اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة استبرق
اخي العزيز نعلم بان الامبراطورية البريطانية قد انتهت بعد الحرب العالمية الثانية وبداء نجم امبراطورية الغرب الجديدة
في الظهور وهي امريكاء؛ لذا قررة بريطانياء سحب جميع قواتها وتسليم مستعمراتها الى اصحاب الارض الاصليين.. هذا الكلام غير دقيق... الأمر لم يكن إستبدال دولة بدولة بل إستبدال نظام بنظام... إستبدال الإستعمار القديم بإستعمار جديد...إستبدال الإستعمار العسكري بآخر إقتصادي... فالدول الإستعمارية لم يعد بمقدورها تحمل تكاليف الإحتلال الباهظة خاصة مع تصاعد دور المعسكر الشرقي الذي دعم حركات التحرر و كذا ظهور الأزمات الإقتصادية في الدول الإستعمارية و تصاعد دور الأحزاب اليسارية و المنظمات الحقوقية فيها و التي كانت ترفض الإستعمار و تطالب حكوماتها بتحمل مسؤولياتها تجاه الدول المستعمرة و منحها حقوقها الكاملة بما في ذلك حق المواطنة إن لم يتم منحها الإستقلال. و لأن هدف الإستعمار الأساسي و خاصة في تلك المرحلة تركز في الأساس على نهب المواد الخام و تسويقها... فكان لزاما على تلك الدول أن تغير سياستها و تمنح المستعمرات إستقلالها على أن يقتصر دورها على تمهيد الأمور للشركات الإحتكارية الكبرى لتقوم بالحصول على المواد الخام بأبخس الأسعار الممكنة و بيع منتجاتها بأغلاها... حتى تحصل على أعلى الأرباح. و لأن هذه الشركات متعددة الجنسيات و أهدافها لا تتغير مهما تغيرت الحكومات أو إختلفت الدول... فكان على الدول الإستعمارية أن تتحالف و تنسق فيما بينها في كيفية إدارة الأمور لما يخدم مصالح هذه الشركات و بالتالي مصالح دولها.
وعلية نقول بان ثورة 14 اكثوبر اتت لهدف لم الشمل الجنوبي وتفادي تشرذمة بعد رحيل الاستعمار فلو ان بريطانياء رحلت
واستمر الوضع في الجنوب كما هو علية لكان تقسم الجنوب الى دويلات وسلطنات وامارات تتناحر في مابينها ؛ ليس هناك ما يدعم هذا الإدعاء إطلاقا... فالسلطنات و الإمارات التي ذكرتها كانت متحدة بشكل طوعي في دولة فيدرالية و هذه الوحدة كانت تعبر عن شكل راق للتوحد لم تحتدي به الدول العربية للأسف و جرت وراء غوغائية القوميين الذين كانوا ينادون بالوحدة بأي ثمن حتى و لو كان الثمن هو الشعب نفسه!!! نعم كانت هناك بعض السلطنات لم تنظم بعد لإتحاد الجنوب العربي و لكن المشاورات كانت مستمرة لإقناعها على الإلتحاق بالإتحاد و كان هناك تقدم في تلك المشاورات و خاصة فيما يخص سلطنتي حضرموت... و سواء إلتحقت السطلنات الباقية بالدولة الإتحادية أو لم تلتحق... المهم أن القرار كان سيكون بإختيارها و لم تكن هناك نية بفرض الوحدة عليها و لم تكن هناك ثقافة لفرض أي أمر بالقوة و بالتالي لم يكن هناك أي مبرر لأي تناحر بين تلك السلطنات و الإمارات... الحروب تأتي عندما تحاول أن تفرض أمرا ما بالقوة على الآخر و هو ما عمله القوميون و أدخلونا في صراعات لا أول لها و لا آخر. التناحر و القتال الداخلي عرفناه في عهد الرفاق الذين حطموا كل الأرقام القياسية في التصفيات الداخلية و سفك الدماء... لهذا مهما كان التناحر بين هذه السلطنات و الإمارات... فأنا لا أظن بأنه كان سيكون أسوأ من حروب الرفاق.
اما قولك لكان
حالنا مثل الامارات العربية فهذا غير صحيح لان بريطانيا عندما غادرة الامارات لم تترك خلفها الا بيوت من الصفيح وصحاري قاحلة
وهذا خلاف ماكانت علية عدن درة مدن الشرق في حينها ايضآ الامارات العربية عندما رحلت منها بريطانياء لم تكن دولة بكل مقوماتها
ولهذا سعى الشيخ زايد رحمة الله على وحدة تلك الامارات المتناثرة وجعل منها دولة حتى اتى النفط والطفرة التي كانت السبب الرئسي
في تماسك الدولة ونهوضها الاقتصادي.. أنا قلت بأننا سنكون كالإمارات في أسوأ الأحوال... و المرجح بأننا ربما كنا سنكون أفضل حالا منها و ذلك لوجود بنية الدولة الحديثة في الجنوب العربي حينها و خاصة في عدن و حضرموت... بالإضافة للثروات التي كان يملكها الجنوب سواء الموقع الإستراتيجي لميناء عدن أو الزراعة أو البترول الذي كانت الشركات الإنجليزية تعلم بأماكن وجوده... كما لا تنسى أن بريطانيا كانت ملزمة بدفع تعويضات للدولة الوليدة!!
استذكرت كلمات قالها الشيخ زايد رحمة الله في احد مناسبات استقلال دولة الامارات عندما سألتة مذيعة عربية في مقابلة تلفزيونية وقالت
له نريدك تحدثناء عن ثورتكم ضد المستعمر وكيف تمكنتوا من الانتصار ونيل الاستقلال ..؟
فماكان من الشيخ الا ان ابتسم وقال يابنتي لم نقيم اي ثورة في الامارات ضد الانجليزي بل انهم عندما ابلغونا بموعد رحيلهم من بلادنا
حزنا على قرارهم وطلبنا منهم البقاء لاننا كنا نعيش معهم ويقدموا لنا الدعم الغذائي والمادي وبعد رحيلهم مرت علينا ضروف قاسية او هكذا قال..
وعلية نكرر ونقول بان ثورة 14 اكتوبر اتت لهدف نبيل يوحد الجنوب ويكسبة مناعة ولكن ثمار تلك الثورة تم اختطافها باسم القومية العربية
ثم جر الجنوب العربي الى اليمننة من خلال مخطط مرسوم مسبقآ ..
توحيد الجنوب لم يكن هدفا للثورة بل كان الهدف الوصول إلى السلطة لأن الجنوب كان يعيش وحدة فيدرالية و هو ما نسعى إليه الآن... ثم لو فرضنا جدلا أن الهدف كان الوحدة فإن الأسلوب الذي إتبعته الثورة كان خاطئا لأنها أرادت الوحدة بقوة السلاح و هو مبدأ مرفوض تماما... و أثبتت الأيام خطأه!!!
|
أخي الكريم إستبرق...
تفضل ردي في دي مداخلتك باللون الأزرق...
تحياتي
__________________
درة الجنوب ...... الشهيد الطفل عبدالحكيم الحريري
|