القضيه الجنوبيه في الصحافه العربيه والعالميه ( على الجميع التعليق ) 6-12

[عبدالله البلعسي]

عدن وحكايات النجاح في «خليجي 20» !

عدن كسرت الهواجس المفتعلة، اليمن نجحت في خليجي 20، وعنوان النجاح هو الجمهور اليمني الذي كان فاكهة البطولة، فهو صاحب اللقب وهو جدير بالانجاز.

عدن بددت التوجسات المصطنعة التي اثيرت قبل البطولة وتصاعدت مع تقادم وقت انطلاقها، حيث كان الاصرار اليمني نابعا من قناعة تامة بالقدرة على ان يكون النجاح هو حليف اليمن في خليجي 20.

ان اليمنيين كانوا يدركون جيدا ان عدم اقامة البطولة يعني بقاء الصورة مشوهة عن يمنهم السعيد، وبالتالي لا يمكن ان تمحى هذه الصورة مهما كانت الهمة في محوها، وان تواجد الاشقاء في عدن وضعهم امام الحقيقة بعد ان لاذ من كان يلعلع ويطالب بعدم اقامتها زارعا الرعب في النفوس والخشية من ان تطأ الاقدام ارض عدن، وعدن هذه المدينة الجميلة التي تغفو على البحر وتتعطر بأخلاق اهلها وطيبتهم تركت صورة مثالية في نفوس الجميع لاسيما الاعلام الذي نقل كل ما شاهده بأمانة وموضوعية والذي كان صادقا بما نقله بعيدا عن اي عواطف لكن الحقيقة هي التي فرضت نفسها على الواقع الحقيقي الذي عاشته خليجي 20، لذا ان اليمن انتصر وفاز بالبطولة. وتوشح اليمنيون بحبهم للاشقاء.

الرياضة اليمنية تناضل ضد المستعمر

ان الرياضة في اليمن ليست وليدة اليوم او انها حديثة عهد فكرة القدم كانت في عدن التي احتضنت العرس الخليجي 20 منذ عام 1905 وهذا يعني انها الأولى في الجزيرة العربية ويعد نادي التلال اعرق الاندية اليمنية الذي تم تأسيسه في العام المذكور، وللرياضيين لهم حكاية والف حكاية والف حكاية كونهم جزءا من شعب يحب الحرية لذا كانت الاندية الرياضية اول من قاوم المحتل وهذا ما اشره تاريخ الرياضة اليمنية الذي تم تناوله خلال كأس الخليج الحالية.

لقد تصاعد نضال شعب اليمن ضد الاستعمار بعد ان استهدف المستعمر قمع حركتهم التحررية التي التفت الجماهير حولها ومن بينها اندية كرة القدم التي وقفت منذ الخمسينيات تساند الحركة التحررية فكانت لها وقفة وطنية مشهودة كما قاومت قانونا اصدره المستعمر عام 60 الذي كان ينص على منع اي مظاهرات جماهيرية حيث وجدت الاندية الرياضية نفسها امام مسؤولية رياضية ووطنية تفرض عليها اظهار مساندتها للمقاومين للاحتلال حيث سارعت الاندية الرياضية للرافضين للقانون ومن بين المعارضين الاتحاد الرياضي الذي كان يقود الاندية الرياضية في مسيرتها النضالية.

رفض اتحاد الجنوب العربي

لقد رفضت الاندية الرياضية مع فئات الشعب قيام اتحاد امارات الجنوب العربي عام 1959 والذي تحول عام 1962 الى اتحاد الجنوب العربي وكان هذا الرفض نابعا من ادراكها بأن هذا الاتحاد انما قام بهدف سلخ الجنوب اليمني عن الشمال اليمني وقد مهد الاستعمار لقيامه باعلان قانونين اولهما قانون الصحافة الذي يحرم نقد الحكومة ومشاريعها والمحميات في عدن وثانيهما قانون حالة الطوارئ الذي كان يهدف الى زرع الخوف وقتل روح المقاومة للمشاريع الاستعمارية .

الرياضيون واول شهيد

وتأتي اعوام الستينيات لتشهد البلاد تحولا كبيرا في مجرى نشاط الشباب ومن ابرز معالمه تعاظم روح المقاومة بصورة اخرى ليحققوا آمالهم الرياضية واهدافهم الوطنية من خلال كفاح مسلح يستردون فيه حقوقهم ويعوضون ما فاتهم لذا وقفوا متحفزين للانخراط في صفوف المقاومة.

وكانت قصة اول شهيد رياضي تجسدت فيها كل معاني التضحية والفداء، وان اول شهيد رياضي هو محمد علي حبيشي الذي سيظل يوم 4 ديسمبر وهو تاريخ استشهاده خالدا في صفحات الابطال وفي سجل شهداء الاستقلال الذي من اجله كان الشهيد متلهفا لخوض معاركه حيث نفذ عملية فدائية فقضى في يوم تنفيذها برسم خطة نجاحها.

وقبل التنفيذ لم تظهر على ملامح الشهيد اي حالة من الانفعال او الخوف بل كان محتفظا بهدوئه الذي عرف به وهو يمارس كرة القدم حيث كان قبل التنفيذ بدقائق جالسا بجوار المدرج البلدي الذي حمل اسمه فيما بعد كرمز حي لنضال الرياضيين من اجل اشرف قضية هي قضية تحرير البلاد من الاستعمار.

حيث عندما خيم الظلام انطلق الشهيد تحت ستاره صوب منطقة الخساف ليهاجم دورية انجليزية وسقط شهيدا بعد ان انفجرت القنبلة بيده ونعاه الرياضيون الذين اعتبروه قدوة حسنة لهم في التضحية والفداء من اجل الوطن.

وقد اعتبر الرياضيون الاشهر الأولى من عام 1967 مباراة فاصلة بينهم وبين الانجليز لنيل درع الاستقلال بعد ان هزموا الانجليز بعد نضال ماراثوني طويل وكان فيه الشهداء عنوانا له وسجلوا الكثير من الاهداف في هز شباكهم.لقد كانت نظرة الشباب الرياضي الى الاستقلال نظرة كلها امل وثقة وتفاؤل في القضاء على القيود التي كانت يفرضها المستعمر على الرياضية بعد قرابة 129 عاما من تلك القيود المقيتة حتى شاركوا مع شعبهم في تغيير الوضع وجعلوا منه افعالا مشرفة ,

واليوم وعدن تودع خليجي 20 فانها كانت بحق مدينة مضيافة واصيلة في تعاملها واستقبالها للاشقاء .

شاب يمني ودموع الاعتزاز !

وانت تتجول في مدينة عدن الجميلة الكل يرحب بك بعد ان كان البعض يصور ان الكل يهدد، الجميع يستقبلنا ويقول حللتهم اهلا ووطأتم سهلا، نعم هذا كلام كل يمني هناك بعد ان حاول البعض ان يزرع اليأس بقامة البطولة.

وكانت هناك حكاية جميلة حيث جاءنا اتصال هاتفي من خارج حدود اليمن يستفسر عن احوال اليمن وكيف هي عدن وكيف امنها وامانها، فما كان منا الا ان نقلنا الصدق وقلنا نحن الآن نتجول في شوارعها وفي محلاتها ونتبضع من طيب عسلها، فهي مدينة مسالمة وآمنة واهلها طيبون وكل ما قيل عنها مجرد افتراءات باطلة فندتها وسائل الاعلام كافة التي تواجدت فيها، وذلك الشاب اليمني صاحب المحل يسمع الكلام وما استرسلنا بالكلام حتى انهمرت الدموع من عيونه هي مزيج بين دموع الفرح والالم، نعم دموع الفرح كون الحقيقة هي التي صدحت بأعلى صوتها والالم كون اصحاب النظرة السوداوية ارادوا لعدن ان تبتعد عن خليجي 20، فتحدثنا مهه وقلنا له ما سمعته قليل من كثير فأجاب والله لقد انتصرتم للحق وانصفتمونا ولولا وجودكم لما ظهرت الحقيقة فقبلنا بحرارة وشكرنا على ما نقلناها فقلنا له لم نقم الا بواجبنا وما طرح هو ما تمليه الامانة الصحفية.



http://www.al-watan.com/viewnews.asp...F50&d=20101206