![]() |
![]() |
![]() |
#13 | |
قلـــــم فعـــّـال
تاريخ التسجيل: 2007-10-06
المشاركات: 555
|
![]() اقتباس:
اخي الكريم ،ما نعيشه اليوم هو نتيجة تراكم تاريخي ، ومحاولة تجبير التاريخ من قبل البعض بطريقة خاطئة تبعد الناس عن قضيتهم عمليا ، والانقياد للعاطفة و للأهواء الذاتية وامزجه الأفراد تقودنا إلى مهالك جديدة ، و للأسف فأن هناك من يتحدث عن الجنوب بعقلية جامدة وبتعسف واضح لتاريخ الجنوب السياسي والاجتماعي ، ومقدمات تشكل الدولة في الجنوب ، ولا غرابة أن ينبري البعض في تقديم تفسيرات وتحليلات قانونية وسياسية من اجل أحياء شرعيات واهية مندثرة أو البحث عن شراكه أساسها التبعية في الهوية والجغرافيا ،فالاعتراف بالجغرافيا يتبعه بالضرورة الاعتراف بالهوية التي لا يجوز تحللها بالتدريج ، وفي ظل هذه التخريجات و ا لأوهام النظرية تلتمس مختلف الأطراف طريقها لتسيد القضية والتقرير باسمها ونيابة عنها ولا تقدم من الجهد الحقيقي أو تكترث بدراسة أسباب التشرذم والتمزق القائم واستخلاص العبر والدروس الماضية من اجل الوصول إلى قواسم وطنية مشتركة تمهد لانتزاع الاستحقاق التاريخي الثابت لشعب الجنوب ، باعتبار أن الوحدة الوطنية هي الضامن الأساسي لانتصار قضيته العادلة والمشروعة وبدونها فان أي خيار مهما بدء سقفه متواضعا فأن القبول به أو رفضه كما اوضحتم ، سيكون محكوما بإرادة من يمتلك القوة السياسية ومن تكون موازين القوى لصالحه. وبغياب التكافؤ والندية يصعب انتزاع الحق، وما سيحصل عليه الطرف الأضعف أو المتلقي سيكون بالضرورة اقل من حقوقه الأصلية ، ومع الأسف فأن العقليات هي نفس عقليات الماضي ، لم تعدلها أو تهذبها النكبات والتجارب الفاشلة ، فظهور الاختلاف بشأن تقرير المصير والاستقلال وغيرها من الخيارات لا يتعلق بالتحليل والتقييم النظري كما يتراء للبعض ، بل هو خلاف سياسي مدمر سيترتب عليه اختلاف على الأرض ، تتمثل أحد أشكاله بحالة الاستقطاب القائمة اليوم و السباق على اكتساب شرعية التمثيل بين صفوف الشعب ، و بقليل من الفطنة السياسية لا يمكن للمرء أن يتقبل فكرة الخلاف والصراع على المفاهيم والخيارات السياسية بين الفرقاء وهم يقفون على أرضية هشة لا تضمن لهم بأي مقياس سياسي الحصول على الحد الأدنى من خيار اتهم ، وليس من اليسير إقناع العالم بحق الاستقلال قبل أن اقتناعهم بفكرة الاحتلال أساسا ، و الحديث عن تقرير المصير بطريقة انتقائية ، وفي ظل تبدل الشعارات وتحوير الخيارات وإعادة تصميم المواقف يظهر مدى التخبط الفكري والسياسي لدى من يفترض انهم قادة لا تعوزهم الخبرة او التجربة السياسية ، بأي منطق يمكن للعقل أن يتقبل السلوك السياسي الذي يختزل قضية الجنوب في طار ثورة التغيير الشبابية التي لم تنجح بعد ليأتي بعد اشهر قليلة ليرفع شعار حق تقرير المصير ، وأن يطور مطلب فك الارتباط إلى خيار الاستقلال ، وفي كلتا الحالتين نكون أمام سلوك مخادع ومتقلب يهدف بافتراض حسن النية ،إلى تظليل وخداع العامة بخيارات وهمية لا تتناسب مطلقا مع واقع القدرة أو الفعل على الأرض ، فالمعضلة اليوم لا تتعلق بمسميات وماهية الخيارات بل بواقعيتها أساسا والقدرة على تحقيقها، فهناك حفلات زار كثيرة و تكرار للمدرسة السياسية بشقيها( الانتهازي و المغامر) التي ساقت الجنوب إلى نكبات تاريخية ، فالذات الفردية تعيد إنتاج نفسها ، وتواصل السعي بسلوكها وأنانيتها لإضاعة فرصة نادرة في لحظة تاريخية فاصله . ، و للأسف إننا نجد من القوم من يسوغ لهكذا قيادات أفعالها ويجمل صورتها و أعاده قولبتها برداء الماضي ، و انه لمن المفارقات التاريخية النادرة وقدر شعبنا أن يعلق الناس آ.مالهم في الانتصار لقضيتهم ، على من كانوا السبب في نكبتهم وضياعهم ، وان يبحثوا عن الدواء في مكمن الداء. أن خطورة المرحلة تستوجب ارتقاء الذات الوطنية لتسمو فوق الذات الفردية ، عوضا عن الاهتمام بأضفاء هالة مصطنعة للقادة بقدسية مبتكره تقر لهم بالعصمة والولاية اعترافا بإنجازاتهم التاريخية الوهمية ، أملا في قدرتهم الاستثنائية بصنع مآثر جديدة تضاف إلى مآثرهم الخالدة،. |
|
![]() |
|
|
|