لا والله لن تزعزعنا هذه الأفكار السامة والمقارنات الفارغة من محتواها .
ثورة الجنوب وقادته رسموا أفضل مشهد لشعب عظيم ارتضى النضال السلمي أمام عدوه وأمام محتل وطنه ولن يكن بل ومن المستحيل أن تتجه البنادق إلى صدور أبناء الجنوب فليس من المعقول أن يكون نضالنا سلميا ضد العدو المشترك والمحتل البغيض وتتجه إلى صدور المظلومين والواقعين في براثن الاحتلال .
الكاتب صالح اليافعي وجد نفسه من غير سبيل وأدرك انه وقع في خطاء قاتل عندما رفض مجلس قيادة الثورة وصار الأمر عنادا فقط وتخريب طالما وقد وجد نفسه غير ذو أهمية .
أنانية مفرطة مغلفة بحرص جنوبي كاذب ونتن للأسف الشديد .
وأتمنى منه أن يعرف أن النضال في الميدان غير الكتابة في موقع إخباري والتفلسف من غير ضرورة بطريقة هد المعبد على الجميع .
مشكلة بعض الناس أنهم لا يستسيغون فكرة تعدد الآراء واختلاف وجهات النظر ويرون ذلك شر مستطير وويل وثبور لأنه يدل على ضيق أفق ومرض في القلوب وان لم يكن لآرائهم أهمية فمعناه أن الحياة بنظرهم في طريقها للجحيم .
أي حكمتيار وأي شاه مسعود يا صالح ؟ والله انك تتوهم أمورا لا أساس لها أبدا والجنوب متوحد الشعور والأحاسيس والرؤى الإستراتيجية والاختلافات الموجودة نعمة من الله لو كنت تعلم ولو اختفت من السطح وظهر التوحد الفكري وفي الرأي فمعناه أن الخطر كامن فيها حقيقة .
دع الناس تتنفس وتعبر وتختلف ففي ذلك الثراء والغنى الحقيقي للثورة وفيه احترام الرأي المخالف وبدون ذلك فنحن فاشلون .
عمر البشرية وفي كل تاريخها المتخم لم يكن هنالك من رأي واحد وفكر واحد أبدا لأنه يخالف الفطرة البشرية ولم نعرف ذلك إلا في الأنظمة الدكتاتورية والمتسلطة كمثل فرعون بقوله في محكم آيات القرآن الكريم :" لا أريكم إلا ما أرى وما أهديكم الا سبيل الرشاد" لكن هذا لا يمكن أن يحدث أبدا فلكل منا ثقافته وقدراته وبيئته التي ولد وعاش فيها ولكل منا مزاجه ورغباته ولكل منا علمه وثقافته وهذه هي سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله في الناس تبديلا.