قــــبـــائـــل الـــيـــمـــن تـــتــــبــــراء مــن كــل انــفــصــالي خــائن

[أبو عامر اليافعي]

قال سبحانه وتعالى :

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)

وقال المفسرون في تفسير الآية :

قال البغوي في تفسير الآية : (لِتَعَارَفُوا) لِيَعْرِف بعضكم بعضا في قرب النسب وبُعْدِه ، لا لِيَتَفَاخَرُوا .
وقال ابن عطية في تفسيره : وقصد هذه الآية التسوية بين الناس ، ثم قال تعالى : (وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) ، أي : لئلا تَفَاخَرُوا ، ويُريد بعضكم أن يَكون أكْرَم مِن بعض ، فإن الطريق إلى الكرم غير هذا (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) .

وقال ابن كثير : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) ، أي : ليحصل التعارف بينهم ، كل يرجع إلى قبيلته . وقال مجاهد في قوله عز وجل (لِتَعَارَفُوا) : كما يُقال فلان ابن فلان من كذا وكذا ، أي : مِن قَبيلة كذا وكذا . اهـ .

وقال القرطبي : (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ) الشعوب رؤوس القبائل مثل ربيعة ومضر والأوس والخزرج .

الى هنا انتهى النقل.

وبناءا لهذه التفسيرات من العلماء الاجلاء فالقبيلة ليست مجال للتفاخر ( كمثل قبيلي ولي الفخر)

ولا للتمييز بين الاعراق كمثل هذا هندي وصومالي وحبشي كما يطلق على الجنوبيين ازلام النظام ومنبطحيه.

الاسلام قضى على العصبية القبلية والتفاخر بها لانها من عادات الجاهلية المذمومة ولا يحق لمسلم ان يطعن باعراق الناس لانه كما جاء في الحديث الصحيح ( كلكم لآدم وآدم من التراب)

ولكن يمكنك انتقاد الاخلاق غير السوية مثل اللف والدوران والظلم والقهر والباطل والكذب وخداع الناس وتبرير الظلم وتحسينه للناس يعني بشكل عام ( الدحبشة) كمصطلح يطلق على اصحابه.

والاسلام عز الناس بالاسلام وليس بالدم والجنس كما قال الشاعر:

لـعَمْرُك ما الإنسان إلا بـِدينــه *** فلا تترك التقوى اتـّـكالا على النّسبْ
فقد رفع الإسلامُ سلمانَ فارسٍ *** وقد وضع الشركُ الشريف أبا لهـبْ

وعليه نقول ونوجه كلامنا لمن يفتخرون بالقبيلة وعفونتها بان ينظرون الى احوالهم التي لاتعبر الا عن الماساة والغبن الشديد

وما اتت به القبيلة للاسف كسلوك الا الثار وشبوة اكثر المناطق تاثرا بالثار والذي يحصد الارواح المؤمنة بدون اي ذنب تحت حمية العصبية الهمجاء والقبلية العوجاء

وما يحدث في شبوة من الاقتتال بين القبائل الا افرازا لشيئيين هما

1- عودة القبيلة بكل تخلفها الى شبوة وترك الحق والانغماس بمشاكل ومنازعات لاتمت للاسلام ولا للقوانين بصلة تحت اسم التفاخر بالقبيلة .

2- تغذية نظام الاحتلال لاي خلافات مهما كان صغؤ شأنها وجعلها تمس اخلاق الناس وتكبيرها حتى تتفجر دماء واشلاء وهي المستفيد الوحيد من كل ذلك حتى ينشغل الناس بهمومهم التي ليس لها اساس ديني او انساني ونسيان الظلم الاكبر وضياع الحق .

كما قال الشاعر القردعي :

كلن يرد العوجاء على الثاني *** وكلكم تحت عود اعوج تجرونه

وما اجتماع مشايخ العوالق الا في نسق ماتريده السلطة لان المشائخ لايقبلون بالنظام والتطور وهذا امر بديهي لان التطور وسيادة القانون يسلب منهم صلاحياتهم وترفعهم على اعضاء القبيلة ويسحب منهم امتيازات ماكانت لتتوفر اذا ساد النظام والقانون .

فالقبيلة وسيادة القانون لا يجتمعان . لان كل نظم القبيلة تناقض نظم القانون والمساواة.

وعليه فقد كان اجتماع القبائل واينما وجد وفي اي مكان لن يخرج بغير ماخرجت به مشائخ العوالق وهو تعبير عن روح النظام الموجود في صنعاء . لانه نظام قبلي بكلما تعنيه الكلمة من معنى .

ونحن هنا قبيلتنا جميعا هي الجنوب العربي من اقصاه الى اقصاه لافرق بين يافعي وحضرمي وضالعي وعولقي وعدني ولحجي ومهري وكازمي وصبيحي وردفاني وعوذلي وفضي ومصعبي وواحدي وبيحاني وعزيبي وعقربي وغير ذلك

وهذه الاسماء لنتعارف بها فقط ولا ننشد منها سوى التعارف فقط .

وننشد سيادة القانون والاخلاق الجنوبية على عموم الوطن الجنوبي .

هذا ما اراه في القبيلة وهو راي مقتنع فيه ومؤمن به اشد الايمان.




فالقبيلة ليست مجال للتفاخر ابدا ابدا . وانما هي مكارم الاخلاق التي تتفاخر بها الامم.

قـُل للــذي بصروف الدّهـــر عيّرنا .......... هل عاند الدّهــــرُ إلاّ من له خطــــرُ
أما ترى البحــــرَ تطفو فوقه جيـفٌ .......... ويســتقـرُّ بأقصـى قعـرهِ الـــــدُّررُ
فإن تكن عبثــت أيدي الزّمــان ِ بنا .......... و نالنا من تمــادي بؤســــهِ ضـــررُ
ففي السّـمــاءِ نجومٌ ما لها عـــددٌ .......... وليس يُكســــفُ إلاّ الشمـــسُ والقمـرُ