عيدروس النقيب يعترف بأخطا الاشتراكي سابقا

[محمدين]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمندان لحج

س 20.اشكر لك صراحتك ولقد بهرتنا ثقافتك وتعمقك السياسي، أريد منك إجابة تشفي غليلي وهي إنني أتكلم عن نفسي وذلك بسبب القناعات أو التعبئة السابقة من البعض وهي إن الحزب الاشتراكي قبل الوحدة حزب ظلامي ولا ديني ويؤمن بالحياة مادة، حزب يقدس ماركس ولينين
حزب ينشر الرذيلة أكثر من الفضيلة، حزب يقتل أبناء شعبه المخالفين له ولو بناء على الإشاعة، حزب دكتاتور. . .أريدك أن تزيل هذه الشبه عني لأنكم أن كنتم كذلك فإننا لا نستطيع مجاراتكم ولا حبكم لأنكم خالفتم الكثير من تعاليم ديننا الحنيف، اعذرني على قساوة السؤال لان في داخلي نار ضدكم.
ج. أولا : أعتذر للسادة القراء لانقطاعي عن التواصل معهم، لسفري في المحافظات حيث لا خدمة للانترنت، ولم أفتح الصفحة إلا الليلة ( بعد العاشرة مساء29/5/2010م).
وثانيا: ليس في سؤالك أي قسوة وقد سمعته من عشرات الناس الذين كانوا يقعون تحت تضليلات الأجهزة الدعائية والمخابراتية، وعلى مدى قرابة عشر سنوات على الأقل وهي فترة نشاطي في العاصمة صنعا قال لي أكثر من واحد أنه سمع هذه الدعاية وعندما التقى بالاشتراكيين اكتشف الكثير من الإنسانية والوفاء والنقاوة والأمانة ونكران الذات، أي عكس ما كان يسمع، طبعا، الاشتراكيين ليسوا أنبياء بطبيعة الحال ولكن لا بد أن يكون بينهم السلبي والضال عن سواء السبيل، والسالك في دروب الخطأ، مثلما في كل الأحزاب والقوى السياسية، لكن لم يكن بينهم لص أو محتال أو نصاب أو ناهب للمال العام بدليل أن كل قيادات الاشتراكي خرجوا من السلطة دون أن يورثوا لأولادهم حتى منزل سكن، لكن ما يقال عن الظلامية والديكتاتورية واللادينية وإلخ، قبل الوحدة كيف أصبح الحزب بعد الوحدة ولماذا تغيرت نظرة الناس عن الاشتراكي والاشتراكيين؟
باختصار يا سيدي هناك معصية واحدة ارتكبها الحزب الاشتراكي اليمني هي أنه ساوى بين الفقراء والأغنياء وجعل ابن عامل النظافة المتفوق في دراسته والنزيه في سلوكه والأمين على حقوق الناس مسئولا على ابن الأكابر الضعيف العاجز الأقل كفاءة، وأراد الحزب أن يقيم العدل بين الناس في توزيع الثروة بين الأغنياء والفقراء ، ورفض التمييز بين الناس على أساس العرق أو اللون أو الانتماء السلالي أو الفئوي أو الطبقي. لا أود أن أكرر ما قلته في لقاءات سابقة أنه ومن ثمرة هذه السياسات (رغم ما رافقها من أخطاء) تحقيق مجموعة من المكاسب للمستضعفين فصار بمقدور كل مواطن أي كان وضعه الاجتماعي أن يعالج مجانا، وأن يحصل على فرصة العمل، وأن يعلم ابنه ويسكنه في القسم الداخلي بحيث يتغذى ويسكن ويحصل على الملابس والتدريبات العملية، وفلوس الجيب، وعندما يدخل الجامعة يحصل على المنحة الدراسية فلا يخسر عليه أهله إلا ما يقتضي بعض الاحتياجات الترفيه، ونجم عن هذا تخرج آلاف الكوادر من أبناء الفلاحين والفقراء، واختفى الفقر والبطالة وانعدمت بعض الأوبئة التي استأنفت الانتشار من جديد بفضل السياسات الجديدة بعد 1994م كالملاريا، والجدري وحمى الضنك، والبلهارسيا وغيرها .
هذه السياسات رافقتها أخطاء معينة من نوع مصادرة بعض أملاك الأغنياء وتصنيفهم على أنهم استغلاليين، أو ممارسة بعض الصراعات الداخلية القاسية التي كان ضحاياها مناضلي الحزب ولا أحد سواهم.
لكن عليك أنت تلاحظ أن كل الإشاعات التي كانت تقال عن الحزب ارتبطت بفترة وجوده في السلطة، اليوم وبعد خروجه من السلطة لم يعد هناك من يكرر هذه الإشاعات لأن الحزب لم يعد يهدد مصالح أحد، لكن من غير المنتظر من ذلك الذي يرى أن دمه أنقى من دم الرعية، ومقامه أعلى من مقام البقية، وحقه أوسع من حقوق غيره أن يرضى بأن تساوي بينه وبين الناس البسطاء العايشين على عرقهم وجهدهم الشريف وعملهم النظيف، ذلك هو ما أغضب بعض المتعالين والمستكبرين من الحزب الاشتراكي اليمني.
طبعا لم أفهم ما معنى الحياة مادة ولا أريد الخوض في مفهوم الحياة، لكن المعروف أن الكائن الحي له شقان، شق أول مادي: وهو اللحم والدم والعظام (بالنسبة للحيوان والإنسان) والأنسجة والأعضاء وغيرها، وشق ثاني روحي، وهو الروح والعقل والفكر والنفس والمعنويات والإخلاقيات والقيم (بالنسبة للانسان أيضا) وهناك كائنات أخرى بأقل أو أكثر من هذه العناصر، لكن لا وجود للحياة بدون المادة، ولا بدون الروح، بينما يمكن وجود العديد من العوالم المادية بدون الحياة، والمسألة محسومة منذ بدء الخليقة، وهذه القضية هي موضوع بحث الفلاسفة وعلماء النفس والاجتماع .
على كل حال هذه الصراعات الإيديولوجية صارت من الماضي واليوم الكثير ممن كانوا يروجون تلك الإشاعات أو يصدقونها هم أصدقاء للحزب الاشتراكي ومن المدافعين عنه.
أرجوا أن أكون قد خففت من النار التي في داخلك.

شكرا حبيبي

والدكتور عيدروس كانت اجاباته منطقية
الاعتراف بالحق فضيله