القضيه الجنوبيه في الصحافه العربيه والعالميه ( على الجميع التعليق ) 24\10

[عبدالله البلعسي]

الخليج .. ليعود اليمن بلاد العرب السعيد !

فيصل محمد العلي

تعالت أصوات كثيرة معبرة عن المخاوف المحتملة من تنظيم اليمن لبطولة كأس الخليج العشرين لكرة القدم، وذلك لما آلت إليه الأوضاع الأمنية الداخلية المتوترة، سواء مع القبائل الحوثية أو في القسم الجنوبي المطالب بالانفصال، في حين تتجدد الانفجارات الإرهابية في بعض المحافظات اليمنية كان آخرها في محافظة (أبين) التي ستستضيف ملاعبها بعض المباريات، في الحقيقة تظل مخاوف الاتحادات والجماهير الخليجية مشروعة على الرغم من التطمينات الرسمية بالاستعدادات الأمنية المكثفة التي ستشيع الأجواء الآمنة والمستقرة لهذه الاستضافة.
إدراك السياسيين للصلة بين الرياضة والسياسة وخاصة عندما يتعلق الأمر بنفوذ لعبة كرة القدم كونها أداة سياسية بحد ذاتها، فيقول «هينري كيسنجر» أحد أهم السياسيين الأميركيين السابقين: (إن الأشياء الثلاثة التي تحتاج إليها الدول لكي تنال الاعتراف هي العُملة، والجيش، وفريق كرة قدم) والشواهد كثيرة على الفرص التي تقدمها هذه اللعبة في توحيد الشعوب داخلياً حول علم الدولة، مثل ما حدث في إسبانيا عندما فاز فريقها بكأس العالم 2010 بلاعبين من سكان إقليمي كتالونيا والباسيك المتصدع في علاقته، قاد هذا الفوز إلى تأجيج المشاعر القومية الاسبانية الودية منذ الحرب الأهلية الاسبانية (1936-1938).
إن المأمول من إسناد تنظيم اليمن لبطولة كأس الخليج هو إذكاء الشعور الوطني ولملمة الشتات اليمني المتصارع، وتكون مفتاحا لحل الأزمات الأمنية، ومسببا لدعم الحكومة لمكافحة الإرهاب والشقاق وتجنب ارتداداته وتأثيراته على الدول الخليجية في بُعد استراتيجي أمني – اقتصادي مهم لجميع الأطراف إن حَسُن استغلاها من قبل السلطات الحكومية، كما أن هذا التنظيم يُعد خطوة في إطار دمج اليمن ضمن المنظومة الخليجية وتأهيلها اقتصادياً لسد الفجوة الاقتصادية للفرد اليمني مقارنة بالمواطن الخليجي عن طريق العائدات المالية للبطولة وغيرها من المساعدات المتنوعة لهم، أسوه بالاتحاد الأوروبي بمعاملته مع دول شرق أوروبا الفقيرة.
يراهن البعض على فشل اليمن في تنظيم «خليجي» القادم كما كان الرهان على فشل جنوب إفريقيا في تنظيم المونديال العالمي فهي لا تملك البنية التحتية المناسبة ولا الخبرة التنظيمية الكافية، ولا الأمن المطمئن للفرق والجماهير الكروية، فاليمن يمر بظروف مشابهة بالتي مرت بها جنوب إفريقيا التي حققت نجاحا تنظيميا كبيراً. وعليه هل ينجح اليمن الذي لم يعد سعيداً كما كان يُسمى قديماً في تنظيم خليجي (20) التي تبدو صعبة ولكنها ضرورية ليعود اليمن بلاداً عربياً سعيداً؟
***
بلاد العرب السعيد: هي تسمية أطلقها الرومان واليونان على اليمن لشهرتها بعجائب الأبنية المتفوقة هندسيا ولا سيما سد مأرب الشهير كما تميزت بالزراعة والتجارة وهي من أغنى ممالك العالم المتحضرة بزمانها.
[email protected]
http://www.aldaronline.com/Dar/Detai...ticleID=120983