الى المتفردين بالغوغاء والمتنكرين للقيم الاخلاقيه في السياسه والمثاقفه

[الرأي العام]

عزيزي كاتب المقال المحترم ..
بقدر ما لهذا الموضوع من اشارات هامة يتوجب التوقف عندها ، وتفحصها وفرزها ..
لكن تلك الاشارات تبقى عائمة في بحر واسع من القضايا ..
والفكرة بعموميتها تشكل معضلة حقيقية في تناولنا لقضية وطنية مصيرية ..
يعبث بها العابثون من كل اتجاه .. اعلاميا وفكريا واخلاقيا وسياسيا وسلوكا ثقافيا ..
كنت اتمنى من قلم رائع مثلك أن يكون اكثر تحديدا ودقة في الطرح حتى نستطيع مسك الخيوط
المتهتكة التي هي بحاجة للاصلاح وجبر التلف التي اصابها .
والنقد له اتجاهات متعددة واساليب كثيرة ، وهو أداة ذات وجهين .
إما ان يكون بمثابة الضرب على طاولة الغافل والجاهل والنائم
وإما ضوءا ساطعا على مكامن التآمر والدسائس والمكر والخداع .
وفي كلا الحالتين يأتي دور الموضوعية في النقد المرتكز على الدلائل والتحليل العلمي والمنطق .
قضيتنا في جانبها الاعلامي والسياسي والاخلاقي تعاني من ثغرات خطيرة
تكاد ان تتسع ويصعب معها الرتق ، إلا اذا ما ارتقت الصفوة والنخبة من المجتمع الجنوبي
وسارعت لتدارك ما لا يحمد عقباه من انهيارات سوف تتوالى في جسد الحراك الجنوبي .
هناك من الاقلام الجنوبية ما يلعب دور معول الهدم ودور عود الثقاب لاشعال الحرائق بين صفوف الجنوبيين
ومنهم من يلعب دور المصلح والناصح والموجه ، ولكن في وسط جو صاخب ومتناثر الاوراق .
وهناك من يستل قلمه فقط من لفت الانظار واثبات الوجود حتى لو تطلب الأمر هدم البيت الجنوبي كله .
هناك وعي لم ينضج بعد ، ونماذجة كثير ة ، ووعي آخر يرى الصورة على حقيقتها ويتعاطى معها بحذر بما ينفع الجنوب . ولكن للاسف ترمى باقذع الكلمات والتهم .
هناك اشكالية حقيقة في فهم المبادىء العامة للقضية الجنوبية ومتطلباتها كفكر وسياسة واخلاق وثقافة .
كيف نستطيع انتشال هذه الصورة الباهتة من إطارها المزري ؟