اما اجابته بشأن تحريك الشارع؟
فقال " التحريك، لا أستطيع أن أقول ليس هناك احتقان، لا أستطيع أن أجاري الكلام الإعلامي المنمق بأنه لا يوجد احتقان، وهذا أمر معناه أننا في مجتمع ملائكي، مجتمع مثالي، فالاحتقانات موجودة لاسيما في مجتمع فقير، مجتمع عنده جوانب تخلف كثيرة، مجتمع أمّي، تسوده الأمية " .. كلام باجمال مغاير لكلام الرئيس الذي ينفي وجود أية احتقانات عندما قال في سياق خطابه التهديدي للمعارضة في حفل تخرج دفعات من كلية الحربية في 10 سبتمبر الجاري عندما قال ( أن الاحتقانات التي يروجون لها ليست إلا في رؤوس المحتقنين، أما الشعب فهو عظيم سواء في شمال الوطن وجنوبه أو في شرقه وغربه هذه احتقانات في رؤوس ناس محدودين ومعروفين منهم من هو من مخلفات النظام ألإمامي البائد والبعض من مخلفات الاستعمار والنظام الشمولي ومن فقدوا سلطة أو فقدوا جاها أو فقدوا منصبا".) هذا دليل واضح على التخبط الذي تعاني منه السلطة فرئيس الدولة يؤكد ويهدد وأمين عام حزبه الحاكم ينفي بل ويدلل نفيه بالأمية المستفحلة في المجتمع ولم يتحدث عن الأمية السياسية في السلطة التي ربما يقصد بها رئيسه .
ولعل الشي الذي يضحك في هرطقات باجمال هو إصراره على تصديق أكاذيبه ، فهو يروج لفكرة ويصر على تصديقها عندما يؤكد ( إن المؤتمر تأثر بالفساد السياسي العام ، وعموماً أنا أؤكد هنا أن تشطير اليمن خلال تلك العقود الطويلة كان أكبر عملية فساد سياسي في تاريخ اليمن المعاصر، وبالتالي تأثر الجميع بها، ونحن الآن في زمن مختلف، إنه زمن الوحدة ) ، نسى باجمال الموظف البسيط الذي عمل عضوا في اللجنة المركزية في عهد الجنوب والمنظر للاقتصاد الاشتراكي في الدائرة الاقتصادية بسكرتارية اللجنة المركزية ، وقتها كان يحصل على راتبه فقط عندما كانت هناك دولة ونظام وإدارة تحرم وصول أيادي اللصوص الى خزينة الدولة ، وعندما وصل الى صنعاء بعد خروجه من عدن عام 1988 وحتى قامت الوحدة في عام 1990 كان يتسول قوت يومه من " ديوان إلى أخر " ويشحت إيجار سكنه في صنعاء من بعض رجال الأعمال ، ولن أذكرهم لأنهم كانوا يعملون ذلك كحسنة جارية تجوز على الرجل الفقير والسياسي الشحات ، وخلال 17 عاما تحت جناح مؤسس دولة الفساد " علي عبدالله صالح " تفتحت شهيه باجمال على " الهبر " عندما أوكلت له رئاسة الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة ، والتي حفر فيها قبرا ودفن فيها إلى الأبد سنوات العوز والتسول ، لأنه يرفض أن يعيش الا من أموال غيره ، لا يؤمن بالشرف كسياسي محترف كما أدعى ، وكبقية شرفاء الجنوب الذين سبقوه إلى صنعاء عقب أحداث 13 يناير 86 ، ومنذ أن تولى ذلك المنصب خرج باجمال " محشرا " للفساد ومنتقما من سنوات الحرمان التي عاشها في الجنوب محروما من سرقة المال العام ، ففتح حامي الفاسدين " علي عبد الله صالح " أبواب حزبه لأكبر حوت جائع وهائج " يلطش " الذي أمامه ، حتى كون ثروة لا يعرف لها سقف ، وفي زمن قياسي لا يتجاوز 17 عاما فقط ، فالتشطير كان نعمة للشرفاء شمالا وجنوبا اما الوحدة فهي أكبر مفسدة للحزب الحاكم وقياداته على شاكلة باجمال .
أما رده المضحك فهو عن سؤال لماذا لا يلعب المؤتمر دوراً محورياً في مواجهة ثقافة الانفصال والنزعات الأحادية ؟ ، فقد جعل باجمال من نفسه " رامبو" صانع المعجزات بعضلاته المفتولة فقال " إننا كأفراد مستعدون أن نقاتل في الشوارع، أنا قضيتي الوحدة، وأن قضية الوحدة ليست خطاً أحمر فحسب، بل خط بالدم" .. هنا أراد باجمال إرضاء الرئيس " الدراكولا " الذي يسعد بأحاديث سفك الدماء بتصريحه الدموي ، فهو يجاري عقلية الرئيس المتوهم بأن الوحدة معمدة بالدم ، ثم خرج الدموي الحاوري الذي ظهر يتشدق بأن الدم سقى الوحدة ، وهو الذي لا تزال يداه ملطخة بدماء جندي المرور في الجولة بصنعاء ، وتم تعتيم القضية وتهريبه الى سوريا للعمل مسئولا عسكريا في السفارة بدمشق .
فعلا أن من يلعب بالنار سوف يحترق بها .. فشرارة النار قد اشتعلت في الجنوب ، والسبب بإيجاز هو استهتار سلطة بحقوق شعب الجنوب .. فـ" أكاذيب" باجمال و" فقاقيع" الرئيس المستهتر بحقوق الناس هي الزيت الذي سيشعل النار في كل أطراف الجنوب .. فهل من الحكمة مثلا أن يصف باجمال أن من خرج في اعتصامات المكلا هم من اللاجئين الصومال هناك .. أي استهتار وأية عنصرية يتلفظ بها شخص يدعي انه مسئول .. قد تكون بشرة البعض من أبناء حضرموت سمراء ومن مواليد الصومال او كينيا او تنزانيا ، ولكنهم يظلوا حضارم ، ويبدو أن حالة الهذيان التي يعيشها " بوق " السلطة ضد الجنوب وأبناؤه ( عبدالقادر باجمال ) أنسته هجرات الحضارم الى افريقيا واسيا وهو شرف لهذا الشعب في نقل الإسلام الى تلك القارات ، ام أنكم تتباهون بعراقة الهجرة الحضرمية الى تلك القارات عندما تريد السلطة استخدام ذلك لاستجداء استثماراتهم وأموالهم فقط .. الحديث عن البشرة في كلام باجمال يدل على أن الرجل تلاحقه عقدة النقص في الهوية ، وكشف عن حقد دفين في قلبه ليس على الجنوب فقط بل حتى على أبناء المحافظة التي ينسب نفسه اليها .. والتي أنجبت نقيضين الرمز حسن باعوم والقابع في سجون النظام وبشرف مع ثلاثة من أبناؤه رافضا المساومة وبكل كبرياء شامخا كالطود في الاعتراف بنظام قائم على السرقة والنهب .. و بين عبد القادر باجمال الذي لا يعرف الشرف ولم يسمع بشيء أسمه كرامة او كبرياء ، فلذا فأن " اللصوص على أشكالها تقع " .. فكرامة ووطنيته باعوم قادته الى السجن بفوطة .. وإبتذال باجمال ورخصه السياسي جعلته ينفث حقده على أبناء جلدته " حضرموت " وهو يرتدي أحدث صيحات الملابس الايطالية من " أرماني " او " كيلفن كلاين " .. فاستهزاء باجمال بباعوم لن يزيد الرجل القابع بالمعتقل وهو مريض الا شرفا ومجدا ، كما أن تقليل باجمال ورئيسه من رجالات الجنوب ، او الاستهانة بالحق الجنوبي سيدفع الضالع وأبين ولحج والمهرة وعدن وحضرموت أن تقدم قرابين الشهداء للخلاص والانعتاق ، وإشعالها نارا تحت أقدامهم ، فدولة الباطل ساعة و دولة الحق حتى قيام الساعة .
فهل يتعظ الرئيس من " فقاقيع " الجنوب قبل أن تتحول الى براكين تزلزله قبل حكمه ، والتي جعلته يشكل لها ألف لجنة ، وجعلته يستقبل عشرات الوفود الذي اعتقد أنهم يمثلون الجنوب .. فإذا كانت "فقاقيع" فلماذا الإشارة إليها في خطاباتكم .. ولماذا لجأت الى التهديد بالسلاح والعسكر والمؤسسة التي ستتحطم أمامها النزعات " الفقاقيعية " حد تعبيرك ، ولماذا التلويح بالسلاح والقوة التي لم تعد تخيف شباب الجنوب الذين يخرجون يوميا لمواجهة جنودك ، ولماذا هذا الارتعاش والاهتزاز إذا كانت دولة الوحدة قوية وصامدة كما تحاول أن تكذب على الخارج.. وإذا كنت واثقا من التفاف الجنوبيين حول "الوحدة" فلماذا لا تبرهن على ذلك وتخرص ألسن "الانفصاليين" وتجري استفتاء في الجنوب ويكون هذا الفرس وهذا الميدان وبشكل حضاري وسلمي حقنا للدماء وحفاظا على ما وجهك .. ما لم فتصريحات القوة التي من جانبك والتهديد بالسلاح من جانب تابعك سيء الذكر باجمال فما هي إلا تهديد واضح بنيتك وحزبك إشعال حرب أهلية بين شعب جائع وأخر يريد الخلاص من الاحتلال.. ولكن الثمن ستدفعه أنت وحكمك والأفقين الذين من حولك على شاكلة سيء الذكر عبد القادر باجمال .
|