على الرئيس البيض أن يشكل فريق عمل حوله مطعم بالشباب المتمكنين الذين يستطيعون التواصل مع الداخل و الخارج... و هذا لا يعني أن يكونوا معه في مكتب واحد بل يمكن أن يتم التواصل معهم عن طريق النت, عن طريق موقع أو غرفة محادثات خاصة, يتم الإلتقاء بها أسبوعيا مثلا لدراسة المستجدات و أسلوب التعامل معها و توزيع المهام...إلخ... بدلا من الإعتماد على التواصل المباشر أو التواصل عن طريق مدير المكتب الذي يمثل جيل آخر بعيدا عن جيل الشباب الذي يعتمد عليه الحراك!!
لا يمكن أن نتعامل في القرن الحادي و العشرين بنفس أسلوب الستينات و السبعينات عندما كانت هناك حركات تحرر و معسكرات مختلفة في العالم.... قواعد اللعبة اليوم تغيرت و أكثر من يجيدها هم الشباب الذين إستطاعوا بإمكانياتهم البسيطة أن يستخدموا التكنولوجيا المعلوماتية و يتفوقوا فيها على النظام السنحاني.... لهذا يجب الإستفادة منهم و أن نتعلم منهم أكثر و أكثر!!
في نهاية التسعينات شاهدت مقابلة مع رئيس وزراء ولاية بادن-فورتمبيرغ الأسبق "لوثر إشبايت" الذي عين حينها مديرا عاما لإحدى كبرى الشركات الألمانية الشرقية من أجل إدخالها عالم السوق كمثل للإنتقال من الإقتصاد الإشتراكي إلى الإقتصاد الحر... فكان أول إجراء إتخذه هو فصل الكثير من العمال القدامى مما عرضه لنقد شديد من الكثير من الإقتصاديين كونه يفقد الشركة خبرة عريقة لا يمكن تعويضها بسهولة... فكان رده أن الزمن تغير و تقييم الخبرة أيضا تغير... و ذكر أنه إشترى جهاز فيديو حديث و لكنه لم يستطع تشغيله فإستدعى حفيده التلميذ في الإبتدائية الذي قام و بسرعة بتشغيل الجهاز و برمجته و بعد عدة دقائق أعطى جده جهاز التشغيل عن بعد و أراه أي زر يضغط حتى يشغل الجهاز و كيف يختار البرامج و يسجل......
ثم قال رئيس الوزراء السابق للمذيع ضاحكا... هذه هي قيمة الخبرة الحياتية الطويلة في هذا الزمن... بدلا من أن يلجأ الحفيد إلى جده ليساعده في إصلاح ما يخرب في البيت أصبح الجد هو الذي يحتاج مساعدة الحفيد في حل تعقيدات الحياة!!
__________________
درة الجنوب ...... الشهيد الطفل عبدالحكيم الحريري
|