البيضاني .. عاصمة المرفالة.. والحجة فطوم

[معلاوي]

عاصمة المرفالة .. والحجة فطوم

بقلم / محمد أحمد البيضاني - المكلا برس التاريخ: 22/4/2009م

9

اليوم رأيت الحجة فطوم وهي تمشي في حافة القاضي بخطىء متثاقلة وكأنها تحمل هموم الدنيا ، فذهبت إليها لأطمن عليها واسأل ما هو الخبر ، أقتربت منها وقلت لها يا حجة فطوم ما الخبر ، قالت الحجة فطوم : يومين وأني أسمع من الناس والمحطات الإخبارية خبر نقل العاصمة من صنعاء إلى عدن ، وذلك حسب قول العصابة لتخفيف المركزية وإشعار أبناء الجنوب بالمشاركة في الحكم ..الله وأكبر .. الله وأكبر عليهم عصابة رهيبة في تفكيرها .. إيش من عاصمة يشتوا يعملوا في عدن ، يريدوا يعملوا "عاصمة المرفالة" وليس عاصمة دولة ، طول الليل يامحمد وأني أفكر في هذه العصابة الرهيبة وتفكيرها الإجرامي ضد بلادنا ، وجابوا عذر أقبح من ذنب أيضا وهو نقص الماء في صنعاء ، لماذا لا يعالجوا هذا الموضوع بأنفسهم ، هذه صنعاء عاصمتهم وأرضهم ، ما دخل عدن في الموضوع ، يا محمد كلام روفلات باب اليمن ، كلام مخيط بصميل ، يعني خلص الماء عندنا ، نشتي نشرب ماء عندكم ، قلت لها يا حجة فطوم : أصلآ هذه العصابة لا تشرب الماء ، ان الماء يشربه الفقراء والمساكين في اليمن ، إن شعب اليمن يشرب مياه ملوثة غير صحية ، وتنتشر في الناس الفقراء أمراض الكبد المزمنة ، وعجز الكلى ، هذه العصابة الحاكمة في صنعاء تشرب ماء مستورد معدني مستورد من فرنسا ، ماء "بيريه واتر" وماء "إيفيان" الفاخر ، قالت الحجة فطوم ايش من ماء هذا ؟ ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، فقلت لها : ماء الروفلات المستورد ، وكثير من الماء الغالي النوع الثاني الملون ، شي أحمر ، شي أصفر ، شي ذهبي . كل يوم قصة وفلم جديد يخدروا فيه الناس ويجعلوا أمة بحالها تدور حول نفسها تلهث وراء الرغيف ، وتصبح لا تفكر أو تتكلم وتعيش في غيبوبة دائمة ، ولكن اقول في أغراض أخرى تحت المنصة .. منصة الحكم الظالم ، هذا النظام الذي يلعب علينا بأسم الوحدة ، واليوم قصة نقل العاصمة ، يا حجة فطوم ، هذه العصابة تتخبط الآن ولها خطة قريبة المدى وخطة أخرى بعيدة المدى ، الغرض العام والرئيسي هو نقل "ميدان المعركة" من صنعاء إلى عدن ، حتى لا تتأثر صنعاء بلادهم من الإضرار حين ينفذ الصبر ولا يبق إلا تقرير المصير بأي وسيلة ، لقد شعروا إن المعارضة تتكلم اليوم بحلقها ، وغدآ سوف تتكلم بيدها ، كما تكلم رئيس الوزراء مجور عندما ضاق به الحال من وقاحة وسفاهة ولكاعة الوزير المقرب الأرحبي ، مجور صقع الأرحبي "كف" دخل التاريخ وتحدثت عنه الركبان ، صاحت الحجة فطوم وقالت كلامك يا محمد صحيح ، في الماضي أشتهرت العوالق بخيولها واليوم أشتهرت العوالق بكفوفها ، كف عولقي ، فص قلص . ثم ضحكت الحجة فطوم وقالت هات يا محمد هات ، قلت : يا حجة فطوم إن العصابة الحاكمة تريد أن تنقل المعركة القادمة إلى شوارع عدن ، حتى يتضرر الناس ويموت الأطفال والنساء والأبرياء من المعارك ، وحتى يكره الناس حركة المعارضة التي سيصورالنظام إنها سببت المعارك ، وسبب آخر هو ان تبقى بيوتهم وقصورهم بعيدة من التدمير والإضرار، ولا يستبعد ان النظام خاف من هجوم القبائل الغير موالية له ، فأراد أن يحتمي بعدن ويضرب عصفورين بحجر ، منها يستعبد أهل الجنوب لكي يبقوا تحت السيطرة ، يعني إستعمار كامل بتواجد شخصي ومنها أيضآ يهرب من زحف القبائل التاريخية التي تنافسه وتريد أخذ السلطة ، والغرض الخفي ليس بجعل عدن العاصمة ، بل بعمل عدن " متراس " وحائط بشري يحمي نظامه ، هذا التفكير الجهنمي الإستراتجيي الطويل المدى في عصابة السلالة السرية ليس بجديد ، إنه تاريخي فلو رجعنا إلى التاريخ يا حجة فطوم ، كان الإمام أحمد رحمه الله يتخذ من تعز عاصمة له ومتراس ، وأيضا الهروب من غدر القبائل التي تحيط بصنعاء ، والتخلص من أنياب قبيلة حاشد ..ال الأحمر الذين ينتظروا الفرصة التاريخية للوصول إلى "العمامة الذهبية" الخالدة .. عمامة الإمامة في اليمن ، والمثال على ذلك هو تحرك الإمام الحالم حميد الأحمر ، هذا الفتى الذي يسعى وسعى أهله من قبل الوصول إلى العمامة الذهبية ، كما يسعى صالح الآن للوصول إلى شواطىء عدن الهادئة ، ويظهر إلى العالم أنه نقل العاصمة إلى عدن ، صاحت الحجة فطوم بصوت كبير وقالت : ها ..ها يعني يشتي يسوي أبناء الجنوب الشجعان "عيال معلامة" ، و كأنه يقول لهم أنتوا تريدوا عدن العاصمة ، هيا سأحضرأنا إلى عدن مع طاقم العصابة وبا تكون عدن العاصمة ، والله يا محمد هذه الحركات قمة في المرفالة والضحك على الناس والإستخفاف بمشاعر شعب الجنوب العربي ، كلامك صدق يا محمد حين تقول ان هذا هو تفكير الإمام من جديد . يا حجة فطوم لا تصدقي هؤلاء الروفلات ، الإمام لم يمت ، لا يوجد في اليمن برلمان ، أو حكومة ، أو مجلس نواب ، أو دستور، أو مؤسسات شرعية قانونية ، إنها العمامة الذهبية التي تحكم اليمن منذ سنة 910 ميلادية ، إنها الجمهورية المتوكلية اليمنية . قالت الحجة فطوم ايش يشتي هذا الرئيس يستوي إمام ، زي الإمام أحمد ، قلت لها نعم يا حجة فطوم ولكن أين هو من الإمام يرحمه الله ، كان الإمام أحمد .. متعلمآ ، نقيآ ، شجاعآ ، تقيآ ، عالمآ ، صادقآ ، عفيفآ ، شاعرآ ، حافظ القرآن والشريعة ومواظب على الصلاة ، قالت الحجة فطوم : الله وأكبر يا سلام لما يكون الحاكم بهذا الصفات النبيلة الكريمة ، كان الإمام أحمد هو إمام الدين والحق واليوم نشوف في صنعاء إمام المرفالة الذي يعتقد أنه بايحكم الناس من عاصمته الجديدة عدن . ثم قالت الحجة : شوف يا محمد كانت جداتنا في عدن يقولوا عدن لا تحب إلا من يحبها ، عدن أم المسكين والغريب ، عدن عاصمة الجنوب العربي ، عدن أرض الأولياء ، عدن تلفظ من لا يحبها ، وسوف تكون نهاية هذا الظالم في ساحل أبين ، يا محمد شوف هذه "حِسبة قديمة" تقول كل ظالم ينتهي في أبين ، وساحل أبين .. ساحل مبارك ، والتاريخ قد أثبت إن ساحل أبين لا يقبل الغريب ، لقد أنتهى الغزاة فيه وأبتلعت أمواجه كل من حاول أن يغتصب أرضنا طوال عصور التاريخ . قلت للحجة فطوم : هذة العصابة في صنعاء اليوم تظهر للعالم مدى إفلاسها وكل يوم قصة جديدة والنظالم العالمي اليوم لن يسمح اللعب في ثروات الشعوب وخيراتها ، والله .. والله لو كان شعب الجنوب العربي فقير ، لن يفكر هولاء الغزاة بأي وحدة مطلقآ إنها الأطماع في خير بلادنا ، وقد قلنا لهم سابقآ إن عليهم أن يعرفوا حقيقة في غاية الأهمية في التركيب الديموغرافي للسكان ، إن شعب الجنوب العربي معظمه من الجنود ، والشعب في الشمال اليمني أكثرة من المزارعين ، وهناك فرق كبير بين الجنود والمزارعين ، عسى الله أن يهدي هذه العصابة لمعرفة هذة التركيبة السكانية ، وعدم الإستهتار بهذة "التركيبة" الهامة .
إن العصابة اليوم لها هذا الخيال المريض الذي سربته للصحف في نقل العاصمة لترى رد الفعل بين أوساط أبناء الجنوب العربي ، ولم يكن هناك سوى كلمة السخرية والإستهزاء . قالت الحجة فطوم اليوم الناس في عدن تضحك من هذه الخُبارة البايخة ، اليوم الناس تطلع على الصحف الإلكترونية وتسمع الخبر في لحظة ، اليوم عصر "النت" ، والحجة فطوم دخلت عصر النت وقالوا قديمآ الملعقة با تخرج الذي في الدست ، ضحكت الحجة فطوم وقالت باروح الآن إلى الإنترنت كافيه ولكن قبل هذا أشتي أقول كلمة أخيرة :
الحجة فطوم تقول : يا صالح لو أعتقدت ان عدن متراس .. تأكد ان عدن با تسقط كل راس .
كوبنهاجن
[email protected]

[superman]

لو كان المتكلم حجة
كان المستمع .............