تغطيه اخباريه لاخبار الجنوب العربي المحتل ليوم الاثنين م6/8/2012

[عين اليقين]

عدن تستغيث .... فهل من مغيث



عدن مدينة تغنى بها الجميع وصفوها بكل كلمات الجمال قال فيها الشعراء والفنانين جنة عدن يا جنة - طول عمري وأنا أتمنى أجي أزورك واتهني بنورك - باريت عدن مسير يوم - شسيرها ليلة ما شرقود النوم غنوا لها لما كانت تمتاز فيها من صفات جميلة وحلوة قلما تجدها في غيرها من العواصم العربية فعدن الحضارة و المدينة هي العلم والفقه والثقافة بنية فيها أقدم المساجد والكنائس والمعابد فعدن هي جبال شمسان وهي قلعة صيره هي منارة عدن ومسجد أبان والعيدروس هي صهاريج عدن وباب عدن ، عدن حوت كل ما هو جميل وكل ما هو قيم وكل ما هو طيب . عدن مدنية أوت الغريب وعز فيها الفقير أحبت كل من حبها ، عدن التاريخ والجمال أصبحت اليوم تبكي على حال وصلت له بفعل فاعل أو بإهمال وتجاهل لا يهم المهم إن عدن أصبحت مكب كبير للنفايات وممر لأنهار من المجاري . عدن هل حقد عليك الأعداء وتحاملوا عليك لأنهم لم يلحقوا بركبك وتأمروا عليك دمروا كل شيء حلو فيك غيروا معالمك باعوا مؤسساتك خصخصة مصانعك المنتجة عدن الحبيبة دمروا حتى موانيها البحرية والجوية وجعلوها تعيش في تعاسة لا امن ولا أمان فيها . اقلقوا السكينة فيها جعلوها تعيش في ظلام دامس تحت أزيز مطوراتهم التي تعدت المئات في إحياءها القديمة تنفث كربونات المسمومة سرقوا النوم من جفون أهلها أصبحت عدن مدنية تعيش ساعتين بساعتين لا تجد فيها غير القمامة تزين شوارعها وطفح المجاري والروائح الزكية المنبعثة من غازاتها السامة . كل شوارعها غطتها القمامة وغسلتها مياه المجارى بعد أن كانت تغسلها بحارها الجميلة لم تسلم من القمامة حتى شوارع عدن الرئيسية فأين ما توجه نظرك ترى تلال من أكوام القمامات تبكي الكلمات وهي تصف عدن بعد أن كانت تفرح بوصفها لعدن. لن أتطرق إلى كل أزقة وشوارع عدن ولكن سأروي لكم بعض النماذج شارع الملك سليمان الذي يقع في احد طرفيها مبنى إدارة الضرائب ومقر نقابة المحامين والمكتبة الوطنية وهو سوق لمحلات الجملة التجارية وفي طرفه الأخر يقع البنك المركزي اليمنية وهذا حالته في النهار والليل طفح المجاري وروائح تزكم الأنوف والصور شاهد على ذلك جولة السفينة في عدن وسط كريتر طرقاتها تعانق القمامة أقدام البشر تسير فوق تلك القمامات لا مفر منها . تجد الجميع يصرخون يتذمرون ولكن لا تجد من يبادر لتغير الوضع الكل يتحدث عن تزايد أكوام القمامات عن تزايد طفح المجاري ولكن يبقى الوضع وكأنه أصبح جزء من عدن ولكن عدن لن تكون مكب للنفايات بعد أن كان مقبرة الغزاة سأتبقى شامخ شموخ جبالها ورقى تاريخها . لك منى سلام يااااااا عدن . مؤلمة الكلمات حين تتحدث عن وجع عدن ولن يشعر بها إلا من أحب عدن . * من محمد العلمي