الكفيف المبصر والمبصر الكفيف, الإهداء إلى المبصر المبصر ( أستاذي العزيز / فاروق ناصر

[عبدالله السنمي]

الاستاذ القدير/ أحمد عمر بن فريد ،، شكرا على توضيح رسالتك السابقة وفك شفرتها ، التي تاه الكثير في محاولة فك رموزها وذهبنا جميعا كل الى ما ذهب اليه .

الصورة المطروحة اليوم في مقالتك عن حالة بعض قادة الحراك ، فعلا هي صورة فيها من التناقض العجيب والغريب وازدواجية لمواقف تناقض بعضها البعض .

ورغم التساؤلات المنطقية والعقلية التي طرحتها عن معنى بقاء تلك القيادات في كنف هذه الاحزاب المحسوبة على معارضة نظام الجمهورية العربية اليمنية ، طالما هي معينة الآن بفك الارتباط والاستقلال من قبضة هذه الدولة التي تحتل الجنوب . لكننا ايضا بحاجة للتمعن في قراءة واقع الحراك الجنوبي بكل ملابساته لاستكشاف الاسباب الموضوعية والحقيقية لبقاء هؤلاء مرتبطبن حزبيا بهذه الاحزاب على الأقل شكليا على الرغم من انهم عمليا وواقعا لا يمارسون اي نشاط في إطار هذه الاحزاب .

وبرأيي الشخصي ان حالة التشظي والتفكك التي يعاني منها الحراك وعدم التوافق بين مكوناته على منهجية وبرامج عمل مشتركة هي من أهم الاسباب التي أخرت فك ارتباط هذه القيادات من أحزابهم ( المعارضة للنظام اليمني ) .

وأتصور أن هذه الحالة التي يتوجس بن فريد منها خيفة هي نتيجة لحالة التبعثر والتباعد وعدم الثقة بين قيادا مكونات الحراك الجنوبي ، وأن الوقت الذي يتحقق فيه قدرا معقولا من الاتفاق والتحالف بين تلك المكونات والقوى السياسية بشكل عام سوف لن يترددوا لحظة واحدة في قطع حبالهم من تلك ا لاحزاب الى غير رجعة ، والعودة الى أرضية جديدة وهوية جديدة لاحزاب الجنوب ( الاشتراكي والرابطة ) .

إذا نتمنى ان تدفع الجهود نحو تهيئة أرضية سياسية تتوافق فيها مكونات الحراك السلمي حتى تستطيع قيادات الحراك من خلالها خلع عباءات تلك الاحزاب ( المختلطة ) كخطوة أولى نحو الانطلاق الى استحقاقات أخرى تشترك فيها كافة القوى الجنوبية في التقدم الى مربعات أقرب الى الهدف الرئيسي للجنوب وهو الاستقلال ، واستعادة سيادة الدولة الجنوبية .