الأخ الكريم رفيق الجنوب
سلوكنا وممارستنا لا ترتقي إلى مستوى القضية بتعقيداتها السياسية والتاريخية والاجتماعية ، كان من المؤمل أن يشكل الحراك نقطة انطلاق لتحريك المياه الراكدة نحو إعادة ترميم وتوحيد البيت الجنوبي والانتصار لقضيته التاريخية ، واستعادة الهوية والوجود ، وللأسف تمزق الحراك وكثرة الجيوب والزعامات وتخللت الصفوف ، فأصابه الجمود في مقتل وتجاوزته ثورة الشمال بمسافات ، فالمشهد الجنوبي اليوم مخيف ومحزن ،والشعارات المرفوعة والخيارات المطروحة لا تقترن بالأفعال الملموسة ، وإذا أردنا أن نقيم أوضاعنا بمسؤولية وتجرد فلن ينجو أحد من سهام النقد ، فالجميع شركاء في المحنة وشركاء في الضياع وشركا في التناحر والتدمير، هذا الجنوب الذي يتباكى عليه الثوار ودعاة الحرية والاستقلال والفيدرالية وغيرهما من المسميات ، ليس هو الجنوب المعلب بقوالب ألامس ، لم يتبقى منه غير قشور الذكريات والحنين والألم ، ونفحات التسامح والانتقام ، جنوب بتركيب ديموغرافي جديد ، وأنماط ثقافية مختلفة ، ووعي مشوه ، واصطفا فات متشابكة ومركبه، فالاشتراكي ليس بالاشتراكي و يجرى محاكمته بعقلية وأيدلوجية الاشتراكي المندثرة ، والتيارات الدينية متنوعة من إصلاحية ، وسلفية ، وجهادية، منها الظاهر وما هو كامن تحت الأرض استعدادا للحظة الفاصلة ، والتكوينات الجهوية تتمحور في كل منطقة، بمسميات حرا كية ونضالية سلمية وثوريه ، وشركاء السلطة يقيمون الحواجز الدفاعية نحو إلا عودة المرتقبة ، ويسهمون بدور فاعل في خلط الأوراق الحراكية والأمنية . والمحيط الإقليمي والدولي في اشد الحيرة من بؤسنا وتعاستنا وعجزنا عن الحراك السياسي الخارجي ، وتقوقع الرهبان في محا ربيهم ظنا منهم أن الانعتاق والتحرر سيأتيهم على طبق من ذهب لمجرد أن أحلامهم تصور لهم مشهد الانتصار السلمي بالسيوف الهوائية والاستحقاق التاريخي الضائع ، لا أطيل ففي العقل والنفس ما يكفي من ألم وشجون أظنها لا تنتهي . تحياتي واحترامي
التعديل الأخير تم بواسطة عمقيان ; 2012-01-01 الساعة 06:31 PM
|