطية النهج والثقافة هي الوحيدة القادرة على استيعاب كل المتغيرات وامتصاص كل الكبوات الظلامية والمنيرة عبر الحقبة الماضية والطويلة، ولكن هل سيكون لها ذلك وهي التي لازالت تعيش حالة من المرض الخبيث في قلبها النابض وجسدها المعقور من قبل المحتلين اليمنيين الذين لم ينتصروا لأنفسهم والجيرة، فمن الطبيعي أن تستعيد التوازن تلكم المدرسة من خلال الانتصار للذات المكونة وهي تحرير جنوبها العربي، في جنوب الجزيرة العربية، الجنوب الحضرمي والمدرسي النهج، جنوب التاريخ المنظور والملموس حاضرا والموثق وليس المتواتر الأسطورة، الممتدة من عمان حتى باب المندب ومن شواطئ الجنوب إلى قاراته السبع، وبدونه سيستمر الاختلال والتوازن المنهجي وسينعكس ذلك على كل النواحي ابتداءا من الحالة الاقتصادية كاقتصاد أحادي غير متوازن إلى الحالة الاجتماعية المرضية والمنعكسة على الحالة السياسية لمنظومة الحكم الزيدي ألحاشدي المتواجد بعواصم المحافظات والذي في بعضها رمزي وشعب يقطن ريف تحكمه مؤسسة قبلية شبه عسكرية مليشوية قد وصلت إلى حالة مرضية سرطانية معدية ومستعصية، ولن يتم علاجها إلا بتفكيكها ثم إعادة تجميعها (خلط الأوراق ومن ثم فرزها وإعادة فرزها) .

السياسة اليمنية القائمة على فن توازن الحروب :

كان الأئمة من حكام اليمن يعملون على بسط حكمهم من خلال التوازن القبلي فعندما تشذ وتتمرد قبيلة عليه يقوم بأمر الأخرى باكتساح الأولى وهكذا دواليك فالقبائل هي من تقوم بالتأديب والإخضاع بغية الفيد والثأر وهكذا فقد صار سمة ثابتة لبسط النفوذ فالنظام الأمامي لا يملك إلا قلة من العسكريين والذين يسموا (بالعكفه)، هذا ما هو معمول بالمناطق الشمالية ذات التوجه المذهبي الزيدي أما في المناطق السنية الأخرى فقد عمد الأمام إلى استجلاب عسكره من المناطق الزيدية إلى المناطق الجنوبية السنية مثل تعز وأسكنهم في مناطق خاصة كالجحملية بتعز وقد عمد إلى أنشاء جحمليات بكل المدن بالمناطق السنية، وهذا ما حاول النظام الحالي، نظام (7) يوليو استنساخه بالجنوب العربي في البداية ومن ثم الانتقال إلى مرحلة أخطر من ذلك بكثير فقد كانت النية مبيتة للعمل على التغيير الديموغرافي فقد كانت الفكرة استجلاب الوافدين اليمنيين إلى حضرموت قدر مليونيين وبذلك يصبحوا الحضارم أقلية وكذا الحال بالنسبة لبقية محافظات الجنوب الست، ولكن بعد الثورة السلمية واشتداد وثبات عودها صار ما وثقوه من أفكار بوثائقهم ومن ضمنهم الشيخ الأحمر صار عليهم صعب المنال وحلم تجاوزته الأحداث .

فالشعب الذي نصحه وأوصاه الأمام أحمد حميد الدين في أحد أيامه المشهودة بأن يتقطرن بالقطران (أي يعملوا على تصخيم وجوههم بالقطران الأسود فأصبحوا مصخمين) مخافة التهلكة، ونفذ الشعب ذلك عن بكرة أبيهم فقال قولته المشهورة، وما تتندر به النخبة اليمنية من الطرائف في وخلال العهد الأمامي من خزعبلات يصعب على العقل استيعابها(كالسحر والجن) ضناً منها التقليل في الشأن الأمامي كفن لسياسة إعلامية كان غباءً وتهكمها عائد عليها فما تبذله من دور للسخرية يعكس مدى المسئولية العبثية المعمولة والمأمولة دون جدوى، بالإضافة إلى التاريخ في التعامل الدوني لكل الأقليات الأخرى وخاصة طريقة الإرسال لمن يطلب، أن يرسل له سالم أو سعيد (وتلك مسميات حكرا لليهود فقط) وينم ذلك على الدونية والويل، وغيرها الكثير الذي يجسد تلكم الحالات، فقد صارت سلوك عام للتعامل قد ورث المجتمع ذلك بالإضافة إلى الموروث التركي والمصري فقد صارت مجموعة من القيم غير الخلاقة الموروثة والمكتسبة مكونة سلوك فريد تجلى في التطبيق الشاذ مع المجموعات الناهضة الثورية الرافضة في الجنوب العربي، وفي الشمال اليمني حيث البيت الهاشمي وهو من المكونات الأساسية للمجتمع اليمني والرقم الصعب وحليفه التاريخي قبيلة بكيل كبرى قبائل اليمن عددا وأرضا بالمقارنة وحاشد التي نخرت الشيخوخة فيها والزمن(فهي تعيش المرحلة الحديدية بعد الفضية)حتى صار الصراع المصلحي على أشده بين خمر وسنحان (بين أحمر سنحان الفاتح وأحمر خمر الغامق ومن جانب آخر مع بقية الألوان) والذي لم يتخذ طابع التبلور الحقيقي إلا في الصراع الهاشمي البكيلي في صعدة، وكل ذلك نتيجة للتطبيق الخاطئ للموروث الخطأ، فالقبيلة الحاكمة بصنعاء وموروثها المتراكم بجملة من الأعراف والتقاليد والعادات المشوبة بجملة من الأخطأ الموروثة والمكتسبة الشاذة لحقب شاذة مضت سواء تركية أو مصرية أو قبلها مساجين فارس اليزنيين (الأبناء)ليست بالإدارة الناجحة لفن إدارة وسياسة الشعوب .

وقد أستمر ذلك العمل الموروث خلال فترة الرئيس السلال وثورته المصرية/اليمنية ومن ثم حكومة الوحدة الوطنية (الجمهورية + الأمامية) للقاضي عبدالرحمن الأرياني وكذا خلال فترة الرئيس إبراهيم ألحمدي الناصرية اليسارية وكذا خلال فترة حكم الرئيس أحمد الغشمي البعثية القبلية فقد كان الجميع يلعب لعبة التوازن حتى يفقدوا التوازن وكلهم في لحظات حكمهم فقدوا التوازن نتيجة لإخلالهم بالتوازن فالحكم والشعب كان لديهم لعبة توازن وفقد التوازن هو السمة النهاية لحكم يعيش حالة الحرب مع الشعب، أقلها الأهلية ناهيك عن حروب الثأر المسلسل المرعب الدامي الذي ليس له نهاية مع مؤسسة الحكم المؤججة له عدا فترة الرئيس الحمدي القصيرة جدا .

وكذلك كان ولازال الحال بالنسبة للحكومة القبلية الحالية البعثية التكوين والتدريب والنكهة للرئيس علي صالح الذي كان يطمح بالصمود في لعبة التوازن حتى ولو لفترة أسبوع واحد في البداية كما ذكر ذلك شيخ مشايخ اليمن عبدالله الأحمر ولكن الأسبوع قد فاق وتجاوز الطموح إلى الثلاثين عاما، ولكن وبعد أكثر من ثلاثين عاما نجد أنه قد عمل على أن يفقد المجتمع توازنه فهو امتداد لمنظومة واحدة، إلا أنه يختلف عن غيره فالكل فقد التوازن وانتهى إلا هو فقد أفقد المجتمع توازنه وتلك مكمن الخطورة والكارثة الكبير على المجتمع والمنطقة وكذا حالة الشيخوخة والفترة الزمنية الطويلة قد أعطته من الثقة ما أفقدته توازنه، ولكن السبب الرئيسي هو عندما دخل الجنوب العربي الوحدة، وذهبوا تكتيكيا واكتتبوا من العهود والمواثيق المشهود عليها وكان التجمع العربي أحد أركان ذلك الكمين التاريخي الذي أستدرج له الجنوب العربي والمسئولية تاريخية لمن شارك، ولكن حينما بدأ يستفيق الجنوب العربي من كبوته، وقد كبرت مساحة اليمن إلى الضعفين، فالموروث التاريخي والحضاري والمدرسي للجنوبيين مختلف عن الموروث التاريخي اليمني من هنا أختل التوازن المجتمعي ومن الطبيعي سيتأثر المجتمع اليمني بالموجب وموروثه السالب في أغلبه وفن أدارة الشعب اليمني على المدى الطويل، إذ لم يغرق في التناقضات لفترة حتى يستفيق وقد استفاق، وهي حالة طبيعية لا بد من دفع ضريبتها للتغيير فالأسلوب التقليدي الكلاسيكي اليمني ليس بمناسب وعصرية الجنوب العربي وموروثه الحضاري . من خلال ما تقدم نرى أن :

.1-

أن الجنوب العربي جنوب يملك نهجاً مدرسي عابر للقارات قد أستدرج إلى كمين تاريخي بشتى معانيه وصيغه الشمولية والمسئولية تاريخية لمن شارك في هذا الاستدراج التاريخي وبحكم امتدادات الجنوب اللا محدودة فالتأثير لا محدود فقد عانى الجنوب في الحقب الماضية ولكن ليس بمثل هذه الكبوة التاريخية، ولكن الجنوب قادر وتراثه الحضاري بالتجاوز والخيرين معه من الأشقاء والأصدقاء.

. 2-

أن عدم الاستقرار الحاصل في المنطقة سببه اختلال التوازن المدرسي والمنهجي، وفي أساسه اختلال التوازن المدرسي المنهجي الذي كان الجنوب أحد الصيغ المثبتة للاستقرار المنهجي المدرسي العابر للقارات فبضرب الجنوب ضربت امتداداته في العمق وأختل التوازن في القلب فالامتدادات والتأثيرات المتبادلة حضاريا ومدرسيا والجنوب قد شابها الخلل والضرر

.3 -

أن الجنوب العربي وموروثه الحضاري والتاريخي المختلف كل الاختلاف والمؤثر في بعض مناطق جنوب اليمن مثل تعز إب والبيضاء ومارب وحريب والتهايم أذا لم تبدأ بما بدأه الجنوب العربي وسبقها لانتشال وضعها التاريخي لتتمرد على موروثها المتراكم وإلا فالأوان قد يفوت وتخسر زمام المبادرة ويستمر وضعها السابق لفترة طويلة أذا لم يبادر الجنوب العربي في رفدها لاتخاذ دورها السابق

.4 -

يمتد الجنوب العربي المدرسي من الشرق الأفريقي حتى جنوبه ومن الجنوب الآسيوي الغربي حتى مشرقه، وأن الإخلال بهذا الميزان ضار على المدى الطويل وقد ظهر شذوذه من خلال ظهور المدارس التي حلت نتيجة طبيعية للضعف والوهن الذي أصاب الجنوب والضرب الذي أخل بالذات المكونة له سواء الماضية أو الحالية من قبل الغاصب اليمني، فقد ظهرت من المدارس أبتداءا بالتكفيرية المتعددة الألوان إلى المدارس الأخرى الشاذة والغريبة، لذا فاستعادة الجنوب لذاته هو انتصار لكل الخيرين المصلحين المصوبين لاستعادة الأمور إلى نصابها، وعدمه الاستمرار في اختلال التوازن، فعودة الجنوب إلى أهله مسئولية الجميع

.5

- أن التغيرات التاريخية اليمنية ولفترة طويلة مضت أساسها البيت الهاشمي وهم الوحيدون القادرون وبيدهم زمام المبادرة فالثورات في اليمن هاشمية من بيت الإمامة على الأئمة عبر التاريخ شعبية الضرورة والمطلب مع الذين يتحملون المسئولية التاريخية وحلفائهم من القبائل اليمنية، للقفز باليمن من التاريخ إلى الحاضر ومن ثم المستقبل وإلا فالأمور قد تتعقد لفترة قد تطول حتى تعود إلى وضعها الطبيعي، والمسئولية تاريخية.

6-

أن العلاقات المتناقضة والملاحظة من قبل كل مراقب يرى أن الجنوب العربي في حالة التكوين واستعادة ذاته ودولته من جديد، وأن اليمن ذاهب إلى الانهيار(والعلاقة عكسية بين اليمنيون والجنوبيون العرب متضادة ومتناقضة في ظل أدارة الاحتلال)، فإذا استمرت تلكم الحالة ولم يتدخل الخيرون من المصلحين لاسترداد الجنوبيون لدولتهم لأنها الوحيدة القادرة على إيقاف الانهيار المجتمعي للجمهورية اليمنية فباستعادة دولتهم تنتهي المشكلة اليمنية وبدونهم فلا والخطورة تزداد بطول الفترة والمسئولية خليجيه بالدرجة الأولى فهم المستوعبين لهذه الحالة ومدى خطورتها، وأصحاب مصلحة حقيقية بالسالب والموجب من التغيير، والتغيير هو الحل

.7

- أن نظام الجمهورية العربية اليمنية وكياناته القبلية وتبايناته الجغرافية بما فيها من أقليات متنوعة والمذهبية منها، أنهم يحملون بذور فناءهم في طيات شعب الجنوب العربي وأرضه، لذا عليهم بالإسراع بالتخلص من الكيان الجنوبي العربي وتلبية طموحهم اتقاء فنائهم ومساعدة الجنوبيون العرب هي مصلحة يمنية قبل غيرها .