السيدة توكل كرمان يمنية و ليست جنوبية.... و مع هذا أنصفت الشعب الجنوبي و ثورته أكثر من الكثير من الجنوبيين سواء من هم في السلطة أو المشترك... بل و حتى بعض من هم في الحراك. بصراحة هذه أول مرة أرى فيها هذا الفيديو و هناك أمران لفتا إنتباهي في كلمتها:
أولا- هناك هجوم مركز على المواقف التقليدية للإصلاح و خاصة تيار الزنداني لموقفه من حقوق المرأة و تقنين سن الزواج و تجريم الزواج من القصر... الشماليون في بداية الوحدة بشكل عام كانوا يسمون قانون الأسرة الجنوبي بأنه قانون شيوعي ملحد... و إنها لعمري لمفارقة عجيبة أن تشيد توكل كرمان الإصلاحية بهذا القانون و تهاجم قانون الأسرة الشمالي المتخلف الذي ساهم في وضعه رجال الإصلاح... و من سخرية الأقدار أن الحزب الإشتراكي الذي كان يمثل الجنوب هو أول من تخلى عن قانون الأسرة الجنوبي بإيجابياته الكثيرة و قبل بقانون الأسرة الشمالي القادم من العصر الجاهلي والذي لا يمت في معظمة بشئ للإسلام. كما أنه كان هناك الكثير من الهمز و اللمز في كلمة توكل كرمان ضد التيار القبلي الذي يعتبر المعطل للمواطنة المتساوية و سيادة القانون الذان ركزت عليهما توكل في كلمتها. القادم من الأيام سوف يظهر المزيد من التناقضات بين هذه التيارات (القبلي – الديني – و الشبابي) يضاف إليهم طبعا العسكر و سنرى إلى أين ستصل ثورة التغيير بكل هذه التناقضات.
ثانيا- الإشادة بثورة أكتوبر – رغم تحفظي على المديح المبالغ فيه لمنجزات ثورة أكتوبر – ورفض إعتبار ثورة أكتوبر مجرد إمتداد لثورة سبتمبر. بصراحة كانت مفاجأة بالنسبة لي أن يأتي هذا الكلام من قيادية يمنية و ليس من قيادي جنوبي. الحزب الإشتراكي اليمني – الله لا سامحه – و طوال فترة الدراسة من الإبتدائية و حتى الثانوية كان يحشو أدمغتنا بأن سبتمبر هي الثورة الأم و أن أكتوبر ما هي إلا تابع رغم أن سبتمبر كان مجرد إنقلاب عسكري أطاح بإمام ليأتي بأئمة أكثر تعسفا و ظلما و فسادا. و قبل أن يقول علي صالح و عبدالله الأحمر بأن الوحدة هي عودة الفرع للأصل كنا نحن ندرس في مناهجنا أن الشمال هو الأساس و نحن مجرد فرع يجب أن يعود إلى الأصل و لو بعبارات أخف. و الآن تأتي توكل كرمان و أمام قادة الحزب الإشتراكي الذين لا يخجلون من أنفسهم لتقول لهم أن أكتوبر ثورة عظيمة حققت أهدافها و سبتمبر فاشلة لم تحقق أي من هدف وطني... هذه هي الحقيقة سبتمبر مجرد قزم مقارنة بأكتوبر... ألم يكن رجال أكتوبر هم من دافع عن النظام السبتمبري و أنقذه من السقوط بيد الملكيين؟!!!