الأخ الكوكب الضاوي
لن تجد عند أحد منهم ما تريد الجريمة التي مازالت تطارد الجنوب العربي على مدار السنوات الأربعين الماضية لن تلغى باعتذار باهت بل يجب أن تعد المحاكمات القضائية لكل من أقدم على جناية بحق الوطن والمواطن والتاريخ ، المحاكمات لهؤلاء يجب أن تكون من الأفكار المتداولة ، فهؤلاء المجرمين ألغوا بجرة قلم في الثلاثين من نوفمبر 1967م الهوية السياسية للجوب العربي ، ألغوا الإنسانية على الأرض ، خاصموا كل من حولهم تمسكوا بالإلحاد والكفر والضلال ، هؤلاء تجاوزا في جريمتهم كل الحدود ، وها هم اليوم يعودون ليس من أجل الوطن واستعادته هذه كذبة من الأكاذيب إنما يعودون لاستعادة سلطتهم وقانونهم وجبروتهم وطغيانهم ، يتحدثون عن ( جنوب ) تائه ، ( جنوب ) ليس له حدود وتاريخ ، ( جنوب ) مبهم فارغ من كل المضامين لأنهم يعلمون تمام العلم أن استعادة الجنوب العربي هو مخالف لأعرافهم التي توارثوها يوم أعدموا الجنوب العربي هوية سياسية وإنساناً ومستقبلاً تحت شعارات واهية هي من زجت بالجنوب العربي إلى ما هو فيه اليوم ...
تحت أي قانون في الدنيا ، هم مجرمين ، هم قتلة ، وهم أيضاً سفله رعاع ، تخرجوا من عقيدة ظالمة فتجاوزا بظلمهم كل الظالمين ، ليس للجنوب العربي أعداء أشد من هؤلاء ، يحدثونك بأن العدو هو اليمن المحتل ، وعندما تسألهم ومن جاء باليمن يقولون أجدادنا وأبائنا أخطأوا يوماً فأموا ثورة عرجاء في 14 أكتوبر ، وجاؤوا باستقلال جاهل في 30 نوفمبر ، كل ذلك من أجل اليمن وعيون اليمن ، ألا أنهم جهلاء خلفوا لأبنائهم جهلاً لم يعرف له التاريخ مثيلاً له ...
تأمل فقط في حضرموت التي شهدت بعد استقلال اندونيسيا هجرة حضرمية معاكسة ، فعاد من عاد من الحضارمة إلى المكلا وبدأت تدب الحياة فيها ليأتي هؤلاء الجهلة والرعاع بشعارات التأميم ويسلبون كل ما على الأرض من حياة ، يطاردون أصحاب الأموال ، ويقتلون زعماء القبائل والعشائر ، يسحلون العلماء في الشوارع ، حولوا حضرموت خلال سنوات حكمهم إلى معتقل كبير ، ووضعوا على رقبة حضرموت رقم ( 5 ) تماماً كما يفعل السجانين بسجنائهم يوم يعلقون على رقابهم أرقاماً لتميزهم عن غيرهم ...
لقد أثبتت التجربة الحاضرة أن هؤلاء لن يقبلوا بأي استعادة للون الجنوبي العربي أبداً ، فهم يدركون أن استعادة الجنوب العربي يعني بالتأكيد أن جريمة التاريخ ستذهب إلى القضاء وسيعلقون في المشانق لأنها نهاية حتمية لما اقترفته أيديهم من جرائم ضد الإنسانية الجنوبية العربية ...