تغطية أخبارية للمؤتمر العام الاول لهيئات الحراك السلمي الجنوبي

[rashad1]

بسم الله الرحمن الرحيم

مداخلة هيئة حركة النضال السلمي الجنوبي الضالع المقدمة التى المؤتمر العام الاول لهيئات الحراك النضال السلمي الجنوبي

الاخوة و الاخوات مندوبي المؤتمر :

تحت شعار(( الجنوب وطننا.. وإستعادة دولته هدفنا.. والنضال السلمي خيارنا )) ينعقد المؤتمر العام الدورة الاولى لحركة النضال السلمي الجنوبي هنا في محافظة الضالع الحرة بوابة الجنوب وفي هذه النّدّية و الجو المهيب و الجياش المفعم بالحيوية و الحماس النضالي السلمي التحرري لنقش هذه اللوحه الجميله التي أعدها ورسمها وشارك في إخراجها الى حيز الوجود كل أحرار الجنوب قاطبة ، وأنتم منهم ايها الاخوة مندوبو المؤتمر ، وكل ابناء شعبنا الجنوبي المكافح و الرافض لاحتلال الجمهورية العربية اليمنية لدولتنا وارضنا .
ايها الاخوة :
إن انعقاد المؤتمر الوطني لحركة النضال السلمي الجنوبي في هذا اليوم التاريخي وفي ظل الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا تحت وطأة الاحتلال وفي ظل هذا الزخم الجماهيري النضالي لكافة مكونات الحراك السلمي الجنوبي في الداخل و الخارج ليشكل حدثاَ مفصلياَ نوعياَ في تاريخ الجنوب الحديث ، ومحطة هامة في إرساء وبناء المداميك الصلبة للثورة السلمية الجنوبية ، التي تتمثل في إقرار الوثائق البرنامجية وانتخاب القيادة الموحدة من بين صفوف الاحرار و المناضلين لمواصلة مسيرة النضال لاستعادة دولتنا وطرد المحتل الغاصب .
وبانعقاد مؤتمرنا هذا وما سوف يتمخض عنه من نتائج إيجابية وعظيمة ترتقي بعظمة هذا الوطن المعطاء وتضحياته ، نكون قد وضعنا الاتجاهات الاساسية لاستعادة دولتنا ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) على كامل السيادة و التراب الوطني وبدون انتقاص ومن ثم الانتقال الى مرحلة اخرى أكثر دقه وحرصاَ وتأميناَ للمسيرة النضالية لاستعادة كل ما خسره شعبنا بفعل الاحتلال من دولة وهوية وتاريخ واستقلال وثقافة من المقومات الاقتصادية و الاجتماعية من المؤسسات الامنية و العسكرية و المدنية التي كانت قائمة التي كانت قائمة في دولة حكومة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) .
أيها الاخوة :
ان تاريخ شعبنا الجنوبي الابي قد تميز عن الشعوب الاخرى في اليقظة و النهوض و المقاومة و الاستبسال في وجه المحتل ورفض الظلم في مختلف المنعطفات وفي انبعاث روح المقاومة عندما يتعرض الوطن للخطر من الاعداء و النيل من سيادته وحقه وكيانه وقد تجسد ذلك في المقاومات المتعدده ضد الغزاه من سبأيين وبرتغاليين وأتراك وأنجليز وأحفاد السبئيين مرة أخرى وفي وقتنا الحاضر .
أيها الاخوة:
أن الواجب الوطني التحرري ليدعونا أكثر من اي وقت مضى للوقوف الجدي و المسؤول و التجرد عن كل النوازع الذاتية و الانانية ، بعقلية واحدة وروح واحدة وبفريق العمل الواحد ، من اجل استخلاص الدروس و العبر من تجارب الماضي ، التي كانت تحمل في أحشائها التبسيط و الغموض و اللامبالاة وما نتج عنها من إخفاقات وأخطاء قاتلة عانى منها شعبنا الامرين ، وما زال حتى اللحظة يدفع ثمن ذلك ، و على هذا الاساس فإننا ندعو مندوبي المؤتمر الوطني الوقوف الجدي و المسؤول أمام القضايا التالية :-
أولاَ : حاضر شعب الجنوب :-
1-من خلال التشخيص السياسي و القانوني العميق لحاضرنا اليوم ، فانه يؤكد و بالدلائل الملموسة بان الوحدة المزعومة قد أنتهت فور إعلان الحرب يوم 27/إبريل 1994م ، وزحف جنازير الدبابات وجحافل القوات العسكرية بمختلف أصنافها التابعة للجمهورية العربية اليمنية على دولة وشعب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، والذي استكمل أجتياحه يوم 7/يوليو 1994م ، وبذلك غدت دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، دولة محتلة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، وما رافق ذلك الاحتلال من فتاوى وتدمير ونهب وسلب وطمس للهوية و التاريخ .
2-من الحقائق التي ينبغي ان ندركها في نضالنا ضد المحتلين ، ان كل المواثيق و الشرائع البشرية و السماوية و الالهية قد ظمنت لنا هذا الحق ، بالعيش على ارضنا وان ننعم بخيراتها كبقية الشعوب و الامم الحرة الاخرى وكذلك الشرعية الدولية المتمثلة بقراري مجلس الامن الدولي رقم (924) و(931) لعام 1994م وكذا المداخلات المقدمة من ممثلي الدول الدائمة العضوية بمجلس الامن التي أكدت جميعها و بالاجماع بانه لا وحدة بالقوة و المثبته في محضر يوم 29 يوينو 1994م وبرقم (2394) .
3-إذا كانت سلطة الاحتلال تدعي شرعية إعلان الشراكة بين ( ج. ي .د. ش. ) و ( ج .ع. ي ) فإننا اليوم نقول ان تلك الشرعية هي نفسها التي أعلنت فض الارتباط مع ( ج . ع . ي ) في يوم 21/5/1994م .
4-الاعتراف الغير مباشر باستعادة دولة ( ج . ي .د . ش ) وذلك عندما تقدمت سلطة الاحتلال الى مجلس الامن بادانة فض الارتباط يوم 21/ مايو 1994م ولم تستجب المنظمة الدولية لهذا الطلب .
-وبعد مرور (15عاماَ ) من نضال شعبنا الرافض للاحتلال عبر مختلف الاشكال و الاساليب النضالية المختلفة وإنطلاقاَ من تلك الحقائق نقول بان الوقت قد حان أكثر من اي وقت مضى على تفعيل نضالنا السياسي الفاعل وابتكار اساليب نضالية راقية تظمن تحقيق الهدف الاستراتيجي ونعمل على تعزيز وحدة الارادة القوية و الصلبة لاحرار الجنوب بمختلف تكويناتهم النضالية ، و الترفع عن الصغائر ونبذ التباينات وفق رؤية جامعة تلبي طموحات شعبنا حاضراَ ومستقبلاَ .
لقد أثبتت التجارب الماضية ان التباين بين اصحاب الهدف الواحد هو البدايه لخلق بذور الوهن بين صفوف المناضلين لا يستفاد منه أحد سوى سلطة الاحتلال وتوظيفهُ في شق الصفوف لاستمرارها في إحتلال ارضنا وبلادنا ودولتنا .
ثانياَ : مستقبل شعب الجنوب :-
ايها الاخوة المندوبون :-
اليوم ونحن نقف في هذه اللحظات التاريخية أمام مجمل القضايا السياسية و التنظيمية و الجماهيرية الرامية في هذه المرحلة .. مرحلة إستعادة دولة ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) كمهمة أساسية ورئيسية قبل اي حديث عن تفاصيل المستقبل ، ولكن لا يمنع هذا ان نتحدث عن الخطوط العريضة وبالاستفادة من تجارب الماضي و الحاضر متجاوزين مظاهر السلب التي كلفت شعبنا ثمناَ باهضاَ بسبب المحاباه و التخاذل و الارتجال و السكوت عن الحق و الاصطفاف المناطقي و الحزبي الضيق ومصادرة الحقوق الدستورية لشعب الجنوب وابنائه من قبل النخب السياسية التي استأثرت بالسلطة و التجارب شاهدة على ذلك خلال المرحلتين السابقتين اي ما قبل 30 نوفمبر 1967م وما بعد هذا التاريخ حتى يومنا هذا .
ومن اجل تجاوز تلك الممارسات و السلبيات في المستقبل واستشعاراَ بالمسئولية التاريخية والوطنية التي يتوجب على كل جنوبي ان يحرص كل الحرص في تجاوزها و الخروج منها وتجنب الوقوع فيها او تحت تأثيرها ونحن نضع اللبنات الاساسية لمستقبل شعب الجنوب القائمة على المبادئ التالية :
1-ان شعب الجنوب شعب عربي مسلم وجزء لا يتجزئ من الامة العربية و الاسلامية والوطن العربي وهويته وثقافته وتاريخه .
2-الاسلام هو المصدر الرئيس للتشريع ، و اللغة العربية الرسمية .
3-شكل الدولة . برلمانية لا مركزية بحكم محلي واسع الصلاحيات ونظام تعددي .
4-ترسيخ مبدئ التسامح والتصالح الجنوبي قولاَ و عملاَ ثقافة وسلوك وجعل المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات الحزبية و المناطقية و المنافع الشخصية .
5-القبول بالتعدد و التنوع واحترام الرأي و الرأي الآخر وعدم إتباع مبدأ الاقصاء و الالغاء و التخوين و اللجؤ الى العنف و التحريض له و الالتزام بالقسم الذي قسمه الجنوبيون بالحبيلين ، بان دم الجنوبي على الجنوبي حرام .
6-بما ان الشعب هو مالك السلطة ومصدرها وهو صاحب الحق في إختيار نظامه السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و هو صاحب الحق في ارضه وما تحتوية باطنها من ثروات وما عليها و لا يجوز مصادرة هذا الحق من قبل جماعة او حزب او تنظيم بل العودة إليه لتحديد طريقة إستخراجها و الاستفادة من خيراتها وذلك عبر إستفتاء شعبي عام يحظى بتأييد وموافقة ثلثي عدد الناخبين المقيدين في سجل الانتخابات .
7-أي شكل من اشكال الحكم قد فرض على شعبنا وعانى منه الآخرون ولا يرغب في إعادة إنتاجه ، لا يحق إعادته .. وتجريب المجرب مرة أخرى .
وبناءَ على ما تقدم ونتيجة لاي تفسيرات اخرى او الوقوع في الخطأ مرة اخرى فأننا نرى ان يتم ترحيل القضايا التي هي من حق الشعب لكي يقول فيها كلمته ، وفق إستفتاء شعبي عام ، بعد إستعادة الدولة ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) ، على كامل ترابه الوطني وبدون اي إنتقاص . وهي :
أ‌-مشروع دستور الاجماع الوطني .
ب‌-شكل الدولة ونظامها السياسي .
ج- اسم الدولة الجديدة وعلمها وشعارها .
- أيها الاخوة :
ان سيرنا على طريق الهدف الاستراتيجي لا ستعادة دولة ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) في المرحلة الاولى ومن ثم الانتقال الى بناء الدولة العصرية الحديثة ذات الاساس التشريعي و القانوني و لا نجعل الجدل يمنعنا عن النضال و النضال المثابر و المستمر وجعل الحوار و المشاركة الايجابية وروح النقاش اساس لحل المشاكل حتى يوم الخلاص الوطني .
وفي الختام نتمنى لمؤتمرنا هذا النجاح و التوفيق والخروج بالقرارات الخلاقة التي ينتظرها شعب الجنوب الصامد الصابر المكافح ، وفاءَ لتضحياته وشهدائه الابرار على طريق طرد الاحتلال الغاشم من ارضنا الجنوب ، ولترتفع عالية راية الحرية و الاستقلال فوق سماء الجنوب بلادنا وارضنا الطيبة ، وفوق قلعة صيرة وجبل شمسان في العاصمة عدن .
المجد لكل ابناء الجنوب المناضلين الاحرار و الخلود للشهداء الابرار . شهداء الحركة النضالية السلمية ، وكافة شهداء الجنوب شهداء الثورة و الاستقلال و البناء الوطني ، وشهداء الاستقلال الثاني .... بإذن الله

صادر عن هيئة حركة النضال السلمي الجنوبي

محافظة الضالع ، المقدمة التى المؤتمر العام الاول لهيئات الحراك السلمي الجنوبي المنعقد بتاريخ :23 /3 /2009م