ماهوا المطلوب منا بالخارج من اجل الجنوب ..بقلم الصميل المعرجم

[بندر جديد]

نحن بحاجة الى مختلف الآراء لمحاولة معرفة دور الخارج في هذه المرحلة
ما كتبه ناصر قحطان يصلح كومضات اذا فهمناها

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
الجنوب بين مخاطبة الخارج والمزايدة على الداخل ( بقلم : ناصر قحطان )



صنعاء – لندن " عدن برس " خاص : 2 – 11 – 2010
أشعر بالفخر كجنوبي عندما أرى وسائل الإعلام العربية والغربية تنشر أخبار وصور فعاليات الحراك الجنوبي التي أصبحت ملئ السمع والبصر. تلك الفعاليات التي تجاوزت حسابات المصالح والصفقات التي تسيطر على وسائل الإعلام العربية وأرغمتها على التغطية والنشر ولو في الحدود الدنيا للتغطية. أشعر بالفخر كجنوبي عندما أرى أننا ورغم قلة عددنا أستطعنا أن نحقق في فترة قصيرة في أعمار الشعوب ما لم تستطع ملايين الشمال الأسفل من تحقيقه في عقود. أشعر بالفخر وأنا أرى فعاليات الحراك الجنوبي تخرج قادة الجنوب من كهوفهم.

أشعر بالأسى كجنوبي عندما أرى سباق بعض الجنوبيين على رفع طموحات الداخل والمزايدة على آماله وأحلامه. اشهر بالأسى عندما لا أرى الجنوبيين– جنوبيي الخارج خصوصاً- وقد توجهوا بخطابهم نحو الغرب الذي نرفع أعلامه في فعاليات الحراك الجنوبي من وقت لآخر. أشعر بالأسى عندما أرى الكثير من جنوبيي الخارج الذي كنا نعول عليهم بسبب سعة الهامش المتوفر لديهم وقد تفرغوا لمخاطبة الداخل المشحون قبل ظهورهم أصلاً. يخاطبون الداخل وكأنهم في حملة إنتخابية يريدون منها ضمان أكبر قدر من الأصوات ولو بالمزايدة.


أتسائل كل يوم أقرأ فيه بيان معنون بإسم "الرئيس" علي سالم البيض في كل مناسبة وبدون مناسبة أحياناً, أتسائل وأنا أقرأ البيانات "الرئاسية" المكتوبة باللغة العربية والموجهة للداخل الجنوبي, أتسائل عن هدف هذه البيانات, أتسائل عن المحرك لها. الغرض الوحيد الذي يظهر لي من تلك البيانات هو أنها بيان حجز موقع في الداخل الجنوبي فقط. رغم أن المطلوب من جنوبيي الخارج, والسيد البيض على رأسهم هو مخاطبة الخارج وبلغة يفهمها لا مخاطبة الداخل الذي لن يستفيد أي شيء من كم البيانات والخطابات الموجهة له من الخارج الجنوبي.


نماذج جنوبية قليلة جداً لم تسابق على حجز كراسي في مهرجان المزايدة على الجنوب. نماذج لا تتصرف وكأن الإستقلال غداً أو الأسبوع القادم أو كحد أعلى الشهر القادم. شارك لطفي شطارة ضمن عمله الصامت في مخاطبة الغرب في ندوة خاصة باليمن نظمها معهد الدراسات الملكي البريطاني شتهام هاوس. وقد شارك في الندوة عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى اليمني وجلال يعقوب مساعد وزير المالية اليمني ووزير التنمية البريطاني آلن دونكن. كتب بعضهم في المنتديات الجنوبية أن لطفي خائن لمشاركته في ندوة فيها شماليين.


وكأن المطلوب من جميع الجنوبيين وجنوبيي الخارج على وجه الخصوص عدم المشاركة في أي ندوة تعقد في الغرب يشارك فيها شماليين. بل الواجب ترك الشماليين يعرضون قضيتهم في الخارج وبلغة يفهمها الخارج دون منافستهم أو الوقوف أمامهم. الواجب ترك الشماليين يخبرون الغرب ليلاً نهاراً أن هناك علاقة بين الحراك والقاعدة. وكأنه لا يجب على الجنوبيين الإنشغال بمخاطبة الغرب بلغته, بل أن عليهم فقط أن يخاطبوا الداخل وبلغة عربية إحتفالية مهرجاناتية تندد بالإحتلال البغيض وتعد بالتحرير القادم على ظهر البيانات.


النموذج الثاني الذي أتمنى أن تكون معلوماتي عنه دقيقة هو عبدالله علي بن علي الذي أخبرني أحد الأصدقاء ضاحكاً أن عبدالله ربما هو الوحيد من الناشطين الجنوبيين الذي يصحى في "الصباح" ليمارس الرياضة والذهاب للدراسة, الدراسة التي ستمكنه وهو الناشط الجنوبي من مخاطبة بريطانيا بلغة تفهمها بريطانيا. لا مخاطبة الداخل بخطابات بالروح والدم ثم النوم حتى العصر. عبدالله الذي واجه تهم التخوين لأنه رفض رفع أعلام الكيانات السياسية في فعاليات الحراك الجنوبي في بريطانيا لأن الخارج لا يهتم بأعلام هذا الكيان أو ذاك.


نموذج آخر أتمنى أن تكون معلوماتي عنه دقيقة أيضاً هو محمد عبدالرحمن العبادي الذي أخبرني أكثر من شخص أنه لم يتوقف عن مخاطبة ومراسلة وزيارة المنظمات والدوائر الرسمية في الولايات المتحدة الأمريكية منذ أن وصل إليها بعد حرب 1994. يكتب إليها محملاً بوثائق وصور لا تتوقف عن الجنوب وما يحصل في الجنوب منذ 1994. العبادي لم يخاطب الداخل إلا معتذراً عن ما حدث للجنوب منذ الإستقلال حتى 1990 وهو بإعتذاره لم يبالي بكم الاصوات التي سيخسرها ولم يبدو عليه أنه يحاول حجز كرسي في مهرجان المزايدة.


أحمد باحبيب أيضاً, نموذج للجنوبي الذي سخر معرفته الجيدة بالمؤسسات الأمريكية وبطرق عملها لصالح التعريف بالقضية الجنوبية, أحمد باحبيب لم يدخل في سباق المزايدة على الداخل, بل عمل وما زال يعمل على الخارج الأمريكي الذي يعرفه جيداً ولفترة كافية لأن يمتلك أساليب التخاطب معه. لا يكفي أن تكون جنوبياً, ولا يكفي أن تكون ناشطاً سياسياً أو إعلامياً أو حقوقياً, لا يكفي أبداً, لا يكفي أن تجيد الأنجليزية. يجب أن يكون لك برنامج عمل لصالح الجنوب, لا أن تسخر الجنوب من أجلك. أحمد با حبيب هو أحد هذه النماذج.


أقول لجنوبيي الخارج الغير ناشطين, فلتكونوا مشروع إعلامي جنوبي متحرك, مشروع يتحدث عن الجنوب بلغة يفهمها الغرب, مشروع يتحدث عن الجنوب لا مع الجنوب. أقول للناشطين الجنوبيين في الخارج, توقفوا عن شحن الجنوب, فهو لا يحتاج لشحنكم, فقد تحرك قبل ظهوركم أصلاً. خاطبوا الغرب, خاطبوا العالم وتعلموا لغته. أقول لقادة الجنوب, كفوا عن إطلاق البيانات الفرمانية بسبب وبدون سبب, فهي لن تزيد في قضيتنا شيء غير شق الصفوف ورفع الآمال. أقول لهم وجهوا جهودكم و(أموالكم) وإتصالاتكم للحديث عن الجنوب مع الخارج ليلاً نهاراً.


[email protected]