![]() |
![]() |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#15 |
قلـــــم ماســــي
تاريخ التسجيل: 2010-05-25
المشاركات: 17,893
|
![]()
في الذكرى 2 لمحرقة المعجلة -الجنوب وطن لا نعيش فيه بل وطن يعيش فينا
بقلم : احمد الشمسي "الجنوب وطن لا نعيش فيه، بل وطن يعيش فينا" هكذا قال آل باكازم... إنها فلسفة شعور وإحساس فائق بوعي الرابطة الأبدية الحميمة التي لا تنفصم بين الإنسان ووطنه، فلسفة التعبير عن ذلك بكلمات خفيفة على اللسان، ثقيلة في الوجدان الإنساني لشعب الجنوب، التواق للحرية أبداً. رأينا ذلك في صورة مكتوباً بالخط العريض على لافتة برزت من بيت اللافتات الأخرى في احتفالية آل باكازم بالذكرى الأولى لمحرقة المعجله التي ارتكبت بمباركة الجنرال العجوز المنتظر حينها في قصره فجر يوم 17/12/2009 لسماع تنفيذها –دون أن ينال جزاءه حتى الآن!! محرقة المعجلة مهدت الطريق لمحرقة جعار وزنجبار الراهنة، لأن النية الجبانة الحقيرة للقتل كانت مبيتة سابقاً من قبل المحتل القاتل على غفلة من آل باكازم الذين لا يغدرون! محرقة فاشية راح ضحيتها أبرياء نائمين في رعاية الله من الأطفال والنساء والشيوخ والشيخات، ولم يسلم منها حتى المواشي والنحل واليعسوب وأشجار السُّمُر! التصقت أشلاء الأبرياء متناثرة هنا وهناك بفروع وأغصان الأشجار الشوكية جراء القصف الوحشي بالرموتكنترول، لتمتزج دماء البشر الطاهرة الفائرة بلب ورحيق تلك الأشجار، لتكون شاهدة عيان على أحد فصول الهمجية الجديدة للمحتل الغريب الذي يدعمه من هو أغرب منه. يمتلك آل باكازم منتهى الوعي بالهوية والإنتماء للوطن الجنوبي العربي، المتغلغل في نفوس وقلوب وشرايين شعبه بذكوره الشرفاء وإناثه الشريفات. رأينا لافتات معبرة عن مطالب الجنوب خلال مسيرة الحراك المدني السلمي الظافرة يحملها شعب الجنوب على يديه وبين يديه، لكن ما أبدعه آل باكازم يمثل قمة الوعي بوطنهم وقضيته العادلة: فنحن اليوم أمام مشاعر إنسانية عميقة وناضجة، أحاسيس عملية تدرك أن الوطن الجنوبي بقدر ما نعيش فيه فهو بالقدر نفسه يعيش فينا. الأرض والإنسان في تناغم ووئام، إذا غاب أحدهما افتقده الآخر، إذا كشر الزمان أنيابه ضد الوطن بكارثة طبيعية أو بغزو واحتلال خرج شعبه ليسترد الوطن بما تيسر من وسائل المقاومة المشروعة منذُ وُجِد وطن ووُجِد إنسان، والنصر حليفه. آل بكازم يرسلون رسالة للعالم هي أن الإنسان غير قادر على العيش بلا وطن، ولا الوطن قادر على التنفس والعطاء بدون إنسانه ومواطنه، الوطن يجري مجرى الدم في عروق وشرايين وفي وجدان وسويداء أفئدة مواطنيه! إنه مرسوم بتضاريسه ووديانه وخلجانه وبحاره وجباله على خارطة مورثاتنا (الجينية) التي لا تنمحي. فالمعتدي القاتل يقتل، ويزيد في قتل هذا الشاب أو تلك الشابة، ذلك الرجل أو المرأة في وطنهم، لكننا سنودعه ونودعها شهيداً وشهيدة، ونضعهما في تراب الوطن، من حيث أتيا - نطفة فعلقة فرضيع فطفل فصبي فشاب فرجل فشيخ وشيخة - لكن حتى بعد آلاف مؤلفة من السنين إذا فحص العلم الهيكل العظمي للشهيد والشهيدة سيضل الوطن مرسوماً على عظامهما يحمل بصماته الخالدة. صبراً آل باكازم فطالما الوطن يعيش فيكم وفينا فاستقلاله قريب! ولن ننسى المحرقة وسندرسها في المدارس الجنوبية لكي لا تتكرر... أحمد الشمسي / المعجلة – المحفد = أبين |
![]() |
![]() |
|
|
|