رسالة وفاء للاْوفياء { كلمة اولاد الشهيد علي صالح الحدي} بمناسبة مرور عام من استشهادة

[احمد عمر بن فريد]

وفي كل مرة اصل الى المكان الذي لفظت فيه اخر انفاسك ، اراك وانت تخيط البيت جيئة وذهاب ، تنتقل بين ردهات البيت كالاسد الجامح ، تنتقل من شباك الى شباك تهيل على قرود الغدر والعدوان وابل من الرصاص كالمطر المنهمل وهم يتقافزون ويتساقطون كالذباب ويختبؤون خلف مصفحاتهم ، ويخالون جيشا داخل البيت واتذكر امي وهي شامخه بكبرياء المرأة الجنوبية التي رضيت بقضاء الله وقدرة وهي تساعدك قدر ما تستطيع باعادة شحن اواليك بالرصاص وتطلق كلما استطاعت على المرتزقة الذين جائوا ليسلبوها زوجها كما سلبوا جنوبها وتابى الا ان تدافع عنهما ، وهنا ارى رصاصة الغدر التي كبحت جماح الاسد الغضنفر، و ارى امي وهي تضمد جراحك بخرقة مبلولة بدمك الطاهر ، واصوات تتعالى هنا وهناك واتربه وغبار يتطاير من جراء القصف والقنابل والرصاص ، في تلك اللحظة يقف الزمان والمكان ، انظر في عين امي وهي تذرف الدموع وبجانبها قدر صغير به خليط دم وماء تضمد جرحك فارى في عينيها خليطا من الخوف عليك والرجاء ان لا تستلم فلابد من الصمود ولسان حالها يقول زوجي لن يستطيعوا قهرنا ، انقل بنظري الى عينك فارى نظرتين ، نظرة حانية لامي حالها يقول لاتقلقي ان الله معنا ولا بد ان ننتصر ، والاخرى نظرة شموخ وعزة لمن يطلقون رصاص الغدر حالها يقول انها لثورة حتى النصر ، وارى في عيون الجبناء نظرة ملؤها الذل والرهبه ، تعود عجلة الزمان والمكان واجلس على السدة مكملا شريط الذكريات.

مثلت حادثة استشهاد الشهيد البطل / علي صالح الحدي ... المعنى الحقيقي للاحتلال الهمجي المتخلف الجاثم على ارض الجنوب وشعبه , وحفر مشهد الاستشهاد في اذهاننا صورة لا يمكن ان تمحى من الذاكرة , وسوف تبقى ماثلة أمام أعيننا كلما شاهدنا جنديا من جنود الاحتلال في اي منطقة من مناطق الجنوب .

ملحمة سقوط الشهيد لم تقتصر فقط على بطولته واستبساله النادر امام خسة الغدر ودناءة فعل المحتل , وانما امتدت الى والد الشهيد في رقصته الشهيرة امام حشود التشييع , وتجسدت ايضا في نضال حرم الشهيد كما يصف ابنه البطل في ذلك المشهد المشرف الصلب الذي هز مشاعرنا ووجداننا .

لم اتأثر انا شخصيا بأي حادثة قدر تأثري بما حدث لهذا البطل من سلوك عدواني همجي غير مسبوق ... وسوف تبقى جريمة اغتيال الحدي جريمة مكتملة العناصر , خاصة وانها من النوع النادر الذي يقدم فيها المجرم نفسه بنفسه معترفا بجريمته ..!! وهم ان فعلوا ذلك لأنهم لا يملكون ذرة من الرجولة ولا من الانسانية , فاننا نجد ان هذه الجريمة تكتسب بعدا آخر في الندرة من حيث اننا لم نشاهد رجل واحد نبيل ممن يضعون انفسهم في اطار شرعية منظومة الاحتلال من (( نواب الجنوب )) !! لمساءلة وزير الداخلية ومدير امن زنجبار عن هذه الجريمة الوحشية في حق هذا الرجل !! .. رحم الله الحدي ورحم جميع شهداء الجنوب الأبرار
واطلب من ادارة المنتدى ... وفاء لهذا الرجل تثبيت الموضوع لثلاثة ايام على الأقل .. ام ان ذكرى الحدي لم تسترعي الاهتمام الى هذا الحد ؟!!
الى الابن البطل ... لك الفخر ايها الصغير .. ولهم المذلة والهوان ... لقد كان والدك رمزا للبطولة والبسالة .. وكان شرفا للجنوب .