مدير قناة عدن لايف (الجعري) يتخلى عن إدارة القناة لزميله محمد الهمشري

[طائر الاشجان]

خبر كهذا لا شك وأنه نزل كالصاعقة على رؤوس محبي عبدالناصر الجعري ، ليس تقليلاً من مكانة أخي وصديقي محمد الهمشري ، فهو أكثر الناس التصاقاً بزميله وأخيه ، ويعرفه بما له وما عليه ، ولكن أن نتعامل مع خطوة كهذه بمجرد التصفيق لعبدالناصر على روح الإيثار والسمو فوق نوازع الذات ، وحث الهمشري على المضي بعزيمة لا تلين ، دون أن نسأل لماذا تعشم مدير القناة صياغة قرار التنحي هذا ، وساقه إلينا بعفوية مشبعة بالقناعة ، فلا هو عرّج على التعليل لهكذا خطوة ، ولا أحد منا كلف خاطره ليسأل لماذا ؟ وكأن الأمر سيان في من يذهب ومن يأتِ ، بل أن البعض جمح إلى القول بأن القناة في عهد عبدالناصر لم تحقق إلا بضعاً من المائة مما يتطلع إليه أبناء الجنوب ! وهو حتماً يتطلع إلى استوديوهات بث تضاهي استوديوهات الـ بي بي سي ، متناسياً إمكانات القناة الشحيحة التي تصل إلى حد العدم .. مَن يعش داخل إطار الصورة يرى عن قرب المنجزات بحجمها الطبيعي ، ويعلم أن ما نشاهده تطلب جهوداً مضنية ، ونشاطاً خرافياً ، اضطلع بكل ذلك شباب لا أزيد على ما وصفهم أخي عبدالناصر في أتون ديباجة الإستقالة التي لا أكاد أصدق أنني قرأتها .

إرضاء الناس غاية لا تُدرك .. وإذا كان عبدالناصر الجعري قد عمل ما في وسعه للوصول بالقناة من لا شيء إلى المستوى المبهر الذي هي عليه الآن ، فإنه أعجز من أن يرضي أهواء العباد ، هناك من يرى أنه لا داعي للقناة هل تصدقون ! وهذا الصنف يعيش بيننا ويتحدث بلساننا ، وعلى عبدالناصر الجعري أن يتعايش مع منطقه إما بالإيجاب أو بالرفض ، ومن العبث أن نقيم وزناً لمثل هذه النوعيات اللامبالية بمصلحة الجنوب بقدر ما يهمها أن ترى في القناة صورة طبق الأصل لروتانا طرب ، ويبقى مدير القناة أمام خيارين أحلاهما مر ، فإما أن يعمد إلى تجاهل الأصوات ويعمل بمقولة علي صالح ( أصوات نشاز فاتها القطار ) أو أن يصغي إلى ما تهرف به فيكون بذلك قد فتح في قلعته فجوات لهبوب العواصف ، وهذا ما تعرض له تحديداً فآثر أن يتموضع في زاوية أخرى من زوايا الحراك الجنوبي الهادف إلى تحرير واستقلال الجنوب .

ويبقى الأمر بسلبياته وإيجابياته مرهوناً بما سيأتي به الغد ، فالقناة ستمضي ، والرجل لن يتخلى عن العدو في مضمارها فهدفه أنبل من مجرد منصب ومسمى للشهرة ، ونحن سنبقى نؤدي دورنا في تلقين الآخرين ما يمليه مزاجنا ، وحينها سندلي برأينا ، تحضرني في هذه الجزءية مقولة الدكتور محمد علي السقاف على لسان اليمنيين ( يمكن نعترف .. ويمكن ما نعترف ) .

تحياتي
طائر الاشجان