تصريحات علي ناصر محمد تنقل الأزمة بين صنعاء و”قادة الخارج” إلى العلن

[أبو عامر اليافعي]

صنعاء تحذر"مثيرى الشغب" من تكرار الاحتجاجات



عدن- العرب أونلاين- وكالات: حذّرت السلطات اليمنية من وصفتهم بمثيرى الشغب فى المحافظات الجنوبية، بمحاسبة صارمة فى حال عاودوا حركة الاحتجاجات التى يقولون إنها بسبب عدم حصولهم على فرص الالتحاق بالسلك العسكري، فيما دعا الحزب الاشتراكى حلفاءه فى تكتل "أحزاب اللقاء المشترك" المعارض إلى تنظيم اعتصام تضامنى مع المعتقلين الأربعاء فى مقره بالعاصمة صنعاء.

وقال مصدر أمنى مسؤول إنّ الأجهزة الأمنية اليمنية اعتقلت عدداً من "العناصر التخريبية، ممن هم من الخارجين على الدستور والنظام والقانون والضالعين فى أعمال التخريب والشغب والفوضى والاعتداء على المواطنين ونهب الممتلكات الخاصة والعامة وقطع الطرقات وترويع الآمنين، فى مديرية ردفان الحبيلين ومديرية الضالع، وبغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية".

وشدد المصدر على أنّ "أجهزة الأمن والعدالة لن تتهاون أبداً مع أى عابث بالأمن والسكينة العامة فى المجتمع، أو من يحاول المساس بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعى وأيا كانت الجهة التى ينتمى إليها، وحيث سيتم مساءلته طبقا للدستور والقوانين النافذة".

وأكد عبد الله حسين الحدي، وكيل محافظة الضالع، اعتقال الأجهزة الأمنية خمسة متهمين من أصل ثمانية عشر مطلوباً بتهمة "إثارة الفوضى وأعمال الشغب والتخريب" فى مدينة الضالع، فيما أكدت مصادر محلية أنّ الأجهزة الأمنية اعتقلت عبده المعطرى رئيس جمعية المتقاعدين بالمحافظة، والقيادى الاشتراكى عبد الحميد طالب، ومحمد مسعد ناجى عضو المجلس المحلى بالمحافظة. كما قامت السلطات الأمنية بإلقاء القبض على سكرتير الحزب الاشتراكى فى محافظة عدن على منصر، والمحامى يحيى غالب، وأحمد عمر بن فريد وعلى هيثم الغريب، ومن محافظة لحج اعتقل العميد قاسم الداعرى رئيس جمعية متقاعدين ردفان ولحج.

وكانت "أوامر عليا" من مجلس الدفاع الوطنى اليمنى قد صدرت ليلة الثلاثاء ، قضت بإلقاء القبض على عدد من قادة الحراك الشعبى فى المحافظات الجنوبية عقب أحداث الشغب التى شهدتها الضالع وردفان اليومين الماضيين، والتى رافقتها اعتداءات على ممتلكات عامة وقطع خطوط المواصلات الرئيسة. وتشهد عدد من مدن المحافظات الجنوبية باليمن انتشاراً مكثفاً لوحدات من الجيش والأمن مدعمة بالدبابات منذ مساء الثلاثاء.

وكانت مدينة الضالع الواقعة جنوبى البلاد قد شهدت منذ الأحد الماضى مظاهرات وأعمال شغب نظّمها العشرات من الشباب احتجاجاً على رفض قبولهم فى صفوف الجيش باستثناء القليل منهم.

وقام المتظاهرون بقطع الطريق على طول الشارع الرئيس لمدينة الضالع ووضع الأحجار والبراميل فيها، وإحراق إطارات السيارات، حيث غطت سحب الدخان الكثيف سماء المدينة وأغلقت المحلات التجارية والمصالح الحكومية أبوابها، بينما واصل الشباب سدّ الشوارع الفرعية بالأحجار فى ظل غياب أمني.

وأشار شهود عيان إلى أنّ المتظاهرين قاموا بالاعتداء على مقر المؤتمر الشعبى العام "الحزب الحاكم" وتهشيم زجاجات نوافذه، بينما ردّ عليهم حارس المقر بوابل من الرصاص فى الهواء سعياً منهم لتفريق المهاجمين وإبعادهم عن المقر الذى حاولوا اقتحامه. وعلّل المتظاهرون سبب اعتدائهم على مقر المؤتمر الشعبى الحاكم بأنهم تلقوا رسائل استدعاء عن طريق مقرات المؤتمر فى المديريات لكى يذهبوا لتسجيل أسمائهم فى الجيش.

ونفى على حيدرة ماطر، أمين عام المجلس المحلى لمحافظة لحج، أن تكون قضية التجنيد السبب الرئيس الذى دفع الشباب إلى إثارة الشغب، وقال "إنّ هناك دوافع أخرى ليست مرتبطة بالتجنيد"، لافتاً الانتباه إلى أنّ السلطة المحلية لم تُجرِ حتى الآن الترتيبات اللازمة لاستقبال طالبى الالتحاق بالتجنيد العسكرى فى وزارتى الداخلية والدفاع، ومشيراً إلى أنّ حصة المحافظة من التجنيد هذا العام هى ألف حالة فقط.

إلى ذلك؛ أقرّت الأمانة العامة للحزب الاشتراكى اليمنى تنظيم اعتصام رمزى فى مقر اللجنة المركزية، للتنديد بالأعمال التى وصفتها بالقمعية والتضامن مع المعتقلين ومن وصفتهم بضحايا "العنف الرسمي" جراء الإحتجاجات الأخيرة